رونالدو ومبابي فجّرا الجدل.. أيهما أقوى أمم أوروبا أم المونديال؟
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
جدد نجما كرة القدم العالمية كريستيانو رونالدو وكيليان مبابي الجدل في الأوساط الكروية حول المقارنة بين مسابقتي كأس أمم أوروبا وكأس العالم وذلك بعد أسابيع من نهاية النسخة 17 من يورو، التي احتضنتها ألمانيا في يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، وبداية النسخة المستحدثة من دوري الأمم الأوروبية.
وعقب وصوله لإنجاز تاريخي غير مسبوق في عالم الساحرة المستديرة، بتسجيله الهدف عدد 900 في مسيرته، فجّر أسطورة المنتخب البرتغالي رونالدو موجة من الجدل عندما اعتبر أن إحراز لقب كأس أمم أوروبا يعادل الفوز بكأس العالم.
وحقق رونالدو في سن 39 عاما، هدفه رقم 900، وذلك في شباك كرواتيا في الجولة الأولى من دوري الأمم الأوروبية، وعندما سأله أحد الصحفيين عن شعوره بعد هذا الإنجاز، وهل أنه يفتقد التتويج بالمونديال وهو اللقب الذي ينقص مشواره الملهم، رد مهاجم النصر السعودي أنه أحرز كأس أمم أوروبا (2016) وهو لقب يضاهي التتويج بالمونديال حسب تقديره.
ولم يكن "الدون" النجم الوحيد الذي أثار الجدل حول التنافس القوي في اليورو الذي يفوق ما تشهده منافسات كأس العالم، فقد سبقه إلى ذلك النجم الفرنسي كيليان مبابي، هداف مونديال 2022 في قطر، عندما صرح قبل انطلاق يورو 2024 أن التتويج بأمم أوروبا أصعب بكثير من الفوز بكأس العالم.
في الحقيقة، كانت تصريحات قائد المنتخب البرتغالي الذي وصل في تلك المباراة إلى هدفه الدولي 131، تنبع من رغبته في إظهار الجوانب المضيئة في مسيرته الكروية، لكنها كانت تحاول إظهار حقيقة أن كأس أمم أوروبا لا تزال منذ نشأتها في العام 1960، المسابقة التي تحظى باهتمام الأوساط الكروية في العالم وليس فقط في القارة العجوز.
أما مبابي، الذي قاد فرنسا لإحراز لقب مونديال روسيا 2018، فكانت تصريحاته تنبع من الانتقادات التي لاحقته بسبب عدم قدرته على قيادة بلاده لمجد قاري جديد بعد آخر إنجاز في يورو 2000.
ويرى رونالدو ومبابي أن "يورو"، التي كان منتخب إسبانيا آخر من توج بها في يوليو/تموز الماضي، تملك خصائص الإثارة والندية والقوة مما يجعلها أشد تنافسية وأكثر صعوبة، ذلك أن النسخة الأخيرة من المسابقة، شهدت الكثير من الأهداف الحاسمة إذ تم تسجيل 15 هدفا بعد الدقيقة 90 وفي الوقت المحتسب بدل الضائع، من بينها 3 أهداف في مباراتي نصف النهائي بين هولندا وإنجلترا من جهة، وألمانيا وإسبانيا من جهة ثانية.
وتكشف عديد المقاربات الإحصائية والأرقام أن كأس أمم أوروبا تعد من المسابقات الأشد تنافسية وصعوبة.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية فإن عدد المنتخبات صاحبة التصنيف الأفضل في ترتيب الفيفا المحتمل مواجهتها في يورو أكبر مما عليه في كأس العالم.
وضمن التقرير ذاته، تحدث بول ديتشي، المؤرخ المتخصص في الرياضة عن التنافس الشديد الذي تشهده كأس أمم أوروبا، مقارنة بالمونديال، قائلا إن "تقارب المستوى بين منتخبات يورو يبدو شديدا، وذلك من خلال الاطلاع على التصنيف الدولي لتلك المنتخبات في "فيفا".
ويأخذ المؤرخ ديتشي نتائج منتخب فرنسا مثالا على ذلك ليقول إن الأخير فاز في نصف مبارياته في يورو (28 مباراة من أصل 56) أما في المونديال فقد حقق الفرنسيون الفوز في 25 مباراة من أصل 39.
ويتابع أن عدة منتخبات نجحت في التتويج بلقب كأس العالم وأخفقت في امتحان يورو، على غرار فرنسا التي بلغت نهائي المونديال 4 مرات في آخر 6 نسخ، (1998 و2006 و2018 و2022) وتوجت باللقب مرتين، أما في كأس أمم أوروبا فقد بلغت النهائي في 2000 و2016 وتوجت مرة واحدة باللقب.
وتشير التقارير إلى أن عديد المنتخبات الأوروبية حققت في السابق نتائج لافتة في كأس العالم وعجزت عن ذلك في أمم أوروبا.
وفي مونديال 2002 ظهر المنتخب التركي بشكل مبهر وبلغ نصف النهائي، تماما كما فعل منتخبا وبلغاريا والسويد في مونديال 1994 وكرواتيا في مونديال 1998 و2018 (النهائي) ثم 2022 وبلجيكا في مونديال 2018 وجميعها منتخبات لم تحقق نتائج كبرى في يورو.
أما المنتخب الإنجليزي المتوج بكأس العالم عام 1966، فقد عجز حتى الآن رغم عراقته عن الفوز باليورو واكتفى بالنهائي في آخر نسختين.
ويرى عدد من النقاد أن كأس أمم أوروبا مسابقة قوية بدليل أن عدد المنتخبات المتأهلة للنهائيات لم يكن يتجاوز 8 منتخبات حتى نسخة 1992، ثم أصبح 16 منتخبا حتى 2012 قبل أن يرتفع لـ24 منتخبا في الوقت الحالي، وهو مؤشر يكشف أن الوصول للمباراة النهائية لم يكن أمرا سهلا بالمرة.
المونديال حلم الأجيالفي المقابل يعتقد عديد الفنيين أن كأس العالم لا يزال التظاهرة الكروية التي تسلب كل الاهتمام ويطمح إلى المشاركة فيها كل نجوم اللعبة الشعبية الأولى.
ويعتبر التونسي محمد الساحلي، مدرب نادي فولسبيرغر النمساوي، سابقا، أن المونديال واليورو مسابقتان لكل منهما خصائصها ومكامن القوة فيها، لكن التتويج بكأس العالم هو الأشد رسوخا والأعلى قيمة لمشوار أي نجم في كرة القدم.
يقول محمد الساحلي، في تصريحات للجزيرة نت: "المونديال يبقى المسابقة الكروية الأعظم، دربت كثيرا في أوروبا، وأعرف مكانة كأس أمم أوروبا لكن كأس العالم لها خصوصيتها ولها مكانتها، هناك مباريات لا تزال علامة فارقة وذكرى راسخة في الذاكرة مثل ألمانيا وهولندا في نهائي 1974 وفرنسا وإيطاليا في 2006 والأرجنتين وفرنسا في نهائي 2022 وكلها مباريات تكشف أن التتويج بكأس العالم له إثارته وأسس التنافس القوي فيه".
ويضيف الساحلي، المدرب الحالي للاتحاد المنستيري التونسي: "عندما تسأل طفلا صغيرا في أوروبا عن حلمه لو كان لاعب كرة قدم، سيجيبك حتما بأنه التتويج بكأس العالم، هذا لا ينفي أن أمم أوروبا لها من خصائص القوة والعراقة الكثير، لكن حدث المونديال يظل فوق كل التظاهرات الرياضية حتى في غياب بعض المنتخبات الكبرى عنه".
وعلى امتداد مشوار كأس العالم، منذ نشأتها حتى مونديال قطر 2022، سيطرت 8 دول فقط على اللقب وهي أوروغواي والأرجنتين والبرازيل من أميركا الجنوبية، وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا من أوروبا.
وفي المقابل أحرزت 10 بلدان لقب أمم أوروبا خلال 64 عاما وهي ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وهولندا والدانمارك والبرتغال واليونان والاتحاد السوفياتي وتشيكوسلوفاكيا، سابقا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کأس أمم أوروبا بکأس العالم کأس العالم فی موندیال فی یورو أن کأس
إقرأ أيضاً:
رونالدو في الـ40.. إنجازات تاريخية وأرقام لن تتكرر
البلاد- جدة
يحتفل نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو بعيد ميلاده الـ40 اليوم الأربعاء.
فيما يلي نستعرض مسيرة البرتغالي الدولي، نجم النصر السعودي، واللاعب السابق لريال مدريد ومانشستر يونايتد. – محطم الأرقام القياسية الدولية رونالدو هو أكثر لاعب سجل أهدافا دولية في تاريخ كرة القدم برصيد 135 هدفا. وتخطى الإيراني علي دائي، حامل الرقم القياسي السابق برصيد 108 أهداف، في عام 2021. ويعد رونالدو أكثر لاعب شارك في مباريات دولية؛ حيث شارك في 217 مباراة دولية، بعد أن تخطى رقم الكويتي بدر المطوع، الذي شارك في 196 مباراة دولية، في مارس 2023.
تجدر الإشارة إلى أن رونالدو، والأرجنتيني ليونيل ميسي (112 هدفًا) ودائي هم من سجلوا 100 هدف دولي، بينما وصل رونالدو فقط لـ200 مباراة دولية. – دوري أبطال أوروبا في دوري أبطال أوروبا أيضًا، يحمل رونالدو رقمين قياسيين؛ حيث سجل 141 هدفًا، وشارك في 187 مباراة.
كان رونالدو أول لاعب يصل لـ100 هدف، قبل عام واحد فقط من منافسه ميسي، رغم أن ميسي حقق هذا الرقم في 123 مباراة مقابل 137 لرونالدو. رونالدو هو اللاعب الوحيد الذي سجل في ثلاث مباريات نهائية بدوري أبطال أوروبا، كما أنه يحمل الرقم القياسي من حيث عدد تسجيل الأهداف في موسم واحد بالبطولة؛ حيث سجل 17 هدفًا في نسخة 2013-2014، وسجل في 11 مباراة متتالية. سجل رونالدو 10 أهداف في مرمى يوفنتوس، وهو أكبر عدد من الأهداف يسجله أي لاعب في مرمى منافس واحد. لدى ميسي 129 هدفًا، ووصل روبرت ليفاندوفسكي إلى 103 أهداف هذا الموسم، ليصبحا برفقة رونالدو هم فقط من سجلوا مئة هدف أو أكثر في البطولة. – ريال مدريد رونالدو هو الهداف التاريخي للفريق برصيد 450 هدفًا، تقريبًا بفارق 100 هدف عن صاحب المركز الثاني كريم بنزيما (354 هدفًا). سجل هذه الأهداف في 438 مباراة فقط مع الفريق، ما يمنحه معدلًا أفضل من هدف في كل مباراة، بمتوسط 50 هدفًا في كل موسم من مواسمه التسعة. وأحرز رونالدو 61 هدفًا في كل المسابقات في موسم 2014-2015، وأقل بهدف مما سجله في موسم 2011-2012. – مانشستر يونايتد سجل رونالدو 118 هدفًا في فترته الأولى مع مانشستر يونايتد، خلال الفترة التي شهدت انضمامه من سبورتينج لشبونة في 2003 ورحيله لريال مدريد في 2009 في أغلى صفقة وقتها؛ حيث بلغت قيمة الصفقة 80 مليون جنيه إسترليني (100 مليون دولار). وعاد لمانشستر بعد أكثر من عقد من الزمن في عام 2021، وسجل 24 هدفًا في أول موسم له، وسجل ثلاثة أهداف بعدها قبل أن يتم إنهاء عقده في ديسمبر عام 2022. وجاء أبرز مواسم رونالدو مع مانشستر يونايتد (2007-2008) حيث فاز بجائزة الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي، بعدما سجل 31 هدفا بالدوري و42 هدفا في كافة المسابقات. – ألقاب رونالدو توج رونالدو بـ5 ألقاب لدوري أبطال أوروبا، من بينها 4 مع الريال، ولقب مع مانشستر يونايتد في عام 2008، حيث كان هذا هو أول ألقابه. فاز بجائزة الكرة الذهبية، التي تمنح لأفضل لاعب في العالم، 5 مرات، وهو عدد يتفوق عليه فقط نجم الأرجنتين ميسي الذي فاز بها 8 مرات. كما حصل على جائزة خاصة لإنجازاته المهنية المتميزة في جوائز الأفضل التابعة للاتحاد الدوري لكرة القدم “فيفا” لعام 2021. وتوج مع ريال مدريد بلقبين للدوري الإسباني، وكأس ملك إسبانيا وكأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الأوروبي، مرتين، بالإضافة لـ3 ألقاب لكأس العالم للأندية. ومع مانشستر يونايتد، توج رونالدو بثلاثة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنجليزي، ولقبين لكأس الرابطة، وكأس الدرع الخيرية ولقب كأس العالم للأندية. توج رونالدو بلقبين للدوري الإيطالي مع يوفنتوس، ليحصد سبع ألقاب للدوري في مسابقات مختلفة، كما فاز بكأس إيطاليا ولقبين لكأس السوبر الإيطالي. وتتضمن مسيرته أيضا تتويجه بلقب بطولة أمم أوروبا 2016 ودوري أمم أوروبا موسم 2018-2019 مع المنتخب البرتغالي، كما فاز بكأس السوبر البرتغالي مع سبورتينج، وكأس العرب للأندية الأبطال مع النصر السعودي. وفاز رونالدو بالحذاء الذهبي الأوروبي 4 مرات، وكان هدافا ليورو 2020، وسجل 923 هدفًا في مسيرته في 1263 مباراة خاضها.