تجدد الاشتباكات في دارفور بعد حظر تسليح الإقليم
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
تجددت الاشتباكات الخميس، بين الجيش السوداني والحركات المسلحة الداعمة له، وقوات الدعم السريع في الفاشر بولاية شمال دارفور (غرب البلاد)، وجاء التصعيد بعد ساعات من تجديد مجلس الأمن الدولي حظر السلاح في الإقليم، ووسط تحذيرات دولية مستمرة للأطراف المتحاربة لوقف القتال بالمدينة.
وقال سكان في الفاشر لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا منذ الصباح الباكر (الخميس) أصوات القذائف المدفعية تأتي من الاتجاه الشرقي للمدينة.
وتحاول «الدعم السريع» التقدم إلى داخل الفاشر بعد أن تمكنت خلال المعارك الماضية من التوغل في الأحياء الطرفية ونصبت خنادق دفاعية على مسافة قريبة من قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش، لكنها تواجه مقاومة شديدة من الجيش والحركات الداعمة له.
وقالت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر» في صفحتها على «فيسبوك» إن «الاشتباكات والقصف المدفعي العنيف تجددا بين الجيش ومليشيات الجنجويد في المحور الشرقي الجنوبي للمدينة».
وذكر السكان أن اشتباكات عنيفة تدور على الأرض مع تبادل القصف المدفعي في الحي الشرقي للفاشر، الذي تتمركز فيه قوات الدعم السريع بأعداد كبيرة.
وذكرت منصات إعلامية تابعة للجيش والقوات المتحالفة معه، أن قواتهم «تصدت لهجوم جديد من (ميليشيا الدعم السريع) على المدينة وأجبرتها على التراجع».
تعزيزات عسكرية كبيرة
وتفيد أنباء بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة لدعم القوة المشتركة للفصائل الدارفورية المسلحة التي تتولى حماية الفاشر من محاولات «الدعم» للاستيلاء على المدينة وفرض السيطرة على ولايات الإقليم الغربي للبلاد.
ومطلع الأسبوع الحالي قصفت «الدعم» أحياءً سكنية تضم مراكز لإيواء النازحين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وقال مقيمون في الفاشر، إن «مئات الأسر نزحت من المدينة خلال الأشهر الماضية بسبب القصف المدفعي والصاروخي العشوائي الذي تنفذه (الدعم السريع) على المناطق المأهولة بالمدنيين».
وأدى الحصار وارتفاع أسعار السلع، والتوقف شبه التام للخدمات العلاجية، إلى تزايد موجات النزوح نحو المناطق الآمنة في الشمال.
وتفرض «الدعم السريع» حصاراً محكماً على الفاشر بعد أن أحكمت قبضتها على أربع مدن في إقليم دارفور من أصل خمس مدن.
بدورها قالت «الدعم السريع»، إن «الطيران الحربي للجيش السوداني شن (الخميس) غارات جوية استهدفت المواطنين والأعيان المدنية في بلدة مليط التي تبعد حوالي 60 كيلومتراً عن العاصمة الفاشر».
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى مقتل وإصابة أكثر من 800 شخص على الأقل في صفوف المدنيين، من جراء القتال الدائر بالفاشر الذي دخل شهره الرابع.
ووفقاً للأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني في السودان، فقد قتل أكثر من 188 ألف شخص، وأصيب أكثر من 33 ألف شخص منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاشتباكات دارفور الجيش السوداني الحركات المسلحة الدعم السريع الفاشر الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع السوداني: الجيش قطع شوطا طويلا ضد الدعم السريع
قال وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم إن الجيش قطع شوطا طويلا من مراحل الحرب ضد قوات الدعم السريع.
وأضاف الوزير، خلال مقابلة تلفزيونية، أن أثر العمليات العسكرية التي تجري الآن، سيظهر في الفترة القريبة المقبلة، وسيعود للسودان أمنه واستقراره.
وقال إن الحرب في السودان اندلعت بتدبير خارجي، والدعم السريع يمثل فيها دور اللاعب، على حد وصفه، مضيفا أن "الحرب الدائرة هي حرب وجود نكون فيها أو لا نكون".
على الصعيد الميداني، قال الاعلام الحربي للجيش السوداني بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إن مدرعات الفرقة السادسة مشاة نفذت ما سماها عملية نوعية كبدت قوات الدعم السريع خسائر في الارواح والعتاد.
وأضاف ان الجيش والقوات المشتركة المتحالفة معه قصفوا بالمدفعية الثقيلة تجمعات للدعم السريع في محيط المدينة. كما نفذوا حملات تمشيط مكثفة بأحياء الفاشر.
وفي جنوب دارفور تحدث الجيش عما سماها توترات وصراعات داخلية في صفوف قوات الدعم السريع في محور مدينة نِيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
دمار وحصار
في الأثناء، تكشفت آثار الدمار الناجم عن الاشتباكات التي شملت حي الجريف شرق الخرطوم، بعد سيطرة الجيش عليه خلال الأيام الماضية.
إعلانوكان الحي قد حوصر لمدة عامين وشهد قتالا بين قوات الجيش والدعم السريع.
ووثّق مراسل الجزيرة معاناة المدنيين خلال الفترة التي تعرض لها الحي للحصار من قبل قوات الدعم السريع.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة قوات الدعم السريع لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة وشمال كردفان (وسط)، والنيل الأبيض وسنار والنيل الأزرق (جنوب).
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على مدينة بحري شمالا، ومعظم أنحاء مدينة أم درمان غربا، و75% من عمق مدينة الخرطوم التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، في حين لا تزال قوات "الدعم السريع" في أحياء شرق المدينة وجنوبها.
قاعدة روسيةوفي سياق آخر، قال وزير الدفاع السوداني إن مشاورات تُجرى داخل الحكومة بشأن قضية إنشاء قاعدة روسية على البحر الأحمر.
وأضاف أن خطوة كهذه لا بد من حساب تكلفتها ومراعاة مصلحة السودان.
ويخوض الجيش السوداني والدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.