جرعة ضريبية جديدة من الحوثيين ترفع الأسعار وتدفع تجار صنعاء للإضراب (صور)
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
شهدت العاصمة المختطفة صنعاء، الأربعاء، إضراباً شاملاً لأكبر سوق للملابس والأقمشة والحقائب والأحذية، رفضاً لقرار جديد أصدرته ميليشيات الحوثي بفرض جباية غير قانونية على قطاع تجارة الملابس والأقمشة والأحذية.
يأتي الإضراب في وقت حساس يتزامن مع بداية الموسم الدراسي وركود اقتصادي واسع واقتراب فصل الشتاء وسط ظروف معيشية صعبة يعيشها السكان، مما يضاعف من معاناتهم نتيجة لارتفاع الأسعار.
وأفادت مصادر محلية أن تجار "باب السلام"، وهو أكبر سوق للملابس والأقمشة والحقائب والأحذية في مدينة صنعاء، قد أغلقوا محالهم احتجاجاً على قرار الجمارك الحوثية بفرض ضريبة إضافية تبلغ 112% على السلع المستوردة، دون أي مبرر قانوني.
يأتي هذا القرار التعسفي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تتخذها الجماعة ضد التجار والتي تتسبب في خسائر فادحة لهم، حيث تؤدي إلى تقليص قدرتهم على تحمل الأعباء المالية ورفع الأسعار أمام المواطنين.
ووفقا للتجار فأن ميليشيات الحوثي رفعت رسوم الجمارك على شاحنات الملابس المستوردة لتصل إلى 30 مليون ريال يمني للشاحنة الواحدة، مقارنةً برسوم الحكومة الشرعية التي لا تتجاوز مليون ريال.
وأشاروا إلى أن هذا الفارق الهائل يعكس تزايد عمليات الجباية من قبل الحوثيين، الذين يتذرعون بمناسباتهم الطائفية مثل الاحتفال بالمولد النبوي لفرض المزيد من الرسوم على التجار.
آثار اقتصادية ومعيشية وخيمة
وأفاد عدد من تجار الملابس في مدينة صنعاء أن هذا الارتفاع الكبير في الجبايات أدى إلى تضخم أسعار الملابس، مما يشكل عبئاً إضافياً على الأسر اليمنية التي تعاني بالفعل من أوضاع معيشية قاسية، مع انقطاع الرواتب وارتفاع تكاليف الحياة اليومية.
وأكدو أنهم سيواصلون الإضراب حتى تتراجع ميليشيات الحوثي عن قرارها، محذرين من أن استمرار هذه السياسة سيؤدي إلى انهيار كامل لقطاع تجارة الملابس في البلاد.
وتظهر صور متداولة اغلاق المئات من معارض ومحلات الملابس والأقمشة والأحذية ابوابها احتجاجاً على قرار الجمارك الحوثية بفرض ضريبة باهضة.
جبايات متعددة تحت مسميات مختلفة
تأتي هذه الأزمة في إطار موجة من الجبايات التي تفرضها ميليشيات الحوثي على مختلف القطاعات التجارية تحت مسميات متعددة. في كل مناسبة طائفية، مثل ذكرى المولد النبوي أو غيرها من المناسبات التي تستخدمها الجماعة لأغراض دعائية وطائفية، تُجبَر المؤسسات التجارية على دفع مبالغ كبيرة. فضلاً عن ذلك، يضطر التجار إلى تقديم "قوافل دعم" لجبهات القتال التابعة للحوثيين، مما يثقل كاهلهم ويؤثر سلباً على القدرة الشرائية للمواطنين.
ولم تكن تجارة الملابس الضحية الوحيدة لهذه السياسات التعسفية، فقد سبق وأن شهدت العاصمة صنعاء إضرابات مشابهة من قبل مصانع المياه التي فرضت عليها إتاوات لصالح ما يسمى بـ"صندوق المعلم"، مما دفع التجار إلى التوقف عن العمل احتجاجاً على هذه الإجراءات غير القانونية.
رفض واسع واستمرار الإضرابات
أصدرت نقابة تجار الملابس والأقمشة والأحذية بياناً رسمياً طالبت فيه بإلغاء التعميم الصادر عن وزارة المالية التابعة للحوثيين، والذي تم اتخاذه بصورة فردية وارتجالية دون دراسة كافية لتبعاته على الاقتصاد الوطني.
وأكدت النقابة أن هذا القرار يعارض الإجراءات الاقتصادية الأساسية التي من المفترض أن تحافظ على استقرار الأسواق وتعزز من دمج وتحديث وحدات الخدمة العامة.
ومع تصاعد موجة الإضرابات في مختلف القطاعات، تزداد الضغوط على ميليشيات الحوثي التي تستمر في فرض المزيد من الجبايات والإتاوات، مما يفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية في اليمن.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: میلیشیات الحوثی
إقرأ أيضاً:
تهديدات الحوثيين لـ”إسرائيل”.. هل هي بداية لمرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية؟
#سواليف
في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، برزت #تهديدات #الحوثيين للاحتلال الإسرائيلي كمتغير جديد في المشهد الإقليمي، ما دفع العديد من الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين إلى تقييم تداعيات هذا التطور؛ فمنح الحوثيون “إسرائيل” مهلة أربعة أيام، واستئناف عملياتهم العسكرية في #البحر_الأحمر، يشير إلى مرحلة جديدة من المواجهة التي قد تمتد آثارها إلى المجالين العسكري والاقتصادي على مستوى المنطقة والعالم.
تطور نوعي
ويؤكد الخبير العسكري قاصد محمود، أن “تهديد الحوثيين لإسرائيل ومنحهم مهلة أربعة أيام يمثل تطورًا نوعيًا في المشهد الإقليمي”.
مقالات ذات صلةوقال ، إن ” #إسرائيل تمادت في عدوانها وسياساتها، فيما تواصل الولايات المتحدة دعمها لها دون ضغوط فعلية تدفعها إلى مراجعة سياساتها”.
وأضاف: “إسرائيل تهدد بتوسيع عملياتها العسكرية، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في #غزة؛ وفي هذا السياق، فإن ترك حركة #حماس تواجه الاحتلال وحدها يشكل تحديًا كبيرًا، مما يجعل حضور محور المقاومة ضروريًا”.
وتابع بقوله: “الحوثيون، على وجه الخصوص، يمتلكون قدرة كبيرة على إرباك المشهد من خلال تأثيرهم المباشر على البحر الأحمر، والتجارة الدولية، والقطاع البحري”.
وأشار إلى أن “الحوثيين لا يقتصر تأثيرهم على الإقليم فحسب، بل يمتد إلى الساحة الدولية، وهو ما ينعكس على حسابات الإدارة الأمريكية. هذا التطور يشكّل تحديًا حقيقيًا لإسرائيل، ورسالة واضحة بأن محور #المقاومة لا يزال فاعلًا في المعادلة، رغم بعض التراجعات التي قد يكون شهدها حزب الله، إلا أن الحوثيين قادرون على سد أي فراغ عبر عملياتهم”.
وأوضح الفريق وهو نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق في الجيش الأردني أن “الحوثيين لم يقتصروا على استهداف الملاحة البحرية، بل نجحوا أيضًا في توجيه صواريخهم نحو الجغرافيا الفلسطينية، مما يجعل تهديدهم لإسرائيل أكثر جدية؛ هذا التصعيد قد يدفع أطرافًا أخرى، مثل العراق، للدخول على خط المواجهة، في ظل وجود إيران كلاعب رئيسي يسعى إلى استعادة حضوره الاستراتيجي بعد خسائره في سوريا”.
وأضاف: “آفاق التفاهمات بين إيران والولايات المتحدة باتت ضيقة، حيث يتبنى المرشد الأعلى موقفًا أكثر تشددًا مقارنة بالرئيس الإيراني. إيران لديها مصالحها واستراتيجياتها، وقد يكون التصعيد الحوثي جزءًا من تنسيق أوسع معها”.
وأكد أن “إسرائيل يجب أن تدرك أن استمرار عدوانها دون دفع الثمن لم يعد ممكنًا، وها هي بوادر هذا الثمن بدأت بالظهور مع التحرك الحوثي”.
وذكر أن “الحوثيين يمتلكون قدرات عسكرية تؤهلهم لمواصلة الضغط، كما أن لديهم مصلحة مباشرة في هذا التصعيد، خصوصًا في ظل تعقيدات المشهد اليمني الداخلي والتدخلات الخارجية ضدهم”.
وبين أن “ما يهم المقاومة في غزة أن هذا التطور يمثل قيمة عسكرية كبيرة يمكن لحماس استثمارها لتعزيز موقفها التفاوضي، خاصة مع انفتاح قنوات التواصل مع الولايات المتحدة”.
وختم بالقول: “ربط هذا المشهد بالملف الإنساني في غزة يضيف بعدًا آخر للضغط على إسرائيل، إذ لا يمكن القبول باستمرار الحصار ومنع وصول الغذاء والدواء دون رد فعل دولي حقيقي”.
رؤية إستراتيجية عميقة
وقال المحلل السياسي حازم عياد: “إن إعلان حركة أنصار الله عن استئناف عملياتها العسكرية في البحر الأحمر يعد خطوة جادة للغاية؛ فقد أثبتت الحركة أكثر من مرة أن أقوالها تتطابق مع أفعالها، وأنها تواصل استثمار كامل إمكاناتها لتحقيق أهدافها المعلنة، التي تسبقها دوماً بتحذيرات”.
وأضاف عياد أن الحركة “تهدف من خلال هذا الإعلان إلى منح شرعية لتحركاتها العسكرية في البحر الأحمر خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن التحذير الذي أطلقته يتماشى مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهذا يعكس أن لحركة “أنصار الله” رؤية استراتيجية عميقة في التعامل مع الوضع الراهن”.
وتابع عياد قائلاً: “أعتقد أن دعم حركة أنصار الله للشعب الفلسطيني يأخذ منحى جديداً، وهو يلقى ترحيباً واسعاً بين حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة؛ من المؤكد أن هذه التحركات سيكون لها تأثير كبير في الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل لفتح قنوات لإدخال المساعدات وتخفيف الحصار المفروض على القطاع”.
وأشار إلى أن “هذه الدعوة تعتبر جدية للغاية، وأن احتمالية استئناف العمليات العسكرية عالية جداً، خصوصاً بعد أن تمكنت الحركة قبل أيام من إسقاط طائرة مسيرة من طراز MQ-9 أمريكية كانت تنفذ عمليات في منطقة الحديدة”.
وأكد عياد أن “الحوثيين جادون في تنفيذ تهديداتهم، وأنهم سيواصلون الضغط على أمريكا وإسرائيل ما لم يُرفع الحصار عن قطاع غزة ويتوقف التجويع الذي يتعرض له”.
وتطرق عياد إلى تأثير هذه الخطوات على الشركات الدولية العاملة في مجال الشحن، قائلاً: “إن هذه التحركات ستربك الشركات الكبرى التي تشارك في عمليات النقل عبر البحر الأحمر، وهو ما سيؤدي إلى ضغط حقيقي على الولايات المتحدة وإسرائيل لتغيير سياستهما تجاه الشعب الفلسطيني، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع”.
واختتم عياد بالقول: “الأمر لا يقتصر على الضغط على أمريكا فقط، بل يشمل جميع الأطراف المعنية بعمليات النقل عبر البحر الأحمر، مثل شركات النقل وشركات التأمين المرتبطة بها” مضيفاً أن التصريحات الأخيرة لعبد الملك الحوثي تحمل رسائل واضحة ودائمة للشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه تمثل ضغطاً متواصلاً على الجانب الأمريكي.
الورقة الرابحة
من جهته، أكد الباحث اليمني أنيس منصور أن تهديد الحوثيين لـ”إسرائيل” يعكس تحولهم إلى الورقة الرابحة لمحور المقاومة في المنطقة.
وقال إن “جماعة أنصار الله، أو سلطة صنعاء، أصبحت اليوم الفاعل الأبرز في المواجهة، حيث تمتلك القدرات والخيارات اللازمة للرد والتصعيد
وأوضح أن “هذا التهديد ليس مجرد رسالة يمنية، بل هو قبل كل شيء رسالة إيرانية تعكس رغبة طهران في إثبات حضورها وقوتها، بعد محاولات الغرب ومحور التطبيع تصويرها بأنها في حالة ضعف، خاصة بعد التطورات في سوريا ولبنان؛ إيران تريد أن تؤكد أن محور المقاومة لا يزال قويًا، وأن اليمن بات جزءًا رئيسيًا من هذه المعادلة”.
وأضاف منصور أن “الخيار الأخير المطروح حتى الآن يركز على البحر الأحمر، حيث منح الحوثيون إسرائيل مهلة أربعة أيام، لكن لم يتم الكشف صراحةً عن نية استهداف تل أبيب بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة؛ ومع ذلك، فإن جميع الخيارات مفتوحة، إذ يمتلك الحوثيون عوامل قوة كبيرة تجعل من أي سيناريو أمرًا واردًا”.
وأشار إلى أن “الحوثيين، الذين كان يُنظر إليهم سابقًا كمجموعة مسلحة محلية، تحولوا اليوم إلى تهديد استراتيجي صعب المواجهة، رغم انتشار القواعد العسكرية والأساطيل الضخمة في المنطقة، لقد فرضوا معادلة جديدة باستخدام مزيج من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، والطائرات المسيّرة، والغواصات المسيرة، وأدوات الحرب الإلكترونية، مما أدى إلى تعطيل حركة التجارة ورفع التكلفة التشغيلية للبحرية الأمريكية وحلفائها”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة اضطرت لاتخاذ تدابير دفاعية مكلفة، لكنها لم تتمكن من إيجاد حل حاسم لمواجهة الحوثيين، ما يفرض ضغطًا متزايدًا على البحرية الأمريكية. الفارق بين تكاليف الدفاع عن السفن وتكاليف الهجوم الحوثي يعكس معادلة غير متكافئة، حيث تتكبد واشنطن وحلفاؤها أعباءً ضخمة في سبيل التصدي لهذه التهديدات”.
وختم منصور بالإشارة إلى أن “هناك حالة من الانقسام والارتباك في كيفية تعامل إسرائيل والولايات المتحدة مع الحوثيين، بسبب البعد الجغرافي وعدم توفر معلومات كافية عن اليمن، فضلًا عن غياب الحلفاء الحقيقيين في الداخل اليمني. في ظل هذه الظروف، تمكن الحوثيون من فرض هيمنتهم، ليصبحوا لاعبًا رئيسيًا في المعادلة الإقليمية”.