ابتكر باحثون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا آلية جديدة لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد لمجموعات معقدة من البكتيريا، مما يمثل تقدما كبيرا في مجال التصوير الميكروبي، معتمدين بذلك على دمج تقنيتين للتصوير وهما المجهر الفلوري والتصوير الطوري الكمّي.

يسمح المجهر الفلوري بتصوير خصائص المواد العضوية والميكروبات بجعلها تشع ضوءا فسفوريا، بينما يعد التصوير الطوري الكمي تقنية تصوير متقدمة تُستخدم لقياس وتحليل التغيرات الدقيقة في الطور البصري للضوء عند مروره عبر عينة شفافة أو شبه شفافة.

ومن خلال دمج هاتين الطريقتين، تمكن الباحثون من الحصول على أداة قوية تعزز من فهم البنية المعقدة والديناميكيات التي تتفاعل فيها الميكروبات.

وفي العادة، عند رغبة الباحثين وعلماء الأحياء بدراسة أي مجموعة من البكتيريا، فإنهم يعدلونها وراثيا لجعلها تتوهج بخاصية "الاستشعاع" تحت ظروف مخبرية معينة، حيث يكون توهجها الاصطناعي مرئيا باستخدام المجهر، إلا أن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه في جميع الأنواع الميكروبية بهذه الطريقة وحدها.

الغلاف الجذوري "الريزوسفير" منطقة حيوية من التربة تحيط بجذور النباتات (كالتك) البكتيريا القابعة أسفل النبات

وتركز الدراسة التي نشرها الفريق في دورية "بي إن آي إس" بشكل خاص على ما يُعرف بالغلاف الجذوري "الريزوسفير"، وهي منطقة حيوية من التربة تحيط بجذور النباتات وتزخر بالكائنات الحية الدقيقة المهمة، كما يمثل الغلاف الجذوري دورا حاسما في الحفاظ على صحة النباتات من خلال تسهيل عمليات امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل الفوسفور، والذي غالبا ما يكون مرتبطا بوجود بكتيريا مفيدة.

وتمثل هذه المنطقة صعوبة بالغة بالنسبة للباحثين نظرا لموقعها الموجود أسفل الأرض، ولحساسية الظروف المحيطة بها، فلا يمكن تصويرها أو دراسة تفاعلاتها بسهولة.

وتصف الورقة البحثية تطوير وتطبيق تقنية التصوير المستحدثة، التي ستتيح الفرصة لتصوير مجموعات ميكروبية عديدة بسرعة عالية ودون إلحاق أيّ أضرار بها، وذلك في أبعاد ثلاثية.

وجاء في بيان صحفي للمؤلف المشارك تشانج هوي يانغ أن "هذا المشروع يمثل بداية عهد جديد على مستوى الجامعة لتطوير تقنيات متقدمة لدراسة التربة والنظم البيئية المعقدة". وأضاف أن المزج بين علم الأحياء وتقنيات التصوير المتقدمة، يظهر كيف يمكن للتعاون القائم على روح الفضول أن يؤدي إلى تحقيق اكتشافات علمية مهمة.

ووفقا للبيان، فإن هذه التقنية ما زالت في مراحلها الأولى، في مرحلة "إثبات المفهوم"، ويطمح الباحثون إلى تسخير التقنية لتغيير فهم البشرية عن العوالم الميكروبية الخفية التي تتوجد في كلّ مكان، لا سيما في القطاع الزراعي، حيث من الممكن تحسين التربة وتطوير آليات مختلفة من الزراعة المستدامة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

«الصحة» تبحث إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوت في الجراحات الدقيقة

عقد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، اجتماعا مع قيادات بشركات القطاع الخاص، لبحث سبل التعاون في القطاع الصحي، في ديوان عام الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

الاستثمار في القطاع الصحي

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنّ الاجتماع تناول بحث فرص التعاون والاستثمار في القطاع الصحي، بما يساهم في النهوض بالمنظومة الصحية، وتطوير ورفع كفاءة المنشآت الصحية في جميع المحافظات، باستخدام تقنيات الاستشارات الطبية والتشخيص «عن بُعد» والروبوت الجراحي.

وقال «عبدالغفار» إنّ الوزير ناقش مع ممثل الشركة إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوت، في الجراحات الدقيقة بمستشفيات العاصمة الإدارية، ومعهد ناصر للبحوث والعلاج، لتحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، مؤكدا أهمية هذه التقنيات في تقليل احتمالات أخطاء التشخيص، وميكنة صرف الأدوية، وزيادة معدلات الأمان في إجراءات مكافحة العدوى.

واستطرد «عبدالغفار» أنّ الوزير أشار إلى أهمية تعظيم الاستفادة من تلك التقنيات وخاصة في المنشآت الصحية الجديدة، ومنها المدينة الطبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي ستحدث نقلة تكنولوجية في كافة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.

التطبيب عن بعد

ولفت إلى تأكيد الوزير على أنّ تقنية التطبيب عن بعد والاستشارات الطبية ستكون من خلال التواصل مع أطباء من مختلف دول العالم، لزيادة وتبادل الخبرات الطبية، مضيفا أنّ استخدام هذه التقنيات يقلل معدلات الهدر في الأدوية والمستلزمات، وتكلفة العلاج، كما أنّ استخدام الروبوت، يساهم في حوكمة ودقة التشخيص، حيث أن هذه التقنية ستكون من خلال بصمة خاصة بالطبيب المستخدم للروبوت.

حضر الاجتماع الدكتور أنور إسماعيل، مساعد وزير الصحة والسكان للمشروعات القومية، الدكتور أشرف عبدالعليم مساعد وزير الصحة والسكان لنظم المعلومات، الدكتور محمد فوزي مستشار الوزير للأشعة، والدكتور محمد مصطفى عبدالغفار رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية.

مقالات مشابهة

  • العلماء يفكون أسرار لغة النباتات
  • ورشة عمل حول تطوير الأحياء السكنية في مسندم
  • «الصحة» تبحث إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوت في الجراحات الدقيقة
  • جلسة ساخنة في البرلمان: العفو العام والأحوال الشخصية تحت المجهر
  • مركز استدامة يطلق مشروعاً لدراسة تقنية النانو في تحسين كفاءة الأسمدة والمبيدات وخصوبة التربة
  • التبرع بالبراز: تقنية طبية مبتكرة لإنقاذ الحياة
  • عميد بلدية سبها يتفقد الأحياء المتضررة من الأمطار الغزيرة
  • تحديات محورية في مساعي التواصل مع الغرب وسط أزمات متعددة.. إيران تحت المجهر
  • «ضحك مميت».. ماذا تعرف عن متلازمة «كورو» التي أنهت حياة آلاف البشر؟
  • الشهري‬⁩: الهلال‬⁩ مع الفرق الأقل منه ينتظر إلى الدقيقة 60 ليسجل .. فيديو