تواجه مبيعات النفط الروسي عدّة عقبات جراء العقوبات الغربية والأميركية، على الرغم من صمود موسكو مدّة طويلة أمام محاولات تضييق الخناق على صادراتها.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يبدو أن تجار النفط الروسي اقتربوا من خسارة الإمارات، التي تحوّلت منذ غزو أوكرانيا إلى أحد المراكز المهمة.

وجعلت الضغوط الغربية على مصارف دبي من الصعب بصورة متزايدة سداد مدفوعات مبيعات النفط، بحسب مصادر متورطة في تجارة النفط الموازية.

كما يواجه التجار مشكلات مماثلة في كلٍ من الصين وتركيا، مع بدء العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة في إحداث خسائرها.

أزمة النفط الروسي في الإمارات

ووفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، بدأت الضغوط على مصارف دبي في أبريل/نيسان من العام الماضي (2023)، عندما أغلقت مصارف محلية -مثل بنك الإمارات الوطني- حسابات شركات بها مساهمون روس، بناءً على تعليمات من حكومة الإمارات.

وأصبح من الشائع إعادة تسمية هذه الشركات وإخضاعها لملكية غير روسية، لكن هذا أصبح أكثر صعوبة، بحسب ما نقلته منصة “إنرجي إنتليغنس” (Energy Intelligence).

وعلى الرغم من أزمة المدفوعات، تواصل شركات تجارية جديدة إقامة أعمالها في دبي بهدف وحيد هو شراء النفط الروسي وبيعه، وفقًا لمصادر تجارية متعددة.

وقال تاجر مقيم في دبي، يشارك في تداول النفط الروسي: “هناك العديد من الأسماء لدرجة أنني لا أستطيع تذكر عددها.. في كل مرة تُغلق فيها شركة، تظهر أخرى”.

وأوضح تاجر نفط روسي آخر انتقل إلى دبي بعد مدّة وجيزة من غزو أوكرانيا، أن “الوضع في دبي يزداد سوءًا.. بدأت جميع المصارف في رفض المدفوعات، ومن الصعب جدًا الآن تسوية المعاملات بأي عملة”.

وأشار التاجر إلى أن البدائل المختلفة قيد النظر، مثل مقايضات العملات بين المصارف الروسية والإماراتية، وحتى تلقي المدفوعات بالذهب.

ضغوط مماثلة في دولتين

يبدو أن هناك تضييقًا مماثلًا من جانب المصارف في الصين، التي يُنظر إليها في الغرب بوصفها الحليف الأكثر ولاءً لروسيا، ولكنها تبدو مترددة في تجاهل العقوبات المالية.

وقال أحد التجار: “الصين لا تريد تلقي أموال من روسيا بالرنمينبي (اليوان الصيني) أو الروبل.. لقد أصبح الأمر صعبًا للغاية.. إن المصارف في تركيا تنهار أيضًا تحت الضغط الأميركي.. أينما ذهبت، هناك مشكلات”.

وعبّر تاجر آخر مقيم في دبي لديه معرفة بتجارة النفط الموازية، عن هذه المخاوف، مشيرًا إلى أن التركيز تحول الآن إلى دول أخرى، مثل ماليزيا ومنغوليا، التي يُنظر إليها على أنها أكثر مرونة بشأن العقوبات المالية المفروضة على النفط الروسي.

وقال: “أصبح من الصعب حقًا معالجة المدفوعات.. في أسبوع يمكنك فعل ذلك، وفي الأسبوع التالي لا يمكنك ذلك”.

وأوضح أن “مفتاح إيجاد طريقة لسداد المدفوعات هو الإبداع.. لتحقيق ذلك، تحتاج إلى رجل أموال ذكي في فريقك.. ولكن ستكون هناك دائمًا طريقة لفعل ذلك، حتى لو كلفك ذلك أكثر”.

عقوبات جديدة على النفط الروسي

في سياقٍ متصل، فرضت بريطانيا عقوبات على 10 سفن تزعم أنها تعمل جزءًا من “أسطول الظل” الروسي، في أحدث محاولة للحدّ من عائدات موسكو، مع استمرار الصراع العسكري مع أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، في 11 سبتمبر/أيلول 2024، إن “آلة حرب بوتين ممولة من نظام اقتصادي مظلم وغير مشروع، تلتزم هذه الحكومة بزعزعة استقراره”.

ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، ستُمنع -الآن- هذه السفن من دخول المواني البريطانية، مع حرمانها من الوصول إلى سجل السفن في البلاد.

وأضاف لامي أن العقوبات الجديدة “تقوّض بصورة أكبر قدرة روسيا على تداول النفط عبر أسطول الظل الخاص بها”، بحسب ما نقلته منصة “أوفشور تكنولوجي” (Offshore Technology).

وقال: “إلى جانب شركائنا، سنواصل إرسال رسالة واضحة إلى روسيا مفادها أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب أوكرانيا، ولن نتسامح مع هذا الأسطول غير المشروع”.

وأضاف: “اضطرت روسيا إلى إنفاق أكثر من 8 مليارات دولار لتجميع أسطول الظل الخاص بها.. ولكن مع وجود ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات وعدم قدرتها على تحميل النفط، فإننا مصممون على جعل استثمار بوتين خطوة خاطئة باهظة الثمن للكرملين”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: النفط الروسی فی دبی

إقرأ أيضاً:

المالية النيابية تطالب الإقليم بدفع المستحقات المالية التي بذمته والالتزام بقانون الموازنة

آخر تحديث: 6 فبراير 2025 - 10:09 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- شددت اللجنة المالية في مجلس النواب، امس الأربعاء، خلال لقائها وفد أمريكي على ضرورة التزام الإقليم بدفع ما عليه من مستحقات مالية للحكومة المركزية، فيما بينت أن ملف تعاقدات شركات النفط الأجنبية العاملة في إقليم كردستان العراق.وقال المكتب الإعلامي لرئيس اللجنة في بيان ، إن “رئيس اللجنة المالية عطوان العطواني، استقبل وفد السفارة الأمريكية برئاسة جولي جونز المستشار الاقتصادي للسفارة و كريس توريس مستشار ملف مجلس النواب العراقي في القسم السياسي”.وأضاف البيان، أن “اللقاء ناقش تفاصيل تعديل المادة 12 من قانون الموازنة العامة الاتحادية المتعلقة بإنتاج وتصدير النفط، إضافة إلى التحديات المالية التي تواجه البلد وتحضيرات إعداد وإقرار جداول موازنة 2025”.وتابع، أن “الاجتماع بحث ملف تعاقدات شركات النفط الأجنبية العاملة في الإقليم، وبعض التفاصيل الخاصة بإنتاج وتصدير النفط، في إطار تعديل قانون الموازنة العامة الذي صوت عليه مجلس النواب مؤخرًا، كخطوة أولى لحل الخلافات النفطية بين بغداد وأربيل وبما ينسجم مع الدستور العراقي.”وشدد العطواني- حسب البيان- على “ضرورة التزام الإقليم بدفع ما عليه من مستحقات مالية للحكومة المركزية مقابل استلام مستحقاته، بما يشمل رواتب الموظفين وتمويل المشاريع، لإنهاء الخلافات المالية”، مجددا حرص اللجنة المالية على، “إنهاء جميع الخلافات وإيقاف تهريب النفط؛ لما له من تأثير سلبي على الاستقرار المالي للبلد”.وأوضح البيان، أن “الاجتماع شهد مناقشة توقيتات إقرار جداول الموازنة لعام 2025؛ بهدف إطلاق المشاريع وفقًا للجدول الزمني المحدد مع التأكيد على زيادة الإيرادات غير النفطية، وتقليل الإنفاق على المشاريع غير الأساسية واستثمار المشاريع الخدمية والتربوية ودعم القطاع الخاص”.

مقالات مشابهة

  • قيصر يكشف هويته.. أطالب برفع العقوبات التي ساهمت صوري بفرضها
  • ايران عن العقوبات الأمريكية: نحمل الولايات المتحدة عواقب الإجراءات المتغطرسة
  • السفير الروسي في اليابان: روسيا سترد على العقوبات اليابانية ضدها بطريقتها
  • الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على شحن النفط الإيراني للصين
  • أميركا تفرض عقوبات على أفراد وسفن تنقل نفطا إيرانيا للصين
  • هل أضرت هجمات المسيرات الأوكرانية بقطاع الطاقة الروسي؟
  • المالية النيابية تطالب الإقليم بدفع المستحقات المالية التي بذمته والالتزام بقانون الموازنة
  •  الصين تتجاهل العقوبات الامريكية وتشتري معظم النفط الإيراني 
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات
  • ترامب: لدينا الحق في منع بيع النفط الإيراني لدول أخرى