من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. هدايا مُدبَّرة!
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
هدايا مُدبَّرة!
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 21 / 9 / 2019
نحن #الآباء طيبون جدّاً، مقاتلون جداً، مسالمون جداً..مثل القطار نمضي كل نهار على سكّة الكدّ،نقطع مسافات العمر بنفس السرعة،نوصل الصاعدين فوقنا إلى حيث يريدون،ممنوع علينا السقوط، ممنوع علينا التوقف، سيقاننا سيقان سنديانة لا يجوز لها الانحناء أو الركوع، علينا أن نظهر أقوياء وان كان يأكلنا الضعف، ندعي الاكتفاء في قمة الفقر، نتحامل على المرض ونمشي،لا نشكو التعب الا نادراً.
لا يتذكّر #الأولاد – عادة- ذكرى ميلاد الآباء الا قبل انقضاء اليوم بدقائق، يتعثّر أحدهم بالتقويم وهو يرتّب مواعيده للأسبوع فيتذكّر السنين المعتقة تحت جلد الأب.. يصافحه على عجل ويقبّل رأسه، يصبح التذكير بالعدوى لباقي الأشقاء «اليوم عيد ميلاد ابوي» يسابق الثاني دقات الساعة قبل أن ينقضي الليل ويدخل في اليوم التالي وتصبح «المعايدة بايتة» أما الثالث فقد نام مبكّراً ولا يعنيه كثيرا إحصاء الأيام..أما الرابع ما أن خرج من الحمّام حتى كان صاحب العيد يغط في نوم عميق..
الآباء طيبون جداً، في عيد الأم مثلا، تلتئم خلية التفكير في البيت قبل يومين من العيد، يفكرون بنوع الهدية وقيمتها وكيفية تقديمها، يقحم الأب نفسه ويشاركهم ويضع مساهمته الكبرى، هو لا يشعر بنقص أبداً كيف يتذكّرون عيد الأم وينسونه وعيده..هو يبحث عن رحيق الفرح أينما وجد..أن ارتوى منه فتلك نشوة ما بعدها نشوة، وان خاب يكفيه أن تعلق يداه بعبير المحبة فهو فرح أيضاَ..
نحن الآباء طيبون جدا، في العيد نشتري للأولاد ونستثني أنفسنا ولا ننساها، نحتال على حالنا بأسباب التوفير..نقول في حديث السر المهم أن يفرحوا هم،ثم أن أعمارنا عتيقة لا يناسبها الرداء الجديد.. نختار لهم أحزمة لامعة،ونغطّي بطرف القميص على حزامنا المهترىء واسع الثقوب، نصلّح الحذاء عشرات المرّات ونقنع «الاسكافي» انه جديد لكن الطريق وعرة، نوفر أجرة الطريق وندّعي قرب المسافة وكسب اللياقة..
نحن الآباء #طيبون جداً،نحن أطفال بمهنة آباء، يرضينا القليل،ويفرحنا العفوي البسيط…تفرحني مثلاً زهرة ياسمين ذبلت على طاولتي بعد أن وضعها أصغر الأولاد في غيابي..وتفرحني قصاصة مرسوم عليها قلب حبّ لون بتلوين دهني وخرجت الخطوط من القلب لا ادري ان وصلت غرفتي بالصدفة أم عن قصد..ولأنني القطار الذي يفرح كثيراً لو صافح رذاذ الغيم نوافذه أو علقت زهرة برية بين مفاصله من باب الصدفة أعتبر كل ذلك هدايا مدبّرة..وأفرح!
ahmedalzoubi@hotmail.com
#73يوما
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
#صحة_احمد_في_خطر
#سجين_الوطن
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الآباء الأولاد طيبون الحرية لأحمد حسن الزعبي سجين الوطن
إقرأ أيضاً:
علي زيدان: أحزنني كثيرا خروج الطليان.. ولا زلت أتواصل مع برنارد ليفي
تباهى رئيس حكومة الإنقاذ السابقة علي زيدان باستمرار علاقته مع الكاتب اليهودي الفرنسي برنارد هنري ليفي، قائلا: صاحبي إلى الآن وعندي معه اتصالات، وهذا أمر واقع.
وأعرب زيدان، في مقتطف من لقاء، سيذاع لاحقا عبر قناة ليبيا الأحرار الممولة من قطر، عن حزنه على خروج الطليان من ليبيا بطريقة مفاجئة وسريعة، وقال إن الاستعمار حقيقة موضوعية في حياة البشر.
الوسومعلي زيدان ليبيا