الجزيرة:
2024-11-15@16:38:49 GMT

اليونسكو قلقة من نهب متاحف ومواقع أثرية في السودان

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

اليونسكو قلقة من نهب متاحف ومواقع أثرية في السودان

تعرضت متاحف ومواقع أثرية عديدة تضم مجموعات "كبيرة" للنهب في السودان بحسب منظمة اليونسكو التي حذرت اليوم الخميس من مخاطر تدمير التراث الغني أو الاتجار به في بلد يشهد حربا منذ 17 شهرا.

تدور حرب منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وأعربت الوكالة الأممية عن قلقها إزاء تقارير عن "عمليات نهب وتخريب محتملة ترتكبها جماعات مسلحة في متاحف ومؤسسات تراثية عديدة في السودان" بينها المتحف الوطني الذي "يضم آثارا وتماثيل مهمة بالإضافة إلى مجموعات أثرية ذات قيمة تاريخية ومادية كبيرة".

وقالت اليونسكو، في بيان، إن "مجموعات رئيسية عديدة أخرى تشهد على تاريخ السودان الغني، أُبلغ عن سرقتها من متحف بيت خليفة ومتحف نيالا".

وتحاول اليونسكو حاليا "تقييم مدى الأضرار بدقة".

وقالت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا "في الأسابيع الأخيرة، يبدو أن التهديدات التي تتعرض لها الثقافة وصلت إلى مستوى غير مسبوق"، داعية إلى "حماية التراث السوداني من التدمير والاتجار غير المشروع".

إلى ذلك دعت اليونسكو "الجمهور والأفراد العاملين في تجارة السلع الثقافية في المنطقة وفي كل أنحاء العالم إلى الامتناع عن حيازة ممتلكات ثقافية من السودان أو المشاركة في استيرادها أو تصديرها أو نقلها".

وأضافت أن "أي بيع أو نقل غير قانوني لهذه السلع من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية الثقافية السودانية وسيضر بتعافي البلاد".

وأوضحت أنه من المقرر إجراء تدريب بالقاهرة (مصر) في ديسمبر/كانون الأول المقبل "لقوات الأمن والجهات الفاعلة في النظم القضائية بالبلدان المتاخمة للسودان".

وساعدت اليونسكو أيضا في "تنفيذ تدابير طوارئ" في 5 متاحف أخرى للآثار في السودان، هدفت خصوصا إلى "التغليف بعناية" و"تأمين" المجموعات المهددة عبر وضعها في ملاجئ مخصصة، في حين "تم إحصاء وترقيم أكثر من 1700 قطعة".

وأدى النزاع في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح ولجوء أكثر من 10 ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة.

تحت مرمى النيران

ويُقر عدد من المسؤولين بصعوبة تقييم الأضرار بسبب وجود عدد من المعالم في مناطق الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع.

وقال مدير إدارة الكشف الأثري بالهيئة العامة للآثار والمتاحف عبد الحي عبد الساوي، للجزيرة نت في وقت سابق، إن عددا من المباني تقع في أرض المعارك، ولا يمكن تقييم الضرر الذي أصاب المواقع الأثرية خاصة في ولايات الخرطوم شمال دارفور وجنوبها، لصعوبة الوصول إليها مع استمرار الحرب.

وتحدث عن تدمير مبنى جراب الفول في مدينة الأُبَيّض بولاية شمال كردفان جراء الاشتباكات، وهو من أقدم مباني الإدارة التركية ويعود تاريخه إلى خمسينيات القرن الـ19.

وأوضح عبد الساوي أن عددا من المعالم التاريخية يقع تحت خط النيران، منها متحف التراث الشعبي في الخرطوم، والمتحف القومي، وطوابي المهدية في أم درمان، ومبنى البريد القديم في شارع الجامعة وسط العاصمة الخرطوم، ووزارة المالية، وبوابة عبد القيوم في أم درمان، وسجن أم درمان، ومتحف بيت الخليفة.

وبحسب المسؤول نفسه، فإن متحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر، ومتحف نيالا بولاية جنوب دارفور، ومتحف السلطان بحر الدين في مدينة الجنينة غرب دارفور، كلها تقع تحت مرمى نيران الاشتباكات.

تدمير أسواق نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وثاني أكبر مدينة تجارية في السودان (رويترز) خسارة

ولم يسلم من الحرب متحف السودان للتاريخ الطبيعي والذي أُنشئ عام 1929 وتم ضمه لجامعة الخرطوم خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم عينات مُحنطة تعود لمنتصف القرن الـ19.

وقالت مديرة المتحف سارة عبد اللّه إن إفادات عالقين وصور أقمار صناعية تابعة لجهات بحثية مختصة بمراقبة مواقع التراث الثقافي العالمي، أكدت سقوط مقذوفات على مبنى المتحف ما بين 17 و20 أبريل/نيسان الماضي.

وأكدت لتقرير سابق للجزيرة نت "الثابت لديّ موت جميع الحيوانات بالمتحف حرقا، وخسارة عينات ومقتنيات المتحف التي تلفت بسبب حريق المبنى".

وتتمثل مهمة المتحف الرئيسية في الحفاظ على التراث الطبيعي السوداني من خلال حفظ عينات أنواع مختلفة من الحيوانات، والسجلات الجيولوجية، حيث ضم المتحف حيوانات مهددة بالانقراض، وقرابة 100 حيوان من الزواحف والأسماك والثدييات والعقارب.

كما يضم المتحف قاعة الطيور التي تحتوي على عينات جُمعت من السودان وجنوب السودان في الفترة الممتدة من 1885 إلى 1945.

تاريخ وهوية

"ليست مجرد مبانٍ، بل تاريخ وهوية"، هكذا عبّر عدد من المختصين عن خطورة تدمير المعالم التاريخية والمؤسسات الثقافية بالحرب الدائرة في السودان.

وفي ظل اتهامات وُجهت لقوات الدعم السريع بطمس الهوية السودانية، يقول الأستاذ الجامعي وعضو جمعية توثيق المعرفة السودانية فتح العليم عبد اللّه إن المقتنيات في المتاحف تغطي فترات زمنية امتد بعضها من 4 إلى 7 آلاف عام، وإن العبث بها أدى إلى تضرر الآثار والمقتنيات النادرة التي تغطي هذه الحقب التاريخية.

وكشف عبد الله، في وقت سابق، للجزيرة نت عن تدمير قسم الترميم والعرض بمتحف السودان القومي، "الذي اتخذت منه قوات الدعم السريع ثكنة عسكرية قرابة الشهرين ولا توجد تقارير عن حجم الضرر".

بجانب متحفي القصر القديم والجديد اللذين تدمرت مقتنياتهما بشكل كامل. كما تضرر متحف بيت الخليفة في أم درمان الذي يغطي حوالي 13 عاما من حكم الدولة المهدية، ودُمرت بعض آثاره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی السودان أم درمان

إقرأ أيضاً:

أرقام صادمة لضحايا الحرب في السودان

قتل أكثر من 61 ألفا شخص في ولاية الخرطوم خلال أول 14 شهرا من الحرب في السودان.

وأظهر تقرير جديد أصدره باحثون في بريطانيا والسودان، أن التقديرات تشير إلى أن “العدد الكلي للقتلى أعلى بكثير مما سجل من قبل، وشملت التقديرات مقتل نحو 26 ألفا بعد إصابتهم بجروح خطرة”.

وبحسب التقرير الذي صدر عن مجموعة أبحاث السودان في كلية لندن، فإن “التضور جوعا والإصابة بالأمراض أصبحا من الأسباب الرئيسية للوفيات التي يتم الإبلاغ عنها في أنحاء السودان”.

وقال الباحثون إن “تقديرات أعداد الوفيات الناجمة عن كل الأسباب في ولاية الخرطوم أعلى بنسبة 50 بالمئة عن المتوسط المسجل على مستوى البلاد، قبل بدء الحرب التي نشبت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023”.

وتقول قائدة الدراسة ميسون دهب، المختصة بعلوم الأوبئة المديرة المشاركة بمجموعة أبحاث السودان، “إن الباحثين حاولوا “رصد الوفيات غير المرئية”، من خلال أسلوب عينات يعرف باسم “الرصد وإعادة الرصد”.

وأضافت أن “هذا الأسلوب المصمم بالأساس للأبحاث البيئية استخدم في دراسات منشورة لتقدير عدد من قتلوا خلال احتجاجات السودان عام 2019، ووفيات جائحة كورونا، في وقت لم يكن يتسنى فيه إحصاء الأعداد بالكامل”.

يذكر أنه وبحسب الأمم المتحدة، “فإن الصراع دفع 11 مليونا للفرار من منازلهم، وتسبب في أكبر أزمة جوع في العالم، ويحتاج نحو 25 مليون نسمة، أي نصف سكان السودان تقريبا، إلى المساعدات، في وقت تنتشر فيه المجاعة في مخيم واحد للنازحين على الأقل”.

هذا واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.

مقالات مشابهة

  • أرقام صادمة لضحايا الحرب في السودان
  • «الشارقة للمتاحف» تطلق معرض «أنا في متاحف الشارقة»
  • 3 ملايين زائر لمتحف المستقبل منذ فبراير 2022
  • متحف المستقبل يستضيف 3 ملايين زائر من 177 دولة في أقل من 3 سنوات
  • متحف المستقبل في دبي يحقق إنجازاً عالمياً بارزاً
  • متحف المستقبل يحقق إنجازاً عالمياً في عدد الزوار
  • اجتماع لمتابعة تذليل إجراءات نقل متحف بني سويف لمكتبة إسلام باشا
  • بدء إجراءات نقل متحف بني سويف لمكتبة إسلام باشا وسط المدينة
  • سفيرة لبنان في سويسرا تتسلّم 3 قطع أثرية مسروقة على ان يتم نقلها إلى بيروت لعرضها في المتحف الوطني
  • إنجازات الدولة في القطاع الأثري خلال 5 سنوات.. متاحف جديدة