الأزمات الدولية تدعو أطراف جنوب السودان لاغتنام محادثات نيروبي
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
دعت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نشر اليوم الخميس ممثلي حكومة جنوب السودان والمعارضة إلى اغتنام منبر نيروبي من أجل التوصل لاتفاق سلام جديد أو تمديد الاتفاق الحالي.
وقالت المجموعة إن عدم وجود إشارة إلى أن جنوب السودان مستعد أو قادر على تنظيم انتخابات في ديسمبر/كانون الأول المقبل يعني أن هناك مساريْن نحو تجنب أزمة كبرى: إما أن يتفق الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار على خريطة طريق جديدة، وإما يتوصلان إلى اتفاق في المفاوضات الحالية بشأن تمديد اتفاق 2018.
وأضاف تقرير المجموعة "في أبريل/نيسان 2019، كان هناك اجتماع في الفاتيكان، حيث ركع البابا فرانسيس وقبّل قدمي سلفاكير ومشار، إلى جانب ثلاثة نواب آخرين للرئيس، كان البابا يضغط على هؤلاء القادة من أجل السلام".
عائلات نزحت بسبب القتال في جنوب السودان على مشارف العاصمة جوبا (رويترز) دور كينيومع ذلك، يقول التقرير إن هذه المحادثات انهارت في نهاية المطاف في مارس/آذار 2023، مما دفع الرئيس سلفاكير إلى مطالبة كينيا في ديسمبر/كانون الثاني الماضي بتولي المسؤولية واستئناف المفاوضات.
واستجاب الرئيس الكيني وليام روتو باختيار الجنرال المتقاعد لازاروس سومبيو، الذي توسط في اتفاق السلام الشامل في عام 2005 والذي أنهى الحرب الأهلية الطويلة في السودان ومنح جنوب السودان استقلاله، لقيادة العملية.
وتمثل حكومة جنوب السودان في المحادثات كافة الأطراف في حكومة الوحدة الوطنية، ويرأس وفدها المبعوث الرئاسي الخاص ألبينو ماثيم أيويل.
ويتكون وفد المعارضة بالمنفي بدوره من مجموعات لم توقع على اتفاق السلام لعام 2018، ويسعى قادتها إلى العودة إلى البلاد.
الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان السابق باقان أموم (الجزيرة)ومن بين هؤلاء باقان أموم الأمين العام السابق للحركة الشعبية لتحرير السودان، الحزب الحاكم في جنوب السودان الذي يرأسه مجموعة من المقربين من الزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق؛ وقائد الجيش السابق بول مالونج الذي قاد تمردا قصير الأمد في عام 2018.
وقال تقرير مجموعة الأزمات الدولية إن مجموعات صغرى أخرى وناشطون في المنفى يشاركون في المفاوضات، رغم غياب توماس سيريلو، أحد زعماء المتمردين الرئيسيين في ولاية الاستوائية الوسطى، بسبب مخاوف على سلامته في نيروبي.
مناشدة الشركاءودعا تقرير الأزمات الدولية المنظمات المدنية في جنوب السودان والقادة الإقليميين والولايات المتحدة والنرويج والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين، إلى الضغط على الأطراف في محادثات نيروبي وجوبا للاتفاق على خارطة طريق عملية نحو الانتخابات في المستقبل القريب.
وقال إن المفاوضات يجب أن تركز على صياغة دستور البلاد الذي طال انتظاره وتمكين شعب جنوب السودان من التوصل إلى اتفاق بشأن نظام الحكم وفصل السلطات ومستوى اللامركزية.
كما دعا التقرير إلى دمج قوات الأمن المختلفة في البلاد، وإعداد الإطار القانوني لتوجيه سير الانتخابات، والاتفاق على عملية تسجيل الناخبين وترسيم حدود الدوائر الانتخابية.
وقالت المجموعة "سواء اختارت الأطراف تمديد اتفاق السلام لعام 2018 من خلال المفاوضات في نيروبي أو في أي مكان آخر، فإن أي قرار يتطلب الإجماع لتجنب خلق أزمة سياسية جديدة".
ودعت المجموعة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى المساعدة في بناء هذا الإجماع، ومعالجة مخاوف مشار، فضلاً عن السعي إلى تخفيف المنافسة داخل معسكره بشأن كيفية المضي قدمًا.
مخاوف من انتشار العنف
وحذر التقرير من خطورة التأخير في التسوية السياسية لأن من شأن ذلك تعريض البلاد لخطر الانهيار المالي واحتمال انتشار أعمال العنف نتيجة للحرب في السودان المجاور، وخاصة مع سيطرة قوات الدعم السريع على المزيد من الأراضي بالقرب من حدود جنوب السودان.
واعتبرت المجموعة أن عملية نيروبي تمثل في الوقت الحالي المنتدى الرئيسي للتفاوض على تمديد الترتيبات الانتقالية التي تم إنشاؤها في عام 2018، والتي ستستلزم كخطوة أولى التأجيل الرسمي لانتخابات ديسمبر/كانون الثاني المقبل.
وكذلك حذرت من أي صفقة تؤدي إلى انتخابات عالية المخاطر حيث يحصل الفائز على كل شيء.
ودعا التقرير الجنوبيين إلى التعلم من تجربة الاتفاقيات السابقة التي دعمها القادة في إثيوبيا وأوغندا والسودان، لكنها انهارت بعد مدة وجيزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأزمات الدولیة جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
جهود دولية مكثفة للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة| تفاصيل
أكد زهير الشاعر، الكاتب والباحث السياسي، في تصريحات له أن هناك أملًا كبيرًا في التوصل إلى اتفاق قريب ينهي الحرب المستمرة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن جميع الأطراف المعنية تبذل جهودًا مكثفة لإنجاح المفاوضات وتجنب انهيارها.
وأوضح أن ممثل الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد أعرب عن رضاه عن سير المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تم التوصل إلى تطبيق فعلي لوقف إطلاق النار، مما يعكس تحسنًا ملحوظًا في الوضع الميداني.
دور الإدارة الأمريكية في دفع المفاوضات إلى الأماموفي مداخلة له على قناة "القاهرة الإخبارية"، أضاف الشاعر أن إدارة الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، تتبنى مواقف متفائلة بشأن سير المفاوضات الجارية، خاصة وأنها تدرك تمامًا أهمية هذه المفاوضات التي تهدف إلى معالجة القضايا الفنية المعقدة التي تشكل حجر الزاوية للوصول إلى اتفاق دائم.
وأكد أن المفاوضات الجارية هي بمثابة خطوة أولى نحو حل الأزمة بشكل نهائي، في وقت أصبح فيه الصراع مصدر قلق كبير في المجتمع الدولي.
التداعيات الإقليمية والدولية للصراعوأشار الشاعر إلى أن الصراع في غزة لم يعد مقتصرًا على الفلسطينيين والإسرائيليين فقط، بل أصبح يشكل محط اهتمام عالمي، مما استدعى تدخلات وتنسيقات مع الدول العربية والدول الكبرى. إذ تعمل الأطراف العربية على دفع المفاوضات قدماً، وتبذل ضغوطًا كبيرة على الطرفين لإيقاف القتال والوصول إلى اتفاق شامل. هذا التحرك يبرز تأثير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على استقرار المنطقة برمتها، حيث يتعاظم القلق الدولي من تداعيات استمرار الحرب.
تصريحات ترامب.. رسائل ضمنية إلى الأطراف المعنيةوفيما يتعلق بتصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن "جحيم الشرق الأوسط"، والتي تم تفسيرها من قبل البعض على أنها تهديد للطرف الفلسطيني، أوضح الشاعر أن هذه التصريحات قد تكون موجهة أيضًا إلى إسرائيل.
واعتبر الشاعر أن ترامب قد يكون استخدم هذه التصريحات للضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق يوقف التصعيد العسكري ويحل الأزمة القائمة، الأمر الذي يعكس الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في تسوية الصراع عبر مواقف دبلوماسية مرنة.