نجار فلسطيني في قطاع غزة يصنع صنادل خشبية لبناته مع احتدام الحرب
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
غزة – فقدت الطفلة الفلسطينية هبة دواس (12 عاما) حذاءها في الفوضى التي صاحبت فرارها مع أهلها من الهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة.
لذلك، صنع لها والدها النجار صندلا بنعال من الخشب (يشبه القبقاب) حتى تتمكن من السير بأمان وسط أطنان الأنقاض والرمال الساخنة وأسياخ المعادن الملتوية في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقالت هبة التي تعيش في مخيم مع عائلتها في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وهي تمشي على الرمال الساخنة بحذائها الجديد، “كان عندنا صنادل بس كانت مقطعة كتير، ولما نزحنا صرنا نجري، واحنا بنجري الصندل تقطع كتير، رميته وصرت أجري مع الناس إللي صاروا كانوا يجروا. ولحد لما نزلنا هانا رجلينا صارت حم (ساخنة) كتير ومع الشوب والأرض صارت ساخنة اضطرينا نشتري صنادل من الخشب”.
وجاءت الفكرة إلى النجار صابر دواس (39 عاما) بعد أن وجد أن أسعار الصنادل باهظة الثمن. والآن لم تعد ابنته مضطرة للسير حافية القدمين وسط أنقاض غزة.
وقال إنه كان عليه أن يصنع مقاسا لكل ابنة.
* طلب على الصنادل
بعد فترة وجيزة، لاحظ جيرانه قيامه بصنع صنادل خشبية فبدأوا يطلبون منه أن يصنع بعضا منها لأطفالهم.
واستخدم صابر أدوات النجارة الأساسية لصنع هذه القطع مقابل سعر رمزي، على حد قوله.
ولهذه الصنادل نعال خشبية وأحزمة مصنوعة من شريط مطاطي أو قماش. لكن التحدي يتمثل في العثور على مزيد من الخشب لأن الفلسطينيين يحتاجونه في طبخ الطعام وإشعال النار.
وقال دواس وهو يكشط قاعدة صندل لتنعيمها بينما تراقبه إحدى بناته الصغيرات بجانبه “كل اشي إحنا في غزة هنا بصعوبة لما نلاقيه”.
وربما يخفف صنع صنادل خشبية من ضغوط الحرب لكن الحياة لا تزال محفوفة بالتحديات في غزة، حيث أدى الهجوم الإسرائيلي على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إلى مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة.
ويقول مسؤولون صحيون في غزة إن نحو مليوني شخص نزحوا، وفي كثير من الأحيان مرارا وتكرارا.
وبدأت حركة حماس الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما باغت مقاتلوها جنوب إسرائيل بهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر أكثر من 250 آخرين، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، تعاني غزة من أزمة إنسانية إذ يكافح الفلسطينيون من أجل العثور على الغذاء والماء والوقود في أثناء تنقلهم ذهابا وإيابا في القطاع بحثا عن مكان آمن يؤويهم.
وفشلت الولايات المتحدة وقطر ومصر في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد محاولات عديدة.
وتم إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر، مما أدى إلى توقف تدفق المساعدات والسلع الأساسية ومنها الأحذية.
وقال مؤمن القرا، وهو إسكافي فلسطيني يعمل في إصلاح الأحذية القديمة في سوق صغير بخان يونس “بالنسبة للأحذية إذا بيظل الوضع زي هيك أسبوعين، كتيرها شهر، حتمشي الناس حافية، لأنه الخيطان بتشح وبعد شوية حتنقطع والوجوه إللي بنفصل فيها بدأت تشح برضه كمان”.
وأضاف “المعبر مسكر (مغلق)، وأغلبية الناس في الوقت هذا إللي إحنا فيه بتمشي فردة شكل وفردة شكل، وإذا ظل الوضع هيك كمان أسبوعين شهر بالكتير ومفتحش المعبر الناس حتمشي حافية وإحنا حنقعد برضه كذلك الأمر يعني لأنه الحين الوضع صعب جدا”.
رويترز
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
المجاعة تتمدد بسبب تطاول ليل الحرب العبثية
الأمين العام للمم المتحدة يقول إن أكثر من 24 مليون انسان في السودان يواجهون خطر المجاعة، التي تنتشر بالفعل في عدد من المناطق وفق تقرير لجنة مراجعة المجاعة. وخطر المجاعة قد يتمدد إلى مناطق أخرى كثيرة خلال الأشهر القليلة القادمة إن لم يتم تدارك الوضع.
وكيف سيتم تدارك الوضع؟ أهداف الحرب لدى الجماعة التي اشعلتها لم يتم تحقيقها بعد.
حسب إفادات الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، قامت قيادات المؤتمر الوطني بالتخطيط للحرب من داخل المعتقل. افاداته معروفة لدى الكثيرين، لكن تأكيد ذلك من شخص نافذ مع الجماعة، وشاهد من داخل السجن على حجم مؤامرتهم يكتسب أهمية كبيرة ويزيل الكثير من الغشاوة التي حاول أنصار الحزب الوطني اثارتها حول ظروف وملابسات الحرب والجهات التي اشعلتها.
الحركة الإسلامية تريد العودة للسلطة بعد خلق واقع جديد تغطي جرائمه (جرائم الحرب) على جرائم الحركة طوال أكثر من 3 عقود. تريد الحركة الإسلامية غسل جرائمها بالدم، دم المواطنين الأبرياء وخراب الوطن. تريد الحركة ان تلتف على ثورة ديسمبر المجيدة التي كشفت افلاسهم وعزلتهم وانفصامهم عن واقع هذه البلاد وأهلها، وفسادهم الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا.
يدفع المواطنون الأبرياء ثمن عودة الحزب الفاشي إلى السلطة من ارواحهم وممتلكاتهم، ضاع مستقبل الأبناء بسبب توقف او عدم انتظام العملية التعليمية. يموت الناس بالاستهداف المباشر من طرفي القتال او بسبب القصف العشوائي المتبادل. تتفشى المجاعة في مناطق واسعة، وحتى المناطق التي يسود فيها امان نسبي، يعاني الناس من الغلاء الطاحن ومن ضعف وغلاء الخدمات الطبية والتعليمية وغيرها من الخدمات الضرورية، ويعاني النازحون من انقطاع الموارد واستغلال تجار الأزمات.
وبرغم ذلك يستمر التحشيد لاستمرار الحرب رغم وضوح حقيقة صعوبة حسمها، ولم يحدث أن تم حسم حرب في هذه البلاد بغير اللجوء إلى التفاوض الذي يحقن الدماء ويقصّر من امد معاناة المواطن.
أن استمرار الحرب لا يهدد حياة الأبرياء ويدمر ممتلكاتهم ويهدد مستقبل أبنائهم فقط، بل أن وحدة هذه البلاد وتماسك نسيجها المجتمعي يتعرض لخطر يومي ماحق، بسبب التحشيد والتحشيد المضاد، واستدعاء القبيلة للصراع، وقد وجد التنظيم الفاشي في الحرب فرصة سانحة لإخراج اجنداته العنصرية الانفصالية. ولا يخفي داعميه (النشطين في التعبئة من منافيهم الآمنة) لا يخفون كراهيتهم لأبناء أقاليم الغرب والجنوب حتى لأولئك الذين يتقدمون الصفوف في حرب الجيش على المليشيا!
أعداء ثورة ديسمبر المجيدة، قتلة شهداء الثورة هم من أشعلوا نيران هذه الحرب وهم من يحرصون على استمرارها، لا يحرّك موت الأبرياء أو دمار حياتهم شعرة في رؤوسهم او ضمائرهم الميتة. لا يهمهم موت الناس بسبب الحرب او توابعها من اوبئة ومجاعات، لا يهمهم موت الأطفال في الصحاري بحثا عن بلد آمن يؤويهم، او النازحين الذين تطاردهم العصابات المتفلتة شرقا.
لابد ان يتكاتف كل أبناء هذه البلاد لإنقاذها من براثن العصابة الشيطانية التي تصر على استمرار الحرب، ووقف هذه الحرب المدمرة وتقديم مرتكبي الانتهاكات للعدالة.
#لا_للحرب
أحمد الملك
ortoot@gmail.com