سودانايل:
2024-11-19@05:18:52 GMT

بالإجماع !

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

مناظير الخميس 12 سبتمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com

* وجه مجلس الأمن ضربة ساحقة أمس لحكومة الكيزان التي كانت تأمل في عدم تمديد القرار رقم 1591 لعام 2005 بحظر توريد الاسلحة الى دارفور لتزيد من اعمالها الوحشية بقصف وقتل وتشريد المدنيين الذين ذاقوا الويل من قصفها الجوي المتلاحق لهم ، ولكن خاب أملها بصدور القرار رقم 2750 لعام ( 2024) بتأكيد القرار 1591 وتمديد الحظر لعام آخر (ضمن حزمة عقوبات أخرى)!

* ليس ذلك فقط بل جاء صدور القرار بإجماع أعضاء المجلس بما فيهم روسيا والصين اللتان كانت حكومة الكيزان تأمل في معارضتهما للتمديد ولكنهما شاركا في توجيه الضربة الساحقة، وصوتا لصالح القرار مما اربك ممثل حكومة الكيزان في المجلس فأثنى في بداية كلمته المرتبكة على الاجماع الذي وجده القرار وشكر حكومة الولايات المتحدة التي قادت عملية التفاوض مع أعضاء المجلس للتوافق على القرار، ثم أخذ بعد ذلك في انتقاد القرار الذي "يحد من قدرة الحكومة" ـ حسب ـ زعمه ــ "على حماية المدنيين في دارفور من هجوم المليشيا"، ولا أدري كيف يثني ممثل الحكومة (اى حكومة) على قرار يحد من قدرة حكومته على الدفاع عن المدنيين بحرمانها من السلاح إلا إذا لم يكن ــ أو من أملى عليه الخطاب ــ في وعيه، أو خاف من إدانة القرار تملقا لروسيا والصين!

* لم يكتفِ الممثل الاجوف بتلك الجلطة فقط، بل وضح جليا أنه لا يفهم شيئا في قواعد وتقاليد الأمم المتحدة ومجلس الأمن في إتخاذ وتجديد القرارات، فالجلسة كما كان معلنا، كانت للنظر في تجديد القرار أو إلغائه، وليس صدور قرار جديد بمحتويات جديدة، إلا أن الممثل الكوميدي المدعو (الحارث إدريس) أبى إلا أن يظهر عجزه وعدم فهمه لاعمال المجلس، فندد في كلمته بعدم إدانة القرار لقوات المليشيا ووحشيتها أو إدانة دولة الأمارات التي تمولها بالسلاح، الأمر الذي يعني صدور قرار جديد لا شأن له بالقرار السابق !

* كما حشد الكلمة بأشياء لا علاقة لها بموضوع القرار معتقدا أنه في مسرح كوميدي أو (قعدة ونسة)، متحدثا عن الهجوم الارهابي الذي وقع على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر، 2001 والذي تصادف تاريخه مع تاريخ انعقاد الجلسة، وهو الأمر الذي لم يذكره في كلمته حتى ممثل الولايات المتحدة نفسها الذي اقتصرت كلمته على دقيتين فقط تحدث فيها عن الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها المدنيون في اقليم دارفور من طرفى الحرب مما استدعى تمديد الحظر، وشاركه في ذلك ممثل المملكة المتحدة الذي أشار في كلمة موجزة جدا الى تقرير لجنة تقصي انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب التابعة لمجلس حقوق الانسان بالامم المتحدة، والذي صدر قبل بضعة ايام ووجه اتهامات صريحة الى طرفي الحرب بارتكاب جرائم وانتهاكات ضد المدنيين ترقى الى جرائم حرب، واوصى بحظر السلاح في كل انحاء السودان ونشر قوات دولية محايدة في السودان لحماية المدنيين، وهى اشارة القصد منها التلميح لما يدور في ذهن المجتمع الدولي حول هذا التقرير، خاصة مع الإستجابة الدولية الواسعة التي وجدها!

* غير أن الممثل الكوميدي المهرج المتملق اغرق المجلس والمتابعين للجلسة في كلمة طويلة متناقضة لا علاقة لها بموضوع الجلسة متملقا روسيا والصين مرة بالثناء على القرار، والولايات المتحدة مرة أخرى بانتقاد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الارهابية)، ومنتقدا القرار عدة مرات لانه لم يتضمن أية أدانة لدولة الامارات العربية التي تمول قوات الدعم السريع بالسلاح والمال في مقابل الذهب الذي تُهرِّبه لها المليشيا، ومسترشدا بقراءة مقالات من عدد من الصحف والمجلات، من ضمنها صحيفة الارزقية المسماة بـ(الكرامة) وتهريج من مثل هذا النوع لا علاقة له بالموضوع، الأمر الذي يستوجب على الكيزان (واقول هذا الكلام ليس حرصا عليهم وانما حماية للشعب السوداني من الفضائح المتواصلة) إما إستبدال هذا الكوميديان الجاهل بكوميديان آخر أقل جهلا، أو إيفاده في بعثة الى احد المعاهد بنيويورك ليتعلم ابجديات العمل في الامم المتحدة ومجلس الأمن والحصول على نثريات ضخمة من التي تخصصها حكومة الكيزان من مال الشعب المنهوب لمهرجيها في مثل هذه البعثات، بينما يعاني الشعب من التشرد والجوع والمرض، ولا يجد غير اوراق الشجر والحشرات يقتات بها إذا نجا من القتل!

* لعلم السيد الكوميدي المهرج إذا كان ناسيا أو متناسيا أو متغافلا، أن المُورِّد الرئيسي للذهب حتى هذه اللحظة الى دولة الأمارات، سواء تهريبا أو تصديرا، هى حكومة الكيزان (باعتراف وزير تجارة بورتسودان نفسه الفاتح عبدالله يوسف في مؤتمر صحفي في شهر مايو الماضي، مسبباً ذلك بأن التجار يفضلون التعامل مع الأمارات لسهولة التمويل، وعندما سُئل عن استمرار صادر الذهب الى الامارات المتهمة بتمويل قوات الدعم السريع، أجاب بأن الحكومة لا تفرض قيودا على مكان بيع الذهب، ولم يذكر بالطبع أن هؤلاء التجار هم تجار وسماسرة الكيزان وشركاؤهم في الفساد من عسكريين وغيرهم) .

. هل لك أن تتخيل ماذا يحدث أيها الكوميدي الذي تملا الدنيا تهريجا وصراخا عن دولة الامارات العربية، وتذرف الدموع لعدم ادانتها في المحافل الدولية، بينما حكومتك وكيزانك اللصوص هم الذين يصدرون لها الذهب .. وبماذا تجيب لو سألك أحد الذين تشنِّف آذانهم بالصراخ اليومي عن هذا الموضوع، أم أن مصالح الكيزان الذين لا يقدرون على الفطام من الرضاعة الفاسدة التي تعودوا عليها، لا علاقة لها بتمويل الدعم السريع بالسلاح وقتل الشعب، فيتركونك تنبح كالكلب المسعور في مجلس الامن بدون ان يصغي احد لنبيحك ؟!

* مبروك تمديد حظر السلاح في دارفور، وعقبال كل السودان وتوقف الحرب وانتهاء معاناة الشعب السوداني، إن شاء الله !  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: لا علاقة

إقرأ أيضاً:

هل تؤثر أمريكا في قرارات تشكيل حكومة الاقليم؟.. 5 أشهر حاسمة- عاجل

بغداد اليوم - أربيل

علق الباحث في الشأن السياسي علي إبراهيم، اليوم الأحد (17 تشرين الثاني 2024)، حول احتمالية التدخل الأمريكي في قضية تشكيل حكومة إقليم كردستان، في حال استمرت العقدة الحالية.

وقال إبراهيم في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "التدخل الأمريكي موجود في تشكيل كل الحكومات العراقية والكردستانية منذ عام 2003، وبالتالي يمكن اعتبار تدخل امريكا في المشهد على أنه مسألة طبيعية لا بل طرف من أطراف المعادلة العراقية والكردستانية".

وأضاف، أنه "من غير المألوف في هذه المرة تحديدا تدخل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في تشكيل حكومة الاقليم عن طريق النصح، لذا أتصور ان تشكيل الحكومة سيتكلل ما بين 3 إلى 5 أشهر لتزايد الضغط من أطراف مختلفة".

والتقى رئيس الوزراء قيادات الصف الاول في الحزبين الكرديين الرئيسيين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين. وتركزت مباحثات السوداني على حل الملفات العالقة بين بغداد والإقليم بمقدمتها الاسراع في تشكيل حكومة الإقليم الجديدة والرواتب واستئناف صادرات نفط كردستان فضلا عن التطورات الاقليمية وتوحيد الموقف العراقي بشأنها.

ويرى تقرير أوروبي، أن الانتخابات التي جرت في إقليم كردستان مؤخرا، تحمل آثارا مهمة على مستقبل الاقليم والسياسة الامريكية الاوسع في المنطقة.

وقدم تقرير لموقع "نشرة أوراسيا" الأوروبي، في (4 تشرين الثاني 2024)، مجموعة توصيات للولايات المتحدة للتعامل مع التحديات السياسة الامريكية في الاقليم والمنطقة عموما، موضحاً أن واشنطن التي تمتعت بعلاقة قوية مع الكرد، يجب ان تلعب دورا عمليا في تسهيل الحوار بين الاحزاب الكردية من اجل ضمان تشكيل حكومة فعالة.

وذكر التقرير الذي تابعته "بغداد اليوم"، أن "قدرة الاقليم على تشكيل حكومة مستقرة، تمثل اهمية شديدة ليس فقط لحكمها، وانما ايضا للمصالح الاستراتيجية الاميركية الاوسع في العراق وفي منطقة الشرق الأوسط".

ورغم أن التقرير رأى أن بعض صناع القرار في واشنطن قد يميلون الى النظر للسياسة الداخلية لاقليم كردستان، باعتبار انها تشكل مصدر قلق ثانويا، خصوصا في ظل الازمة بين اسرائيل وايران والتي تعتبر اكثر الحاحا، الا انه قال انه يتحتم على الولايات المتحدة ان تدرك القيمة الاستراتيجية لمساعدة الكرد، وان تتفهم هذه اللحظة في إقليم كردستان في سياق تاريخي أوسع للعلاقات الامريكية -الكردية والمكاسب المتبادلة التي جرى تحقيقها والتي من الممكن ان تستمر في الازدهار من خلال هذه الشراكة".

ولفت التقرير الأوروبي، إلى أنه منذ نهاية حرب الخليج الاولى، كانت واشنطن بمثابة الضامن لامن الكرد في العراق، في حين لعب الكرد دورا حاسما في الاطاحة بصدام حسين، وفي العملية السياسية بعد العام 2003، وساهموا في تطوير النظام السياسي والامني في العراق، الا انه كان هناك قلق متزايد في كردستان من ان الولايات المتحدة لم تعد ملتزمة بالعلاقة مع الاقليم مثلما كانت من قبل منذ استفتاء الاستقلال في العام 2017 وبعد تعرض الاقليم لهجمات من قبل ايران، في حين زادت مساحة التدخل من جانب ايران وتركيا.

ورأى التقرير انه من خلال المساعدة في عملية تشكيل حكومة الاقليم، فان الولايات المتحدة بذلك ستعبر عن تجديد التزامها بالشراكة مع الكرد وتقوية استقرار الاقليم دون اي تكلفة من حيث الموارد او الارواح الامريكية.

مقالات مشابهة

  • المولوي: الغارات التي تطالُ بيروت إجرامية ولبنان لا يقبل بانتهاك سيادته
  • الاحتلال والأمم المتحدة.. ما الذي تخسره دولة تطرد من المنظمة الدولية؟
  • 2.4 مليون ريال المبالغ التي استرجعتها هيئة حماية المستهلك بنهاية أكتوبر 2024
  • هل تؤثر أمريكا في قرارات تشكيل حكومة الاقليم؟.. 5 أشهر حاسمة
  • هل تؤثر أمريكا في قرارات تشكيل حكومة الاقليم؟.. 5 أشهر حاسمة- عاجل
  • لوتان: حكومة نتنياهو تتحدى الأمم المتحدة بدعم أميركي
  • الشباب يقودون حكومة ترامب
  • السعدي: حكومة أخنوش تحملت كلفة الإصلاح الذي تهربت منه الحكومات السابقة
  • نص مشروع القرار حول حماية المدنيين في السودان الذي وزعته بريطانيا على أعضاء مجلس الأمن للتصويت عليه غداً الاثنين
  • صفحة سوداء أخرى وليست أخيرة من تاريخ تنظيم الأخوان المسلمين بالسودان (الكيزان)