العصر الرقمي يسلبنا الحق في النسيان.. قراءة في كتاب
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
الكتاب:نهاية النسيان.. التنشئة بين وسائط التواصل الاجتماعي
تأليف: كيت إيكورن
ترجمة: عبدالنور خراقي
الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب/عالم المعرفة/2023
في القرن العشرين قرن العصر التناظري، كانت مسألة النسيان أمرا بسيطا متحكما به، إذ بمجر انزعاج الشخص من صورة فوتوغرافية تعود إلى مرحلة طفولته أو فترة مراهقته، يستلها من ألبوم صور العائلة ويتلفها، لتمحي معها الذكريات المحرجة.
بحسب إيكورن فإن الأزمة التي نواجهها بخصوص استمرار صور الطفولة وذكرياتها كانت تمثل أقل درجة من المخاوف عندما بدأت التقنيات الرقمية في إعادة تشكيل حياتنا اليومية في أوائل التسعينيات، وكان علماء الاجتماع والإعلام والباحثون التربويون أكثر ميلا إلى التحسر على فقدان الطفولة من القلق بشأن احتمالية وجود الطفولة الدائمة. كانت بعض المخاوف المبكرة بشأن تأثير الانترنت في الأطفال والمراهقين مشروعة لأن شبكة الانترنت جعلت الكثير من المواد الإباحية والعنيفة في متناولهم على نحو أكبر، ومكنت المتحرشين بالأطفال من الوصول إليهم بسهولة أكبر، لكن العديد من المخاوف كان مرتبطا بالافتراضات القديمة بشأن الشباب وقدرتهم على اتخاذ القرارات العقلانية. وأدرك عدد قليل من النقاد أن الخطابات التي تتمحور حول براءة الأطفال كانت تستخدم بغرض تعزيز الرقابة على الانترنت من دون مراعاة لحاجات الأطفال الفعلية.
ووفق المنظّر الإعلامي هنري جينكينزفإن"أسطورة براءة الطفولة" التي ترى الأطفال فقط ضحايا محتملين في عالم الكبارأو مستفيدين من الحماية الأبوية، تعارض طرق التدريس التي تسمح بتمكين الأطفال باعتبارهم فاعلين ناشطين في العملية التعليمية. فلا يمكن تعليم الأطفال كيفية الانخراط في التفكير النقدي من خلال حرمانهم من الوصول إلى المعلومات التي تشكل أمامهم تحديا، أو الصور الاستفزازية. منظر إعلامي آخر هو نيل بوستمان وجد في كتابه الصادر 1982" اختفاء الطفولة" أن وسائل إعلام جديدة كانت تعمل على تقويض التمييز بين سن الطفولة وسن البلوغ، بما يؤدي إلى تقليص سلطة البالغين وفضول الأطفال. ورأى أن الطفولة ومثاليتها في حالة تدهور، زاعما أن لهذا علاقة كبيرة بحقيقة أن الطفولة هي تشكُلٌ كان دائما متشابكا مع تاريخ تقنيات وسائل الإعلام.
تقول إيكورن أنه في تباين حاد مع تنبؤات بوستمان لم تختف الطفولة أبدا، بل أصبحت بدلا من ذلك موجودة في كل مكان وبطريقة جديدة وغير متوقعة. أصبحت فترتا الطفولة والمراهقة أكثر وضوحا وانتشارا من أي وقت مضى، وذلك يرجع إلى حد كبير إلى حقيقة أنه لأول مرة في التاريخ يتمكن الأطفال والمراهقون على نطاق واسع من الوصول إلى التقنيات اللازمة لتمثيل حياتهم، وتداول هذه التمثيلات، وتشكيل شبكات في ما بينهم، بإشراف محدود، أو بدون إشراف في أغلب الأحيان، من قبل الكبار. فلم يعد الخطر المحتمل في اختفاء الطفولة، بل بالأحرى، أصبح يتمثل في إمكانية وجود طفولة دائمة لا تمحي من الذاكرة، ولا يمكن نسيانها أبدا.
مخاوف جديدة
تلفت إيكورن إلى أن هدفها من هذا الكتاب هو استكشاف ما قد يكون على المحك مع دخولنا حقبة تبدو فيها القدرة على فصل أنفسنا عن مرحلتي الطفولة والمراهقة، وتعديل ذكريات طفولتنا، في خطر على نحو كبير. وتقول إن ما نواجهه الآن هو احتمال بث توثيق لفترة شبابنا بشأن ما يمكن وصفه على أنه حلقة متصلة. وعلى عكس ألبوم الصور أو الصندوق الممتلىء بالتذكارات، فإن المعلومات التي تتراكم على وسائل التواصل الاجتماعي تشكل أيضا جزءا من تجميعات أشخاص آخرين. آثار الماضي أصبحت الآن خارجة عن سيطرتنا ولا يمكننا تدميرها بسهولة بأيدينا، بل إن هذا الماضي يمكن أن تتحكم فيه مصالح تستثمر في الحفاظ على شبكاتنا السابقة سليمة. ويجب أن نتساءل ماذا يحدث عندما تتداول آثار الطفولة والمراهقة، العفوية إلى حد كبير، على نطاق واسع وإلى أجل غير مسمى، وتتحول في الوقت ذاته إلى بيانات؟
أن تنسى وأن ينساك الآخرون بهذا المعنى هما عمليتان مرادفتان للحرية. إن عدم تقيد المرء بذكريات ماضيه ، أو بما هو أسوأ من ذلك، بأن يُذكّر انطلاقا من ذكريات شخص آخر، هو أن تتمتع بحرية إعادة تخيل الذات في الحاضر والمستقبل.تذكر إيكورن أنه في العام 2015 أصبح للقاصرين في كاليفورنيا الحق في حذف المعلومات التي ينشرونها عبر الإنترنت، ويجب على الشركات الموجودة في الولاية إخطار جميع القاصرين وأولياء أمورهم بهذا الحق. لكن هذه التشريعات لا تنطبق إلا على المواد التي ينشرها الشاب بنفسه، وليس على المواد التي ينشرها الآخرون عنه. أما في المملكة المتحدة يحتوي مشروع قانون حماية البيانات الخاصة، الذي صيغ في عام 2017،على ثلاثة وعشرين إشارة إلى كلمة "طفل" ويوفر حماية قوية للأطفال والمراهقين. وتقول إيكون إن النمو بقدر ما هو عملية أن ينسى المرء ذكراه ويُنسى فهو تراكم للمعرفة والتجارب، لذلك يجب إعادة النظر جذريا في المخاوف القديمة التي تركز على كيفية حماية الشباب من المترصدين عبر الانترنت، ويجب طرح السؤال حول كيفية حمايتهم من أنفسهم، أو من الذوات التي قد يرغبون في نهاية المطاف في تركها وراءهم عند بلوغهم سن الرشد.
وتضيف: بينما استفاد الأطفال والمراهقون من قدرتهم المكتشفة حديثا على التعبير عن أنفسهم فإنهم يدفعون فعليا وسيواصلون دفع ثمن السيطرة التي اكتسبوها على الأدوات اللازمة لتمثيل الذات وبث الصور والنصوص التي صنعوها بأيديهم، وهذه الخسائر اجتماعية ونفسية على حد سواء، وقد تتخذ في النهاية أشكالا أخرى. إن اللحظات الحمقاء أو المحرجة التي هي ببساطة جزء من النمو تحمل عواقب لم تكن تحملها في الماضي. إن الشباب لا يفقدون فقط بعضا من قدرتهم على استكشاف هويات جديدة وتجربتها من دون عواقب، بل هم أيضا بصدد فقدان القدرة على تحرير ذكريات طفولتهم ورعايتها وفق ما يشير إلى ذلك سجل سنواتهم الأولى. إن بعض الأطفال والمراهقين سيخسرون أكثر بكثير من غيرهم، خاصة أولئك الذين يرغبون في نسيان الصدمات أو الأحداث المخزية في ماضيهم.
إن التاريخ الرقمي للشباب يمكن، على سبيل المثال، أن يضر بفرصهم في الالتحاق بالجامعة أو الحصول على وظيفة. لقد كشفت دراستان حديثتان عن أن نحو ثلث مسؤولي القبول بالجامعات بحثوا عن المتقدمين عبر الإنترنت، وفحص ما يصل إلى الثلثين صفحاتهم على فيسبوك. كما أفاد 30إلى 40 في المائة بالعثور على مواد تركت انطباعا سلبيا.
النسيان دواء
يعد النسيان دواء مرحب به بالنسبة إلى أشخاص تواقين ببساطة للاستمرار في العيش. على سبيل المثال فإن صدمة الحرب العالمية الثانية لم تؤد فقط إلى فجوات في التوثيق، بل أدت أيضا إلى فجوات انتقائية في الذاكرة. لقد اختارت بعض العائلات اليهودية تربية أطفالها من دون إبلاغهم أنهم كانوا ناجين من الهولوكوست، أو حتى أنهم يهود أصلا. كما اختارت نسبة من العائلات الألمانية تربية أطفالها من دون ذكر ما كانوا يضطلعون به في أثناء الحرب أو ذكر مكان وجودهم آنذاك. إن أبرز الاختلافات بين الهجرات والمعاناة الجماعية السابقة والهجرات الحالية وما يرافقها من مآسي للأشخاص من سوريا وأجزاء من شمال إفريقيا، يتجلى في مدى توثيق الأزمة، وهو توثيق لا يقتصر على الصحفيين، فكل مهاجر سجل بشكل أو بآخر على هاتفه المحمول جزء كبير من رحلته وتجربته القاسية، وعلى الأغلب شاركها على وسائط التواصل الاجتماعي.
تقول إيكورن أن بعض الأدلة تشير إلى أن إبقاء المرء على ماضيه حاضرا، بغض النظر عن حجم الألم الذي يحمله، قد يسهل في الواقع انتقال المرء إلى المستقبل. فمعروف أن اضطراب ما بعد الصدمة يعالج من خلال تشجيع الضحايا على سرد الأحداث الرئيسية في حياتهم، بما في ذلك الأحداث الصادمة. لكن قد لا تخدم المحفوظات الشخصية للصور الغرض نفسه إذا استمرت في الظهور مرة بعد أخرى دون دعوة من صاحبها وخارج السياق.
تضيف إيكورن: إن للنسيان وظيفة مهمة على الرغم من سمعته السيئة باعتباره عدوا للذاكرة، فهو يمكن أن يساعد المرء على المجازفة، واستكشاف هويات جديدة، واحتضان أفكار جديدة، كما يمكن أن يساعده على النمو، ويمكن أن يكون سندا مناسبا للتغلب على صراع الخجل أو دواء سحريا لصدمة شديدة. أن تنسى وأن ينساك الآخرون بهذا المعنى هما عمليتان مرادفتان للحرية. إن عدم تقيد المرء بذكريات ماضيه ، أو بما هو أسوأ من ذلك، بأن يُذكّر انطلاقا من ذكريات شخص آخر، هو أن تتمتع بحرية إعادة تخيل الذات في الحاضر والمستقبل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب الكويت كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل الاجتماعی یمکن أن من دون
إقرأ أيضاً:
استشهاد وإصابة 72 فلسطينيا في 3 «مجازر» إسرائيلية جديدة بقطاع غزة
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى عدوانه الغاشم على قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطينى، حيث أقدم على ارتكاب 3 «مجازر» جديدة، أسفرت عن استشهاد 21 فلسطينياً على الأقل، وإصابة ما يزيد على 51 آخرين، فى وقت أعلنت فيه وزارة الصحة فى قطاع غزة ارتفاع حصيلة ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 45 ألفاً و338 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 107 آلاف و764 آخرين، فى حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض لم تتمكن فرق الإنقاذ والإسعاف من الوصول إليهم.
وأكدت وزارة التربية والتعليم العالى بالحكومة الفلسطينية استشهاد أكثر من 12 ألفاً و820 طالباً، نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية، والتى أسفرت عن إصابة ما يزيد على 21 ألفاً و351 طالباً، وجاء فى بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أمس، أن عدد الطلاب الذين ارتقوا شهداء فى قطاع غزة، منذ بداية العدوان الإسرائيلى، يصل إلى أكثر من 12 ألفاً و701 طالب، فيما استشهد 119 طالباً فى مناطق الضفة الغربية، فيما بلغ عدد الطلاب المصابين نتيجة القصف الإسرائيلى على غزة، 20 ألفاً و702 طالب، مقابل إصابة 649 طالباً فى الضفة الغربية.
وأشارت وزارة التعليم العالى، فى بيانها، إلى أنه تم تسجيل استشهاد 619 من المعلمين والإداريين فى قطاع غزة، وإصابة 3831 آخرين، بالإضافة إلى اعتقال 542 طالباً فى مداهمات شنها جيش الاحتلال فى عدة مناطق بقطاع غزة، واعتقال 158 آخرين فى الضفة، وأوضحت الوزارة أن أكثر من 77 مدرسة تعرضت للتدمير بشكل كامل فى قطاع غزة، وتعرضت 171 مدرسة لأضرار بالغة، فيما طال القصف الإسرائيلى 191 مدرسة، منها 65 مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، كما تعرضت 20 مؤسسة جامعية لأضرار بالغة، وتعرض 51 مبنى تابعاً للجامعات للتدمير بشكل كامل، و57 مبنى للتدمير بشكل جزئى.
وبالنسبة لوضع المدارس فى الضفة الغربية، أوضحت وزارة التربية والتعليم العالى أن 109 مدارس حكومية تعرضت للتخريب، و7 جامعات وكليات تعرضت لاقتحامات متكررة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى، وتم تخريب منشآتها والعبث بمحتوياتها، وشددت الوزارة على أن نحو 788 ألف طالب فى قطاع غزة، ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم، منذ بدء العدوان الإسرائيلى، فيما يعانى معظم الطلبة من صدمات نفسية، ويواجهون ظروفاً صحية بالغة الصعوبة.
فى غضون ذلك، نشرت هيئة شئون الأسرى والمحررين ونادى الأسير الفلسطينى بياناً يتضمن ملخص حملة الاعتقالات التى نفذها الاحتلال أمس الثلاثاء فى مناطق مختلفة من الضفة الغربية، حيث جرى اعتقال 15 مواطناً على الأقل، من بينهم مواطن من مخيم «بلاطة» بمحافظة نابلس، أصيب أثناء عملية اعتقاله، ولم تعرف طبيعة إصابته بعد، بالإضافة إلى أسرى سابقين، وأوضح البيان أن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات «نابلس والخليل ورام الله وبيت لحم وقلقيلية وطوباس وطولكرم وسلفيت»، رافقتها اعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير فى منازل المواطنين.
من جانبها، أكدت وكالة «الأونروا» أن الاحتلال الإسرائيلى يقتل طفلاً على الأقل فى كل ساعة بقطاع غزة، وأضافت الوكالة الأممية فى بيان لها: «لا مكان للأطفال، فمنذ بداية الحرب، تم الإبلاغ عن مقتل 14500 طفل فى غزة»، وتابعت: «يُقتل طفل كل ساعة، هذه ليست مجرد أرقام، إنها حياة قُطعت»، واعتبرت «الأونروا» أنه لا وجود لمبررات لقتل الأطفال فى قطاع غزة، وأن «كل من نجا من الأطفال، أصيب بندوب جسدية ونفسية»، كما أن الأطفال محرومون من التعليم، حيث «يقضى الفتيان والفتيات فى غزة وقتهم فى البحث بين ركام الأنقاض»، وحذرت الوكالة من أن «الوقت ينفد بسرعة لهؤلاء الأطفال، إنهم يخسرون حياتهم ومستقبلهم ومعظم آمالهم».
وفى وقت سابق أمس الأول، طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية رسمياً، تقديم رأى استشارى بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة والدول الأخرى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، فى ظل تصاعد التوتر فى المنطقة، وزيادة التركيز الدولى على الاحتياجات الإنسانية والتنموية للفلسطينيين، وبموجب القانون الإنسانى الدولى، فإن القوى المحتلة ملزمة بالموافقة على جهود الإغاثة لمن هم فى حاجة إليها، وتسهيل مثل هذه البرامج بكافة الوسائل المتاحة لها، وضمان توفير الغذاء الكافى والرعاية الطبية والنظافة ومعايير الصحة العامة.
وبالنسبة للوضع فى جنوب لبنان، استشهد شخصان على الأقل، وأصيب ثالث، فى قصف إسرائيلى استهدف إحدى المدارس فى بلدة «الطيبة»، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن القصف الإسرائيلى جاء رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار فى جنوب لبنان، مشيرةً إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلى انتهك ذلك الاتفاق عشرات المرات، منذ دخوله حيز التنفيذ فى 27 نوفمبر الماضى، ويمنح القرار القوات الإسرائيلية مهلة مدتها 60 يوماً، حتى 26 يناير، للانسحاب من جميع الأراضى اللبنانية.