موقع 24:
2025-04-23@11:40:47 GMT

الركود التضخمي يهدد روسيا بعد عامين ونصف على الحرب

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

الركود التضخمي يهدد روسيا بعد عامين ونصف على الحرب

ارتفع سعر الخبز في روسيا في السنوات الأخيرة، إلى حد بات أوليغ إيفانوفيتش مضطراً إلى الاستغناء عنه في بعض الأيام، لكنه يبدي استعداده للقيام بتضحيات، في وقت يواصل الجيش هجومه على أوكرانيا.

ويقول المتقاعد البالغ 67 عاماً في موسكو: "نتعايش مع هذا الأمر. وحين تنتهي العملية العسكرية الخاصة، ستعود الأسعار إلى مستواها الاعتيادي"، في إشارة إلى توصيف موسكو لهجومها على أوكرانيا المستمر منذ فبراير (شباط) 2022.

والتضخم الحاد الذي تخطى 9% في أغسطس (آب) الماضي، هو من النتائج المباشرة لعسكرة الاقتصاد الروسي الذي بات خلال سنتين ونصف السنة، يتوقف إلى حد بعيد على القطاع الدفاعي والعسكري.

Russia faces stagflation threat as growth slows https://t.co/fheCY5fugW

— Digital Journal (@digitaljournal) September 12, 2024

وأنفقت السلطات الروسية مليارات الدولارات على الجيش والجنود وعائلاتهم وشركات الأسلحة، ووظفت استثمارات طائلة سمحت لها حتى الآن بالحد من تبعات العقوبات الغربية التي فُرضت على البلاد بهدف تجفيف مصادر تمويل مجهوده الحربي. غير أن البنك المركزي الروسي يتحدث حالياً عن خطر جديد يهدد الاقتصاد الوطني، وهو الركود التضخمي.

وحذّرت مديرته إلفيرا نابيولينا في يوليو (تموز) الماضي، بأن "نقص (اليد العاملة) قد يقود إلى وضع يشهد تباطؤاً في النمو الاقتصادي، رغم كل الجهود المبذولة لتحفيز الطلب، وتؤدي فيه كل هذه التحفيزات إلى تسريع التضخم"، وأضافت "إنه بشكل أساسي سيناريو ركود تضخمي، لا يمكن وقفه إلا لقاء انكماش اقتصادي حاد".

الاقتصاد يتدهور

وفي حال تسجيل ركود تضخمي، وهو تعبير يشير إلى تضخم شديد بالتزامن مع نمو ضعيف أو حتّى منعدم، فسيطرح ذلك تحدياً جديداً على الكرملين.

ومذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا، قبل أكثر من سنتين ونصف سنة، ارتفعت النفقات الفيدرالية بحوالي 50%، متسبّبة بارتفاع في الأجور وإنفاق الأسر. وتراجعت البطالة إلى أدنى مستوياتها التاريخية، فيما ارتفعت ثقة المستهلك إلى أعلى نسبة منذ 15 عاماً.

ولكن مع هجرة عمال مهرة وغير مهرة فروا إلى الخارج، هرباً من التجنيد أو التحقوا بالجيش طلباً للأجور المغرية، باتت ملايين المناصب شاغرة. كما أن العقوبات التي حرمت روسيا من التكنولوجيا الغربية، انعكست سلباً على الإنتاجية وبلبلت سلاسل الإمداد.

وقال الأستاذ الروسي في مدرسة الاقتصاد في برشلونة روبن إنيكولوبوف إنه "على المدى البعيد، ستؤدي هذه العوامل الديموغرافية، وهذه المسائل التكنولوجية إلى نمو ضعيف جداً". وتابع "من المحتمل جداً أن نشهد سيناريو ركود تضخمي عام 2025 وفي السنوات التالية".

وأقر البنك المركزي الروسي بوجود "مؤشرات إلى تباطؤ النمو". إلا أن معدل الفائدة الرئيسية وصل إلى 18%، ما يثير استياء أرباب العمل الذين يشكون من تزايد تكاليف القروض المصرفية، ما يعيق بشكل إضافي النمو في قطاعات غير مرتبطة بالجيش.

وأوضح ماكسيم بويف من معهد الاقتصاد الجديد في موسكو، أن روسيا عالقة في "حلقة مفرعة من التضخم والكينيزية العسكرية، بحيث أن التحفيزات تذهب إلى الحرب، فيما بقية الاقتصاد يسجل ارتفاعاً في الأسعار".

ويؤكد بوتين من جهته، أن الإنفاق العسكري يمثل "مورداً كبيراً" يمكن أن يحرك النمو في روسيا، غير أن العديد من المراقبين يشكّكون في ما إذا كانت فوائد هذه الاستثمارات العسكرية كافية للتعويض عن التكاليف الباهظة.

وقال فلاديسلاف إنوزمتسيف، أحد مؤسسي مركز التحليل والاستراتيجيات في أوروبا، مكتب الدراسات المتخصص في شؤون روسيا، إن "الاقتصاد يتدهور، يبتعد عن النمط العصري". ولفت إلى أن السلطات "تعتمد الأنماط والمعايير والمناهج السوفياتية، التقدم التكنولوجي غائب... والتطوير محدود جداً".

جيش مهيأ لنزاع طويل الأمد

ويرى الخبراء الذين جرت مقابلتهم، أن هذا النظام لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل، لكنه في المقابل لا يحدّ من قدرات روسيا العسكرية.

ويعتقد سيرغي ألكساشنكو نائب وزير المال السابق، المقيم حالياً في المنفى، أنه ينبغي الانتظار لمدة عقد قبل أن "تظهر" فعلياً مفاعيل الحظر على تصدير التكنولوجيا إلى روسيا.

وفي هذه الأثناء، تملك موسكو الموارد لخوض نزاع طويل الأمد، فلديها حوالي 300 مليار دولار من الاحتياطات التي لم يجمدها الغرب، ونسبة دين إلى الناتج المحلي الإجمالي متدنية بنسبة تقارب 15%، كما أعلن الكرملين زيادات كبيرة في الضرائب ستجني له عائدات إضافية بمليارات الدولار في السنوات المقبلة.

وقال إنيكولوبوف "ما زال هناك هامش كبير لإعادة توزيع الموارد، لن يوقفوا الحرب لنفاد الإمدادات". في حين رأى إنوزمتسيف أن "روسيا قد لا تستمر إلى ما لا نهاية في الحرب، لكن لديها بالتأكيد المال والموارد الكافية لمواصلتها لسنوات عدة بالكثافة ذاتها التي هي عليها اليوم".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوكرانيا الروسي الحرب الأوكرانية روسيا

إقرأ أيضاً:

خلال عامين.. خبير بريطاني: الحرب بين الناتو وروسيا غير مستبعدة

عواصم "وكالات": أشارت تقديرات خبير عسكري بريطاني إلى أن دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" قد تنخرط في صراع عسكري مع روسيا في غضون عامين.

جاء ذلك في تصريحات لوكالة الأنباء الألماني أدلى بها الخبير إيد أرنولد من مركز الأبحاث البريطاني "آر يو إس آي" وهي الحروف الأولى لعبارة "رويال يونايتد سيرفيسز إنستيتيوت" المعهد الملكي للخدمات الموحدة.

وفي سياق الحديث عن الاستثمارات العسكرية الضخمة التي تخطط لها ألمانيا، حذر أرنولد من أن الحكومة الألمانية في ظل التهديد الروسي لا تملك ترف الوقت لتوزيع هذه الاستثمارات على مدى عشر سنوات، ورأى أنه بدلا من ذلك، يجب على الجيش الألماني أن يركز أولا على التوسيع السريع للمخزونات من أنظمة الأسلحة المجربة والذخيرة - وبشكل خاص ذخيرة المدفعية.

ووفقا لأرنولد، تشمل الأنظمة الموصى بها صواريخ كروز طراز "تاوروس"، ودبابات القتال ليوبارد"2 ايه 8"، ومركبات النقل المدرعة طراز "بوكسر". وأوضح أن هاتين المدرعتين (ليوبارد وبوكسر) يجري استخدامهما أيضا من قبل دول أوروبية أخرى، ولفت إلى أن الجيش الألماني يمكنه بالتالي أن "يزيد من الإنتاج بشكل كبير"، وأن يجهز وحداته العسكرية بمعدات ثقيلة، بل وأن يدعم الحلفاء أيضا.

وأعرب أرنولد عن اعتقاده بأن أنظمة الدفاع الجوي الألمانية مثل "إيريس-تي"، ودبابات "جيبارد" المضادة للطائرات، التي خرجت من الخدمة في الجيش الألماني، أثبتت "فعالية جديرة بالملاحظة" في الحرب الدائرة في أوكرانيا. ولهذا السبب، أوصى الخبير البريطاني بإنتاجها بكميات كبيرة وتصديرها إلى الدول الحليفة.

وقال أرنولد إن على أوروبا أن تتخلى عن فكرة السعي دائما للحصول على الأسلحة ذات التقنية الأعلى. وأضاف: "ما تظهره حرب أوكرانيا هو أنك لست مضطرا دائما إلى أن تمتلك الأفضل. بل يكفي أن تكون أفضل قليلا من العدو"، وأضاف أنه لا ينصح بإنفاق مبالغ كبيرة على معدات يمكن أن تفقد بمعدل عشر وحدات في اليوم في حالة الحرب.

وفيما يتعلق بالطائرات المسيرة، أكد أرنولد أن الأمر المهم لا يقتصر على مجرد امتلاك مخزونات خاصة منها (عن طريق الشراء)، بل إن الأمر يتمثل بالدرجة الأولى في بناء قدرات إنتاجية منها تتماشى مع وتيرة التطورات التكنولوجية السريعة. وقال إن " التحول في أساليب الحرب يعني أن الطائرات المسيرة تستخدم في أدنى المستويات العسكرية"، وأردف أن هذه المسيرات "موجودة في كل مكان في ساحة المعركة".

وتابع أرنولد أن ألمانيا عليها أيضا أن تسأل نفسها عما إذا كانت تعتزم فعلا مواصلة الاستثمار في أنظمة الأسلحة الأمريكية في ظل التوجهات السياسية الحالية في واشنطن، وذكر أن هذا الأمر ينطبق في المقام الأول على طلب طائرات الشبح طراز "إف35-"، وكذلك أيضا على نظام الدفاع الجوي طراز باتريوت؛ ورأى أن مثل هذه الأنظمة يمكن الاستغناء عنها على المدى المتوسط لتحل محلها أنظمة أوروبية.

ويعتقد أرنولد أنه في حال سعت روسيا بشكل متعمد إلى الدخول في صراع (مع دول الناتو)، فإن هذا الأمر سيحدث على أرجح الاحتمالات في منطقة البلطيق، على سبيل المثال عند ثغرة سوفالكي، وهو الممر البري الوحيد بين دول الناتو في وسط أوروبا والحلفاء في منطقة البلطيق. لكنه حذر أيضا من أن كثافة الأنشطة العسكرية في أوروبا قد تؤدي إلى اندلاع صراع غير مقصود بين دول الناتو وروسيا في مكان آخر.

وعلى الارض، تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات اليوم الأحد بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين لمدة يوم واحد بمناسبة عيد القيامة، واتهم كل جانب الآخر بتنفيذ مئات الهجمات.

وأمر بوتين القوات الروسية "بوقف كل الأنشطة العسكرية" على خط الجبهة في الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات حتى منتصف ليل امس بتوقيت موسكو" التاسعة بتوقيت جرينتش".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد إن الجيش الروسي يتظاهر بالالتزام بوقف لإطلاق النار في عيد القيامة، لكنه في الحقيقة استمر في شن مئات الهجمات بالمدفعية ليل السبت وهجمات أخرى اليوم الأحد.

وكتب زيلينسكي في منشور على منصة إكس يقول إن روسيا شنت 26 هجوما من منتصف ليل أمس وحتى ظهر اليوم الأحد.

وأضاف "إما أن بوتين لا يسيطر تماما على جيشه، أو أن الوضع يثبت أن روسيا لا تنوي اتخاذ أي خطوة حقيقية نحو إنهاء الحرب، وأن كل ما يهمها هو التغطية الإعلامية الإيجابية لصالحها".

وقال في وقت سابق "بوجه عام وحتى صباح عيد القيامة، نستطيع أن نقول إن الجيش الروسي يحاول ايجاد انطباع عام بوقف إطلاق النار، لكنه لا يتخلى في بعض المناطق عن محاولات فردية للتقدم وإلحاق خسائر بأوكرانيا".

وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا انتهكت وقف إطلاق النار أكثر من ألف مرة مما أسفر عن مقتل بعض المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية.

وأضافت الوزارة أن القوات الأوكرانية أطلقت النار على مواقع روسية 444 مرة إضافة إلى إحصاء أكثر من 900 هجوم أوكراني بطائرات مسيرة.

وتابعت تقول إن شبه جزيرة القرم ومناطق بريانسك وكورسك وبيلجورود الحدودية تعرضت لهجمات.

واستطردت تقول "أسفر ذلك عن قتلى وجرحى من المدنيين وإلحاق أضرار بممتلكات مدنية".

وأكد الجيش الأوكراني في وقت سابق من اليوم الأحد انخفاض النشاط على خط الجبهة. وقال مدونون عسكريون روس الشيء نفسه أيضا.

ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من تقارير ساحة المعركة.

ويظهر عدم الالتزام الواضح حتى بوقف إطلاق النار في عيد القيامة مدى صعوبة تحقيق هدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوصل إلى اتفاق دائم لإنهاء ما وصفه "بحمام الدم" في الحرب في أوكرانيا.

وقال ترامب ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الجمعة إن الولايات المتحدة قد تنسحب من جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق سلام ما لم تكن هناك مؤشرات واضحة على إحراز تقدم قريبا.

وكرر زيلينسكي استعداد كييف لتمديد وقف إطلاق النار لثلاثين يوما، لكنه قال إنه إذا استمرت روسيا في القتال اليوم الأحد فإن أوكرانيا ستفعل الشيء نفسه.

وأضاف "أوكرانيا ستستمر في التصرف بالمثل".

ودعا الرئيس الأوكراني المواطنين في عيد القيامة إلى عدم اليأس من عودة السلام إلى بلادهم والمثابرة للتغلب على صعوبة مسار الحرب الذي يسلكوه منذ 1152 يوما.

وقال زيلينسكي في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي من أمام كاتدرائية القديسة صوفيا الكنيسة الرئيسية في كييف "نعرف ما الذي ندافع عنه. نعرف ما الذي نقاتل من أجله، لمن ولمصلحة من".

مقالات مشابهة

  • تقارير دولية: تصاعد التوترات التجارية يهدد الاقتصاد العالمي في 2025 وتوقعات بتباطؤ النمو إلى أدنى مستوياته منذ 2009
  • قمة موسكو بين الرئيس الروسي وسلطان عمان.. ملفات مهمة وإيجابيات متعددة
  • صندوق النقد يخفض توقعاته لنمو الاقتصاد الإسرائيلي للعامين المقبلين
  • بوتين: قمة بين روسيا والدول العربية في موسكو العام الجاري
  • بوتين: قمة بين روسيا والدول العربية فى موسكو العام الجاري
  • صندوق النقد الدولي يطلق توقعات اقتصادية قاتمة للعالم
  • الولايات المتحدة تواجه خطر الركود التضخمي بسبب رسوم ترامب
  • جوجل في قفص الاتهام الروسي.. نشر بيانات جنود يكشف أبعاد الحرب السيبرانية بين موسكو والغرب
  • خلال عامين.. خبير بريطاني: الحرب بين الناتو وروسيا غير مستبعدة
  • الجزيرة نت تواكب عودة سودانيين إلى مدنهم بعد عامين من الحرب