اليونسكو قلقة من نهب متاحف ومواقع أثرية في السودان
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
تعرضت متاحف ومواقع أثرية عديدة تضم مجموعات "كبيرة" للنهب في السودان بحسب منظمة اليونسكو التي حذرت اليوم الخميس من مخاطر تدمير التراث الغني أو الاتجار به في بلد يشهد حربا منذ 17 شهرا.
تدور حرب منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وأعربت الوكالة الأممية عن قلقها إزاء تقارير عن "عمليات نهب وتخريب محتملة ترتكبها جماعات مسلحة في متاحف ومؤسسات تراثية عديدة في السودان" بينها المتحف الوطني الذي "يضم آثارا وتماثيل مهمة بالإضافة إلى مجموعات أثرية ذات قيمة تاريخية ومادية كبيرة".
وقالت اليونسكو، في بيان، إن "مجموعات رئيسية عديدة أخرى تشهد على تاريخ السودان الغني، أُبلغ عن سرقتها من متحف بيت خليفة ومتحف نيالا".
وتحاول اليونسكو حاليا "تقييم مدى الأضرار بدقة".
وقالت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا "في الأسابيع الأخيرة، يبدو أن التهديدات التي تتعرض لها الثقافة وصلت إلى مستوى غير مسبوق"، داعية إلى "حماية التراث السوداني من التدمير والاتجار غير المشروع".
إلى ذلك دعت اليونسكو "الجمهور والأفراد العاملين في تجارة السلع الثقافية في المنطقة وفي كل أنحاء العالم إلى الامتناع عن حيازة ممتلكات ثقافية من السودان أو المشاركة في استيرادها أو تصديرها أو نقلها".
وأضافت أن "أي بيع أو نقل غير قانوني لهذه السلع من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية الثقافية السودانية وسيضر بتعافي البلاد".
وأوضحت أنه من المقرر إجراء تدريب بالقاهرة (مصر) في ديسمبر/كانون الأول المقبل "لقوات الأمن والجهات الفاعلة في النظم القضائية بالبلدان المتاخمة للسودان".
وساعدت اليونسكو أيضا في "تنفيذ تدابير طوارئ" في 5 متاحف أخرى للآثار في السودان، هدفت خصوصا إلى "التغليف بعناية" و"تأمين" المجموعات المهددة عبر وضعها في ملاجئ مخصصة، في حين "تم إحصاء وترقيم أكثر من 1700 قطعة".
وأدى النزاع في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح ولجوء أكثر من 10 ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة.
تحت مرمى النيرانويُقر عدد من المسؤولين بصعوبة تقييم الأضرار بسبب وجود عدد من المعالم في مناطق الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع.
وقال مدير إدارة الكشف الأثري بالهيئة العامة للآثار والمتاحف عبد الحي عبد الساوي، للجزيرة نت في وقت سابق، إن عددا من المباني تقع في أرض المعارك، ولا يمكن تقييم الضرر الذي أصاب المواقع الأثرية خاصة في ولايات الخرطوم شمال دارفور وجنوبها، لصعوبة الوصول إليها مع استمرار الحرب.
وتحدث عن تدمير مبنى جراب الفول في مدينة الأُبَيّض بولاية شمال كردفان جراء الاشتباكات، وهو من أقدم مباني الإدارة التركية ويعود تاريخه إلى خمسينيات القرن الـ19.
وأوضح عبد الساوي أن عددا من المعالم التاريخية يقع تحت خط النيران، منها متحف التراث الشعبي في الخرطوم، والمتحف القومي، وطوابي المهدية في أم درمان، ومبنى البريد القديم في شارع الجامعة وسط العاصمة الخرطوم، ووزارة المالية، وبوابة عبد القيوم في أم درمان، وسجن أم درمان، ومتحف بيت الخليفة.
وبحسب المسؤول نفسه، فإن متحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر، ومتحف نيالا بولاية جنوب دارفور، ومتحف السلطان بحر الدين في مدينة الجنينة غرب دارفور، كلها تقع تحت مرمى نيران الاشتباكات.
تدمير أسواق نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وثاني أكبر مدينة تجارية في السودان (رويترز) خسارةولم يسلم من الحرب متحف السودان للتاريخ الطبيعي والذي أُنشئ عام 1929 وتم ضمه لجامعة الخرطوم خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم عينات مُحنطة تعود لمنتصف القرن الـ19.
وقالت مديرة المتحف سارة عبد اللّه إن إفادات عالقين وصور أقمار صناعية تابعة لجهات بحثية مختصة بمراقبة مواقع التراث الثقافي العالمي، أكدت سقوط مقذوفات على مبنى المتحف ما بين 17 و20 أبريل/نيسان الماضي.
وأكدت لتقرير سابق للجزيرة نت "الثابت لديّ موت جميع الحيوانات بالمتحف حرقا، وخسارة عينات ومقتنيات المتحف التي تلفت بسبب حريق المبنى".
وتتمثل مهمة المتحف الرئيسية في الحفاظ على التراث الطبيعي السوداني من خلال حفظ عينات أنواع مختلفة من الحيوانات، والسجلات الجيولوجية، حيث ضم المتحف حيوانات مهددة بالانقراض، وقرابة 100 حيوان من الزواحف والأسماك والثدييات والعقارب.
كما يضم المتحف قاعة الطيور التي تحتوي على عينات جُمعت من السودان وجنوب السودان في الفترة الممتدة من 1885 إلى 1945.
تاريخ وهوية"ليست مجرد مبانٍ، بل تاريخ وهوية"، هكذا عبّر عدد من المختصين عن خطورة تدمير المعالم التاريخية والمؤسسات الثقافية بالحرب الدائرة في السودان.
وفي ظل اتهامات وُجهت لقوات الدعم السريع بطمس الهوية السودانية، يقول الأستاذ الجامعي وعضو جمعية توثيق المعرفة السودانية فتح العليم عبد اللّه إن المقتنيات في المتاحف تغطي فترات زمنية امتد بعضها من 4 إلى 7 آلاف عام، وإن العبث بها أدى إلى تضرر الآثار والمقتنيات النادرة التي تغطي هذه الحقب التاريخية.
وكشف عبد الله، في وقت سابق، للجزيرة نت عن تدمير قسم الترميم والعرض بمتحف السودان القومي، "الذي اتخذت منه قوات الدعم السريع ثكنة عسكرية قرابة الشهرين ولا توجد تقارير عن حجم الضرر".
بجانب متحفي القصر القديم والجديد اللذين تدمرت مقتنياتهما بشكل كامل. كما تضرر متحف بيت الخليفة في أم درمان الذي يغطي حوالي 13 عاما من حكم الدولة المهدية، ودُمرت بعض آثاره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی السودان أم درمان
إقرأ أيضاً:
عثمان جلال: مالك عقار هذه مساهمتنا في مشروع النهضة السودانية
(١). تستمد بضاعة حركة الاسلام في السودان صلاحيتها من الالهام التاريخي لأدوارها في صناعة المواقف الوطنية الكبرى منذ المشاركة في التدافع ضد الاستعمار وهي زغب الحواصل في محاضن التعليم الحديث الثانوي وكلية غردون، وكذلك دور اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بقيادة الاسلامي دفع الله الحاج يوسف في انجاز عملية السودنة ، ودورها في التصدي لانقلاب عبود عبر اتحاد ج الخرطوم بقيادة الاسلامي جعفر شيخ ادريس (ان اقيموا الدنيا وارجعوا الجيش الى الثكنات).
ثم دورها في صناعة ثورة اكتوبر التي اطاحت بنظام عبود عام ١٩٦٤ حيث كان في طليعة اتحاد طلاب ج الخرطوم حافظ الشيخ الزاكي وربيع حسن احمد ، وكان الدكتور الترابي ايقونة الثورة وهو يشخص بنيويا جذور ازمة الجنوب ويردها لغياب النظام الدستوري الديمقراطي .وايضا دورها في منازلة دكتاتورية النميري عندما كانت حمراء فاقع لونها تسيء الناظرين عبر اتحاد طلاب ج الخرطوم بقيادة الاستاذ علي عثمان محمد طه وانتفاضة شعبان ١٩٧٣ بقيادة احمد عثمان مكي وكان شعارها (ود المكي بطل منا )، ثم دورها في انتفاضة ١٩٨٥ التي اطاحت بالرئيس نميري ، ثم دورها خلال الديمقراطية الثالثة ١٩٨٦ الى ١٩٨٩م في دعم واسناد القوات المسلحة بالمال والرجال والتعبئة المعنوية للوقوف في وجه مشروع الحركة الشعبية العنصري التصفوي بقيادة الدكتور قرنق وذلك عندما خذلها اليسار وثبطت عزائمها الاحزاب التقليدية
(٢).
تستمد بضاعة حركة الاسلام صلاحيتها بدورها في التلاحم مع الجيش الوطني وهزيمة المشروع العسكري والقومي للحركة الشعبية والذي كان ينزع لاختطاف وابتلاع السودان وعلمنته وإلغاء الهوية العربية والاسلامية .حيث قدمت اكثر من عشرين ألف شهيد من اصفياء شبابها وطلابها وشيوخها وعلمائها الافذاذ ،وقيادات الدولة
وتستمد بضاعة حركة الاسلام صلاحيتها من ملاحم وانجازات ثورة التعليم العام والعالي التي حررت الانسان السوداني من ولاءات الخرافة والصنمية الطائفية الى ولاءات الافكار والقيم والبرامج ، والنظام الفيدرالي حيث المجتمع كله من الحي حتى اعلى جهاز تشريعي وتنفيذي في الدولة له سهم في صناعة مشروع النهضة، وثورة الاتصالات ، والطرق القارية ، والكباري والمطارات وثورة النفط والبترول ، ومدينة جياد الصناعية ، ومنظومة الصناعات الدفاعية التي تصنع من الطلقة الى الدبابة ، وصافات لتصنيع الطائرلت ،وسد مروي.واذا كانت الموجات الحضارية الكبرى والتي احدثت تغييرا بنيويا في السودان بدأت بالحضارة الكوشية ثم المروية ، ثم الممالك المسيحية الثلاثة،ثم الممالك الاسلامية في السودان الشرقي القديم وفي طليعتها مملكة سنار ،ثم النهضة الحديثة في العهد الاستعماري، فان تجربة الانقاذ هي الموجة الحضارية المعاصرة في السودان.
(٣).
هذه حركة بدأت صفوية طلابية في قلاع الحداثة والاستنارة، ثم جماعة ضغط سياسي ، ثم تكثف انتشارها في كل قطاعات المجتمع، وجغرافية السودان حتى بلغت القوى السياسية الثالثة في انتخابات ١٩٨٦، وقفزت بعد مرحلة الدولة لتملك الان اكبر قاعدة مجتمعية في السودان ،وأمهر الخبراء والمهنيين في كل الحقول فهي حركة راسخة الوجود في كل الحواضر والبوادي والبيوت والقطاطي السودانية.
حركة الاسلام تستمد قوتها في تماهيها مع قضايا الامة السودانية المصيرية والوجودية فحيثما تجد مواقف العزة والكرامة والشرف الوطني تجد حركة الاسلام فهي من المجتمع والى المجتمع تحيا لحياة السودان ، وتغضب لغضب السودان، وتثأر لجرح السودان وتتصدى لغاشيات الاستلاب الثقافي والهوياتي ، وتقف مع الجيش والشعب في خندق واحد ضد الاستهداف الاجنبي حتى يتكسر، وتموت وتفنى ويبقى السودان حرا وعزيزا. ثم تنهض من جديد جيلا بعد جيل.ونحن اكفاء لما مر بنا بل اكبر ، تاجنا الابقى وتندك العروش ، ولمن ولى حديث يؤثر ولمن ولى حديث يذكر .
(٤).
القائد مالك عقار ،اذا كان ثبات الاشجار يقاس بمدى عمق جذورها فان حركة الاسلام في السودان هي الاكثر رسوخا في التربة السودانية، فهي حركة سودانية البضاعة والفكرة والثقافة والتدين والمزاج والدين ومن هذه العناصر الخلاقة والالهام التاريخي تستمد مشروعيتها واستمرارها المطلق في دورات الزمان والمكان.
والقصة الطريفة والتليدة عندما قدم اليهودي من الشام ورأى هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم متلفحا بعمامته السوداء يسقي ويقري الحجيج الطعام ويعزم على ذلك بتصميم نبيل حتى انبهر اليهودي وسأل: أهذا نبيء اخر الزمان ؟ فقالوا له هذا هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، هاشم الذي هشم الثريد واطعم الحجيج واستدرك اليهودي قائلا: هذا هو الكرم وليس مثل كرم اهل الشام اهل الجفنة .
القائد مالك عقار هذه بعض انجازات وملاحم وبطولات وصنائع حركة الاسلام في السودان، ولنا ارث من الحكمة والحلم وحب الاخرين وولاء حينما يكذب اهليه الامين ولنا في خدمة الشعب عرق وهكذا نحن ففاخر بنا.
(٥).
القائد مالك عقار لن نجاريك في تمييز مدى ملائمة بضاعتكم السياسية مع المواصفات المعيارية للقضايا الوطنية حاليا لاننا في معركة وجودية تقتضي الاصطفاف والتراص الوطني والتحرر عن الانا الذاتية والحزبية والايديولوجية وبعد ازالة الخطر الوجودي والمتمثل في امبراطورية ال دقلو العسكرية والاقتصادية ، على كل الاحزاب السياسية تقديم بضاعتها القديمة والجديدة للمجتمع السوداني فهو قوام المشروعية في القضايا التأسيسية والمرجعية في البازار الانتخابي والديمقراطي .
مالك عقار اعرض عن هذا وتحلى بعقل وسلوك القادة الكبار عند المنحنيات الوطنية الكبرى ولك في مواقف ملوك الشمس والظل عمارة دونقس، وبادي ابوشلوخ، وابولكيلك ومحمد ود عدلان نماذج إلهام وعزة وفخار ،فكن حيث كانوا ومعاندة التاريخ حماقة وقلة عقل.
عثمان جلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب