مناظير الخميس 12 سبتمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* وجه مجلس الأمن ضربة ساحقة أمس لحكومة الكيزان التي كانت تأمل في عدم تمديد القرار رقم 1591 لعام 2005 بحظر توريد الاسلحة الى دارفور لتزيد من اعمالها الوحشية بقصف وقتل وتشريد المدنيين الذين ذاقوا الويل من قصفها الجوي المتلاحق لهم ، ولكن خاب أملها بصدور القرار رقم 2750 لعام ( 2024) بتأكيد القرار 1591 وتمديد الحظر لعام آخر (ضمن حزمة عقوبات أخرى)!
* ليس ذلك فقط بل جاء صدور القرار بإجماع أعضاء المجلس بما فيهم روسيا والصين اللتان كانت حكومة الكيزان تأمل في معارضتهما للتمديد ولكنهما شاركا في توجيه الضربة الساحقة، وصوتا لصالح القرار مما اربك ممثل حكومة الكيزان في المجلس فأثنى في بداية كلمته المرتبكة على الاجماع الذي وجده القرار وشكر حكومة الولايات المتحدة التي قادت عملية التفاوض مع أعضاء المجلس للتوافق على القرار، ثم أخذ بعد ذلك في انتقاد القرار الذي "يحد من قدرة الحكومة" ـ حسب ـ زعمه ــ "على حماية المدنيين في دارفور من هجوم المليشيا"، ولا أدري كيف يثني ممثل الحكومة (اى حكومة) على قرار يحد من قدرة حكومته على الدفاع عن المدنيين بحرمانها من السلاح إلا إذا لم يكن ــ أو من أملى عليه الخطاب ــ في وعيه، أو خاف من إدانة القرار تملقا لروسيا والصين!
* لم يكتفِ الممثل الاجوف بتلك الجلطة فقط، بل وضح جليا أنه لا يفهم شيئا في قواعد وتقاليد الأمم المتحدة ومجلس الأمن في إتخاذ وتجديد القرارات، فالجلسة كما كان معلنا، كانت للنظر في تجديد القرار أو إلغائه، وليس صدور قرار جديد بمحتويات جديدة، إلا أن الممثل الكوميدي المدعو (الحارث إدريس) أبى إلا أن يظهر عجزه وعدم فهمه لاعمال المجلس، فندد في كلمته بعدم إدانة القرار لقوات المليشيا ووحشيتها أو إدانة دولة الأمارات التي تمولها بالسلاح، الأمر الذي يعني صدور قرار جديد لا شأن له بالقرار السابق !
* كما حشد الكلمة بأشياء لا علاقة لها بموضوع القرار معتقدا أنه في مسرح كوميدي أو (قعدة ونسة)، متحدثا عن الهجوم الارهابي الذي وقع على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر، 2001 والذي تصادف تاريخه مع تاريخ انعقاد الجلسة، وهو الأمر الذي لم يذكره في كلمته حتى ممثل الولايات المتحدة نفسها الذي اقتصرت كلمته على دقيتين فقط تحدث فيها عن الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها المدنيون في اقليم دارفور من طرفى الحرب مما استدعى تمديد الحظر، وشاركه في ذلك ممثل المملكة المتحدة الذي أشار في كلمة موجزة جدا الى تقرير لجنة تقصي انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب التابعة لمجلس حقوق الانسان بالامم المتحدة، والذي صدر قبل بضعة ايام ووجه اتهامات صريحة الى طرفي الحرب بارتكاب جرائم وانتهاكات ضد المدنيين ترقى الى جرائم حرب، واوصى بحظر السلاح في كل انحاء السودان ونشر قوات دولية محايدة في السودان لحماية المدنيين، وهى اشارة القصد منها التلميح لما يدور في ذهن المجتمع الدولي حول هذا التقرير، خاصة مع الإستجابة الدولية الواسعة التي وجدها!
* غير أن الممثل الكوميدي المهرج المتملق اغرق المجلس والمتابعين للجلسة في كلمة طويلة متناقضة لا علاقة لها بموضوع الجلسة متملقا روسيا والصين مرة بالثناء على القرار، والولايات المتحدة مرة أخرى بانتقاد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الارهابية)، ومنتقدا القرار عدة مرات لانه لم يتضمن أية أدانة لدولة الامارات العربية التي تمول قوات الدعم السريع بالسلاح والمال في مقابل الذهب الذي تُهرِّبه لها المليشيا، ومسترشدا بقراءة مقالات من عدد من الصحف والمجلات، من ضمنها صحيفة الارزقية المسماة بـ(الكرامة) وتهريج من مثل هذا النوع لا علاقة له بالموضوع، الأمر الذي يستوجب على الكيزان (واقول هذا الكلام ليس حرصا عليهم وانما حماية للشعب السوداني من الفضائح المتواصلة) إما إستبدال هذا الكوميديان الجاهل بكوميديان آخر أقل جهلا، أو إيفاده في بعثة الى احد المعاهد بنيويورك ليتعلم ابجديات العمل في الامم المتحدة ومجلس الأمن والحصول على نثريات ضخمة من التي تخصصها حكومة الكيزان من مال الشعب المنهوب لمهرجيها في مثل هذه البعثات، بينما يعاني الشعب من التشرد والجوع والمرض، ولا يجد غير اوراق الشجر والحشرات يقتات بها إذا نجا من القتل!
* لعلم السيد الكوميدي المهرج إذا كان ناسيا أو متناسيا أو متغافلا، أن المُورِّد الرئيسي للذهب حتى هذه اللحظة الى دولة الأمارات، سواء تهريبا أو تصديرا، هى حكومة الكيزان (باعتراف وزير تجارة بورتسودان نفسه الفاتح عبدالله يوسف في مؤتمر صحفي في شهر مايو الماضي، مسبباً ذلك بأن التجار يفضلون التعامل مع الأمارات لسهولة التمويل، وعندما سُئل عن استمرار صادر الذهب الى الامارات المتهمة بتمويل قوات الدعم السريع، أجاب بأن الحكومة لا تفرض قيودا على مكان بيع الذهب، ولم يذكر بالطبع أن هؤلاء التجار هم تجار وسماسرة الكيزان وشركاؤهم في الفساد من عسكريين وغيرهم) .
* مبروك تمديد حظر السلاح في دارفور، وعقبال كل السودان وتوقف الحرب وانتهاء معاناة الشعب السوداني، إن شاء الله !
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: لا علاقة
إقرأ أيضاً:
صالح وبرنت يؤكدان دعم العملية السياسية وتشكيل حكومة موحدة تمهيدًا للانتخابات
ليبيا – صالح يبحث مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية تطورات الأوضاع السياسية والاقتصاديةالقبة – التقى رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، الثلاثاء، القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى ليبيا، جيريمي برنت، والوفد المرافق له، وذلك في مكتبه بمدينة القبة.
مناقشة الملفات السياسية والاقتصاديةبحث الجانبان خلال اللقاء عددًا من الملفات المهمة، أبرزها تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا، وسبل الدفع نحو تحقيق الاستقرار في البلاد.
دعم العملية السياسية وتشكيل حكومة موحدةوأكد اللقاء على أهمية دعم مساعي بعثة الأمم المتحدة للدفع بالعملية السياسية قدمًا، مع التركيز على ضرورة تشكيل حكومة موحدة بمدد زمنية محددة، تكون مهمتها الرئيسية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي في الاستقرار والديمقراطية.
تعزيز التعاون المشتركوشدد الطرفان على أهمية استمرار التعاون بين مجلس النواب والولايات المتحدة في دعم الحلول السياسية والاقتصادية التي تساهم في إنهاء حالة الجمود وتوحيد مؤسسات الدولة.