قاتل المساكين.. لماذا يلجأ فقراء العراق للانتحار بـسمّ الفئران؟
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
قبل نحو ستة شهور، حاولت فتاة تسكن في العشوائيات شرق العاصمة بغداد، وهي في ريعان شبابها، الانتحار من خلال تناول سم الفئران لكن تم انقاذها في اللحظات الأخيرة بعد نقلها الى طوارئ مستشفى قريب.
ابو محمد وهو أحد أقارب هذه الفتاة يقول أن هناك سببين يدفعان الفقراء للانتحار، أولهما العوز وثانيهما المشاكل الاسرية، مؤكدا بأنهم" حتى في محاولة الانتحار يبحثون عن الوسيلة التي تعبر عن فقرهم في اشارة الى رخض ثمن "سم الفئران".
واضاف في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنني أتألم لحال قريبتي التي دفعها الفقر الى ترك الدراسة بوقت مبكر، مشيرا الى أن" الانتحار بات وباءً في أحياء الفقراء".
الهام قدوري وهي رئيس منظمة معنية بالأرامل والفقراء اشارت، أن" الانتحار من خلال سم الفئرات تصاعد في عدة محافظات وسجلت حوادث مؤلمة مؤخرًا، والانتحار بشكل عام ظاهرة تسود المحافظات وهي ترتفع سنة بعد اخرى و70% من ضحاياها هم من 30 سنة فما دون".
واضافت، إن" اعتماد سم الفئران كوسيلة للانتحار يأتي لانه الأقل بشاعة من غيره من وسائل الانتحار ويمكن الحصول عليه بسهولة لكن ما يجمع المنتحرين به هو الفقر المدقع بشكل مباشر".
واقرت في حديثها لـ"بغداد اليوم"، إن" هناك اهمالًا حكوميًا واضحًا لملف الانتحار في العراق ولا يكاد يمر يوم الا وتصاب اسرة بفاجعة انتحار احد افرادها وخاصة الشباب والمراهقين ولاسباب عدة يشكل الفقر والمشاكل الاسرية النسبة الاعلى منها".
اكرم قيس مختص نفسي يرى، أن" الانتحار له اسباب عدة منها مايتعلق بسوء الاوضاع المالية واخرى ضغط المشاكل العائلية وهناك اسباب اخرى تتعلق بالعمل ".
ويكمل في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنه" يمكن انقاذ الكثيرين لو حصل انفتاح أكبر للمجتمع على ملف العلاج النفسي وانه ليس عيبًا، لافتا الى ان" نسب الانتحار المرتفعة تدلل على وجود ازمة يجب الانتباه لها وبيان اسبابها ودعم المراكز البحثية اتي تدرس الظاهرة وتقدم حلولًا موضوعية لتجنب خسارة المزيد من الارواح".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
الشيباني في بغداد البراغماتية السياسية تنتصر
بقلم : هادي جلو مرعي ..
على مدى أسابيع بعد التغيير الذي حصل في سوريا وأدى الى زوال نظام الأسد فإن تداعيات ذلك على العراق ينبغي أن لايسمح لها بأن تكون سلبية بل يجب التعاطي معها بوصفها تحولا سياسيا كبيرا يؤثر في المحيط وفقا لطبيعته ونوع التعامل والمواقف التي تصدر من الآخرين، وهو أمر متبادل بين الدولة السورية والدول الأخرى التي تنظر للأمر وفقا لمصالحها، وليس عواطفها وإنفعالات من يريد التحكم بالأمور وفقا لرغبة وطموح، وليس بناءا على مصلحة وطنية عليا جامعة تؤسس لواقع أفضل.
الشيخ خميس الخنجر، وفي قراءة متقدمة للأحداث، ومدى تداعياتها وتوسعها، وبناءا على معطيات على الأرض، ولنوع العلاقات المتينة التي تصله بقيادات دول الجوار، والفاعل السياسي المحلي نبه الى ضرورة التعاطي الواعي مع السلطات الجديدة لضمان مصالح العراق، والتواصل مع المنظومة السياسية في دمشق التي تلقت إشارات من جميع دول العالم بغية البحث في سبل التعاون من أجل تحقيق الأهداف الطبيعية لكل سلطة، وهي خدمة أبناء الشعب، وتوفير الخدمات، ومنع الإنزلاق الى الفوضى، ومراعاة مصالح الجوار، وإرسال إشارات الطمأنينة الى كل من يتخوف من تداعيات بعينها.
زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الى بغداد تمثل رغبة مشتركة لدى البلدين لبحث القضايا ذات الإهتمام المشترك خاصة وإنهما يتشاركان حدودا طويلة، ومصالح سياسية وإقتصادية وثقافية، وتوجد جالية سورية كبيرة في العراق، وهناك مخاوف نتيجة وجود جماعات مسلحة تعمل على طرفي الحدود، وهي بحاجة الى ترتيبات ليكون التعاون المستقبلي في مجال الأمن والإقتصاد أكثر حيوية وفائدة للجميع، مع إستمرار التحديات الجسيمة، ووجود إسرائيل كعامل تهديد لدول المنطقة، وتداعيات مايجري على الأوضاع في البلدين. وكل ذلك يؤكد نجاح الرؤية التي قدمها الشيخ خميس الخنجر، والتي تتلخص بأن تجنب المخاطر ليس بالإنغلاق والخوف، بل بالتواصل المثمر، ومناقشة كل قضية، ووضع أسس متينة لعلاقات مثالية، أو قريبة من ذلك…