الإصلاح.. كابن للجمهورية اليمنية ولنظامها السياسي التعددي
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
كل المخلوقات والكيانات وحتى الافكار والمفاهيم، لا تكون مجردة بذاتها، أو في معزل عن بيئتها المحيطة، فكل شيء في هذا الوجود يتخذ شكله الخاص به من تفاعله في فضاءه العام، متأثرا، أو مؤثرا فيه..
لا فرق بين الكائن الفرد، أو الكيانات العامة كالجماعات والاحزاب، فكل شيء هو ابن مجاله الذي يشغل حيزا فيه.
فالاصلاح الحزب الذي يحتفل بذكرى تأسيسه غدا، والتي تزامنت مع قيام الجمهورية اليمنية، والانتقال للنظام السياسي الديمراطي التعددي في العام تسعين من القرن الماضي، هو اليوم حاصل التفاعلات السياسية والمجتمعية في الاعوام الماضية من عمر دولة الوحدة.
فالجماعة الدينية المتحالفة مع القوى المجتمعية والتي كانت تفعل في مجال الحزب الواحد جهرا في الشمال، وسرا في الجنوب، هي غيرها الان وقد صارت حزبا في النظام الديمقراطي التعددي لدولة الوحدة، فكما تخلق المجموعات السياسية نظامها السياسي، يخلق النظام السياسي جماعاته السياسية أيضا، يشبهها، وتشبهه..
بمقارنة البدايات مع المآلات نكتشف هذا الأمر مع التجمع اليمني للاصلاح، عند التأسيس كان مسمى حزب يمثل اشكالا كبيرا لدى النخب المؤسسة للحزب، والتي كانت لا تزال مثقلة بتجربتها قبل النظام الديمقراطي التعددي، لتختار بديلا عنه مسمى تجمع هروبا من ذلك الاشكال، أما الان فلم يعد مسمى حزب يمثل اي اشكال يذكر، و قد أصبح من المسلمات ان الحزب والحزبية عموما العمود الفقري للنظام السياسي التعددي الذي اتخذته الجمهورية اليمنية.
فقدر التجمع اليمني للإصلاح ان تكون ولادته متزامنة مع ولادة الجمهورية اليمنية ونظامها السياسي الديمقراطي، مؤثرا ومتأثرا بهما، ومن قدره أيضا ان تكون مشاكله الراهنة هي ذاتها المشاكل التي تعاني منها الجمهورية اليمنية ونظامها السياسي.
فقد كان انكسار التجمع اليمني للإصلاح لصالح الهجمة الماضوية للسلاليين، انكسارا للجمهورية اليمنية بكلها ولنظامها السياسي، فلا مشكلة خاصة للإصلاح مع الحوثي، الا ما يمثله الحوثي من تهديد للنظام السياسي الديمقراطي للجمهورية اليمنية، ومن السخف والتدليس اعتبار الاشكال بينهما اشكالا بين جماعتين دينيتين تدعى كل منهما حقا إلهيا في الحكم، فالحوثي كيان عنصري، اما الاصلاح ففضاء مفتوح لكل اليمنيين بلا عصبية او عنصرية، وفيما يدعي الحوثي حقا سلاليا في الحكم، لا يريد الاصلاح الا العودة للنظام السياسي الديمقراطي التعددي للجمهورية اليمنية.
يحسب للاصلاح انه كان واضحا في هذه المسألة فيما يخص موقفه من الحوثي، فيما تواطأت مختلف القوى السياسية مع الحوثي نكاية به، او استجرارا لصراعات ماضوية معه، فيما كان هو قد تسامى على صراعات الماضي، وكان أكثر اخلاصا للنظام السياسي التعددي، وللنضال السياسي لاجل اصلاحه..
قدر التجمع اليمني للاصلاح ان تكون ولادته مقرونة بولادة الجمهورية اليمنية ونظامها السياسي التعددي، وانه لشرف له ان يكتسب سماته الرئيسية منهما، حتى صار الحديث عن مستقبله الان مقرونا بالحديث عن مستقبل الدولة والنظام اللذين تخلق فيهما..
فالإصلاح هو ابن الجمهورية اليمنية والنظام السياسي الديمقراطي، ذلك هو فخره، وتلك هي مشكلته الوحيدة مع القوى التي تجد نفسها على النقيض من ذلك..
نقلاً من صفحة الكاتب على فيسبوك
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الإصلاح السياسة النظام حزب الإصلاح مقالات السیاسی الدیمقراطی الجمهوریة الیمنیة للجمهوریة الیمنیة للنظام السیاسی التجمع الیمنی
إقرأ أيضاً:
التحالف الديمقراطي الاجتماعي العربي يدعم الوحدة الترابية المغربية
أكد التحالف الديمقراطي الاجتماعي العربي دعمه للوحدة الترابية للمملكة المغربية، ورفضه لأي مساس بسيادة المغرب على كامل ترابه، ولأي محاولات انفصالية.
ودعا التحالف، في بيان عقب اجتماع له مؤخرا بمدينة حيدر أباد بالهند، على هامش مؤتمر التحالف التقدمي العالمي، دول الجوار إلى حلّ الإشكالات بالطرق السلمية، على أساس التعاون من أجل تحقيق تنمية حقيقية لشعوب المنطقة برمتها.
ومن جهة أخرى، عبر التحالف، في هذا اللقاء، الذي حضره الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، عن التزامه بمواصلة العمل لتمكين الشباب والنساء، وإشراكهم في الحياة الاقتصادية والعامة، وتمكينهم من تبوء مراكز صنع القرار والمناصب القيادية الحكومية وفي المؤسسات الأهلية، بالإضافة للبرلمانات والمجالس المحلية، من خلال المبادرات والأنشطة المختلفة على المستويات المحلية والإقليمية، والتعاون والتنسيق مع التحالف التقدمي لإنجاز وتحقيق العدالة العالمية والاجتماعية.
وفي سياق آخر سجل التحالف أن منطقة الشرق الأوسط تشكل إحدى أهم مناطق النزاع وعدم الاستقرار وتفجر الحروب في العالم، بما يحول دون تحقيق السلم والأمن والازدهار لشعوب وبلدان هذه المنطقة.
وشدد في هذا الصدد على أنه لا سلام بدون الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في العيش في وطنه وبناء دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
وشارك حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في فاعليات مؤتمر « تحقيق العدالة العالمية »، المنعقد في مدينة حيدر آباد، بتنظيم من التحالف التقدمي واستضافة من حكومة ولاية تيلانجانا وحزب المؤتمر الوطني الهندي.
وشارك الإتحاد بوفد ضم ادريس لشكر وفتيحة سداس الى جانب مجموعة من قادة الاحزاب الأعضاء بالتحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، بهدف إيصال صوت العدالة الاجتماعية، وتعزيز التواصل والتضامن مع القوى التقدمية حول العالم. والمساهمة في بلورة رؤى تقدمية جديدة لمواجهة التحديات العالمية، من التغير المناخي إلى التفاوت الاقتصادي، ومد الجسور بين قيم الديمقراطية الاجتماعية العالمية، وبين واقعنا العربي بكل تحدياته.
كلمات دلالية التحالف الديمقراطي العربي مؤتمر "تحقيق العدالة العالمية"