إنه اليوم الأول لعالم جديد.. لوتان: هذا ما تصدر الصحف غداة أحداث 11 سبتمبر؟
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
قبل 12 سبتمبر/أيلول 2001 لم يكن أحد يتحدث عن 11 سبتمبر بـ"أل العهدية" بل كان يوم الثلاثاء هذا قبل 23 عاما مجرد يوم عادي في التقويم قبل أن يصبح الحدث المعروف اليوم، وفي ذلك التاريخ استيقظت وسائل الإعلام مترنحة، وهي على يقين من دخول عصر جديد.
بهذه المقدمة ألقت لوتان -في تقرير بقلم ليو تيشيلي- نظرة على ما تصدر الصحف العالمية غادة 11 سبتمبر/أيلول 2001، في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تحيي تلك الذكرى الدامية.
وتذكرت الصحيفة أن كُتاب الافتتاحيات تحدثوا يومها عن بيرل هاربور، وقدرت لوتان نفسها أنه "إذا كان هناك هجوم بعد السابع من ديسمبر/كانون الأول 1941، فسوف يكون هجوم 11 سبتمبر/أيلول 2001". وإذا كان قصف القاعدة البحرية الأميركية أكد دخول واشنطن في الحرب العالمية الثانية، فسوف يثير سقوط البرجين التوأمين نفس النوع من ردود الفعل و"الهجمات التي ارتكبت ضد رموز القوة المالية والعسكرية الأميركية تستحق إعلان الحرب" ولكن على من؟
إنه العام صفر، والباب أمام نوع جديد من المواجهة والعدو، كما اعتبرته صحيفة إلباييس الإسبانية آنذاك وقالت إنه "عمل من أعمال الإرهاب المفرط، وبداية قرن" وتابعتها لوموند الفرنسية التي رأت أنه بداية "عالم جديد، أظهرت فيه القوة العظمى ضعفها في مواجهة الإرهاب المفرط".
اتهام بشكل أعمى
كنا نظن أن واشنطن لا يمكن المساس بها، ولكن أعمدة الدخان المتصاعدة من وسط مانهاتن ألقت بظلال من الشك على هذا اليقين، كما أشارت صحيفة نيو زريتشر تسايتونغ الألمانية وقالت "إن الإرهابيين أرادوا إظهار الضعف الأساسي للمجتمعات الاستهلاكية الغربية ومجتمعات التكنولوجيا المتقدمة في مواجهة الجناة الذين لن يخجلوا من أي خسة. لقد نجحوا بشكل رهيب في هذه المظاهرة بالجحيم الذي ألقوا فيه بنيويورك وواشنطن يوم الثلاثاء".
ورأت صحيفة نيويورك تايمز في ذلك الوقت أن أعداء أميركا كانوا يتقدمون ووجوههم مكشوفة، في وقت كان فيه السوفيات والشيوعيون يمثلون الشر الأعظم، فكانت نهاية صيف 2001 بمثابة علامة فارقة فـ"لم يحمل الانتحاريون الجدد في القرن الـ21 أعلاما ولا علامات مميزة. كانوا يختبئون وراء المواطنين العاديين، وكان هدفهم الأميركيين العاديين. فمن خلال اختطاف طائرات مدنية والاندفاع بها إلى مركز التجارة العالمي والبنتاغون، استخدموا إمكانية الوصول إلى مجتمع مفتوح لإلحاق الضرر به".
لم تر وقتها غارديان وجها للمقارنة مع بيرل هاربور، لأن واشنطن استيقظت من فراشها بسبب تهديد جاء من لا مكان فـ"هذه المرة لم يكن هناك بوق ولا صفارة إنذار جوية ولا إعلان مفتوح للأعمال العدائية، ولا إنذار نهائي أو مسبق" إن غياب الوجه والاسم وغياب المعنى يشكل جزءًا أساسيا من رعب أحداث الأمس المروعة والمثيرة للدهشة حقا.
وربما يكون الهجوم قد أدخل بلداً بأكمله في حالة حداد، لكن الصحافة تبحث بالفعل عن المسؤولين وتحاول توجيه أصابع الاتهام إلى الجناة، وقد وجهت صحيفة وول ستريت جورنال اتهامها بشكل أعمى نحو الشرق الأوسط قائلة "يحق لنا أن نعتقد أن هذا من عمل المشتبه بهم المعتادين صدام وطالبان وملالي إيران، وغيرهم من الطغاة الذين يستشهدون بالأصولية الإسلامية لتبرير الإرهاب".
تنفسي بعمق يا أميركا!
في أعقاب الهجوم، ظل بعض طواقم التحرير يرغبون في مستقبل لا يغرق البلاد في الاندفاع الحربي المتهور، إذ رأت صحيفة شيكاغو تريبيون أن "الرد الذي يركز فقط على الشعور بالانتقام لا يمكن أن يرضينا". وتبنت واشنطن بوست نفس الرأي ولكنها أعربت عن تحفظات جدية بشأن الموقف الذي سيتعين على الولايات المتحدة تبنيه للرد.
وترى الصحيفة أن الولايات المتحدة "يجب أن تقاوم إغراء استخدام القوة قبل الأوان" ولكن إذا تبين أن الهجوم تم التحريض عليه في الخارج، فعندئذ سيكون عملا من أعمال الحرب ويجب التعامل معه على هذا النحو، وذلك ما قامت به إدارة بوش الابن.
ويبدو أن كلمات غارديان ما زال يتردد صداها بعد 23 عاما فـ"علينا أن نحترس من أي رد فعل مفرط من جانب الأميركيين، وخاصة على المستوى العسكري. الإغراء الحالي هو جعل شخص ما يدفع ويدفع، خذي نفسا عميقا يا أميركا!". إلا أن صحيفة "لوتون" كانت أكثر تنبؤا وخلصت إلى أن "أميركا إذا دخلت الحرب، فإن العالم يدخل معها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية.. لنعترف: خسرنا الحرب منذ 7 أكتوبر.. وطموحات نتنياهو واليمين قد تصطدم بترتيبات ترامب
#سواليف
كتب .. #عاموس_هرئيل
عند مشاهدة صور الفوضى في #غزة أمس، حيث الجمهور الفلسطيني الهائج أحاط بالسيارة التي تقل المخطوفات الإسرائيليات الثلاث، وردت فكرة أننا نشاهد بداية النهاية. من خلال الحرب الملعونة، التي هزت حياة #الإسرائيليين والفلسطينيين منذ 7 أكتوبر، تظهر الآن طريق خروج محتملة. المرحلة الأولى في #صفقة_التبادل انطلقت، وربما تنتهي بنجاح بعد ستة أسابيع. من الواضح أن الانتقال إلى المرحلة الثانية سيكون أصعب. من غير الواضح إذا كان لزعماء الطرفين مصلحة في ذلك. وحتى الآن، صعدنا أمس على مسار استكمال #الصفقة و #إنهاء_الحرب، بتشجيع كبير من ترامب، الذي سيؤدي اليمين هذا المساء رئيساً للولايات المتحدة.
خرجت #حماس أمس في عملية استعراض قوة على خلفية انسحاب #الجيش_الإسرائيلي من بؤر الاحتكاك في القطاع، وتسليم المخطوفات الثلاث الأوائل – دورون شتاينبرغر وايميلي دماري (كيبوتس كفار عزة)، وروني غونين من حفلة “نوفا” – للصليب الأحمر في مركز مدينة غزة. على بعد بضعة كيلومترات من المكان الذي عملت فيه قوات الجيش الإسرائيلي قبل بضعة أيام، ظهر أمس مئات النشطاء المسلحين. يبدو أن حماس عرضت بذلك أيضاً قوة عسكرية وعلامات سيطرة مدنية. ولكن ما زال هذا حقيقة غير ثابتة حتى الآن؛ يجب أن تكون ترتيبات أخرى لمستقبل القطاع خلال بضعة أشهر على الأجندة.
مقالات ذات صلة بعد معركة استمرت 15 شهراً.. هل نجح نتنياهو والنظام العالمي بكسر المقاومة؟ 2025/01/20 من اللحظة التي سيتم فيها إخلاء ممر نتساريم نهائياً، سيبدأ تدفق الجمهور نحو الشمال؛ أي أكثر من مليون شخص، حسب التقديرات. بعد ذلك، سيجد الجيش صعوبة في استئناف القتال في الأسابيع الستة القادمة، حتى لو انهار الاتفاق.الأعصاب المشدودة استمرت أمس حتى اللحظة الأخيرة. لا سبب للافتراض بأن تكون الأمور مختلفة في الأسابيع القادمة، سواء بسبب صعوبات إعلامية داخلية نابعة من القتال أو لرغبة في الاستمرار بالتنكيل النفسي لعائلات المخطوفين، حماس لم تلتزم بالجدول الزمني المحدد، ولم ترسل السبت أسماء المخطوفات اللواتي يتوقع إطلاق سراحهن. عندما استمر التأخير حتى صباح أمس، أعلنت إسرائيل بأنها لن تحترم وقف إطلاق النار الذي كان يمكن أن يدخل إلى حيز التنفيذ عند الساعة 8:30. في نهاية المطاف، أرسلت الأسماء بعد ساعتين، وأوقف الجيش الإسرائيلي إطلاق النار بعد ذلك بقليل. حتى ذلك الحين، قصف سلاح الجو عدة قوافل انتصار لرجال الذراع العسكري في أرجاء القطاع، وأبلغ عن 14 قتيلاً على الأقل.
ظهرت قوافل المسلحين في البداية جنوبي القطاع. ركب رجال حماس سيارات “تيوتا” التي اشتهرت يوم المذبحة، وأطلقوا النار في الهواء كعلامة على السرور. تبذل حماس الكثير من الجهود لترسيخ رواية النصر في نظر سكان القطاع رغم المعاناة التي مرت عليهم في الـ 15 شهراً الأخيرة. في هذه المرحلة، لم تبدأ حركة جماهيرية للسكان في مناطق اللجوء في المواصي على الشاطئ الجنوبي باتجاه شمال القطاع؛ لأن الجيش الإسرائيلي لم يخل بعد ممر نتساريم بصورة كاملة، مثلما هو مخطط له.
في المقابل، يتم الشعور الآن بحركة داخلية في شمال القطاع، بين مدينة غزة وجباليا وبيت حانون، وهي الأحياء التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع. ومن اللحظة التي سيتم فيها إخلاء ممر نتساريم نهائياً، سيبدأ تدفق الجمهور نحو الشمال؛ أي أكثر من مليون شخص، حسب التقديرات. بعد ذلك، سيجد الجيش صعوبة في استئناف القتال في الأسابيع الستة القادمة، حتى لو انهار الاتفاق.
النقاشات حول استئناف الحرب، التي قد تجري بعد انتهاء النبضة الأولى للصفقة بعد ستة أسابيع، تبدو الآن نظرية في أساسها. والمفتاح في يد ترامب. الوعود الكثيرة التي وعد بها نتنياهو الوزير سموتريتش لضمان بقاء حزب “الصهيونية الدينية” في الحكومة حتى انتهاء المرحلة الأولى، ستصطدم بطلبات ترامب لاحقاً. إذا صمم الرئيس على إنهاء الحرب في غزة، فسيجد نتنياهو صعوبة في فرض إرادته.
في غضون ذلك، تفاصيل التنازلات التي قدمتها إسرائيل في الصفقة بدأت تظهر. إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين الكثيف يثير ردوداً عامة شديدة، على الأقل بسبب العدد الكبير، والأكثر بسبب هوية بعض المحررين (المخربون المشاركون في عمليات قاسية قتل فيها الكثير من الإسرائيليين في التسعينيات وفي الانتفاضة الثانية).
لكن كل من تابع الوضع في القطاع ولم تخدعه تصريحات نتنياهو وألاعيب أقواله، كان يمكنه التخمين من فترة طويلة بأنها نتيجة الحرب. الحقيقة البائسة هي أن إسرائيل خسرت الحرب في 7 أكتوبر بدرجة كبيرة. وكل ما فعلته منذ ذلك الحين كان تقليص الأضرار ولو قليلاً. ولاستكمال صفقة تحرير جميع المخطوفين، كان مطلوباً منها تقديم تنازلات كبيرة، وسيشمل القسم الثاني في الصفقة سجناء أثقل، أكثر قتلاً، من المحررين في القسم الأول من الصفقة.
السبب الرئيسي للوضع الذي وصلنا إليه ينبع من رفض نتنياهو المستمر لمناقشة أي حل يتناول اليوم التالي لحماس في قطاع غزة، لا سيما تدخل للسلطة الفلسطينية في غزة. ربما تؤدي خطط ترامب، التي تندمج بصفقة أمريكية – سعودية – إسرائيلية، إلى محاولة فرض اتفاق آخر على نتنياهو. لأنه بالنسبة لاتباعه، غير متهم أو مسؤول عن أي شيء، لذا يتم بذل جهود كبيرة لحرف الانتباه، الذي يهدف إلى جسر الهوة بين وعوده والوضع الفعلي. عندما يذكرون السجناء الذين سيطلق سراحهم، يتهم اليمين يتهمون على الفور اليسار و”احتجاج كابلان”، وكأنهم هم الذين يمسكون هذا التأثير بأيديهم.
المفتاح في يد ترامب. الوعود الكثيرة التي وعد بها نتنياهو الوزير سموتريتش لضمان بقاء حزب “الصهيونية الدينية” في الحكومة حتى انتهاء المرحلة الأولى، ستصطدم بطلبات ترامب لاحقاً. إذا صمم الرئيس على إنهاء الحرب في غزة، فسيجد نتنياهو صعوبة في فرض إرادته.ويرى اليمين أن الجيش الإسرائيلي يفشل الحكومة في طريقها إلى النصر المطلق. تم طرح تسريع إقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي مؤخراً في محادثات بين أعضاء الليكود وسموتريتش والوزير بن غفير، في إطار محاولة إقناعهم بالبقاء في الائتلاف. سموتريتش وصف هاليفي في مقابلة مع وسائل الإعلام بأنه “رئيس أركان تقدمي” وضابط دفاعي. يبدو أن الرسالة الموجهة للجمهور هي: سنستغل وقف إطلاق النار لتطهير قيادة الجيش الإسرائيلي من الانهزاميين، ثم استئناف الحرب بقيادة جديدة. عملياً، هذه جهود لتشويش المواطنين. إذا كان الضباط في الجيش هم المذنبون بما حدث، حينئذ يمكن للحكومة التي بلورت استراتيجية غبية واستخفت بالخطر الذي تشكله حماس، الاستمرار في جهود الكبح ضد المبادرة المطلوبة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية.
كان أمس يوماً جيداً مقارنة مع أيام أخرى في السنتين الأخيرتين. وقف إطلاق النار في غزة، وثلاث مخطوفات يلتقين مع عائلاتهن بعد معاناة كبيرة، واستقالة وزير الأمن الداخلي – هذا محصول معقول إذا أخذنا في الحسبان ما تعودنا عليه مؤخراً. الأمر الأهم والأساسي، الذي تصدع في يوم المذبحة وفي معالجة الحكومة الفاشلة لأزمة المخطوفين فيما بعد، هو شعور التضامن بين الدولة والمواطنين، الذين تم التخلي عنهم ليموتوا في غلاف غزة. ربما بدأت أمس عملية الإصلاح، ولكن بتأخير واضح.
هآرتس 20/1/2025