برعاية حمدان بن زايد.. سباق زايد الخيري “أبو ظبي 2024 “ينطلق 23 نوفمبر
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
أعلنت اللجنة المنظمة العليا لسباق زايد الخيري اليوم أن النسخة الـ23 من سباق أبوظبي سوف تنطلق يوم 23 نوفمبر المقبل من فندق إرث أبوظبي تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة.
وعقدت اللجنة المنظمة العليا للسباق مؤتمرا صحفيا اليوم بفندق إرث أبوظبي بحضور الفريق الركن / م/ محمد هلال الكعبي، وسعادة عارف حمد العواني أمين عام مجلس أبوظبي الرياضي، وسعادة محمد حاجي خوري مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وأمل بو شلاخ عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، ومحمد بن هزام الظاهري أمين عام اتحاد الكرة، ويعقوب السعدي مدير قنوات أبوظبي الرياضية، ومريم حمد الشامسي الأمين العام لمؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، وغالية أحمد آل علي عضو مؤسس الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد، وممثلين من كافة الجهات الشريكة والداعمة.
وشهدت الاجتماع “ضيفة الشرف” الشيخة نعيمة الأحمد الصباح رئيسة مجلس إدارة الاتحاد الكويتي للرياضة النسائية والرئيسة الفخرية للجنة التنظيمية لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون حيث تم التأكيد على البدء في التجهيز والإعداد للحدث الكبير، والاعلان عن فتح باب التسجيل اعتبارا من الأسبوع المقبل لاستيعاب كافة الأعداد الراغبة في المشاركة من أبناء الإمارات والمقيمين والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
وأعلن الفريق ركن/ م/ محمد هلال الكعبي أنه سيتم تخصيص عائدات السباق لعام 2024 لصالح الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد، والمختصة بتقديم الدعم للأبحاث الخاصة بتطوير العلاج الخاص بالتصلب المتعدد ومقرها ديوان الرئاسة، وذلك على غرار النسخة الماضية من السباق في عام 2023، والذي ذهبت عائداته لدعم الأبحاث والعلاجات المبتكرة الخاصة بأمراض السرطان في مركز أبو ظبي للخلايا الجذعية.
وأكد الكعبي أن فكرة السباق انطلقت في عام 2001 من رؤية مستنيرة وتوجيهات سديدة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، ليصبح رمزا للعطاء والخير، ويحقق جميع أهدافه الخيرية والإنسانية عاماً بعد عام، ثم توسع دوليا ليصل إلى نيويورك في عام 2005، ثم إلى جمهورية مصر العربية عام 2014، وأصبح نموذجاً يحتذى ويجسد ريادة الإمارات العالمية ورسالتها الملهمة في دعم وتبني المبادرات الخيرية، ونشر ثقافة العمل الإنساني في جميع أرجاء العالم.
وتوجه رئيس اللجنة المنظمة بالشكر والتقدير إلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، على دعمه المستمر ورعايته الكريمة لأهداف السباق وغاياته الإنسانية النبيلة، وإلى كافة الشركاء.
وأعلن أن السباق سينطلق في نسخته المقبلة من داخل فندق” إرث أبوظبي”، وأن اللجان المختصة عن التنظيم تضطلع بجهود كبيرة في وضع كافة الترتيبات الكفيلة بنجاحه، وتنفيذ كل المتطلبات في الجوانب التنظيمية، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين لتحقيق الأهداف المنشودة التي تضاف إلى رصيد دولة الإمارات لتضعها في المكانة التي تليق بها على خريطة العمل الإنساني والخيري عالمياً.
وعن الجوائز قال ” تبلغ إجمالي قيمة جوائز الفائزين في نسخة هذا العام 1.5 مليون درهم، تم تخصيص 750 ألف منهم إلى أبناء زايد، ومثلها للفائزين من مختلف دول العالم، خاصة أن السباق مفتوح لكافة شرائح المجتمع من هواة ومحترفين، احتفاء بالروح الرياضية والإنسانية”.
من جانبه أكد عارف حمد العواني أن مجلس أبوظبي الرياضي بتوجيهات سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس المجلس حريص على الشراكة مع اللجنة المنظمة العليا وتوفير كل عناصر الدعم والمساندة في التنظيم والتواصل مع كافة الجهات المعنية، لإنجاح السباق الخيري، وتحقيق كل أهدافه، مشيرا إلى أن سباق العام الماضي شارك فيه 7 آلاف متسابق وهو عدد كبير، وأنه تم تسجيل السباق رسميا في الاتحاد الدولي.
وأوضح أن الرياضات المجتمعية تشهد طفرة كبيرة في أبوظبي في المرحلة الأخيرة، بفضل دعم ورعاية القيادة الرشيدة، وأنه يتوقع أن تزيد اعداد المشاركين في نسخة هذا العام في ضوء رفع قيمة الجوائز، وتخصيصها إلى فئات مختلفة، لأبناء زايد وكذلك لمختلف شرائح المجتمع من المقيمين والزائرين.
وقدمت غالية أحمد آل علي شرحا تفصيليا عن نشأة وتطور الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد، والدعم الذي تحظى به منذ تأسيسها في 2022، وجهودها الكبيرة في لتحسين حياة المصابين، وتوفير كافة أشكال الدعم لهم، منها العلاجات النوعية التي تقلل من تأثيرات الألم، وتوجيه الجهود الذاتية المبذولة في الاتجاهات الصحيحة.
وتم إطلاق الجمعية الوطنية لمرضى التصلب المتعدد بدولة الإمارات، باعتبارها منظمة غير حكومية “غير ربحية”، إذ تأسست بهدف تمكين الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي من خلال التوعية والدعم ودفع الجهود العالمية المتقدمة لإيجاد علاج لمرض التصلب المتعدد.
وأكد يعقوب السعدي أن تغطية سباق هذا العام سوف تشهد الكثير من المستجدات منها العمل على توفير بث موحد لقنوات الدولة في تغطية السباق على الهواء مباشرة، فضلا عن التواصل مع القنوات العربية لنقل الحدث وتوصيل رسالته الخيرية لكافة الجهات، وأنه جاري العمل على إعداد حملة .
وقال إن سباق زايد الخيري يرسخ قيمه الممتدة من دولة الإمارات إلى جميع أرجاء العالم، ويسهم في التعريف بجهودها في مجالات العمل الإنساني وأوجه الخير المتعددة، بما يحمله من مضامين راقية ترسخ ريادتها وتاريخها الطويل في مجالات العمل الخيري والإنساني، وتجسد مآثر المغفور له تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” وما قدمه من أعمال خيرية وإنسانية لمعظم دول العالم، واعترافاً بدور الرياضة في تعزيز المفاهيم النبيلة.
وقدم محمد الشاطري مدير إدارة الفعاليات المجتمعية بمجلس أبوظبي الرياضي شرحا تفصيليا عن السباق ومراحله المختلفة، والفئات المشاركة فيه بما فيها أصحاب الهمم، ومكان الانطلاق والانتهاء، وآليات التسجيل، وتطرق إلى خيمة الفعاليات المصاحبة التي ستقام على هامش الحدث.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: بن زاید آل نهیان الجمعیة الوطنیة اللجنة المنظمة
إقرأ أيضاً:
التحديات والفرص في العمل الخيري الدولي الكويتي
مع نمو التوجّهات الرسمية العالمية للسيطرة على العمل الخيري الخارجي، بتبني نموذج المركزية، تزداد هذه الجدلية بين إغراء الإيجابيات وعرقلة السلبيات في اعتماد هذا النموذج.
سنتحدث عن هذا مع التركيز على نموذج العمل الخيري الكويتي، الذي قد يكون من أكثر النماذج التي يدور الحديث حولها في المنطقة العربية؛ لما يتمتع به من قوة وتأثير وجمعه بين المركزية واللامركزية، مع توقعات متزايدة بأنه سيلتحق بالنماذج الأخرى.
إيجابيات النموذج المركزي للعمل الخيري الخارجيفعلى صعيد الإيجابيات، تبرز جودة ودقة البيانات للتبرعات والمساعدات، ولا سيما الرقم الإجمالي لها، سواء كانت من الجهات الإنسانية والخيرية، أو تلك الرسمية من الدولة بمختلف وزاراتها وأجهزتها.
كما أن هذا النموذج يسهل الوصول إلى بعض الفئات التي تتخوف من التبرع المباشر إلى الجهات الخيرية غير الحكومية، خصوصًا كبار المتبرعين والشركات الكبرى، بسبب تأثرهم بحملات إعلامية تستهدف العمل الخيري والخوف على مصالحهم.
كذلك، فإن من إيجابيات المركزية منع الازدواجية في تقديم المساعدات لنفس الفئات أو المناطق، إلى جانب تعزيز تأثير العمل الخيري بالتركيز على الأولويات والمناطق الأكثر احتياجًا.
إلى جانب هذه المزايا المغرية لكثير من الدول، يأتي مبرر آخر، وهو الوقاية من تهم دعم الإرهاب أو غسل الأموال. مما يستدعي أن تبقى التبرعات الموجهة للخارج تحت مظلة حكومية أو شبه حكومية، وهو الأمر الذي تبنته بعض الدول فيما تنوي دول أخرى تطبيقه.
إعلانفي هذا الإطار، تذكر التوصية الثامنة لمجموعة العمل المالي الدولية التابعة لصندوق النقد الدولي (FATF) كواحدة من أبرز الضوابط الدولية في الإطار المتعلق بـ «المنظمات غير الهادفة للربح»، والتي نصت على أنه «ينبغي على الدول أن تراجع مدى ملاءمة القوانين واللوائح التي تتعلق بالكيانات التي يمكن استغلالها لغايات تمويل الإرهاب، وتعد المنظمات غير الهادفة للربح، بصفة خاصة، عرضةً لذلك، وينبغي على الدول أن تطبق تدابير مركزة ومتناسبة تتماشى مع المنهج القائم على المخاطر، على هذه المنظمات غير الهادفة للربح لحمايتها من الاستغلال لغايات تمويل الإرهاب، بما في ذلك:
من قبل المنظمات الإرهابية التي تظهر ككيانات مشروعة. من أجل استغلال كيانات مشروعة كأدوات لتمويل الإرهاب، بما في ذلك من أجل التهرب من تدابير تجميد الأصول. من أجل إخفاء أو تغطية تحويل الأموال المخصصة لأغراض مشروعة سرًا إلى منظمات إرهابية.تشير التوجيهات المرتبطة بالتوصية 8 إلى ضرورة أن تضع الدول آليات فعالة لرصد التبرعات والمعاملات المالية، كما توصي بتطبيق تدابير رقابية وتنظيمية على أنشطة المنظمات الخيرية، بما يشمل مراقبة تدفقات التبرعات الدولية؛ لضمان الشفافية وعدم استغلالها.
ورغم أن التوصية لا تتحدث صراحةً عن "آلية مركزية" لإرسال التبرعات، فإنها توصي الدول بوضع أنظمة تنظيمية تتناسب مع تقييم المخاطر الوطنية والدولية، وهو ما يشمل ضمنيًا – مع الأسف – إنشاء كيانات مركزية لإدارة ومراقبة تدفقات التبرعات الدولية.
سلبيات مركزية العمل الخيري الخارجي
من ناحية أخرى، فإن هناك العديد من السلبيات لوجود جهة مركزية لتنظيم إرسال التبرعات الخيرية إلى الخارج، أبرزها زيادة البيروقراطية وتعقيد الإجراءات، مما يؤدي إلى تأخير وصول المساعدات، خاصة في الحالات الطارئة.
كما قد يترتب عليه تركيز السلطة، مما يفتح المجال لسوء الإدارة أو المحسوبية، ويضعف دور المبادرات المستقلة والجمعيات الصغيرة التي تسهم في العمل الخيري.
إعلانبالإضافة إلى ذلك، قد تعاني الجهة المركزية من تكاليف إدارية مرتفعة تؤثر على النسبة المخصصة للمستفيدين، مع احتمالية غياب الشفافية في تتبع الأموال المرسلة.
من الممكن أن يؤدي تدخل الاعتبارات السياسية إلى توجيه التبرعات نحو أولويات سياسية بدلًا من الاحتياجات الفعلية، مما قد يُضعف الثقة بين المتبرعين والمستفيدين.
كما قد تفتقر الجهة المركزية، إذا ما قورنت بالجمعيات الخيرية، إلى المرونة الكافية لتلبية الاحتياجات الضرورية للمجتمعات المستفيدة، مما يعيق الإبداع ويثبط الجمعيات الخيرية عن تقديم مبادرات نوعية للقطاع الخيري، فضلًا عن استحداث سوق سوداء للعمل الخيري الخارجي.
العمل الخيري العابر للحدود في تقارير مؤشرات جامعة إنديانا العالميةوعلى سبيل المقارنة، تجدر العودة إلى تقرير مؤشر بيئة العمل الخيري العالمي 2022، الذي تصدره جامعة إنديانا، حين تناول مدى حرية المنظمات الخيرية في إرسال التبرعات إلى الخارج، دون تدخل حكومي مفرط.
على مقياس من 1-5، حصل إقليم شمال أوروبا على أعلى تقييم بدرجة 4.75، حيث تتبنى الحكومات سياسات تعزز بيئة تعاونية مع المنظمات الخيرية، والإطار التنظيمي في هذه المنطقة مصمم لتحقيق توازن بين الحاجة إلى الرقابة وتشجيع الأعمال الخيرية الدولية.
وهناك قدر محدود من العقبات البيروقراطية التي تواجهها المنظمات الخيرية عند تحويل التبرعات دوليًا، مع مستوى عالٍ من الشفافية في العمليات والآليات التنظيمية الفعالة التي تسهل عمل هذه المنظمات عالميًا.
على حين حصل إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على أدنى تقييم 2.6، حيث لا تحظى المنظمات الخيرية في المنطقة سوى بحوافز محدودة للانخراط في الأعمال الخيرية الدولية، وتواجه المنظمات الخيرية رقابة حكومية مستمرة وسيطرة على أنشطتها، يشمل ذلك قيودًا على التمويل الدولي وتدفقات التبرعات.
وتفرض العديد من الدول في المنطقة قوانين صارمة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، تعيق بدورها قدرة المنظمات الخيرية على العمل عبر الحدود. وفي بعض الحالات، تتطلب اللوائح موافقات حكومية إلزامية للمعاملات عبر الحدود، مما قد يؤدي إلى تأخير أو منع التبرعات بشكل كامل.
إعلانومن جهة أخرى، تؤدي حالة عدم الاستقرار السياسي والتحديات الاقتصادية في العديد من دول المنطقة إلى تفاقم البيئة التقييدية، حيث تميل الحكومات إلى تشديد الرقابة خلال الأزمات، مما يحد من تدفق الموارد من وإلى المنطقة.
وعودة إلى التوصية الثامنة لمجموعة العمل المالي الدولية التابعة لصندوق النقد الدولي (FATF)، ومع الاعتراف بأهميتها بشكل عام، إلا أنها كانت موضع انتقاد من كلية ليلي فاميلي للعمل الخيري في جامعة إنديانا، ضمن حديثها عن سياق البيئة القانونية للعمل الخيري عبر الحدود، في تقريرها الذي تشرفت بالمشاركة فيه ضمن «مؤشر تتبع العطاء العالمي 2020».
حيث بين التقرير أنه رغم أن مجموعة العمل المالي شجعت البلدان على مراجعة التشريعات وتنفيذ الإجراءات المتناسبة والسياسات المرنة لضمان حيوية القطاع الخيري، إلا أن لوائح مكافحة غسل الأموال ومكافحة الإرهاب ظلت حواجز أمام العطاء عبر الحدود في العقد الماضي. حين أدخلت العديد من البلدان أيضًا لوائح تحظر الأموال الأجنبية الواردة، أو التي توجه إلى المنظمات الخيرية ذات التمويل الأجنبي.
وأشار التقرير إلى أن مثل هذه اللوائح لا تعيق قدرة المنظمات الخيرية الممولة من الخارج فحسب، بل إنها تثبط عزيمة الجهات المانحة والمتلقية، على حد سواء، للمشاركة في الأعمال الخيرية الخاصة العابرة للحدود وتعزيزها على الصعيد العالمي.
كذلك، كانت التوصية ذاتها موضع انتقاد في تقرير المركز الدولي للقانون غير الربحي عام 2022، عن مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ومنظمات المجتمع المدني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث ذكر التقرير أن تأخر التمويل سيؤثر على الخدمات التي تقدمها المنظمات غير الربحية.
فقد يؤثر على إيصال الغذاء والأدوية والتعليم وحتى إلغاء المشاريع بشكل كامل، الأمر الذي يؤثر على المستفيدين ويحرمهم من الخدمات. كما سيؤدي إلى ضياع الكثير من الجهد والوقت في الإجراءات البنكية بدلًا من التركيز على الخدمات والمساعدات، وتضرر سمعة المنظمات غير الربحية، بسبب كثرة الحديث عن احتمالية غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وبالتالي، سيكون الحصول على التمويل سواءً كان تمويلًا محليًا أو دوليًا، قليلًا ومحدودًا!
إعلان النموذج الكويتي بين المركزية واللامركزيةأما الكويت، فقد عرفت بتبني مقاربة متميزة، جمعت بين المركزية واللامركزية، حيث توفرت مساحة كبيرة من الحرية في العمل للجمعيات الخيرية الكويتية، أكسبت الأخيرة إبداعًا ورشاقة، مع وجود الإشراف المباشر من وزارتي الخارجية والشؤون الاجتماعية على الجمعيات في عدم التعامل إلا مع الجهات الخيرية الخارجية المعتمدة في منظومة العمل الإنساني في وزارة الخارجية.
وذلك ضمن سلسلة إجراءات وشروط وتدقيق على ملفات وبيانات الجهات الخيرية التي تقدم للاعتماد، وصولًا إلى زيارة ممثلين من سفارات الكويت لهذه الجهات بمقارها والاستفسار الهادئ للتعرف على الجمعية. وقد حضرت جزءًا من هذه العملية مع ممثل سفارة الكويت في واشنطن ضمن مراحل اعتماد منظمة UMR في الولايات المتحدة.
كذلك، تلزم الجمعيات الخيرية الكويتية بالحصول على الموافقات المسبقة لعمليات التحويل المالية والمشاريع خارج الكويت قبل التنفيذ، ثم المتابعة والتقارير بعد التنفيذ. وكان لهذه المقاربة أن جعلت الجمعيات الخيرية الكويتية موضع ثقة كبيرة من الجهات الإشرافية والجمهور، كما أكسبها إبداعًا في تقديم المساعدات.
في هذا الإطار، كان التعميم الذي أصدرته وزارة الشؤون الاجتماعية عام 2022 بتنظيم العمل الخيري من خلال الميكنة، الذي سعى إلى إكساب عمل الجمعيات الخيرية رشاقة إجرائية بالاعتماد على الميكنة، بالارتكاز على 7 عناصر رئيسية، وهي: خطة المشاريع، والتحويلات البنكية، والتحويلات المالية، والبيانات المحاسبية، والطلبات القانونية، وقاعدة بيانات الجمعيات، وتقارير الموظفين.
ويعمل هذا النظام بدوره على الربط مع منظومة العمل الإنساني لوزارة الخارجية لتدقيق بيانات التحويلات المالية بشكل آلي، بحيث لا تستطيع الجمعية التحويل إلى أي جهة غير موجودة أو ممنوعة في منظومة العمل الإنساني لوزارة الخارجية، وفي نفس الوقت يدعم النظام الشفافية بشكلٍ كبير، حيث يكون التدخل البشري في كافة العناصر الرئيسية التي يقوم عليها عمل الجهات الخيرية محدودًا.
إعلانوعند النظر إلى مؤشر بيئة العمل الخيري العالمي GEPI الذي تصدره جامعة إنديانا، ونتائج الكويت المتقدمة فيه مقارنة بدول المنطقة، خاصةً فيما يخص ملاءمة البيئة التنظيمية لإرسال التبرعات إلى الخارج، تبدو مساحة الحرية واللامركزية التي تمتاز بها دولة الكويت متماشية مع المؤشرات الجاذبة والفاعلة والمثلى في بيئة العمل الخيري، والتي تسعى جامعة إنديانا إلى نشرها من خلال مؤشرها الذي ينفذ في حوالي 100 دولة، وهو ما قد لا يرضي الجهات الرقابية المتشددة على العمل الخيري!
وفي سياق الحديث المستمر عن مستقبل العمل الخيري الكويتي، في ظل الإرهاصات التي تحدث في المنطقة والنماذج الموجودة حول الكويت، إلى جانب بعض التغيرات الداخلية في الكويت، التي أوحت إلى بعض الجهات أن هناك تشديدًا منتظرًا على العمل الخيري الكويتي الخارجي، رغم وجود ما يؤكد عكس ذلك، فما زلنا نشهد نشاطَ وتميزَ ورشاقة الجمعيات الخيرية الكويتية.
فمن المألوف أن ترى مدير جمعية خيرية كويتية "سعد العتيبي" في طليعة الحاضرين عند حدوث الكوارث مثل الزلازل التي ضربت سوريا وتركيا والمغرب. إلى جانب الجهد المتواصل للجمعيات الخيرية الكويتية في إغاثة قطاع غزة المنكوب، والذي انطلق منذ بداية العدوان الأخير بحملة "فزعة لفلسطين" التي شاركت فيها العديد من الهيئات واللجان الخيرية، مرورًا بتسيير جسر جوي من المساعدات في 52 رحلة، وقافلة من الشاحنات من الكويت إلى معبر رفح.
بالإضافة إلى إطلاق حملة شعبية لتسيير سفينتي إغاثة إلى غزة عبر ميناء العريش البحري بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي، شاركت فيها 30 جمعية خيرية كويتية. وتمكنت الحملة من جمع مبلغ كبير من التبرعات في دقائق معدودة، ولا أخفي سرًا بأن بعض الأصدقاء من خارج الكويت قد سألني عن كيفية تحويل تبرعاته إلى جهات خيرية كويتية لتتولى إرسالها إلى غزة!
إعلانيعتقد العديد من الكويتيين الذين أتحدث معهم في هذا الموضوع، وقد ذكره عدة مرات رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، د. عبد الله المعتوق، أن مما يحفظ الكويت هو خيرها الممتد لمئات الدول.
ومما يحمي العمل الخيري الكويتي هو تلك النظرة التاريخية له كجزء أساسي من تركيبة الدولة. وقد بدأ الأمر في مرحلة ما قبل الاستقلال من خلال المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص في الكويت، حيث حرص تجار الكويت منذ القدم على إخراج زكاة المال وتقديمها لأوجه الخير المختلفة. فضلًا عن إقدامهم على التطوع، حيث ساهموا قديمًا بالتبرع الطوعي للدولة عبر ضريبة فرضوها على أنفسهم، بدأت بنسبة (1%) من بضائعهم التي يجلبونها إلى الكويت. ومع احتياجات الدولة، كان التجار يزيدون من نسبة هذه الضريبة التي وصلت إلى (5%) في عام 1936.
ولم تقف المسؤولية المجتمعية للتجار عند هذا الحد، بل قاموا منذ القدم بتشكيل لجان خيرية مؤقتة، وفي عام 1956 تم تأسيس اللجنة الشعبية لجمع التبرعات. تلك الجهود عبرت عنها مقولات شعبية كويتية من أشهرها مقولة "ادفع حلواها تدفع بلواها"، التي وصفت عطاء الكويتيين الممتد منذ ما قبل اكتشاف الثروة النفطية وحتى الوقت الحاضر إلى مختلف أنحاء المعمورة.
وبرز في هذا العطاء العديد من الرواد، مثل عبدالرحمن السميط وأعماله الكبيرة في القارة الأفريقية. إن مثل هذا الإرث يجعل من الصعب على الكويت أن تشدد على العمل الخيري الخارجي وتتبنى مركزية التبرعات من خلال جهات حكومية.
وعلى ذلك، لا أتوقع أن تغامر الكويت بإرثها المتواصل في العمل الخيري من خلال تبني ممارسات مفرطة في تقييد العمل الخيري الموجه إلى الخارج! وحتى لا يحدث ذلك فعلى الجهات الخيرية الكويتية واجب الامتثال للقوانين الدولية والمحلية بذكاء وتلبية متطلبات وزارتَي الخارجية والشؤون الاجتماعية، وألا تتهاون تحت أي مبرر في مسألة الشفافية وتقديم التقارير للجهات الرسمية وأصحاب العلاقة.
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline