سواليف:
2024-09-18@00:07:58 GMT

الهندرة الحزبية ضرورة للإصلاح السياسي

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

#الهندرة_الحزبية ضرورة للإصلاح السياسي

بقلم: #جهاد_مساعده

تعد الهندرة الحزبية أو ما يُعرف بإعادة هندسة الأحزاب السياسية إحدى الاستراتيجيات الإصلاحية الرئيسية، وهي خطوة تهدف إلى إعادة تشكيل النظام الحزبي ليصبح أكثر فاعلية وتجاوبًا مع التحديات السياسية والاجتماعية.

وتعتمد الهندرة على تجديد بنية الأحزاب السياسية من الداخل، وتعزيز أدوارها في الحياة السياسية لتصبح مؤثرة وفعالة في عملية صنع القرار.

مقالات ذات صلة راصد .. الانتخابات نزيهة واتسمت بالشفافية 2024/09/12

(01)

العمل الحزبي في الأردن

شهدت الأردن، منذ نشأتها، تنوعًا في التجارب الحزبية تراوحت بين النجاحات الجزئية والتحديات الكبيرة. ومع وجود دستور عصري ضمن حرية تشكيل الأحزاب، إلا أن التفاعل الشعبي مع الأحزاب السياسية كان محدودًا، ما خلق حالة من الفجوة بين المواطنين والأحزاب. ويُعزى ذلك جزئيًا إلى تجربة الماضي حيث اتسمت العلاقة بين الدولة والأحزاب ببعض الفتور والتوتر في بعض المراحل.

إضافة إلى ذلك، تأثر التفاعل الحزبي بضعف ثقة المواطنين بالأحزاب، وهو ما عزز الحاجة إلى إعادة هندسة هذه الأحزاب وجعلها أكثر تمثيلًا للمواطنين واحتياجاتهم، بما يضمن تعزيز دور الشباب والمرأة إلى العمل الحزبي، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في القيادة وصنع القرار.

(02)

الهندرة الحزبية

الهندرة الحزبية، أو ما يعرف بإعادة هندسة الأحزاب السياسية، هي عملية شاملة تستهدف إعادة تصميم وتحسين هيكلية الأحزاب السياسية وآليات عملها لضمان قدرتها على التفاعل بشكل أكثر فعالية مع القضايا الوطنية والتحديات المعاصرة.

وتستند الهندرة إلى مبدأ ضرورة مراجعة الأنظمة الداخلية للأحزاب، وضمان تحديثها بما يتماشى مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما يعزز من قدرتها على التواصل مع المواطنين وتلبية احتياجاتهم.

فالهندرة الحزبية ليست مجرد تغيير شكلي في هيكلية الحزب أو مواقعه التنظيمية، بل هي عملية إعادة تفكير جذرية وشاملة في أسلوب عمل الحزب وطرقه في اتخاذ القرارات وتنفيذها. وتستهدف هذه العملية تحسين جودة الأداء السياسي، وتعزيز الانفتاح على المجتمع، وتحقيق التوازن بين الالتزام بأيديولوجيا الحزب وبين متطلبات الواقع السياسي المتغير.

وتسعى الهندرة إلى مراجعة آليات صنع القرار داخل الحزب، وتقييم فعالية الهياكل التنظيمية الحالية، وتحديث استراتيجيات الحزب بما يضمن مواكبته للتطورات المحلية والدولية. كما تعنى أيضًا بتحسين القدرات التفاوضية للأحزاب وتعزيز شفافيتها أمام قواعدها الشعبية، مما يسهم في بناء ثقة أكبر بين الحزب والمواطنين.

(02)

دوافع الهندرة الحزبية

هناك عدة عوامل تدفع الأحزاب السياسية إلى تبني هذا المفهوم:

التغيرات السياسية والاجتماعية: تتغير المجتمعات بسرعة، ويتزايد دور التكنولوجيا والاتصالات في تشكيل الرأي العام، لذا، تحتاج الأحزاب إلى التكيف مع هذه التحولات لضمان بقائها فعالة ومؤثرة. انخفاض الثقة الشعبية: تعاني بعض الأحزاب السياسية من تراجع الثقة الشعبية، وهو ما يستدعي مراجعة سياساتها وآلياتها لزيادة تفاعلها مع المواطنين واستعادة هذه الثقة. التحديات الاقتصادية والبيئية: أصبحت الأحزاب اليوم مطالبة بإيجاد حلول مبتكرة وفعالة للتحديات الاقتصادية والبيئية المتزايدة، وهو ما يفرض عليها تبني استراتيجيات جديدة أكثر فعالية واستدامة.

(03)

كيف تهندر الأحزاب عملها؟

1. تحليل الوضع الحالي، حيث يبدأ الحزب بتقييم الوضع التنظيمي والسياسي، بما يشمل هيكله الداخلي، علاقته بالمواطنين، واستراتيجياته العامة.

2. تحديد الأهداف، من الضروري وضع أهداف محددة لتحسين أداء الحزب وزيادة تفاعله مع المجتمع بما تضمن هذه الأهداف زيادة الشفافية، تعزيز الديمقراطية الداخلية، وتحسين آليات اتخاذ القرار.

3. تطوير الكفاءات، تحتاج الأحزاب إلى بناء قدراتها التنظيمية والسياسية عبر التدريب والتطوير المستمر لأعضائها، لضمان توافق هذه القدرات مع الأهداف الجديدة.

4. تحديث الهياكل التنظيمية، قد يتطلب الأمر إعادة تنظيم هياكل الحزب لزيادة الكفاءة والمرونة، بما يسمح باتخاذ قرارات أسرع وأكثر فعالية.

5. تعزيز التواصل، يجب على الأحزاب تحسين استراتيجيات التواصل مع المواطنين، سواء من خلال وسائل الإعلام التقليدية أو وسائل التواصل الاجتماعي، لضمان نقل رسائلها بوضوح وشفافية.

(04)

تحديات الهندرة الحزبية

رغم أن الهندرة الحزبية تمثل خطوة مهمة نحو الإصلاح السياسي في الأردن، إلا أن هناك عددًا من التحديات التي تعوق تحقيقها بشكل فعال، ومنها:

الثقة الشعبية الضعيفة بالأحزاب: أحد أبرز التحديات هو إعادة بناء الثقة بين المواطنين والأحزاب، خصوصًا مع التاريخ الطويل من التجارب الحزبية غير الناجحة.  التمويل الحزبي المحدود: تواجه الكثير من الأحزاب صعوبة في توفير الموارد المالية الكافية لتفعيل برامجها وأنشطتها السياسية. الانقسامات الداخلية: تعاني بعض الأحزاب من انقسامات داخلية وضعف في التنظيم، مما يؤثر على قدرتها في جذب الأعضاء والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية.

إن الهندرة الحزبية في الأردن ليست مجرد إصلاح شكلي، بل هي عملية ضرورية لتحقيق نظام سياسي فعّال يستجيب لتطلعات الشعب الأردني.

وتتطلب هذه الهندرة إعادة هيكلة الأحزاب من الداخل، وتعزيز دورها في الحياة السياسية، مع ضمان التفاعل الإيجابي مع القضايا الوطنية والدولية.

ورغم التحديات التي واجهتها الأحزاب في خوض انتخابات 2024، فإن العمل الجاد والتزام الأحزب بالهندرة، والعمل على الإصلاح الداخلي لها يمكن أن يؤدي إلى تحسين دورها وجعلها قادرة على المشاركة الفعالة في بناء مستقبل أفضل للوطن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأحزاب السیاسیة

إقرأ أيضاً:

عندما تجتمع الأحزاب المسيحية في مونتريال

لم يجتمع ممثلو الاحزاب المسيحية الأربعة في مونتريال حول مناسبة اجتماعية عابرة، ولم يكن جلوسهم جنبًا إلى جنب في كنيسة تابعة لدير في رهبانية قامت على الشهادة للحق والحقيقة مجرد صدفة، بل ما جمعهم، كتائب وأحرارًا وقواتًا وتيارًا وطنيًا حرًا، هو ما كان يرمز إليه الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل، الذي أعطى للمقاومة اللبنانية بكل مكوناتها معنى وجوديًا للمسيحيين في شرق ممزق ومشتت وضائع، وهو الذي دعا من خلال الوحدة اللبنانية إلى وحدة تكاملية مع سائر شركاء الوطن على امتداد ال ١٠٤٥٢ كيلومترًا مربعًا، شرط أن يكون الولاء للوطن فقط، وألا يرتهن أحد من مكوناته السياسية والطائفية لأي إرادة خارجية، وعلى رأس هذا الخارج كل دولة أو كيان أو جمهورية لا تريد لهذا الوطن الصغير أن يكون في مستوى نظرة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إليه، ولم يرَ فيه سوى أنه رسالة. ومن دون هذه الرسالة، التي تختصرها صيغة لبنان الكبير القائمة على التشارك في مسؤولية دفعه إلى مصاف الدول، التي يجب أن يُحتذى بها، يصبح لبنان كأي دولة أخرى من بين دول كثيرة لا تحمل أي سمة تميزّها عن غيرها.
في ذكرى استشهاده الثانية والأربعين التقى مسيحيو مونتريال برعاية ومباركة أبوية من راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول - مروان تابت، الذي عمل في الماضي ولا يزال على توحيد كلمة المسيحيين في كندا، كمقدمة لازمة لتوحيد كلمة جميع اللبنانيين المغتربين، شيعةً وسنّةً ودروزًا، وهو على يقين بأن ما يجمع بين اللبنانيين، وبالأخص في المغتربات، أكثر بكثير مما يباعد بهم.
فجلوس ممثلي الأحزاب المسيحية جنبًا إلى جنب في ذكرى البشير لفت نظر راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران انطوان ابو نجم الموجود حاليا في مونتريال، والذي شارك في القداس الإلهي، الذي ترأسه المطران تابت، وعاونهما فيه الأب ياد صقر، فقال إن هذا المشهد لا نراه في لبنان. عسى أن تنقلوا هذه العدوى الايجابية إلى وطنكم الأم، معلقا أهمية كبرى على مدى التأثير الايجابي للجاليات اللبنانية في الدول المضيفة لكي تكون القضية اللبنانية أولوية من بين أولوياتهم.
في صالون الدير التقى هؤلاء الذين لا يلتقي من يمثلونهم في لبنان في أي مناسبة، وإن كانت دينية أو اجتماعية، فتوجهت إلى البعض منهم بسؤال عن السبب الذي يحول دون توحيد كلمة الأحزاب والتيارات المسيحية هنا في كندا، وبالتحديد في مونتريال، حيث الثقل الإغترابي، كمقدمة لتوحيد كلمة جميع المغتربين، خصوصًا أن الغربة واحدة، ولا تفرّق في قساوتها بين مسيحي وبين مسلم.
السؤال محرج، لكن الجواب جاء بديهيًا وطبيعيًا، وكأن المجيب كان يعرف مسبقًا إلى ماذا أرمي.  
التبريرات التي ساقها في ردّه أقنعتني وزادت مما كنت أدعو إليه دائمًا، نظرًا إلى أن ما يعيشه المغتربون، في أي بلد كانوا، يختلف اختلافًا كليًا عن الواقع السياسي في لبنان بما فيه من تناقضات، وربما من تحالفات هجينة تتبدّل وتتغيّر وفق ما تفرضه الظروف الخارجية والداخلية معًا. 
في رأي محدّثي أنه وبناء على تجارب ناجحة سابقة قام بها المطران تابت في مونتريال قبل أحداث 17 تشرين الأول من العام 2019، فإن لا شيء يمنع من معاودة هذه التجربة الاغترابية الرائدة، والتي تقوم على مبدأ الفصل بين واقع الأحزاب في لبنان وظروفها الموضعية، وبين واقع المغتربين، الذين يُفترض بهم طبيعيًا أن يتلاقوا على أهداف واحدة بغض النظر عمّا تباعد بينهم السياسة المحلية الضيقة في لبنان.
 لسياسيي لبنان سياستهم وللاغتراب سياسته. هذا ما يجب أن يُعمل عليه مستقبلًا، وأن تعاود اللقاءات الحزبية، برعاية المطران تابت، حركتها المشتركة القائمة على احترام الاختلاف والتكامل في توحيد الجهود الآيلة إلى توفير المناخات الملائمة لعيش قيم الأجداد والأباء، ونقلها إلى الأبناء، في مجتمع تذويبي. 
فالهمّ الاغترابي مشترك بين جميع المغتربين، إلى أي طائفة انتموا، وإلى أي أحزاب أو تيارات سياسية. هذا الهمّ يقلق الجميع. وهو يزاحم في التراتبية ما يعانيه الأهل في لبنان. فهذا الهمّ المشترك هو واحد ويلازم جميع أباء وأمهات الجيلين الأول والثاني في الهجرة الحديثة. هو همّ ما ستكون عليه حال الجيل الثالث، من حيث اللغة أولًا، ومن حيث القيم والتقاليد والموروثات ثانيًا. 
فتأقلم أبناء هذا الجيل مع المجتمع الكندي سريع جدّا. هذا ما يقلق بال الجيلين السابقين. وهذا ما يقلق المرجعيات الروحية في كندا، مسيحية ومسلمة. 
حول هذا الهمّ اجتمعوا بالأمس، وعلى هذا الهمّ يجب أن يجتمعوا في كل الأوقات بهدف إيجاد الطريقة الفضلى لنقل ما حملوه من وطنهم الأم من قيم روحية وإيمانية ووطنية ومن تراث وتقاليد لنقلها إلى جيل يذوب كالملح في مجتمع جديد، ولكنه مختلف عن مجتمعنا الشرقي من حيث المفاهيم الثقافية والحضارية.  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الحلبوسي والمدافع.. حين يسوّق السياسي المعزول نفسه مجددًا
  • الحلبوسي والمدافع.. حين يسوّق السياسي المعزول نفسه مجددًا - عاجل
  • رئيس الوزراء الأردني المكلف يجتمع بالإسلاميين وأحزاب أخرى وصلت للبرلمان
  • إصلاح الجوف يقيم حفل خطابي وفني بمناسبة الذكرى 34 للتأسيس
  • عندما تجتمع الأحزاب المسيحية في مونتريال
  • عاجل | ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي: المجلس السياسي الأمني يصدق على أهداف الحرب لتشمل إعادة سكان الشمال لبيوتهم
  • التعددية الحزبية …. .. ….اهميتها في تحقيق التوازن والتداول السلمي للسلطة / فيديو
  • واشنطن تدعو الأحزاب السياسية في اليمن للتوحد ومواجهة التحديات وترك الخلافات جانبا
  • «حماة الوطن» يكرم الكوادر الحزبية الأكثر تميزا
  • حزب الإصلاح اليمني يحيي ذكرى تأسيسه وسط تساؤلات عن وضعه وأدائه