جدد نجما كرة القدم العالمية كريستيانو رونالدو وكيليان مبابي الجدل في الأوساط الكروية حول المقارنة بين مسابقتي كأس أمم أوروبا وكأس العالم وذلك بعد أسابيع من نهاية النسخة 17 من يورو، التي احتضنتها ألمانيا في يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، وبداية النسخة المستحدثة من دوري الأمم الأوروبية.

وعقب وصوله لإنجاز تاريخي غير مسبوق في عالم الساحرة المستديرة، بتسجيله الهدف عدد 900 في مسيرته، فجّر أسطورة المنتخب البرتغالي رونالدو موجة من الجدل عندما اعتبر أن إحراز لقب كأس أمم أوروبا يعادل الفوز بكأس العالم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا يستفز النيجيري أوسيمين مورينيو؟list 2 of 2شاهد.. ملخص تعادل هولندا وألمانيا بدوري الأمم الأوروبيةend of list

وحقق رونالدو في سن 39 عاما، هدفه رقم 900، وذلك في شباك كرواتيا في الجولة الأولى من دوري الأمم الأوروبية، وعندما سأله أحد الصحفيين عن شعوره بعد هذا الإنجاز، وهل أنه يفتقد التتويج بالمونديال وهو اللقب الذي ينقص مشواره الملهم، رد مهاجم النصر السعودي أنه أحرز كأس أمم أوروبا (2016) وهو لقب يضاهي التتويج بالمونديال حسب تقديره.

ولم يكن "الدون" النجم الوحيد الذي أثار الجدل حول التنافس القوي في اليورو الذي يفوق ما تشهده منافسات كأس العالم، فقد سبقه إلى ذلك النجم الفرنسي كيليان مبابي، هداف مونديال 2022 في قطر، عندما صرح قبل انطلاق يورو 2024 أن التتويج بأمم أوروبا أصعب بكثير من الفوز بكأس العالم.

البرتغال بقيادة رونالدو توجت بلقب أمم أوروبا عام 2016 (رويترز) تنافس قوي وأرقام لافتة

في الحقيقة، كانت تصريحات قائد المنتخب البرتغالي الذي وصل في تلك المباراة إلى هدفه الدولي 131، تنبع من رغبته في إظهار الجوانب المضيئة في مسيرته الكروية، لكنها كانت تحاول إظهار حقيقة أن كأس أمم أوروبا لا تزال منذ نشأتها في العام 1960، المسابقة التي تحظى باهتمام الأوساط الكروية في العالم وليس فقط في القارة العجوز.

أما مبابي، الذي قاد فرنسا لإحراز لقب مونديال روسيا 2018، فكانت تصريحاته تنبع من الانتقادات التي لاحقته بسبب عدم قدرته على قيادة بلاده لمجد قاري جديد بعد آخر إنجاز في يورو 2000.

ويرى رونالدو ومبابي أن "يورو"، التي كان منتخب إسبانيا آخر من توج بها في يوليو/تموز الماضي، تملك خصائص الإثارة والندية والقوة مما يجعلها أشد تنافسية وأكثر صعوبة، ذلك أن النسخة الأخيرة من المسابقة، شهدت الكثير من الأهداف الحاسمة إذ تم تسجيل 15 هدفا بعد الدقيقة 90 وفي الوقت المحتسب بدل الضائع، من بينها 3 أهداف في مباراتي نصف النهائي بين هولندا وإنجلترا من جهة، وألمانيا وإسبانيا من جهة ثانية.

وتكشف عديد المقاربات الإحصائية والأرقام أن كأس أمم أوروبا تعد من المسابقات الأشد تنافسية وصعوبة.

تنافس بين الفرنسي مبابي (يمين) و الإسباني لامين جمال في نصف نهائي بطولة أمم أوروبا 2024 (الفرنسية)

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية فإن عدد المنتخبات صاحبة التصنيف الأفضل في ترتيب الفيفا المحتمل مواجهتها في يورو أكبر مما عليه في كأس العالم.

وضمن التقرير ذاته، تحدث بول ديتشي، المؤرخ المتخصص في الرياضة عن التنافس الشديد الذي تشهده كأس أمم أوروبا، مقارنة بالمونديال، قائلا إن "تقارب المستوى بين منتخبات يورو يبدو شديدا، وذلك من خلال الاطلاع على التصنيف الدولي لتلك المنتخبات في "فيفا".

ويأخذ المؤرخ ديتشي نتائج منتخب فرنسا مثالا على ذلك ليقول إن الأخير فاز في نصف مبارياته في يورو (28 مباراة من أصل 56) أما في المونديال فقد حقق الفرنسيون الفوز في 25 مباراة من أصل 39.

ويتابع أن عدة منتخبات نجحت في التتويج بلقب كأس العالم وأخفقت في امتحان يورو، على غرار فرنسا التي بلغت نهائي المونديال 4 مرات في آخر 6 نسخ، (1998 و2006 و2018 و2022) وتوجت باللقب مرتين، أما في كأس أمم أوروبا فقد بلغت النهائي في 2000 و2016 وتوجت مرة واحدة باللقب.

وتشير التقارير إلى أن عديد المنتخبات الأوروبية حققت في السابق نتائج لافتة في كأس العالم وعجزت عن ذلك في أمم أوروبا.

وفي مونديال 2002 ظهر المنتخب التركي بشكل مبهر وبلغ نصف النهائي، تماما كما فعل منتخبا وبلغاريا والسويد في مونديال 1994 وكرواتيا في مونديال 1998 و2018 (النهائي) ثم 2022 وبلجيكا في مونديال 2018 وجميعها منتخبات لم تحقق نتائج كبرى في يورو.

أما المنتخب الإنجليزي المتوج بكأس العالم عام 1966، فقد عجز حتى الآن رغم عراقته عن الفوز باليورو واكتفى بالنهائي في آخر نسختين.

ويرى عدد من النقاد أن كأس أمم أوروبا مسابقة قوية بدليل أن عدد المنتخبات المتأهلة للنهائيات لم يكن يتجاوز 8 منتخبات حتى نسخة 1992، ثم أصبح 16 منتخبا حتى 2012 قبل أن يرتفع لـ24 منتخبا في الوقت الحالي، وهو مؤشر يكشف أن الوصول للمباراة النهائية لم يكن أمرا سهلا بالمرة.

المونديال حلم الأجيال

في المقابل يعتقد عديد الفنيين أن كأس العالم لا يزال التظاهرة الكروية التي تسلب كل الاهتمام ويطمح إلى المشاركة فيها كل نجوم اللعبة الشعبية الأولى.

ويعتبر التونسي محمد الساحلي، مدرب نادي فولسبيرغر النمساوي، سابقا، أن المونديال واليورو مسابقتان لكل منهما خصائصها ومكامن القوة فيها، لكن التتويج بكأس العالم هو الأشد رسوخا والأعلى قيمة لمشوار أي نجم في كرة القدم.

يقول محمد الساحلي، في تصريحات للجزيرة نت: "المونديال يبقى المسابقة الكروية الأعظم، دربت كثيرا في أوروبا، وأعرف مكانة كأس أمم أوروبا لكن كأس العالم لها خصوصيتها ولها مكانتها، هناك مباريات لا تزال علامة فارقة وذكرى راسخة في الذاكرة مثل ألمانيا وهولندا في نهائي 1974 وفرنسا وإيطاليا في 2006 والأرجنتين وفرنسا في نهائي 2022 وكلها مباريات تكشف أن التتويج بكأس العالم له إثارته وأسس التنافس القوي فيه".

محمد الساحلي المدرب التونسي السابق لمنتخب النمسا دون 17 عاما ومدرب الاتحاد المنستيري حاليا (الجزيرة)

ويضيف الساحلي، المدرب الحالي للاتحاد المنستيري التونسي: "عندما تسأل طفلا صغيرا في أوروبا عن حلمه لو كان لاعب كرة قدم، سيجيبك حتما بأنه التتويج بكأس العالم، هذا لا ينفي أن أمم أوروبا لها من خصائص القوة والعراقة الكثير، لكن حدث المونديال يظل فوق كل التظاهرات الرياضية حتى في غياب بعض المنتخبات الكبرى عنه".

وعلى امتداد مشوار كأس العالم، منذ نشأتها حتى مونديال قطر 2022، سيطرت 8 دول فقط على اللقب وهي أوروغواي والأرجنتين والبرازيل من أميركا الجنوبية، وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا من أوروبا.

وفي المقابل أحرزت 10 بلدان لقب أمم أوروبا خلال 64 عاما وهي ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وهولندا والدانمارك والبرتغال واليونان والاتحاد السوفياتي وتشيكوسلوفاكيا، سابقا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کأس أمم أوروبا بکأس العالم کأس العالم فی موندیال فی یورو أن کأس

إقرأ أيضاً:

آلية توزيع الأموال في «مونديال المليار»!

 
معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة «البايرن» يُضحي بـ«الجناح الفرنسي»! سلوت: ليفربول يخوض نهائي أمام ساوثهامبتون!


أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن توزيع جوائز تاريخية لأول نسخة من كأس العالم للأندية، والتي تقام من 14 يونيو إلى 13 يوليو المقبل في الولايات المتحدة، ويتم توزيع إجمالي مليار دولار «نحو 929 مليون يورو» على الفرق المشاركة البالغ عددها 32 فريقاً، لتصبح أكبر مجموعة جوائز في تاريخ بطولة للأندية، إضافة إلى الجوائز المباشرة. وقرر الاتحاد الدولي إنشاء صندوق تضامن بنسبة 15% من إجمالي المبلغ، مخصص للفرق التي لا تشارك في كأس العالم للأندية، ويتم توزيع هذا الصندوق من خلال الاتحادات الدولية الستة للتخفيف من الفوارق الاقتصادية بين الأندية الكبرى والصغرى في جميع أنحاء العالم.
وبحسب التفاصيل الحصرية التي نشرتها صحيفة «ماركا» الإسبانية، فإنه من إجمالي 929 مليون يورو، يتم توزيع 500 مليون يورو مبلغاً ثابتاً بين الفرق، في حين أن المبلغ المتبقي، وهو 429 مليون يورو، سيكون مرتبطاً بالنتائج التي تحققها الفرق خلال البطولة.
ويتم تخصيص 65% من المبلغ الإجمالي للفرق الأوروبية الـ12، والتي تضم أندية كبرى مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي وتشيلسي وباريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ وبورتو وأتلتيكو مدريد ويوفنتوس وبنفيكا وبوروسيا دورتموند وريد بول سالزبورج، وسيكون ريال مدريد النادي الذي يتلقى أكبر قدر من الأموال، حيث يحصل على 35 مليون يورو مضمونة.
تقام بطولة كأس العالم للأندية بنظام مماثل لكأس العالم للمنتخبات الوطنية، حيث ستتكون المرحلة الأولى من 8 مجموعات تضم كل منها 4 فرق، ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى دور الستة عشر، ويلعب كل فريق 3 مباريات، والفوز بمليوني دولار، بينما التعادل بمليون دولار، ومع تقدم البطولة تزداد المبالغ وقيمة الجوائز بشكل كبير في الأدوار الإقصائية، حيث يحصل كل فريق يتأهل إلى دور الستة عشر على 7 ملايين يورو، وفي ربع النهائي يرتفع المبلغ إلى 12 مليون يورو، بينما يحصل المتأهلون إلى نصف النهائي على 20 مليون يورو، أما المتأهلان إلى النهائي فيحصلان على 28 مليون يورو، بينما يحصل البطل على جائزة ضخمة تبلغ 37 مليون يورو.

 

مقالات مشابهة

  • مدرب سيدات يد الأهلي: التتويج بكأس السوبر دافع للفوز بكل البطولات
  • الخطيب يُشيد بإنجاز فريق الطائرة بعد التتويج بكأس السوبر
  • وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب
  • الزبدة أم الزيوت النباتية.. أيهما أكثر صحة؟.. علماء هارفارد يحسمون الجدل
  • ترامب يسأل عن بطل مونديال الأندية.. وإنفانتينو يجيب
  • آلية توزيع الأموال في «مونديال المليار»!
  • قميص زيدان بنهائي مونديال 1998 يطرح بمزاد مقابل 30 ألف يورو
  • دالاس تستضيف مركز البث الدولي لـ«مونديال 2026»
  • بدء العد التنازلي لانطلاق مونديال الأندية قبل 100 يوم
  • 2030.. «ثلث العالم» في «المونديال»!