كل المخلوقات والكيانات وحتى الافكار والمفاهيم، لا تكون مجردة بذاتها، أو في معزل عن بيئتها المحيطة، فكل شيء في هذا الوجود يتخذ شكله الخاص به من تفاعله في فضاءه العام، متأثرا، أو مؤثرا فيه..

لا فرق بين الكائن الفرد، أو الكيانات العامة كالجماعات والاحزاب، فكل شيء هو ابن مجاله الذي يشغل حيزا فيه.

فالاصلاح الحزب الذي يحتفل بذكرى تأسيسه غدا، والتي تزامنت مع قيام الجمهورية اليمنية، والانتقال للنظام السياسي الديمراطي التعددي في العام تسعين من القرن الماضي، هو اليوم حاصل التفاعلات السياسية والمجتمعية في الاعوام الماضية من عمر دولة الوحدة.

فالجماعة الدينية المتحالفة مع القوى المجتمعية والتي كانت تفعل في مجال الحزب الواحد جهرا في الشمال، وسرا في الجنوب، هي غيرها الان وقد صارت حزبا في النظام الديمقراطي التعددي لدولة الوحدة، فكما تخلق المجموعات السياسية نظامها السياسي، يخلق النظام السياسي جماعاته السياسية أيضا، يشبهها، وتشبهه..

بمقارنة البدايات مع المآلات نكتشف هذا الأمر مع التجمع اليمني للاصلاح، عند التأسيس كان مسمى حزب يمثل اشكالا كبيرا لدى النخب المؤسسة للحزب، والتي كانت لا تزال مثقلة بتجربتها قبل النظام الديمقراطي التعددي، لتختار بديلا عنه مسمى تجمع هروبا من ذلك الاشكال، أما الان فلم يعد مسمى حزب يمثل اي اشكال يذكر، و قد أصبح من المسلمات ان الحزب والحزبية عموما العمود الفقري للنظام السياسي التعددي الذي اتخذته الجمهورية اليمنية.

فقدر التجمع اليمني للإصلاح ان تكون ولادته متزامنة مع ولادة الجمهورية اليمنية ونظامها السياسي الديمقراطي، مؤثرا ومتأثرا بهما، ومن قدره أيضا ان تكون مشاكله الراهنة هي ذاتها المشاكل التي تعاني منها الجمهورية اليمنية ونظامها السياسي.

فقد كان انكسار التجمع اليمني للإصلاح لصالح الهجمة الماضوية للسلاليين، انكسارا للجمهورية اليمنية بكلها ولنظامها السياسي، فلا مشكلة خاصة للإصلاح مع الحوثي، الا ما يمثله الحوثي من تهديد للنظام السياسي الديمقراطي للجمهورية اليمنية، ومن السخف والتدليس اعتبار الاشكال بينهما اشكالا بين جماعتين دينيتين تدعى كل منهما حقا إلهيا في الحكم، فالحوثي كيان عنصري، اما الاصلاح ففضاء مفتوح لكل اليمنيين بلا عصبية او عنصرية، وفيما يدعي الحوثي حقا سلاليا في الحكم، لا يريد الاصلاح الا العودة للنظام السياسي الديمقراطي التعددي للجمهورية اليمنية.

يحسب للاصلاح انه كان واضحا في هذه المسألة فيما يخص موقفه من الحوثي، فيما تواطأت مختلف القوى السياسية مع الحوثي نكاية به، او استجرارا لصراعات ماضوية معه، فيما كان هو قد تسامى على صراعات الماضي، وكان أكثر اخلاصا للنظام السياسي التعددي، وللنضال السياسي لاجل اصلاحه..

قدر التجمع اليمني للاصلاح ان تكون ولادته مقرونة بولادة الجمهورية اليمنية ونظامها السياسي التعددي، وانه لشرف له ان يكتسب سماته الرئيسية منهما، حتى صار الحديث عن مستقبله الان مقرونا بالحديث عن مستقبل الدولة والنظام اللذين تخلق فيهما..

فالإصلاح هو ابن الجمهورية اليمنية والنظام السياسي الديمقراطي، ذلك هو فخره، وتلك هي مشكلته الوحيدة مع القوى التي تجد نفسها على النقيض من ذلك..

نقلاً من صفحة الكاتب على فيسبوك

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الإصلاح السياسة النظام حزب الإصلاح مقالات السیاسی الدیمقراطی الجمهوریة الیمنیة للجمهوریة الیمنیة للنظام السیاسی التجمع الیمنی

إقرأ أيضاً:

بعد محاولة اغتيال ترامب للمرة الثانية.. ما رد فعل الحزب الديمقراطي؟

شهدت الولايات المتحدة الأمريكية توترًا متزايدًا بعد محاولة اغتيال ثانية ضد الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، والتي وقعت أمس الأحد في نادي ترامب للجولف في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، وعلى الرغم من أن حملته أكدت أن ترامب في أمان، طالب أعضاء الكونجرس بتعزيز الحماية الأمنية المخصصة له، وفقًا لموقع «أكسيوس» الأمريكي.

مطالب بتعزيز الحماية الأمنية

دعا العديد من نواب الكونجرس كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري إلى تعزيز الحماية الأمنية علي ترامب وذلك بعد محاولة الاغتيال الثانية التي جاءت بعد أسابيع قليلة من المحاولة الأولي، حيث قال النائب الديموقراطي عن ولاية نيويورك ريتشي توريس: «يجب أن يحصل جميع المرشحين الرئاسيين الرئيسيين على أعلى مستوى من الحماية الرئاسية».

 تأييد واسع من الجمهوريين

أكدت النائبة الجمهورية نيكول ماليوتاكيس، ضرورة منح ترامب نفس مستوى الحماية الأمنية التي يتمتع بها الرئيس جو بايدن، في منشور على منصة إكس: «يجب أن يكون لترامب نفس المستوى الأمني»، كما أشار النائب الجمهوري نيك لانجورثي إلى تزايد التهديدات، داعيًا الرئيس بايدن: بـ«إصدار نفس المستويات الأمنية الممنوحة لضمان سلامة الرئيس ترامب».

وفي يوليو الماضي، قدم توريس مع النائب الجمهوري مايك لاولر، مشروع قانون يهدف إلى تعزيز الأمن لكل من ترامب والرئيس جو بايدن، إضافة إلى روبرت كينيدي جونيور الذي انسحب لاحقًا من السباق الرئاسي وأعلن دعمه لترامب.

بجانب ذلك، تقوم فرقة عمل حزبية بالتحقيق في محاولة الاغتيال الثانية، وتسعى للحصول على إحاطة شاملة حول الحادث، مع التدقيق في كفاءة الخدمة السرية بعد تلك المحاولات.

التحديات الأمنية

قال مأمور مقاطعة بالم بيتش، ريك برادشو، في مؤتمر صحفي أمس، إنه نظرًا أن ترامب ليس رئيسًا حاليًا ، فإن الخدمة السرية المكلفة بحمايته «اقتصرت» على المناطق التي تعتبر مصدر قلق فقط، وأوضح برادشو ذلك، قائلًا: «لو كان ترامب هو الرئيس الحالي، كنا لنحاوط ملعب الجولف برجال الأمن».

مقالات مشابهة

  • الجمهورية اليمنية تُدين بشدة العدوان الصهيوني على لبنان
  • عضو السياسي الأعلى الحوثي: اللبنانيون أقوى من أن تؤثر عليهم عملية العدو بالبيجر
  • تبون يؤدّي اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية لولاية جديدة
  • إصلاح الجوف يقيم حفل خطابي وفني بمناسبة الذكرى 34 للتأسيس
  • الداخلية اليمنية تعلن ضبط متهم بتهريب الآثار إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي
  • العميد صلاح المفلحي لـ "الفجر": الإحصائيات تفضح إجرام الحوثي.. وهذا هو الحل الأمثل للأزمة اليمنية
  • بعد محاولة اغتيال ترامب للمرة الثانية.. ما رد فعل الحزب الديمقراطي؟
  • حزب المصريين: الحوار الوطني رسخ قواعد الإصلاح والاستقرار السياسي
  • الديمقراطي الكوردستاني: ندعو لحملة انتخابية ديمقراطية ونرفض التسقيط السياسي
  • حزب الإصلاح اليمني يحيي ذكرى تأسيسه وسط تساؤلات عن وضعه وأدائه