في ذكرى وفاته.. قصة حب أسطورية بين وردة وبليغ حمدي «قلبان التقيا رغم المسافات»
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
في إحدى قاعات السينما الفرنسية بينما تشاهد فيلم «الوسادة الخالية» سمعت الفنانة وردة الجزائرية، وكانت شابة صغيرة آنذاك، أغنية «تخونوه» لـ عبد الحليم حافظ، وركزت على الألحان التي كانت مفتاحاً فيما بعد للقائها بحب حياتها بليغ حمدي، وقالت كلمتها الشهيرة «أنا عايزة أقابل اللي عمل اللحن ده».
وفي الجانب الآخر من العالم حيث يعيش بليغ حمدي في مصر، أتاه زوج الفنانة صباح العازف أنور منسي بعدد من الأشرطة الغنائية بينها شريط تغني فيه وردة إحدى أغنيات الست أم كلثوم، وقبل أن يراها دق قلبه للصوت العذب الذي سمعه، ومن هنا بدأت شرارة الحب قبل اللقاء، حسبما روى الكاتب الصحفي أيمن الحكيم في لقاء سابق مع برنامج «السفيرة عزيزة»، بذكرى رحيل بليغ حمدي في مثل هذا اليوم 12 سبتمبر.
كانت قصة حب بليغ حمدي ووردة أسطورية ولها طراز خاص يليق بالمُلحن الأشهر في الشرق الأوسط، وصاحبة «العيون السود» وردة، شهد على حبهما الوسط الفني، عندما بدأ الحب قبل اللقاء بسنوات، وقرر الارتباط بها لكنهما افترقا، وعادت وردة مرة أخرى له فيما بعد.
في البداية دق قلب وردة حينما سمعت ألحان أغنية «تخونوه» للفنان عبد الحليم حافظ من فيلم «الوسادة الخالية» أثناء وجودها في إحدى صالات السينما بفرنسا، فتعلقت بالملحن دون أن تراه، وقررت العودة إلى مصر لمقابلته، وقبل اللقاء كان بليغ يعرف وردة، إذ جاءه في أحد المرات عازف الكمان المصري أنور منسي، يحمل شريط تغني فيه وردة أحد أغاني أم كلثوم وقال بليغ حينها:« أنا ممكن أخليها نجمة» مبديًا إعجابه الشديد بصوتها.
مرت الأيام والسنوات وكان أول لقاء يجمعهما في منزل الموسيقار محمد فوزي، واتفق الثنائي وقتها على أن يلحن لها أغنية «يا نخلتين في العلالي»، من فيلم «ألمظ وعبده الحامولي» في الستينات من القرن الماضي من إخراج حلمي رفلة، وعندما ذهب لتحفيظها اللحن بحضور الإعلامي الراحل وجدي الحكيم بدأ حبهما، وكان اللقاء بداية شرارة الحب بينهما.
شقيق وردة يجبرها على العودة إلى الجزائرعندما شعر شقيق وردة بحب بليغ حمدي لأخته، قرر أن يعود بها إلى الجزائر، بحسب الكاتب أيمن الحكيم الذي قال «شقيق وردة لما عرف بداية حبها قرر أخذها إلى الجزائر لأنه كان رافضا أن ترتبط وتتزوج من الوسط الفني، وكان رافضا أن يكون زوجها غير جزائري وبالفعل عاد بها إلى الجزائر».
بعد غياب وردة كتب لهما القدر العودة من جديد، ففي عيد الاستقلال العاشر للجزائر العام 1972، دعا الرئيس هواري بومدين وردة لتغني في حفل الاستقلال، وعلمت أن هناك نجوماً من مصر حضروا للمشاركة بالحفل، فقررت الذهاب لتحيتهم، فالتقت بليغ، وبعد انفصالها عن زوجها، أقنعها بليغ بألا تحرم جمهورها من صوتها، وأن تتجه إلى مصر لتبدأ رحلتها الفنية.
العودة بعد الفراقوفي العام 1973، تزوج الحبيبان بليغ حمدي ووردة بعد عقد قرانهما بمنزل الفنانة نجوى فؤاد، وقام عبدالحليم حافظ بغناء «مبروك عليك»، واستمر زواجهما قرابة الـ 6 أعوام، لكن الزيجة انتهت بالطلاق.
في نهاية مايو1991 نشرت مجلة «الشرق الأوسط» موضوعا تحت عنوان «بعد 10 سنوات من الفراق.. وردة تعود إلى بليغ فنيا»، وكانت هذه أشهر قصة عودة بعد طلاقهما، وجاء في التقرير التالي المنشور «بدأ اليوم باستوديو 35 تسجيل أحدث أغنيات المطربة وردة الجزائرية من لحن بليغ حمدى هي«بودعك»، الأغنية أعادت صوت وردة إلى ألحان بليغ بعد غياب 10 سنوات، وقدم الثنائي من قبل عشرات الأغانى العاطفية والوطنية الناجحة منها «العيون السود، بلاش تفارق، اسمعوني، أولاد الحلال، على الربابة بغني».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بليغ حمدي وردة الفنان بليغ حمدي الفنانة وردة إلى الجزائر بلیغ حمدی
إقرأ أيضاً:
تعرف على آخر رسالة كتبها البابا فرنسيس حول الزواج قبل وفاته
وجّه بابا الفاتيكان الراحل فرنسيس رسالة إلى الشباب الكاثوليكي حول الحب والزواج، مستعيدًا ذكريات شبابه في بلده الأرجنتين، حيث كان يعشق رقصة التانغو.
تلك الرقصة التي يرى فيها البابا صورة رمزية للعلاقة بين الرجل والمرأة، بما تحمله من تناغم وجاذبية وانضباط، وما تقتضيه من توازن بين القرب والبعد، وبين العفوية والالتزام. وفق ما جاء في رسالة سابقة للبابا.
ومن هذا التصوّر استلهم البابا عنوان إرشاده الشهير "فرح الحب"، الذي يتمحور حول قدسية الحب الزوجي وأبعاده الإيمانية والإنسانية.
وعبّر البابا الراحل في مقدمته، التي نُشرت باللغة العربية بالتعاون مع جمعية "يوكات" العالمية، عن إعجابه العميق بالشباب الذين يتحلون بالشجاعة لتحويل مشاعر الحب إلى التزام دائم في إطار الزواج، قائلاً: "أريد أن أحبك إلى أن يفرّقنا الموت" — عبارة يعتبرها وعدًا استثنائيًا نادرًا في زمن تتزايد فيه حالات الانفصال بعد سنوات قليلة من الزواج.
وتساءل البابا بمرارة عمّا إذا كان كثيرون يفضلون تجنّب الألم عبر الاكتفاء بعلاقات عابرة تشبه رقصة قصيرة، دون التعمّق في جوهر العلاقة الإنسانية.
إلا أن البابا الراحل رفض هذا المنطق، ودعى الشباب إلى الإيمان بالحب الحقيقي، وبالرب، وبقدرتهم على خوض مغامرة علاقة تدوم مدى الحياة. فالحب، في نظره، لا يقبل التأجيل ولا يتحمّل شروطًا مؤقتة؛ إنه دعوة إلى العطاء الكامل والقبول غير المشروط، وهو وحده ما يملأ الحياة بالمعنى والفرح.
واستشهد البابا بنصوص الكتاب المقدّس التي تؤكد أن الرجل والمرأة في الزواج "يصيران جسدًا واحدًا"، وهو اتحاد لا يتجزأ، يؤسّس لبيت واحد، حياة واحدة، وعائلة واحدة.
ولتحقيق هذا النموذج، ألحّ البابا على ضرورة أن تتبنّى الكنيسة نهجًا أكثر جدية في الإعداد للزواج، معتبرًا أن التحضير السريع والمناسبات الاحتفالية لا تكفي لبناء علاقة متينة.
ودعى إلى اعتماد مسار شبيه بما كان يُعرف بـ"الموعوظية" في الكنيسة الأولى — وهي فترة طويلة من التكوين الشخصي والإيماني تسبق المعمودية. ورأى أن تطبيق هذا النموذج على الزواج قد يحول دون كثير من الإخفاقات، ويمنح الأزواج الجدد الأدوات الروحية والعملية لتخطي تحديات الحياة المشتركة.
وكما عبّر البابا عن سعادته بأن مشروع "يوكات" قد استجاب لدعوته، فقام بتبسيط تعاليم فرح الحب وتقديمها بلغة الشباب المعاصرة. ويصف هذا الكتاب بأنه "رفيق مثالي" في طريق الاستعداد للزواج، حيث يشرح معاني الحب بشكل جذّاب، ويواجه التحديات دون تزييف أو تجميل.
وختم البابا مقدمته بتوصية عملية: "اجعلوا هذا الكتاب جزءًا من كل دورة تحضيرية للزواج تستحق اسم 'موعوظيّة الزواج'". ودعى الشباب إلى المشاركة الفعالة في دورات الإعداد، والمناقشة الجادة مع أقرانهم، مؤكدًا أن الحب الشابّ، كرقصة التانغو، يجب أن يستمر بخطى ثابتة نحو الأمل، وعيون تملؤها الدهشة.
زواج المثليين
في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعرب البابا الراحل فرنسيس عن انفتاحه إزاء إمكانية منح الكنيسة الكاثوليكية بركتها لزواج المثليين، في موقف اعتُبر لافتاً في سياق النقاش الكنسي حول هذه المسألة.
وجاء تصريح البابا في سياق ردّه على مجموعة من الكرادلة الذين طالبوه بتوضيح رسمي لموقف الكنيسة من هذا النوع من العلاقات. وقال فرنسيس إن "كل طلب ينطوي على نيل البركة يجب أن يُنظر إليه بعين المحبة الرعوية"، مضيفاً: "لسنا قضاة نرفض أو نستبعد أو ندين بصورة آلية".
ورغم هذا الانفتاح، شدّد البابا على أن الكنيسة الكاثوليكية لا تزال ترى في العلاقات المثلية "خطيئة من الناحية الموضوعية"، وأنها لا تعترف رسميًّا بزواج المثليين ضمن إطار العقيدة الكنسية المعتمدة.