أعادت الإدارة الأميركية اهتمامها بما يجري في الشرق الأوسط والخليج، بعد انكفائها لأشهر جراء خلافها مع السعودية حول ملفات وقضايا عديدة بدأت مع إعلان الرئيس جو بايدن انه سيجعل المملكة "منبوذة" بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وصولا إلى خفض الرياض لإنتاج النفط، إلى جانب دول أخرى في أوبك بلس، بالتوازي مع اتفاق بكين والذي أظهر اهتماما صينيا بالمنطقة .

  اهتمام واشنطن المفاجى بالأمن الاقليمي والذي تظهر من خلال دعم قدرات الأسطول الخامس العسكرية في الشرق الأوسط، مرده بحسب مصادر مطلعة على الموقف الأميركي، قطع الطريق على أي خطر من إيران في منطقة الخليج خاصة بعد احتجازها ناقلات نفط، وهذا يؤشر إلى أنهاء المفاوضات النووية غير المباشرة لا تزال متعثرة، رغم اعتبار البعض ان هناك تفاهما على القطعة في عدد من الملفات بين ايران والولايات المتحدة بعيدا عن مصير الاتفاق النووي.   كل هذا التحول الأميركي في الخليج يأتي بالتوازي مع الخلاف الخليجي- الإيراني على عدد من الجزر وحول الدرة، حيث اكد البيان الختامي لاجتماع الحوار الاستراتيجي السادس لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الذي عقد بموسكو في تموز الماضي، دعمه لمبادرة الإمارات ومساعيها للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، علما ان الحرس الثوري الإيراني، أجرى، مناورات عسكرية سماها "العميد الشهيد إسحاق دارا" قرب الجزر الثلاث وتشديد وزير النفط الإيراني جواد أوجي،على أن بلاده لن تتسامح مع أي انتهاك لحقها في حقل الدرة.وعليه تتضارب المواقف من مصير اتفاق المصالحة السعودي -الايراني، وسط حديث ان الرياض قد تنخرط في خطة الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل سلام سعودي مع إسرائيل مقابل ضمان أمن دول الخليج في مواجهة إيران وبناء قدرات نووية للمملكة، خاصة وان كلا من واشنطن وتل أبيب يعتبر أن الاتفاق الذي رعته الصين بين المملكة والجمهورية الاسلامية أضر ويضر بمصالحهما.


إن زيادة التحركات الأميركية في المنطقة في الأسابيع الأخيرة تعكس بحسب ما يؤكد، مدير مركز الدراسات اللبنانية في مركز دراسات الشرق الاوسط في طهران الباحث محمد خواجوئي ل "لبنان24"، قلق هذا البلد من دور الصين المتزايد في المنطقة ومن خروج إيران من العزلة المفروضة عليها. فهي اليوم تحاول ترسيخ دورها المركزي في المعادلة الأمنية للمنطقة من خلال زيادة وجودها العسكري في الخليج والاقتراب من السعودية وتشجيعها على الابتعاد عن إيران واقترابها من إسرائيل، هذا فضلا عن أنها تخشى خروج إيران من العزلة رغم الضغوط التي تفرضها واشنطن عليها، ولهذا السبب تحاول احتواءها من خلال توسعها العسكري في الخليج.   في المقابل، يعتبر خواجوئي أن من المهم بالنسبة لإيران تهدئة التوترات مع دول المنطقة فهي تسعى للانخراط في أعمال استفزازية في هذا الوقت، في حين أن السعودية تحاول أيضًا التحرك في على خط التنافس بين القوى العالمية الكبرى والحصول على مکاسب من كل الجهات. فعلى الرغم من الاتفاق على تطبيع العلاقات مع طهران ، لا تزال المملكة تحاول منافسة إيران في قضايا وملفات مختلفة، فعملية السلام في اليمن لم تتقدم بشكل جيد، وهذا الأمر لا يصب في مصلحة اتفاق بكين .
وربطا بما تقدم تظن الرياض والكويت أن طهران وتحت وطأة العقوبات الغربية لن تتمكن راهنا من جذب الاستثمار الأجنبي إلى حقل الدرة ولهذا السبب انتهزتا، وفق خواجوئي، هذه الفرصة لبدء الحصاد من حقل الغاز من جانب واحد، علما انه من غير المحتمل أن تؤدي هذه القضية إلى توتر كبير، او عودة الامور الى ما كانت عليه، فإيران قررت عدم التصعيد وانتهجت خطابا معتدلا في الرد ودعت إلى الحوار في هذا الشأن.

وسط ما تقدم، فإن كل هذه التعقيدات تنعكس على إعادة فتح السفارة السعودية في طهران الذي يسير ببطء شديد، وما ما نشرته وكالة أنباء إرنا ، الأربعاء ، بشأن إعادة فتح السفارة ، غير صحيح، يقول خواجوئي، فالوفد الدبلوماسي السعودي لا يزال في فندق سبيناس بالاس في طهران، وهذا الأمر يظهر لامبالاة السعودية وتراجع حماستها في إعادة فتح سفارتها وكأنها تسعى إلى تحقيق المكاسب من الجهات كافة.
ولذلك، يمكن القول إن استمرار الخلافات بين إيران والسعودية خاصة في الشأن اليمني ،وكذلك تزايد تحركات الولايات المتحدة وإسرائيل، كل ذلك يعني أن الأزمة في لبنان ستطول وأن حلها ليس في المستقبل القريب، يؤكد خواجوئي.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی طهران من خلال

إقرأ أيضاً:

"بطة" تورط نجل ترامب فى إيطاليا.. ودعوات برلمانية لفتح تحقيق عاجل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يتعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمواجهة أزمة في الداخل الإيطالي نتيجة رحلة صيد شارك فيها دونالد ترامب جونيور، الابن الأكبر للرئيس الأمريكي، أدت لصيده نوعا نادرا من البط، ما أثار غضب واستياء داخل حماة البيئة وفى دوائر روما السياسية والتشريعية عامة.

ويبدو أن الأزمات تتوالى على دونالد ترامب وذلك منذ عودته إلى البيت الأبيض، ما بين التعريفات الجمركية، ورغبته في تفريغ قطاع غزة بخلاف التصعيد الممتد مع دول الجوار الأمريكي، جميعها لم تكن كافية ، لتبدأ أزمة جديدة بطلها نجله.

تفاصيل رحلة الصيد ذكرتها صحيفة تليجراف البريطانية، مضيفة إلى أن الابن الأكبر للرئيس الأمريكي، متهم بإطلاق النار بصورة غير قانونية على نوع بط نادر أثناء رحلة صيد في إيطاليا، وهو البط الأحمر، وهي فصيلة محمية بموجب القوانين الإيطالية والاتحاد الأوروبي على حد سواء.

ترامب الابن فى مرمى النيران بسبب "البط الأحمر"
ووفقا لقانون الصيد الوطني الإيطالي، الذي صدر عام 1992، فإن أي شخص يثبت تورطه بقتل نوع محمي أو نادر مثل البط الأحمر سيواجه غرامة كبيرة تصل الي 1500 يورو.

ودعا النواب الإيطاليون جيلبرتو بيتشيتو فراتين، وزير البيئة، للتحقيق، وقد قدم أحد الساسة الإقليميين شكوى جنائية.

وكان ترامب جونيور في رحلة صيد في البحيرات والأراضي الرطبة جنوب البندقية أثناء عطلته في ديسمبر.

وتم تحميل مقطع فيديو من الرحلة على موقع Field Ethos: The Global Hunt for Adventure، وهو موقع ويب للصيد والرماية والأنشطة الخارجية، ويقول في الفيديو وهو يقف في وضعية الرماية بجوار بحيرة ضبابية ويرتدي سترة مموهة، إنه وزملاؤه الصيادون أطلقوا النار على "الكثير من البط البري".

وفى الفيديو يلوح نجل ترامب إلى بطة ميتة ذات ريش كريمي ونحاسي، ويقول: "لذا فإن هذا بطة غير شائعة إلى حد ما في المنطقة.. لست متأكدا حتى مما تعنيه باللغة الإنجليزية. لكنها عملية صيد لا تصدق. بمجرد أن رأوا الطعوم، جاءوا على الفور".

وقال أندريا زانوني، وهو سياسي إيطالى في فينيتو وعضو في حزب أوروبا الخضراء، الثلاثاء إنه قدم شكوى جنائية إلى شرطة كارابينييري الإيطالية.

 وتابع: "في إحدى اللقطات، يظهر ترامب وهو يصف البط التي تم إطلاق النار عليها، بما في ذلك البط البري الأحمر، وهو نادر الظهور في أوروبا".

وبخلاف أزمة نجل ترامب الدائرة داخل إيطاليا، تدرس روما بدقة خياراتها للتعامل مع إدارة ترامب بعد إعلان الأخير اعتزامه فرض زيادة في الرسوم الجمركية علي الدول الأوروبية عامة .

ويتكاثر نوع البط الذي اصطاده ترامب الأبن في آسيا ولكنه متاح في جيوب معزولة قليلة في أوروبا وشمال أفريقيا، وعلق زانوني على الحادث بقوله: "الصيد يبدو أنه تم في وادي بيريمبي، وهو جزء من البحيرات والمستنقعات الممتدة جنوبا من البندقية.. إنها منطقة محمية بموجب اللوائح الأوروبية وهي جزء من موقع شبكة ناتورا 2000 التابعة للاتحاد الأوروبي، كمنطقة محمية للحفاظ على البيئة".
ويضيف قائلا : بموجب القانون الإيطالي، يتيح فقط للمواطنين الإيطاليين أو المقيمين بالصيد.. ومثل أي أجنبي، بموجب القانون في إيطاليا لا يسمح له أن يمارس الصيد. حيث تحتاج إلى ترخيص من الشرطة وبطاقة عضوية جمعية الصيد.. فينيتو وإيطاليا بصورة عامة ليست ملكا للولايات المتحدة".

ودعا تحالف الخضر واليسار وزير البيئة إلى التدخل. وقالت لوانا زانيلا، عضو البرلمان من أوروبا الخضراء، إن "قتل الأنواع المحمية جريمة".

مقالات مشابهة

  • بين الضغوط القصوى والعزوف عن التفاوض.. مسار العلاقات بين إيران وأميركا إلی أين؟
  • غير قانونية.. إيران تندد بالعقوبات الأمريكية الجديدة المتعلقة بـ«النفط»
  • "بطة" تورط نجل ترامب فى إيطاليا.. ودعوات برلمانية لفتح تحقيق عاجل
  • إيران: العقوبات الأمريكية الجديدة "غير شرعية وغير مبررة"
  • إيران ترد على تصريحات ترامب حول "السلام النووي"
  • إيران: مقترح ترامب لتهجير سكان غزة استمرار لخطط "القضاء على الفلسطينيين"
  • وزير خارجية إيران يرد على ترامب: سياسة “الضغط الأقصى” ستفشل مجددا
  • بالأرقام.. صادرات إيران إلى السعودية تسجّل نمواً كبيراً
  • إيران تستعرض قدراتها الدفاعية وتتحدث عن فرصة ثانية لترامب
  • هون من شأن التقارير عن تفجير إيران..ترامب: أفضل اتفاق سلام مع طهران