تشارلز الثالث يجري تعديلاً في الأدوار العسكرية لأفراد الأسرة الملكية
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أجرى ملك بريطانيا تشارلز الثالث تعديلات على التعيينات العسكرية للأفراد العاملين بالأسرة الملكية، مع إسناد ثلاثة أدوار إضافية لكل من أمير وأميرة ويلز، ودوراً جديداً للملكة كاميلا كانت تشغله الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
وسيتولى الملك نفسه 8 من المناصب الشرفية السابقة التي كانت تشغلها والدته، الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، بما في ذلك راعي السفينة الحربية "إتش إم إس كوين إليزابيث" التابعة للبحرية الملكية.
ووفقاً لما أوردته وكالة الأنباء البريطانية (بي آيه ميديا)، تشمل مهام تشارلز بعد اعتلاء العرش تسليم اثنين من الأدوار السابقة لدوق يورك، الأمير إدوارد، لكيت ميدلتون ودوقة إدنبره الأميرة صوفي.
British King Charles III has reshuffled military appointments for working members of the royal family. #British #Monarchy #World https://t.co/SY4GKbhwj1
— Sinar Daily (@sinardailymy) August 11, 2023وتصبح كيت بذلك عميد عام الذراع الجوية للبحرية الملكية، وصوفي، وهي زوجة الأمير إدوارد، كولونيل عام الفوج الملكي الأيرلندي، وهما دوران كان يشغلهما الأمير إدوارد قبل أن يعيدهما للملكة الراحلة، عندما كان يواجه محاكمة بالاعتداء الجنسي المدني، والتي دفع الملايين لتسويتها لاحقاً.
كما تتولى الأميرة كيت دور العميد الجوي الفخري بسلاح الجو الملكي في كونينغسبي، من زوجها ويليام وهو الدور الذي شغله منذ 2008.
Following His Majesty’s Accession, The King is pleased to announce further military appointments for working members of the Royal Family.
The new appointments will continue to reflect the close relationship between the Armed Forces and the Royal Family in His Majesty’s reign.
وصارت قائمة الالتزامات العسكرية المتنامية الخاصة بويليام أطول بحصوله على لقب العقيد العام لفوج مرسيان، والعقيد العام لسلاح الجو العسكري.
كما أن الملكة كاميلا نالت دوراً جديداً حيث صارت راعية إدارة قساوسة الجيش الملكي وهو لقب كانت تشغله الملكة إليزابيث الثانية.
وتبرز هذه الأدوار الأعضاء الرئيسيين بالأسرة المالكة الذين يدعمون الملك في أداء مهامه.
ولا توجد مناصب لنجل الملك الثاني، هاري، دوق ساسيكس، ولكن هذا متوقعاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة بريطانيا تشارلز الثالث
إقرأ أيضاً:
إدوارد سعيد: مثقف في الهرج
(في ذيول غزة)
قال الشيخ محمد فضل الله أننا لم نعلم عن اسرائيل كثير شيء على أننا لم نعرف سواها لنصف قرن من الزمان. فقد أعمانا حقنا الصريح في فلسطين عن الإحاطة الدقيقة بهذا العدو اللئيم. فالحق عندنا يعلو ولا يعلي عليه وما ضاع حق وراؤه مطالب. ولكن سيبقي السؤال إن كنا قد تصفحنا أوراق حقنا هذا لا كعقيدة وطنية وقومية ودينية مجردة، بل كثقافة نسربها الي العالم فيصبح حقنا جزءاً من وعي العالم بذاته ومن احترامه لآدميته وغضبته للحق. ولذا قال المرحوم إدوارد سعيد أن فلسطين هي قضية العالم. ولم تكن هذه القضية في أحسن حالاتها نبلاً ومصداقية مثل يوم اجازت الأمم المتحدة قراراً أدخل الصهيونية في العقائد المعادية للجنس البشري. مثلها مثل النازية ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. ثم انحدرنا تدريجياً من هذه القمة الي سفح انكمشت فيه القضية الي حجم عربي، أو فدائي بالأحرى، لا صدى مذكوراً له في جنبات العالم.
من المعلوم أن فلسطين شاغل عربي محرج وقديم. ولكني لا اعرف إن كنا جعلنا فلسطين محوراً للتعليم المدرسي أو العام عندنا. وهو تعليم يتجاوز إلحاحنا على حقنا فيها لمعرفة أدق بالعالم الذي تمخض عن إسرائيل فولد مصيبة. اقتحمتني هذه الأفكار المراجعة وأنا اقرأ كتاب المرحوم إدوارد سعيد "مسألة فلسطين" بعد وفاته في العام الماضي (2003) لأول مرة. وتحسرت على تباطؤي في قراءته. فقد قرأت له "الاستشراق" والإمبريالية والثقافة" وغيرها من الكتب النظرية في وقتها. وقدرت أني استبعدت كتبه عن فلسطين لأنني ربما اكتفيت بالمعلوم بالضرورة عن حقنا المغتصب فيها.
وعلمت من الكتاب بعد قراءته لا عن هذا الحق المغتصب فحسب، بل عن منطقه الغلاب الذي إن بلغ العالم بالحكمة والموعظة الحسنة لهدي العالم الي التي هي أقوم. فمن رأي سعيد أن إسرائيل هي من عمل العالم والغرب بالطبع. فهي بالنسبة للغرب استثمار مزدوج. فمن جهة هي استثمار في الماضي أي في تلك الأرض المقدسة التي لم يهدأ للغرب بال وهي في يد العرب أو المسلمين. وهي من الجهة الأخرى، استثمار في المستقبل. فالغرب أراد ان يجعلها وطناً لليهود ممن أخذوا بثقافته ومناهجه حتى تكون منارة غربية ديمقراطية في صحراء العرب المسكونة بالاستبداد الشرقي. وهنا ينبه سعيد بذكاء إلى "تحالف" عجيب بين الماضي والمستقبل لقتل الحاضر. ففي فلسطين، في قول سعيد، شحنة خيالية وعقائدية غربية ثقيلة حولت فلسطين من حقيقة إلى شبح، ومن حضور إلى غياب. فإسرائيل عند الغرب هي تأويل للماضي ورجم بالمستقبل ولم يحفل مهندسوها بالحاضر الفلسطيني. فهي في نظر سعيد التأويل الذي غطى على النص الذي هو الفلسطينيون. وقول سعيد هذا في عمومه معروف لدي معظمنا، ولكن بربك أنظر كيف أحكم سعيد تأطيره بحيث يسوغ لكل ذي نظر وفؤاد.
أعجبني أيضاً قول سعيد أن إسرائيل مستعمرة من نوع جديد. فالمعلوم عن الاستعمار بالضرورة أن الأهالي المستعمَرين هم جزء من مشروعه الحضاري المزعوم. فهو يريد أن يأخذ بيدهم في مراقي التحديث والتمدين. خذ مثلاً مشروع الجزيرة. فمان قام لخدمة مصلحة إنجليزية معلومة ولكن كان السودانيون مادة مهمة فيه. أما إسرائيل فهي مستعمرة لم تضع الأهالي (الفلسطينيون) في حسبانها. فليس في مشروعها إدخالهم في أي خطوة تمدينية. فهي وطن لليهود. وقد حال ذلك دونها ودون الاستثمار في مستقبل الأهالي الذين استولت على ديارهم. فقد كان الأوربيون قساة على الأهالي الذين ينكصون عن السير إلى المستقبل المرسوم لهم متذرعين بالتراث ومتمسكين بالماضي. أما إسرائيل فتقسو على الفلسطينيين الذين ينقدون مشروعها الذي لا سند له سوي الماضي والحجة الإنجيلية. فهي في الاستعمار بنت وحدها.
إن فقد سعيد لفقد والله. فقد خلق الله قلمه الذكي لمنعطف الهرج والخنا والتبذل العربي الراهن. وهو منعطف أصبح فيه التهافت على إسرائيل عادة علنية. وأصبح الاصطلاح معها حق شرعي. فأنت تسمع أليس من حقي أن اصطلح إذا اصطلح فلان. ومن يقرأ سعيد يعلم أن خصومة إسرائيل التي تاجها الظفر، باسم الله، لم تبدأ بعد.
ibrahima@missouri.edu