موسم صيد الصقور.. تجربة سياحية فريدة في قطر
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
الدوحة- أيام قليلة تفصل هواة رياضة الصيد بالصقور سواء من دول الخليج العربي أو غيرها من دول العالم عن بدء موسم صيد الصقور في قطر، الذي ينطلق أكتوبر/تشرين الأول ويستمر حتى فبراير/شباط من كل عام.
ويستقطب أعدادا كبيرة من السائحين عشاق هذه الرياضة التراثية داخل قطر وخارجها، في إطار منظومة متكاملة من القواعد، والتزام بقواعد حماية البيئة والأنواع المعرضة للانقراض، خاصة مع انضمام دولة قطر لعضوية اتفاقية التجارة الدولية التي تهتم بأنواع الحيوانات والنباتات البرية (سايتس) المهدّدة بالانقراض في أغسطس/آب 2001.
ويعتبر موسم صيد الصقور حدثا سنويا مُهما على خريطة السياحة القطرية حيث يتيح للزوار الاستمتاع بتجربة صيد الصقور أو مشاهدتها عن قرب، واكتشاف جوانب شديدة الأهمية والإثارة في الثقافة الشعبية القطرية التي يعتبر الصقر أحد رموزها الرئيسية، حيث يمتزج التاريخ بالحاضر ليخلق تجربة فريدة تعبر عن عمق الروابط بين الإنسان والطبيعة.
يبدأ التحضير لموسم صيد الصقور في أغسطس/آب من كل عام، عبر استيراد أنواع مختلفة من الصقور العالمية، وأكثر الدول التي تستورد منها قطر الصقور الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وإسبانيا، وإيران، وباكستان، وسوريا، ومصر، وأفغانستان.
وقبل انطلاق "موسم صيد الصقور" تستضيف العاصمة القطرية الدوحة النسخة الثامنة من معرض كتارا الدولي للصيد والصقور (سهيل 2024) التي انطلقت أمس وتستمر حتى 14 سبتمبر/أيلول الجاري بمشاركة مجموعة واسعة من الشركات المحلية والإقليمية والدولية المتخصصة في أسلحة الصيد ومستلزماته، والرحلات والصقور، فضلا عن مشاركة عدد من الوزارات والهيئات والجهات الرسمية التي تقدم تسهيلات وخدمات متميزة ونوعية.
وأطلقت اللجنة المنظمة للمعرض عليه اسم "سهيل" منذ نسخته الأولى التي دشنت عام 2017، بسبب ارتباط ظهور النجم سهيل ببداية لموسم المقناص ودخول فصل الشتاء وانطلاق الرحلات البرية والصيد.
ويعد معرض "سهيل 2024" واحدا من أكبر المعارض الدولية للصقور، وهو أحد الأنشطة السنوية التي ينظمها الحي الثقافي (كتارا)، ويهدف إلى إحياء التراث والموروث الشعبي، وإثراء المشهد الثقافي والسياحي المحلي والإقليمي، والحفاظ على نشاط صيد الصقور.
ويشهد المعرض مزادا لبيع الصقور، إلى جانب إقامة جناح للحرف اليدوية الخاصة بالصيد ولوازم الطير، فضلا عن لوازم الصيد وأسلحته التي يحتاجها المحترفون والهواة، ولوازم الرحلات البرية وتجهيز سيارات المقناص.
وإلى جانب معرض "سهيل" تشهد قطر مهرجانا سنويا آخر للصيد والصقور باسم مهرجان قطر الدولي للصقور.
وحتى تكتمل منظومة خدمات عشاق "صيد الصقور" يوجد في سوق واقف قسم لبيع وشراء الطيور بما في ذلك الصّقور، ويعد هذا السوق قبلة كثيرين من محبي اقتناء الطيور عامة والصقور خاصة.
ويوفر التجار للهواة جميع الأنواع التي يرغبون في اقتنائها، بما في ذلك صقور التفريخ (إنتاج المزارع)، أو الصقور البرية من فصائل مختلفة مثل الشاهين، الجير شاهين، القرشومة، الحر، وغيرها، فضلا عن مستلزمات الصقور مثل البراقع، السبوق، المرسل، الدسوس والأشياء الأخرى التي تُصنّع محليا بما يحقّق الاكتفاء الذاتي.
وتلتزم تجارة الصقور ومستلزمات تربيتها وتدريبها والصيد في قطر بالقواعد القانونية التي تمنع التجارة غير الشرعية للصقور.
كما تضم السوق القطرية الشهيرة مستشفى سوق واقف للصقور، ويتكون من 4 طوابق، ويقدم خدمات عالمية متنوعة لمقتني الصقور منها إجراء العمليات الجراحية للصقور مثل عمليات علاج الكسور والأنسجة الرخوة، كما يضم المستشفى مختبرا للأنسجة وآخر للأدوية وعلاج السموم، وقسما لتدريب الصقارة الجدد.
ويعد فحص الأشعة من الإجراءات المعتادة في مستشفى الصقور، إذ يكشف أي إصابات في الجهاز العظمي للطائر سواء كانت كسورا أو رضوضا وغير ذلك من مشاكل العظام والمفاصل، فضلا عن تشخيص أي إصابة داخلية مثل إصابة المعدة أو الكبد أو الطحال، كما أن عملية المنظار الاستكشافي للجهازين الهضمي والتنفسي من بين الفحوصات الطبية المهمة لفحص الصقور.
في محيط المستشفى توجد مجموعة من الفنادق الاقتصادية التي يرتادها عملاء المستشفى من الدول الخليجية بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى الصقارة من أنحاء العالم الذين يستفيدون من الخدمات المميزة لمستشفى الصقور في سوق واقف. كما يلجأ العملاء إلى مستشفى سوق واقف لإجراء فحص شامل قبل بيع أو شراء الصقور، أو الطيور التي أكملت موسم الصيد والتدريب.
كما تستضيف الدوحة منذ 2014 مؤتمر قطر الدولي لبيطرة الصقور بمشاركة أطباء وعلماء في مجال صحة الطيور الجارحة والصقور بشكل خاص من جميع أنحاء العالم وهو مؤتمر فريد من نوعه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات سوق واقف فضلا عن
إقرأ أيضاً:
هل حان الوقت للقلق بشأن إنفلونزا الطيور؟
شهدت الولايات المتحدة ارتفاعا في أسعار البيض، وحتى ندرة فيه. إنفلونزا الطيور هي السبب، لكنها لا تؤثر فقط على أسعار البيض – ولا تؤثر فقط على الطيور. إنفلونزا الطيور مسؤولة عن نفوق الثدييات في جميع أنحاء العالم. وفي يناير من هذا العام، أبلغت الولايات المتحدة عن وفاة شخص بسبب إنفلونزا الطيور.
وتساءل تقرير للكاتبين كيم ماس وشون كولينز في فوكس: إذا كانت إنفلونزا الطيور تقتل الحيوانات يمينًا ويسارًا، وقد قتلت إنسانًا واحدًا على الأقل، فهل يجب أن نقلق؟
ما هي إنفلونزا الطيور؟إنفلونزا الطيور ي فيروس إنفلونزا يبدو أنه ينشأ في الطيور المائية (مثل البط أو الأوز)، ولكنه يمكن أن ينتشر إلى أي حيوان، بما في ذلك البشر. عندما تنشر الطيور المائية الفيروس – عادةً من خلال فضلاتها أو سوائل جسمها – يمكننا أن نرى بعض الآثار السيئة جدًا على الطيور. في الدواجن المستأنسة، نرى معدل وفيات يقارب 100 بالمائة.
هل نحن في جائحة إنفلونزا الطيور؟يميل مصطلح الوباء إلى الإشارة إلى الانتشار غير المنضبط لمرض ما بين البشر؛ يقول الخبراء أن ما نراه هنا هو جائحة حيوانية، وهي في الأساس جائحة تصيب الحيوانات. توجد هذه السلالة من إنفلونزا الطيور في كل قارة باستثناء أستراليا، وأستراليا لديها سلالة مميتة خاصة بها منتشرة. إنه موجود أيضًا في المياه. إنه موجود في الدلافين والفقمات وأسود البحر – في عام 2023، جرف البحر 24000 أسد بحر إلى أمريكا الجنوبية، قتلهم إنفلونزا الطيور.
إعلانكانت الإنفلونزا مدمرة لأسراب الدواجن. ترى الطيور تتصرف وكأنها ثملة تقريبًا، وتكافح من أجل المشي، قبل أن تنهار فجأة. وفي محاولة لوقف انتشار المرض، تقوم المزارع بإعدام الدجاج بشكل جماعي، وغالبًا بطرق مروعة.
إن عدد الثدييات التي تصيبها إنفلونزا الطيور في الوقت الحالي فلكي.
يمكن أن يصاب البشر بإنفلونزا الطيور. عادةً ما تكون العدوى التي انتقلت إلى البشر خفيفة، ولكنها تستحق المراقبة: فقد توفي شخص واحد على الأقل في أميركا بسبب هذا، على الرغم من أن الخبراء يعتبرون هذه الوفاة حالة شاذة.
هناك العديد من الفيروسات التي تُمرض الحيوانات، لكنها لا تُشكل خطرًا على البشر لأنها لا تمتلك الخصائص اللازمة للانتشار بين البشر. حاليًا، يُمكن الإصابة بإنفلونزا الطيور من حيوان، لكنك لن تنقلها إلى شخص آخر. ما لم يتغير هذا الوضع، فلن نكون في مرحلة الوباء.
يُراقب الخبراء عن كثب مدى اتصال البشر (والأنواع التي تشترك معهم في الكثير) بالحيوانات المُصابة. كلما زاد اتصال هذه السلالة من إنفلونزا الطيور بالحيوانات المُختلفة، زادت فرص تكاثرها. مع كل تكاثر، تأتي إمكانية إعادة التشكيل الجيني والطفرات – أي تغييرات في بنية الفيروس قد تُغير خصائصه. هذه التغييرات قد تجعله ينتشر بسهولة أكبر بين البشر.
هذا احتمال كبير، ولذلك، مع أنه يجب أن تعلم أن إنفلونزا الطيور لديها القدرة على التحوّل إلى جائحة، ولكن حاليا لا داعي للقلق بشأنها.
ماذا يُمكن للناس فعله لحماية أنفسهم؟انتبه إلى أن الإنفلونزا تنتشر بين الحيوانات التي نتواجد حولها كثيرًا، مثل الدجاج والأبقار. إذا كنت تعمل في مزرعة، ينصح بعض الخبراء بارتداء معدات الوقاية الشخصية، وخاصة لمنتجي الألبان والدواجن.
لا تستهلك المنتجات الحيوانية التي لم تخضع لعلاجات السلامة. هذا يعني لا تشرب الحليب الخام. الحليب المبستر آمن جدًا. وينطبق الشيء نفسه على اللحوم: لا تأكلها نيئة الآن.
إعلانإذا رأيت طائرًا يتصرف بشكل غريب، فابتعد عنه.
احصل على لقاح الإنفلونزا. في حين أنه لن يحمي من إنفلونزا الطيور، إلا أنه سيساعد في الحماية من الإنفلونزا الموسمية. مرة أخرى، يعد إعادة التشكيل أحد المخاطر الكبيرة هنا، وإذا أصيب شخص ما بالإنفلونزا الموسمية وإنفلونزا الطيور في نفس الوقت، فإن ذلك يخلق فرصة لتغير إنفلونزا الطيور بطرق قد تجعلها أكثر خطورة على البشر.
في الولايات المتحدة سجلت أسعار البيض مجددا رقما قياسيا، مع استمرار تفشي إنفلونزا الطيور.
وأظهر أحدث مؤشر شهري لأسعار المستهلكين أن متوسط سعر اثني عشر بيضة من الدرجة الأولى في المدن الأمريكية بلغ 5.9 دولارات في فبراير / شباط، بزيادة قدرها 10.4% مقارنة بالعام الماضي. وتجاوز هذا السعر الرقم القياسي المسجل في يناير / كانون الثاني، والذي بلغ 4.95 دولارات.
ودفعت إنفلونزا الطيور المزارعين إلى إعدام أكثر من 166 مليون دجاجة، كان معظمها من الدجاج البياض. ومنذ بداية العام فقط، تم إعدام أكثر من 30 مليون دجاجة بياضة.
وظل السعر مقابل الاثني عشر بيضة أقل من دولارين لعقود قبل أن ينتشر المرض.
وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن ترتفع أسعار البيض بنسبة 41% هذا العام مقارنة بمتوسط العام الماضي البالغ 3.17 دولارات لكل اثني عشر بيضة.
لكن قد يكون هناك ضوء في نهاية النفق.
وأفادت وزارة الزراعة الأمريكية، الأسبوع الماضي، بأن نقص البيض بدأ في التراجع وأن أسعار الجملة تنخفض، مما قد يوفر بعض الانفراج على مستوى البيع بالتجزئة.
وأضافت الوزارة أنه لم يتم تسجيل أي تفش كبير لإنفلونزا الطيور منذ أسبوعين.