تعد صناعة الصلب المصرية من الصناعات  الثقيلة  المكبلة بالإعباء بسبب التكاليف  الباهظة التى تتحملها  بدءًا  من التكنولوجيا المستورده  من شركات  أجنبية  كبرى  مثل سيمنس، وميدركس، و "إس إم  إس" ، ودانيللى ، ومرورا  بالخامات  التى   تشهد   أسعارها ارتفاعات رهيبة بالبورصات  العالمية، وانتهاء بأسعار المحروقات  والطاقه  كالغاز   والكهرباء، بالإضافة إلى  ضريبة المبيعات التى تصل  إلى  14  %  .

. كل  هذه  التكاليف المرعبة كان  من  أبرز  نتائجها السلبية خلال  الفترة   الماضية أن  لجأت بعض  مصانع  الصلب ومنها مصانع  متكامله   ضخمه   الى  خفض  معدلات   الإنتاج   ،  وهناك  مصانع   درفله   مهدده  بالإغلاق  وإطفاء   أفرانها   خاصة  أن   غالبية   هذه  المصانع   مديونه  للبنوك  بأرقام  كبيره ...هذه  الأوضاع  تطرح سؤالا  مهما  ، وهو  .. هل  تشهد  الفتره  القادمه  عمليات  بيع  ، أو  إستحوذات  وإندماجات  من  جانب  بعض  المصانع  الكبيره  لمصانع  الدرفله الصغيرة ؟ وهل  لدى   أصحاب  المصانع  الصغيره  الجرأه  فى  الدخول   فى  مثل  هذه  الإستحواذات  ، أم ستأخذهم  العزة   بالإثم   والكبرياء  ويرفضون  البيع  او  الاندماج   فى  كيان   أكبر  ؟؟


** لسنا أفضل  من الامريكان

بيع  الشركات الخاسرة، أو  ذات  المردود والعائد   الإقتصادى  الضعيف ، أو  التى  تعانى  من  خلل  فى  هياكلها   المالية  والإدارية  ليس  بدعه من  بدع  الزمان  بدليل  ما  يحدث  حاليا  فى الولايات  المتحده  الأمريكية

حيث  تدور   مفاوضات   مكثفه  بين   مجموعة  نيبون  إستيل  اليابانية ، وU.S steel corp الأمريكية لاستحواذ  الأولى  على الثانية  "والتى  تعد  ثانى  أكبر  شركة أمريكية  منتجة للفولاذ، والحديد الخام  بعد شركة  "نوكور" .
قدرت  قيمة  الصفقة بنحو 14.5 مليار  دولار بواقع  55 دولار   قيمة  السهم  الواحد .
تقع  شركة U.S steel  فى مدينة بيتسبرج  بولاية بنسلفانيا ورغم  تاريخ  الشركه  الأمريكية وعمرها  الزمنى الذى  يمتد   إلى عام 1901 ، وإحتلالها المرتبة رقم  26  عالمياً  فى   الإنتاج  عام  2008، وعائدتها التى سجلت عام 2017 أكثر من 5.5 مليار دولار .. رغم  كل ذلك  إرتأت  إدارة  الشركه  بيع  الشركة   لليابانيين بعد  تراجع   أدائها ،  وأبدى  المساهمون  فى الشركه  الأمريكية  موافقتهم على بيع  الشركة  وتم  تحديد قيمة  الصفقة  بنحو 14.5 مليار دولار ، ولكن وصلت أخبار   بيع  الشركة  إلى مسامع  العمال فى الشركة  الأمريكية ، والذين قاموا برفع  شكوى  إلى  نقابة  عمال يونايتد  لصناعة الصلب  والذين  اعترضوا  على عملية  البيع  ، وأستغلت   مرشحة  الحزب  الجمهوري  فى إنتخابات  الرئاسة  الأمريكية  القادمه والتى ستجرى فى نوفمبر  القادم  كاملا   هاريس  ، والتى  أعلنت من جانبها  رفضها  التام  لبيع  الشركة  الأمريكية للصلب وتبنت  شكوى  نقابة  يونايتد  لعمال الصلب  ولكن  هناك  أصرار  من جانب  المساهمون   فى الشركة الأمريكية إلى إتمام  عملية الإستحواذ   حسبما   أكدت  صحيفة  الفايننشال تايمز مؤخرا.

 

**  أوضاع  صعبة  بالمصانع  المصرية

 

إذا  تحدثت  مع  اى مسئول  فى اى مصنع  من مصانع الصلب  فى مصر  سواء  ، المصانع  المتكاملة  ،  أو  شبه  المتكاملة،  أو  مصانع  الدرفله  ستجد  شكوى  موحده من الجميع  وهى  ان  هناك بطء   شديد  فى  المبيعات تصل  إلى حد الركود ،  وقد  يقول  لك  صاحب  مصنع  بلغته  العامية  البسيطه  " مفيش  بضاعه" ! 
هذا   البطء  الشديد  فى المبيعات قد  يدفع   المصانع   إلى  خفض  كميات  الإنتاج   لخفض التكلفه  وترشيد  النفقات  قدر  الإمكان  ، وبالتالى   عدم  تحمل  خسائر  كبيرة .. و منذ  بداية  العام  الحالى ومصانع  الصلب المحلية  لا  تشهد  سوى حاله  واحده  لا  تتغير  وهى  التباطؤ   الشديد   فى المبيعات  ، وتراجع  معدلات  الإنتاج  وبالتالى  تراجع  الأرباح   والدليل   على ذلك  أن  هذا  التباطؤ   قد  أجبر  كل  المصانع  دون  إستثناء  وللشهر   السابع   على التوالى  على  تثبيت   أسعارها ،  بل  أضطرت  بعض  مصانع  الدرفله  إلى  النزول   بأسعارها   بنحو 500  جنيها  ، و 1000 جنيه  فى  الطن   حتى  تجد  سوقا  لما   تنتجه مع  التأكيد  على  أن  الخسائر   فى مثل  هذه   الأ ضاع  تكون  أكبر  بكثير   فى المصانع  المتكامله وشبه المتكامله  لأنها   تتحمل  تكاليف  باهظه   ومرعبه  عكس  مصانع  الدرفله  ، مع  التأكيد  أيضا  أن  80% من مصانع  الصلب  مديونه للبنوك  وتعانى   من  الدين  وفوائده !

دفع  التباطؤ  فى الإنتاج  والمبيعات    المصانع  الكبيره  إلى  تثبيت  أسعارها  مضطره  للشهر  السابع  على التوالى كما ذكرنا حيث لاتزال  اسعار مجموعة  العز   ، وبشاى كما  هى دون  تغيير  وهو  " 40الفا و700  جنيها   "   للطن ، وفى السويس 40 الفاً وخمسمائة جنيها ، وفى المراكبى 40 الفاً وخمسمائة جنيها ، وفى حديد  المصريين 38الفاً و550 جنيها ، وابقت  مصانع   العشرى  ، و  الجارحى  على سعريهما  دون زياده  وهو 38 ألفا وأربعمائة  جنيها  للطن  ، وثبات  الأسعار  بهذا  الشكل  للشهر السابع  على التوالى   له عدة  دلا لات  نذكر  منها، 
اولاً : أن  كل  المصانع دون  إستثناء  تعانى من تراجع كبير فى   المبيعات 
ثانيا: أن  المصانع   أصبحت  مجبره على تثبيت  الأسعار  لكل المنتجات  سواء  حديد تسليح  ،  أو لفائف اسلاك بسبب  تراجع  المبيعات.

**

أسعار  الطاقة المنتظرة


كل  الأوضاع  السابق  ذكرها  وسردها  تؤكد  أن  الأوضاع  المستقبلية  فى  كثر  من مصانع  الصلب  المحليه  ستكون  بالغة  الصعوبه  خاصة  مع   إتجاه  الحكومه  - مضطره -  إلى  تحريك  اسعار  الكهرباء  على المصانع  سواء   ذات  الجهد  الفائق  ، أو  العالى  ، أو  المتوسط ، وهو  ما  يعنى   زيادة   التكاليف  على  هذه  المصانع  والتى  تتزامن  مع  الركود  الكبير  فى الإنتاج  والمبيعات  مما  يعنى  وجود  إحتمالات  كبيره  لتعرض  هذه  المصانع  للخسائر ، وربما  يمتد  الوضع  للإغلاق ..فهل  ستلجأ بعض  هذه  المصانع   إلى  الدخول  فى عمليات  إستحواذ واندماجات  فى كيانات  كبيره  ؟  هذا  ما  ستجيب الأيام  القادمه !

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصلب البورصات العالمية اسعار المحروقات

إقرأ أيضاً:

الصين تتسبب بإغلاق أكبر مصنع للصلب في تشيلي

يغلق (واتشيباتو)، أكبر مصنع للصلب في تشيلي، أبوابه اليوم الاثنين بعد 74 عاما على بدء تشغيله، ما يضع آلاف الأشخاص في مواجهة البطالة.

ولأجيال، تمحورت الحياة في مدينة تالكاوانو -البالغ عدد سكانها 160 ألف نسمة والواقعة في منطقة بيوبيو على بُعد 500 كيلومتر عن العاصمة سانتياغو- حول مصنع الصلب الذي تحوّل إلى معلم فيها.

ويؤثر إغلاق المصنع مباشرة على 2700 وظيفة، بما في ذلك تلك التي يشغلها متعاقدون من الباطن، وعلى نحو 20 ألف وظيفة غير مباشرة، كما أنه يمثل نهاية إنتاج الصلب غير المعاد تدويره في البلاد.

كان واتشيباتو ينتج 800 ألف طن من الصلب سنويا وكان مجهزا أساسيا لصناعة التعدين التي تعد عصب الاقتصاد التشيلي.

وتأسس المصنع في عام 1950، لكنه لم يصمد بوجه منافسة الصلب الصيني الذي يباع لتشيلي بأسعار أقل 40% من الصلب المنتج محليا.

محاولة للصمود

وحاول مصنع الصلب الصمود من خلال المطالبة بفرض رسوم إضافية على الواردات الصينية، وعلى الرغم من أن هذه الرسوم فرضت في أبريل/نيسان الماضي بعدما خلصت اللجنة التشيلية لمكافحة الممارسات غير المنصفة إلى "منافسة غير عادلة"، فإنها لم تكن كافية لضمان استمرارية المصنع الذي راكم منذ عام 2019 خسائر تصل إلى 700 مليون يورو (775.8 مليون دولار).

وقال مدير المصنع خوليو برتران لدى إعلانه في أغسطس/آب الماضي الإغلاق الوشيك للمنشأة "إنه قرار يؤلمنا بشدة، لكننا على قناعة بأننا فعلنا كل ما بوسعنا".

وأغرقت 10 ملايين طن من الصلب الصيني أسواق أميركا اللاتينية العام الماضي، بزيادة نسبتها 44% في العام 2023 مقارنة بالعام السابق.

وفي غضون 20 عاما، ازدادت حصة الصين في سوق الصلب العالمية من 15% إلى 54%، وفقا لجمعية الصلب في أميركا اللاتينية "ألاسيرو".

وفي تالكاوانو، كان مصنع الصلب أكثر بكثير من مجرد وظيفة بالنسبة لكثر، فقد أنتج أيضا جمعيات اجتماعية وثقافية، وساهم في بناء مساكن للعمال وتأسيس فريق كرة قدم هو حاليا متصدّر البطولة التشيلية.

مصنع واتشيباتو راكم خسائر تصل إلى 775 مليون دولار منذ 2019 (الفرنسية) تأثيرات على الشركات الصغيرة

وعشية إغلاق المجمّع الذي سيبدأ الاثنين بإغلاق فرن المعالجة الحرارية الثاني، وقّع الموظفون خطة تسريح تمنحهم فوائد، لكنها لم تنجح في تخفيف مرارة الوضع والتقليل من حجم الإرباك الذي يثيره الإغلاق.

ويقول رئيس الاتحاد الأول هيكتور ميدينا: "لدي 47 عاما أقدمية في الشركة ولم يخطر ببالي إطلاقا أنني سأكون أحد أولئك الذين سيساعدون يوما ما في إغلاقها".

وتلحظ الخطة دفع مكافأة نهاية خدمة إضافية تبلغ نحو 30% مقارنة بمكافأة نهاية الخدمة المنصوص عليها قانونا، إضافة إلى تقديمات أخرى، لكنها لا تشمل المقاولين من الباطن.

وقال روبرتو هرنانديز وهو عامل متعاقد يبلغ 54 عاما "إنه لأمر فظيع أن تجد نفسك عاطلا عن العمل بين ليلة وضحاها".

ووفق دراسة أجرتها جامعة كاثوليكية في تالكاوانو، فإن إغلاق المصنع سيؤثر على 1090 شركة صغيرة ومتوسطة الحجم بالمنطقة.

وتفيد دراسة أخرى أجراها مرصد العمل في المنطقة بأن البطالة سترتفع بنسبة 2.5% إلى 11%.

ومن المفترض أن تعلن الحكومة الاثنين خطة لتعزيز الصناعة وزيادة التوظيف في منطقة بيوبيو، لم تكشف تفاصيلها بعد.

من جانبه، يعتزم المصنع الإبقاء على بعض أنشطته "غير المتّصلة بالصلب"، على غرار استخراج وتسويق الحجر الجيري وهو مادة تستخدم في صناعة الصلب.

مقالات مشابهة

  • بين بريق المولدات وأحلام المصانع: أزمة الكهرباء تعرقل الطموحات الصناعية
  • المحاقري يرأس اجتماعا لمناقشة أوضاع الشركة اليمنية لصناعة وتجارة الأدوية (يدكو)
  • وزير الاقتصاد والصناعة يناقش أوضاع الشركة اليمنية لصناعة وتجارة الأدوية (يدكو)
  • حاطم صاروخ فرط صوتي يمني اخترق سماء تل أبيب
  • الصين تتسبب بإغلاق أكبر مصنع للصلب في تشيلي
  • تنمية فكر الطالب
  • وزير قطاع الأعمال: انتهاء تركيب ماكينات مصنع «غزل 1» الأكبر عالميا‎
  • إغلاق أكبر مصنع للصلب في تشيلي بعد 74 عاما
  • وزير قطاع الأعمال العام يتفقد الموقف التنفيذي للمصانع الجديدة بغزل المحلة
  • عيساوي: سفينة النجاة