تعتبر الجماعة الإسلامية البنغلاديشية من أكبر الأحزاب الإسلامية في بنغلاديش، وقد تأسست قبل استقلال بنغلاديش حينما كانت جزءًا من باكستان. تدعو الجماعة إلى إقامة دولة إسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية. لعبت الجماعة دورًا مثيرًا للجدل خلال حرب التحرير البنغلاديشية في عام 1971، حيث دعمت الوحدة مع باكستان، مما أدى إلى اتهام بعض قادتها بالتواطؤ في جرائم حرب.

الحزب لا يزال نشطًا في السياسة البنغلاديشية، لكن قيادته تعرضت لمحاكمات بسبب دورهم خلال الحرب.

وقد تأثرت الحركة الإسلامية في بنغلاديش بالصراع السياسي القائم بين العلمانيين والإسلاميين. وقد اتخذت الحكومة البنغلاديشية، خاصة منذ عهد رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، خطوات صارمة ضد الأحزاب والجماعات الإسلامية، بما في ذلك محاكمات جماعية لقادة الجماعة الإسلامية بتهم متعلقة بحرب الاستقلال عام 1971، بالإضافة إلى فرض رقابة على الأنشطة الإسلامية التي تعتبرها الحكومة تهديدًا للاستقرار.

في هذه المساحة يسلط الدكتور أحمد شوقي عفيفي عميد كلية اللغة العربية وآدابها في جامعة الشيخ محمد الحسن الددو الإسلامية ببنغلاديش، الضوء على تاريخ الحركة الإسلامية في بنغلاديش، من خلال التوثيق لمسيرة أهم قياداتها وأعلامها، ويخص اليوم مسيرة الشيخ مطيع الرحمن نظامي، الأمير السابق للجماعة.

مطيع الرحمن نظامي (1943-2016) كان سياسيًا بنغلاديشيًا وأحد قادة حزب "الجماعة الإسلامية في بنغلاديش". شغل منصب وزير الزراعة في بنغلاديش في الفترة ما بين 2001 و2006، وكان من أبرز الشخصيات السياسية المحافظة في البلاد.

اشتهر نظامي بدوره خلال حرب استقلال بنغلاديش في عام 1971، حيث اتُهم بقيادة جماعة مؤيدة لباكستان تُعرف باسم "البدر"، والتي تم اتهامها بارتكاب جرائم حرب ضد المؤيدين لاستقلال بنغلاديش. بعد عقود من الحرب، تم تقديمه للمحاكمة من قبل المحكمة الدولية لجرائم الحرب في بنغلاديش، وفي عام 2014، أدين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وحكم عليه بالإعدام.

تم تنفيذ حكم الإعدام في نظامي في 11 مايو 2016، رغم الانتقادات والاعتراضات الدولية التي رأت أن المحاكمات قد تكون مسيسة وغير عادلة.

قصه الشيخ مطيع الرحمن نظامي من البداية

الشيخ مطيع الرحمن نظامي هو داعية إسلامي وسياسي مخضرم، وزعيم شعبي، وعلم بارز من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة في أرض الديار البنغلاديشية.

جثمت حكومة رابطة العوام الغاشمة على صدور البنغلاديشيين عام 2008، وبدأت حكم القمع والاستبداد واعتقلت نشطاء وزعماء الجماعة الإسلامية البنغلاديشية، وزجت بهم في السجن ظلما وعدوانا، وأودعتهم زنزانة السجن، وحرضت زبانية البلاد على التنكيل بهم، فنكلوا بهم أشد التنكيل.ﻭﻟﺪ الشيخ النظامي في محافظة بابنا البنغلاديشية عام 1943 في عائلة مشهورة بالورع، ونشأ وترعرع في كنف والده الذي ﻛﺎﻥ ﺭﺟل علم ودين، تلقى تعليمه ﺍﻻﺑﺘﺪﺍئي في مدرسة القرية، ﻭﻛﺎﻥ يتميز بالنباهة والذكاء والفطنة، وﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ أين تمكن من ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، وأخذ حظا وافرا من علوم القرآن والسنة، وﻛﺎﻥ طالبا مثابرا للدراسة، ﻭقد ﻟﻔﺘﺖ ﺳﻤﺎﺕ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺭﻳﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍلمدرسين والمعلمين، ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ، وﻛﺎﻥ قد تفوق ﻓﻲ الدراسة، ﻭحاز على درجة متقدمة ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭاته.

اﻟﺘﺤﻖ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻃﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍإﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺗﺨﺮﺝ منها عام 1961، وﺍﻟﺘﺤﻖ بجامعة دكا الإسلامية العالية ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻔﻘﻪ، ﻭﺃنهى ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﺑﺘﻔﻮﻕ، وبالإضافة إلى ذلك، ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺑﻜﻠﻴﺔ علم الاجتماع ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺩﻛﺎ، أكبر الجامعات الحكومية البنغلاديشية، ﻭﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯ كبير، وكان الشيخ النظامي يشغل نفسه بالعمل في الشأن العام وعلى رأسها العمل الدعوي إلى جانب مواظبته على الدراسة والمطالعة.

ﺍنضمامه إلى جمعية ﺍلطلبة الإسلامية:

انضم الشيخ النظامي إلى جمعية الطلبة الإسلامية الباكستانية التابعة للجماعة الإسلامية الباكستانية آنذاك ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ الجامعية عام 1961. وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﺟﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍلطلبة الإسلامية في سائر باكستان الكبرى.

وأعجب بنشاطاتها، وأهدافها، وبرامجها، وارتبط بالأعمال الخيرية والنشاطات الدعوية ضمن هذه الجمعية الإسلامية الطلابية، قبل أن ينتخب ﺭئيسا لجمعية ﺍلطلبة الإسلامية ﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ لثلاث سنوات ﻋﺎﻡ 1966، وتزعم ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺇلى عام 1969، ﺛﻢ انتخب ﺭئيسا لجمعية ﺍلطلبة الإسلامية لسائر ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ الكبرى عام 1969، ﻭلعب دورا حاسما في قيادة ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ الإسلامية ﺇلى عام 1971.

وقامت الجماعة الإسلامية باﻟﺤﺮﻛﺎت ﻭﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺿﺪ ﺍلقمع ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ لحكومة ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ أﻳﻮﺏ خان العسكرية، وساهمت جمعية الطلبة الإسلامية فيها، وكان الشيخ النظامي ضمنها، وحلت الحكومة الجماعة الإسلامية عام 1966.

كان الشيخ النظامي اسما بارزا ضمن قيادات الحركة الطلابية والإسلامية، وكان يحظى بتقدير جميع التيارات، حتى أنه لما قتل أحد نشطاء الحركة الشيوعية الطلابية في احتجاجات ضد الحكومة، ويقال له  أسد، وعلى الرغم من الاختلافات الأيديولوجية حضر الشيخ النظامي جنازته، وأم صلاة الجنازة عليه بناء على الطلب.

وفاز الشيخ مجيب الرحمن في الانتخابات الرئاسية فوزا باهرا عام 1970، ولكن الحكومة الباكستانية آنذاك لم تسلم السلطة إلى الرئيس المنتخب، فنشأت حركة احتجاج عارمة، ودعم الشيخ النظامي والجماعة الإسلامية تلك الحركة، وطالب بتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب الشيخ مجيب الرحمن بدون شرط أو قيد، ولكن الحكومة الباكستانية آنذاك رفضت، ثم نشبت الحرب بين الإقليمين من البلد الإسلامي، واندلعت نار الحرب بين باكستان الشرقية وباكستان الغربية.

وتدخلت الهند ونصرت بنغلاديش بقواتها الجوية.. وكانت الجماعة الإسلامية ضد انفصال باكستان الشرقية عن باكستان الغربية، واتخذت مواقف حاسمة في مصلحة الإسلام والمسلمين، وأيد الشيخ النظامي هذا القرار، وكذلك اتخذت طائفة كبيرة من العلماء الصالحين هذا الموقف الصلب في ذلك الوقت.

بدأ الشيخ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ كباحث ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺪاﻛﺎ، واشتغل بالعمل الدعوي والنشاط الإسلامي ﻛﺪﺍعية إسلامي. وتزوج عام 1973، وله أربعة من الأولاد وإثنتان من البنات.

انضمامه إلى الجماعة الإسلامية:

انضم الشيخ النظامي إلى الجماعة الإسلامية بعد انتهائه من حياته الدراسية، وتم انتخابه أمير مدينة دكا للجماعة الإسلامية عام 1978، واختير الامين العام المساعد المركزي عام 1983، وظل في هذا المنصب حتى 1988. ثم أصبح الأمين العام المركزي عام 1988، وقام بالمسؤولية كالأمين العام للجماعة من 1988 إلى عام 2000.

وكان الشيخ النظامي انتخب أمير الجماعة الاسلامية البنغلاديشية عام 2000، وتزعمها بفطنة وحنكة سياسية حتى يوم الاعتقال عام 2010، وتقلد هذا المنصب الرفيع حتى يوم استشهاده عام 2016.

لعب الشيخ النظامي دورا رائدا في كل حركة جماهيرية، نشأت بعد استقلال بنغلاديش، وقد تزعم الحركة الجماهيرية، التي اندلعت نارها ما بين عام 1982 و1990 ضد الحكومة الدكتاتورية آنذاك، ولذلك أصبح ضحية العداء للحكومة المستبدة في عدة مناسبات، وبسبب قيادته الجريئة الصلبة نشأت هناك مقاومة شعبية ضد الحكومة العسكرية، ثم تخلص الشعب من الحكومة القمعية عام 1990.

ولقد أجريت انتخابات برلمانية حرة ونزيهة عام 1991 تحت ظل الحكومة المؤقتة التي وضعت خطتها وفق الصيغة التي نصت عليها الجماعة الإسلامية، وقد لقيت تلك الانتخابات إشادة كبيرة في داخل البلاد وخارجها.

وضع الشيخ مطيع الرحمن النظامي الزعيم البرلماني لحزب الجماعة الإسلامية آنذاك مشروع قانون لتضمين نظام الحكومة المؤقتة في داخل الدستور للمحافظة على هذه الممارسة الحرة والنزيهة. وقدم ذاك، وتم تضمين نظام الحكومة المؤقتة في الدستور بفضل الدور الهام الذي لعبته الجماعة الإسلامية داخل البرلمان وخارجه، وما بين عام 1996 و2000، لعب الشيخ النظامي دورا كبيرا في نفخ الروح في جسد الأمة مرة أخرى ضد حكومة رابطة العوام التي تمارس سياسة عدائية تجاه الإسلام وعلمائه ومعتقداته ومشاعره، وعملت لتهميش التعليمات الإسلامية والثقافات الدينية.

أسهم الشيخ النظامي في توحيد القوى الإسلامية والقومية ضد تلك الحكومة القمعية، وتشكل تحالف الأحزاب الأربعة ضد الحكم القمعي لحزب رابطة العوام الذي جثم على صدور الشعب عام 1996، وكان الشيخ النظامي أحد قيادات ذلك التحالف القوي، وفاز التحالف المكون من أربعة أحزاب بأغلبية ساحقة تمثل ثلثي مقاعد البرلمان في الانتخابات البرلمانية الوطنية عام 2001، وشكل تحالف الأحزاب الأربعة الحكومة، ولعب الشيخ النظامي دورا رائدا في تقوية ذلك التحالف، والحفاظ عليه من المؤامرات والدسائس. وزاد الإرهاب في البلاد، وانفجرت عديد القنابل في عدد من أنحاء البلاد عام 2005، وهزت أمن البلاد والعباد، وزعزعت استقرارها، واعتراهم الرعب والارتباك، ولعب الشيخ النظامي دورا حاسما في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه.

ودبر له خصومه العديد من المكائد من أجل كتمان صوته للأبد، وحاكت له بعض قوى المعارضة عدة مؤامرات للقضاء عليه، لكن كل ذلك لم يكن له أن يوهن من عزمه، لأن هدفه الوحيد هو نيل مرضاة الله.

الشيخ النظامي في البرلمان الوطني البنغلاديشي:

تم انتخاب الشيخ مطيع الرحمن النظامي عضوا برلمانيا في الانتخابات البرلمانية الوطنية الخامسة عام 1991، ثم في العم 2001 ولعب دورا رائدا في البرلمان، وأصبح زعيما برلمانيا للجماعة الإسلامية، ووزيرا رفيعا في الحكومة.

تولى الشيخ النظامي مسؤولية وزارة الزراعة في حكومة بنغلاديش، وكان مثالا في إصلاح الوزارة المثقلة بالفساد الهائل في مفاصلها، وفي تنفيذ العديد من أنشطة الازدهار والتنمية.

وكان للشيخ النظامي صلة وثيقة بأعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة، وتشرف بلقاء العلامة المصري الراحل يوسف القرضاوي عام 2002 أثناء زيارته لبنغلاديش، وكان معه وفد من علماء الشرق الأوسط. وكان الشيخ النظامي عضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وشارك في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي عامي 2002، و2006. وله مساهمة جيدة في تطوير التعليم، ولذا اتجه إلى بناء العديد من المعاهد الدينية والمدارس العصرية والجامعات الإسلامية من أجل تكوين جيل متعلم ومحو الأمية.

اعتقل الشيخ مطيع الرحمن النظامي عام 2010 بتهمة لا أساس لها (ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إبان الحرب)، وزج به في السجن لبضع سنين، ثم قضت المحكمة بالإعدام شنقا في حقه بتهمة ارتكاب جرائم لا أساس لها من الصحة، وهي مسرحية ومهزلة تقف وراءها دوافع سياسيةونظرا لإعادة هيكلة وزارة الزراعة والنجاح الباهر في تلك الوزارة، أسندت الحكومة إليه مهمة وزارة الصناعة من أجل إنعاش حالة الركود في قطاع الصناعات المثيرة للجدل، وقام الشيخ النظامي بمبادرة تحسين وتحديث وزارة الصناعة، وأنجزها على أحسن وجه كما قام به في وزارة الزراعة.

مؤلفاته الإسلامية:

وعلى الرغم من قيامه بواجباته في الحزب وارتباطاته السياسية الأخرى، فقد لعب الشيخ النظامي دورا ملحوظا في العمل الدعوي والأبحاث الأدبية الإسلامية، وكان ميالا للكتابة منذ صغره، وكان يكتب بانتظام في المجلات أثناء دراسته في المدرسة الدينية، وكانت كتاباته الإبداعية والمبنية على الأبحاث المختلفة تجذب انتباه الكثيرين، وتلفت أنظار القراء، وقام الشيخ مطيع الرحمن النظامي بتأليف كتب عديدة حول موضوعات متنوعة رغم ارتباطه بالحركة الإسلامية المعاصرة، ومن كتبه المؤلفة سبيل التزكية، ومسؤولية إقامة الدين، وطريقة التقرب إلى الله، والحركة الإسلامية والتنظيم، ومعرفة القرآن الكريم،  والانقلاب الإسلامي في المجتمع، ومعضلات الحركة الإسلامية وحلها، والإنفاق في سبيل الله، والقرآن الكريم والتقوى، والدعاء والذكر، وحياة المؤمنين وفق القرآن الكريم، وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، والإسلام والإرهاب الدولي، وما إلى ذلك.

وترجمت بعض كتبه إلى اللغة العربية، ومنها كتاب الحركة الإسلامية، وترجمه الشيخ أحمد شوقي عفيفي إلى اللغة العربية، وهو عميد كلية اللغة العربية وآدابها في جامعة الشيخ محمد الحسن الددو الإسلامية ببنغلاديش.

جثمت حكومة رابطة العوام الغاشمة على صدور البنغلاديشيين عام 2008، وبدأت حكم القمع والاستبداد واعتقلت نشطاء وزعماء الجماعة الإسلامية البنغلاديشية، وزجت بهم في السجن ظلما وعدوانا، وأودعتهم زنزانة السجن، وحرضت زبانية البلاد على التنكيل بهم، فنكلوا بهم أشد التنكيل.

اعتقل الشيخ مطيع الرحمن النظامي عام 2010 بتهمة لا أساس لها (ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إبان الحرب)، وزج به في السجن لبضع سنين، ثم قضت المحكمة بالإعدام شنقا في حقه بتهمة ارتكاب جرائم لا أساس لها من الصحة، وهي مسرحية ومهزلة تقف وراءها دوافع سياسية، واشتعل فتيل الاحتجاج في عاصمة البلاد جراء الاستياء الشعبي من حكم الإعدام بحق أمير الجماعة الإسلامية البنغلاديشية السابق الشيخ مطيع الرحمن النظامي، ولكن الغضب العارم سرعان ما امتد إلى جميع أنحاء البلاد، وانتشرت الاحتجاجات كالنار في الهشيم وسط تساؤلات حول بواعث الغضب، وشارك في الاحتجاج كل من هب ودب، وأسفرت الاحتجاجات الشعبية العنيفة عن جرحى برصاص رجال الأمن وقمعهم، كما أدت إلى وقف الحركة في سائر البلاد، ثم انتشرت شعلة الاحتجاج والتنديد في جميع أنحاء العالم، هبت أعاصير الاحتجاج والتنديد في بلدان عديدة، وصدر ضده حكم الإعدام من المحكمة بقضايا ملفقة عام 2014، ووجهت له اتهامات (ارتكاب جرائم ضد الإنسانية إبان الحرب)، وهو بريء منها، وقد نفذت الحكومة حكم الإعدام في حق الشيخ مطيع الرحمن النظامي ظلما وعدوانا عام 2016. ووري الثرى في مقبرة أسرته في مسقط رأسه محافظة بابنا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير البنغلاديشية السياسة تاريخ تاريخ سياسة بنغلاديش اسلاميون سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإسلامیة فی بنغلادیش جرائم ضد الإنسانیة للجماعة الإسلامیة الحرکة الإسلامیة اللغة العربیة ارتکاب جرائم حکم الإعدام لا أساس لها فی السجن نظامی فی عام 1971

إقرأ أيضاً:

بعد انقطاع طويل.. هذا ما ستبحثه الجارتان بنغلاديش وباكستان في داكا

داكا- لأول مرة منذ 15 عاما، تجري باكستان وبنغلاديش محادثات دبلوماسية على مستوى مسؤولين من خارجية البلدين، غدا الخميس، في العاصمة داكا. وترأس وكيلة وزارة الخارجية الباكستانية آمنة بلوش وفدا دبلوماسيا باكستانيا وصل اليوم الأربعاء إلى داكا، حسب وكالة الأنباء البنغلاديشية الرسمية.

ويرأس الفريق الدبلوماسي البنغلاديشي وكيل وزارتها محمد جاسم الدين، دون توضيح جدول أعمال محدد، حيث من المتوقع أن تتناول المحادثات ملفات مختلفة في العلاقات بين البلدين.

ويبدو أن بنغلاديش مقبلة على مرحلة جديدة لتعزيز علاقاتها مع الصين وباكستان، بعد انتهاء حكم رئيسة الوزراء السابقة حسينة واجد وحزبها "رابطة عوامي" إثر حراك طلابي أسقطها في 5 أغسطس/آب 2024.

أنشطة الحراك الطلابي في بنغلاديش أسقطت حكومة حسينة واجد (الجزيرة)

وتلتقي آمنة بلوش ضمن جدول أعمالها برئيس وزراء الحكومة البنغلاديشية المؤقتة محمد يونس ووزير خارجيته محمد توحيد حسين، ومن المقرر أن تكون مباحثات هذا الأسبوع تمهيدا لزيارة هي الأولى لوزير خارجية باكستاني لبنغلاديش منذ عام 2012.

وينتظر وصول نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار -الذي هاتف نظيره البنغلاديشي الأسبوع الماضي- إلى داكا أواخر الشهر الجاري حسب مسؤولين بنغلاديشيين، ويتوقع أن تشهد زيارته توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز العلاقات بين البلدين.

وحسب مصادر إعلامية محلية فقد كانت المحادثات -بهذا المستوى الذي سيجرى خلال هذا الأسبوع- قد عقدت عام 2010، وتناولت الصفحات الأليمة في علاقات البلدين خلال حرب عام 1971، التي مهدت لاستقلال بنغلاديش عن باكستان، وما يتعلق باعتذار باكستاني عما حدث فيها.

إعلان

إضافة للتعويض عن أضرار الحرب، وملفات مالية، وأخرى تتعلق بتسوية أحوال مواطنين من البلدين، ولا يعرف هل ستبحث هذه المسائل الشائكة من جديد أم تؤجل لمحادثات لاحقة لحساسيتها؟.

تراجع تجاري

من جانبه قال السفير البنغلاديشي لدى باكستان محمد إقبال حسين خان، الذي سيشارك في المباحثات "إن إسلام آباد مهتمة بتعزيز العلاقات التجارية مع داكا".

وأشار في تصريحات محلية، إلى رغبة باكستانية في تصدير السلع بأسعار تنافسية بما فيها القطن والسكر والأرز والقمح، وهي منتجات استهلاكية أساسية، وبضائع أخرى من إيران وأفغانستان تنقل عبر باكستان، بأسعار نقل تنافسيه، حسب قوله.

وتظهر إحصاءات المصرف المركزي البنغلاديشي، أنه وخلال السنة المالية 2023-2024 صدَّرت بنغلاديش إلى باكستان سلعا قيمتها 61.98 مليون دولار فقط، وهو رقم يشير إلى انخفاض بنسبة 31.78% عن السنة المالية التي قبلها. مقابل تصدير باكستان إلى بنغلاديش ما قيمته 627.8 مليون دولار، مع تراجع طفيف عن السنة التي قبلها، حيث شهدت تصدير باكستان إلى بنغلاديش ما قيمته 698.7 مليون دولار.

ورغم عدم وجود قيود رسمية على التجارة بين البلدين، لكن الموقف السياسي أولا، ثم عوائق جغرافية ولوجستية تتعلق بالنقل بينهما، وعوائق تعريفية وغير تعريفية ربما تكون كلها قد أثرت في الجانب التجاري للعلاقات، وفق رجال أعمال ومحللين.

وتلك الأرقام بعيدة عن حجم التبادل التجاري لبنغلاديش مع الصين والهند مثلا، فقد استوردت بنغلاديش من الصين خلال السنة المالية لعام 2024 ما قيمته 16.63 مليار دولار ( أي 26.4% من مجموع استيراد بنغلاديش)، وما قيمته نحو 9 مليارات دولار من الهند (14.3% من واردات بنغلاديش).

وهذا يعني أن الواردات من باكستان إلى بنغلاديش تشكل نحو 1% فقط، وهي الدولة الـ 20 بالنسبة لبنغلاديش من حيث الواردات، ومعظم قيمة المستورد المقدر بـ476.3 مليون دولار هو من القطن الباكستاني.

إعلان

تنويع المصادر

ويرى محللون اقتصاديون في داكا، أن بلادهم بحاجة إلى تنويع مصادر وارداتها من السلع الأساسية من دول تقدم لها أسعارا تنافسية، ويمكن الاعتماد عليها في مجال الطاقة والغذاء والمواد الخام للصناعات.

وحسب تقديرات مجلس الأعمال الباكستاني، فإن لباكستان إمكانات ترفع بها حجم صادراتها إلى بنغلاديش إلى 2.95 مليار دولار أميركي من القطن والغزل والأقمشة والمنسوجات والمنتجات الزراعية والكيميائية ومواد البناء والبلاستيكيات، وهو ما دفع غرفتي التجارة من البلدين إلى توقيع مذكرة تفاهم في 13 من يناير/كانون ثاني الماضي لتأسيس مجلس أعمال باكستاني بنغلاديشي مشترك.

ويعتبر مسؤولون سابقون في اتحاد الغرف التجارية والصناعية البنغلاديشية، أنه كان ممكنا التقدم في العلاقات التجارية بين البلدين قبل نحو عقدين لكنه تعثر، فاتفاقية تحرير التجارة بين البلدين اقترحت عام 2002، لكنها لم تنجز لخلافات في شروط الوصول إلى أسواق كل منهما.

وانعكس ذلك على حجم التبادل التجاري الذي انخفض بعدها، إذ تراجعت صادرات باكستان إلى بنغلاديش من 947.23 مليون دولار عام 2011 إلى 583.44 مليون دولار عام 2020، كما تراجعت صادرات بنغلاديش إلى باكستان من 82.73 مليون دولار إلى 61.94 مليون دولار بنفس الفترة الزمنية.

تسهيل الاتصال والتواصل

وعن التواصل بين البلدين أشار السفير البنغلاديشي إلى شركتي طيران باكستانيتين (فلاي جناح وإير سيال) تعملان على تدشين خطوط نقل جوي مباشر بين البلدين، من منطقة سيالكوت الباكستانية.

وتقدمتا إلى سلطات النقل المدني في بنغلاديش لترتيب رحلات إلى مطار شاه جلال الدولي في داكا، ويتوقع تحقق ذلك في شهرين، ما سينعكس على التواصل بين الشعبين، إضافة إلى السياحة والتجارة بين البلدين.

يشار إلى أن رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف التقى نظيره البنغلاديشي محمد يونس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، ومرة أخرى في قمة مجموعة الثماني للدول النامية المسلمة في القاهرة في 19 ديسمبر/كانون أول الماضي.

إعلان

وشهدت الشهور الماضية خطوات باتجاه تحسين العلاقات بين البلدين، حيث سهَّلت بنغلاديش -حسب مصادر صحفية- إجراءات التأشيرة للمواطنين الباكستانيين، وكذا بالنسبة لتأشيرات البنغلاديشيين الراغبين في زيارة باكستان.

كما استؤنف النقل البحري المباشر بين موانئهما، وظهرت مؤشرات على وجود توجه بين رجال الأعمال من البلدين في تعزيز العلاقات التجارية بينهم.

من جانبه، قال شفيق العلم السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء البنغلاديشي، إن حكومة محمد يونس لديها منطلق رئيسي في السياسة الخارجية بتعزيز العلاقات مع جميع دول المنطقة، بما فيها الأعضاء في رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي "سارك"، وأن باكستان جزء من منطقة جنوب آسيا إضافة إلى الهند ونيبال وبهوتان وغيرها، وكل ذلك يوجه دبلوماسية بنغلاديش لما فيه مصلحتها.

مقالات مشابهة

  • فريحات .. هناك من يريد تصفية حساباته مع الحركة الإسلامية
  • بعد انقطاع طويل.. هذا ما ستبحثه الجارتان بنغلاديش وباكستان في داكا
  • ناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.. محافظ الطائف يستقبل قنصل بنغلاديش في جدة
  • نيجيرفان: السوداني مطيع جيد لمطالب حكومة الإقليم
  • أحمد الصايغ يحضر حفل سفارة بنغلاديش بيومها الوطني
  • بتوجيه من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة … الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز يترأس اجتماع اللجنة الدائمة للحج والعمرة
  • الحوثيون يقرّون بمصرع قيادي بارز في صعدة عقب غارة أميركية
  • تعيين د. شوقي علام المفتي السابق عميدًا للمعهد العالي للدراسات الإسلامية
  • نائبة التنسيقية: متأخرات وديون الحكومة وصلت لـ ٦٥٩.٢ مليار جنيه بزيادة ١٥.٦٪؜ عن العام السابق
  • بنغلاديش تمنع مواطنيها من السفر الى كيان المحتل