الإصلاح.. امتداد تاريخي وهوية يمانية
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
منذ الوهلة الأولى لانطلاق حزب الإصلاح في ١٣ سبتمبر ١٩٩٠ وبعد أشهر قليلة على قيام الوحدة اليمنية في ٢٢ مايو من نفس العام، كانت الهوية اليمنية واضحة المعالم من حيث الاسم التجمع اليمني للإصلاح ومن حيث الأهداف والنظام الأساسي وتشكيلة المؤسسين الذين شملوا اليمن بشمالها وجنوبها وشرقها وغربها، ومن مختلف الشرائح والفئات والمهن.
بدا انه حزب انبعث من جذور الأرض اليمنية وعنوان لإنسانها العظيم وله امتداده التاريخي والحضاري الضارب، وظهر جليا كامتداد للحركة الإصلاحية اليمنية او ما يطلق عليها حركة الاحياء اليمنية، التي كان من روادها نشوان الحميري والهمداني والمقبلي والصنعاني والشوكاني والزبيري والبيحاني والمخلافي، وأعلن انتماؤه اليمني وعدم تبعيته لاي جهة او جماعات خارج الوطن اليمني وممثلا للشعب اليمني فقط.
وفي المقابل كان هناك اصرار على تشويه صورته الواضحة وتزوير هويته اليمنية تارة بربطه بدول عربية وتارة أخرى بتقديمه كجزء من تنظيمات عربية واسلامية، رغم كل الوضوح في تكوينه وتشكيلته واسمه وامتداده الفكري والتاريخي والهوياتي اليمني، وذلك ضمن المكايدات التي طفت على سطح صراعات الاطراف السياسية، وتصدر لها رموز التيار الإمامي عبر لافتاتهم المعروفة او من كانوا يتدثرون بالأحزاب السياسية الأخرى.
خاض الاصلاح العملية السياسية وفق أدواتها المعروفة ومارس المعارضة في الفترة الانتقالية برقي يتناسب مع الوعي الذي كان سائداً، محاولا الابتعاد قدر الامكان عن التشاحن والتخندق الرديء الذي شوه صورة التعددية الحزبية كواحدة من أهم اشتراطات قيام الوحدة اليمنية المباركة.
وحينما وصل الاصلاح إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع في ٢٧ أبريل ١٩٩٣م لم يتردد في آن يخوض تجربة الائتلاف الحكومي كضرورة للحفاظ على التعددية الحزبية تلك والعملية الديمقراطية برمتها مع اشد خصومه السياسيين حينذاك، فكان شريكا الي جانب المؤتمر الشعبي العام مع الحزب الاشتراكي اليمني الذي وضع الإصلاح كخصم له منذ اللحظات الأولى لقيام الوحدة.
استمر الإصلاح بعد ما عرف بحرب تثبيت الوحدة في صيف ١٩٩٤م، كشريك للمؤتمر في ائتلاف حكومي فيما المؤامرات تحاك ضده وكان للأيادي الامامية المخترقة لحليفه المؤتمر الشعبي دور كبير في ذلك، حتى ابعاده من السلطة عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية أبريل ١٩٩٧م.
ومن مؤشرات استقلالية الحزب عن اي أطراف في الداخل اليمني والخارج، اصرار الاصلاح على عقد مؤتمره التأسيسي بعد حرب ٩٤ في خطوة مهمة حسبت له حينها انها حافظت على العملية السياسية والتعددية التي كاد المنتصر ان يهيل عليها التراب ويدفنها.
مسيرة متخمة بالتحديات والصعوبات والإنجازات التي حققها الإصلاح على صعيد تثبيت ركنا النظام السياسي اليمني (سلطة معارضة)، وأدت به إلى أن يعود تدريجيا الي قيادة المعارضة التي توجت بإعلان اللقاء المشترك مع أحزاب من مختلف التوجهات اليسارية والقومية وغيرها وكانت تجربة مميزة وفريدة حافظت على العملية السياسية واستخدم خلالها أدوات السياسة ورفع لواء النضال السلمي والدفاع عن الحقوق والحربات وتثبيت مفهوم المواطنة والعدالة الاجتماعية.
انخرط الإصلاح في محطات متعددة من العمليات الانتخابية (نيابية ورئاسية ومحلية) وكان نموذجا للحزب المتمسك بهويته اليمنية والمعبر عن طموحات وتطلعات واحتياجات الشعب اليمني، واستمر في عقد مؤتمراته العامة والفرعية بانتظام، وشارك في العمل النقابي والطلابي ومؤسسات المجتمع المدني لتثبيت أركان العمل المدني وتحقيق التوازن فيما بين السلطة والمعارضة.
لقد كان للجمهورية كنظام وقيم مبادئ حضور في الأداء الاصلاحي طوال مسيرته الممتدة لأكثر من 3 عقود وفي المحاضن التربوية وله دور كبير في اتساع مساحة هذا الزخم الجمهوري المتصاعد ورفع درجة الوعي لدى اليمنيين بأهمية الجمهوري كرديف للحرية والتنمية والسلام.
وللإصلاح دور مشهود في مواجهة تيار الإمامة الذي كان متغلغلا في مؤسسات الدولة وكان يظهر بوضوح في الهجمات الشرسة إعلاميا وفي المساجد والمدارس والجامعات منذ انطلاقة الاصلاح الاولى، فكان الإصلاح في مقدمة الصفوف المدافعة عن اليمن ونظامها الجمهوري منذ الانطلاقة في عام ١٩٩٠م مرورا بمحاولات السيطرة الحوثية على محافظتي الجوف وحجة في ٢٠١١ وما بعده وحتى الانقلاب المشئوم في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ وما زال في صدارة المواجهة للفكرة الامامية الخبيثة في مختلف المجالات.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الإصلاح اليمني كتابات
إقرأ أيضاً:
منتخب عمان يبحث عن انتصار تاريخي ثالث أمام السعودية
تترقب الجماهير الرياضية موقعة السعودية وسلطنة عمان غداً الثلاثاء في نصف نهائي كأس الخليج العربي لكرة القدم "خليجي 26" بالكويت، على إستاد جابر المبارك الصباح.
يدخل منتخب عمان المباراة بشعار الفوز والتأهل إلى النهائي بعد أن تصدر مجموعته الأولى واستطاع الفوز 2-1 على المنتخب القطري بطل آخر نسختين من كأس أمم آسيا ثم التعادل 1-1 مع المنتخب الكويتي منظم البطولة والأكثر تتويجاً باللقب برصيد 10 مرات، قبل أن يختتم مشواره في المجموعة الأولى بتعادل آخر أمام الإمارات بنتيجة 1-1.
مدرب عمان: جاهزون لـ"الأخضر" ونطمح لبلوغ النهائي - موقع 24قال مدرب منتخب عُمان رشيد جابر إن فريقه جاهز لمواجهة المنتخب السعودي في قبل نهائي كأس الخليج لكرة القدم "خليجي 26" المقامة بالكويت، وأكد أن منتخب بلاده يطمح للفوز والوصول للنهائي.وقال مدرب عمان رشيد جابر في مؤتمر صحافي إن "مباراة قبل النهائي أمام المنتخب السعودي مهمة، وهو فريق محترم يمتلك عناصر جيدة وتاريخه يشهد على ذلك وسنكون موجودين بصورة إيجابية في المباراة ونحتاج إلى جهد وتركيز طوال 90 دقيقة وفي هذه المواجهات هناك تفاصيل بسيطة تتحكم في المباراة".
من جهة أخرى، حجز الأخضر السعودي مقعده في نصف النهائي بعدما حسم وصافة المجموعة الثانية، بعدما استهل مشواره بخسارة أمام البحرين بنتيجة 2-3 قبل أن ينتفض بفوزين متتاليين أمام اليمن بنتيجة 3-2 ثم العراق حامل اللقب بنتيجة 3-1.
وتسعى كتيبة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد لمواصلة المغامرة الخليجية نحو استعادة اللقب الغائب منذ عام 2003 عندما توج الأخضر بلقبه الخليجي الرابع واللافت أن هذا التتويج كان على الأراضي الكويتية.
رينارد: علينا إظهار قوتنا أمام منتخب عمان - موقع 24أكد مدرب المنتخب السعودي هيرفي رينارد أن المهاجم مروان الصحفي سيكون جاهزاً غداً الثلاثاء لمواجهة منتخب عمان في نصف نهائي كأس الخليج العربي "خليجي 26".في المقابل فإن المنتخب العماني حقق اللقب مرتين في تاريخه وذلك في نسختي 2009 و2017.
واللافت أن المنتخبين استهلا عام 2024 بمواجهة جمعتهما في كأس آسيا يوم 16 يناير (كانون الثاني) الماضي على إستاد خليفة الدولي في قطر، ويومها فاز المنتخب السعودي بنتيجة 2-1.
والتقى المنتخبان 16 مرة في بطولات الخليج، حقق منتخب عمان الفوز في مباراتين فيما فاز المنتخب السعودي في 13 مباراة، وكان التعادل حاضراً في مباراة واحدة.
وأسندت اللجنة المنظمة للبطولة إدارة المباراة إلى الحكم التركي خليل أوموت ومواطنه كيريم إيرسوي مساعداً أول، وإبراهيم شيجلار مساعداً ثانياً، فيما أسندت مهمة إدارة غرفة تقنية الفيديو المساعد إلى الحكم الجزائري مصطفى غربال.