منح الأطفال من عمر الـ6 سنوات لقاح ضد السمنة ببريطانيا
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
تعتزم هيئة الصحة بالمملكة المتحدة وصف لقاحات إنقاص الوزن لـ الأطفال من سن السادسة بعد أن أظهرت التجارب إيجابية تلك اللقاحات في خفض السمنة ومشاكل صحية أخرى.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، انخفض مؤشر كتلة الجسم لدى الأشخاص الذين تناولوا لقاح ليراجلوتيد لمدة تزيد قليلاً عن عام بنسبة تزيد عن 7%، كما انخفض ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.
وقال الخبراء إن هذا الاكتشاف قد يساعد يوما ما في تحويل مسار أزمة السمنة بين الأطفال في البلاد، ومساعدتهم في الحصول عل حياة أكثر صحة وإنتاجية.
ويعاني أكثر من طفل واحد من بين كل خمسة أطفال في إنجلترا من زيادة الوزن عند بدء الدراسة، وترتفع النسبة إلى واحد من كل ثلاثة بحلول وقت مغادرتهم المدرسة للالتحاق بالمدرسة الثانوية.
ويمكن أن تؤدي تلك الأرقام إلى زيادة فرص إصابتهم بعدد من الأمراض المزمنة في مرحلة الطفولة وما بعدها، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والسكري وبعض أنواع السرطان.
وارتبطت لقاحات مثل "أوزيمبيك" و"مونجارو" و"ويغوفي" بقائمة متزايدة من الفوائد الصحية للبالغين، إذ أظهرت دراسة أجريت في وقت سابق من هذا العام أن هذه الحقن تقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب بنسبة الخمس.
وفي العام الماضي، وجدت دراسة أجريت على المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً أن إعطاء اللقاحات لمدة 16 شهراً أدى إلى خفض معدلات السمنة إلى النصف، عندما تم إعطاؤها إلى جانب المشورة بشأن نمط الحياة.
وفي أصغر تجربة أجريت حتى الآن على المرضى، أعطى الخبراء الدواء أو دواء وهمي لـ82 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ستة إلى 12 عاماً، بمتوسط مؤشر كتلة الجسم 31، مما يضعهم في نطاق السمنة.
ومنح الباحثون حوالي 56 طفلاً حقنة يومية بجرعة 3 ملغ أو أقصى جرعة يتحملونها لمدة 56 أسبوعًا و26 طفلاً دواءً وهميًا، مع تشجيعهم على تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة.
وبحلول نهاية التجربة، انخفض متوسط مؤشر كتلة الجسم بنسبة 5.8% لدى أولئك الذين تناولوا ليراجلوتيد، وزاد بنسبة 1.6% لدى أولئك الذين تناولوا دواءً وهمياً ــ وهو فارق قدره 7.4%.
على الرغم من أن زيادة الوزن أمر طبيعي مع نمو الأطفال، إلا أن متوسط زيادة الوزن كان زيادة بنسبة 1.6% عند إعطاء ليراجلوتيد مقارنة بزيادة بنسبة 10% عند إعطاء اللقاح الوهمي.
كان مؤشر كتلة الجسم لدى ما يقرب من نصف الأطفال (46 في المائة) الذين يتناولون الدواء المعروف بالعلامة التجارية "ساكسيندا" أقل بنسبة 5 في المائة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاطفال تجارب إيجابية ممارسة الرياضة زيادة الوزن مؤشر کتلة الجسم
إقرأ أيضاً:
معايير جديدة لتشخيص السمنة.. ماذا يقول الخبراء؟
شدد موقع "هيلث بوليسي ووتش" على ضرورة أن يتجاوز تشخيص السمنة، التي تتزايد بشكل أسرع بين الأطفال والمراهقين، ما هو أبعد من مؤشر كتلة الجسم (BMI) ليشمل مقاييس مثل محيط الخصر والأعراض الجسدية الشخصية.
وأشار الموقع في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا ما تقوله لجنة السمنة السريرية، التي تضم 58 خبيرا من مجموعة من المؤسسات الطبية والبلدان في مقال نُشر في مجلة The Lancet Diabetes & Endocrinology يوم الثلاثاء.
وبحسب التقرير، فقد كان هناك نقاش طويل في الأوساط الطبية حول ما إذا كانت السمنة مرضا في حد ذاته، أو سببا للمرض.
وقدمت اللجنة تعريفا للسمنة السريرية التي تصنفها كمرض، لكنها تحتج أن تشخيصها يجب أن يكون أكثر دقة من مؤشر كتلة الجسم. يجب استخدام مؤشر كتلة الجسم بدلا من ذلك للتعرف على حالات السمنة.
كما قدمت مصطلح "السمنة قبل السريرية"، والتي ترتبط بمستوى متغير من المخاطر الصحية، ولكن حيث لا يوجد مرض.
يقول رئيس اللجنة البروفيسور فرانشيسكو روبينو، إن "السؤال حول ما إذا كانت السمنة مرضا هو سؤال معيب لأنه يفترض سيناريو غير معقول إما أن تكون السمنة مرضا دائما أو لا تكون مرضا أبدا".
ويضيف روبينو، من كلية طب القلب والأوعية الدموية والتمثيل الغذائي والعلوم في جامعة كينغز كوليدج في لندن، أنه "ومع ذلك، تظهر الأدلة حقيقة أكثر دقة. يمكن لبعض الأفراد المصابين بالسمنة الحفاظ على وظائف الأعضاء الطبيعية والصحة العامة، حتى على المدى الطويل، في حين يُظهِر آخرون علامات وأعراض مرض شديد هنا والآن".
ويشير أيضا إلى أن "اعتبار السمنة عامل خطر فقط، وليس مرضا أبدا، يمكن أن يحرم بشكل غير عادل من الوصول إلى الرعاية الحساسة من ناحية الوقت بين الأشخاص الذين يعانون من سوء الصحة بسبب السمنة وحدها".
ويتابع بالقول "ومن ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي التعريف الشامل للسمنة كمرض إلى الإفراط في التشخيص والاستخدام غير المبرر للأدوية والإجراءات الجراحية، مع احتمال إلحاق الضرر بالفرد وتكاليف باهظة للمجتمع".
تعرف اللجنة "السمنة السريرية" بأنها مرتبطة "بأعراض ضعف وظائف الأعضاء، أو انخفاض كبير في القدرة على القيام بالأنشطة اليومية القياسية، مثل الاستحمام، واللباس، والأكل والتحكم في التبول، بشكل مباشر بسبب الدهون الزائدة في الجسم".
تحدد اللجنة 18 معيارا تشخيصيا للسمنة السريرية لدى البالغين و13 معيارا محددا للأطفال والمراهقين.
وتشمل هذه المعايير ضيق التنفس، وفشل القلب الناجم عن السمنة، وآلام الركبة أو الورك، مع تصلب المفاصل وانخفاض نطاق الحركة كتأثير مباشر للدهون الزائدة في الجسم على المفاصل.
تُعرف السمنة قبل السريرية بأنها "السمنة مع وظائف الأعضاء الطبيعية".
و"لا يعاني الأشخاص الذين يعيشون مع السمنة قبل السريرية من مرض، على الرغم من أن لديهم خطرا متغيرا ولكنه متزايد بشكل عام للإصابة بالسمنة السريرية والعديد من الأمراض غير المعدية الأخرى في المستقبل"، وفقا للجنة.
وعلى الرغم من أن مؤشر كتلة الجسم مفيد لتحديد الأفراد المعرضين لخطر متزايد من المشكلات الصحية، إلا أن اللجنة تؤكد أن مؤشر كتلة الجسم "ليس مقياسا مباشرا للدهون، ولا يعكس توزيعه حول الجسم ولا يوفر معلومات حول الصحة والمرض على المستوى الفردي".
يقول المفوض البروفيسور روبرت إيكل، إن "الاعتماد على مؤشر كتلة الجسم وحده لتشخيص السمنة أمر إشكالي حيث يميل بعض الأشخاص إلى تخزين الدهون الزائدة عند الخصر أو في أعضائهم وحولها، مثل الكبد أو القلب أو العضلات، وهذا مرتبط بمخاطر صحية أعلى مقارنة بتخزين الدهون الزائدة أسفل الجلد مباشرة في الذراعين أو الساقين أو في مناطق أخرى من الجسم".
ويضيف إيكل، من قسم الطب في جامعة كولورادو أنشوتز في الولايات المتحدة، "لكن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الدهون في الجسم لا يكون لديهم دائما مؤشر كتلة الجسم الذي يشير إلى أنهم يعيشون مع السمنة، مما يعني أن مشاكلهم الصحية قد تمر دون أن يلاحظها أحد".
ويتابع بالقول "بالإضافة إلى ذلك، يعاني بعض الأشخاص من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وارتفاع نسبة الدهون في الجسم ولكنهم يحافظون على وظائف الأعضاء والجسم الطبيعية، دون ظهور علامات أو أعراض للمرض المستمر".
من جهته، توضح الأستاذة المفوضة لويز باور من جامعة سيدني، أستراليا، أنه "سيمكن هذا النهج الدقيق للسمنة من اتباع مناهج قائمة على الأدلة ومخصصة للوقاية والإدارة والعلاج لدى البالغين والأطفال الذين يعيشون مع السمنة، مما يسمح لهم بتلقي رعاية أكثر ملاءمة، بما يتناسب مع احتياجاتهم. كما سيوفر هذا أيضا موارد الرعاية الصحية من خلال تقليل معدل الإفراط في التشخيص والعلاج غير الضروري".