12 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة:  تشهد الساحة السياسية العراقية توترات ملحوظة داخل قوى “الإطار التنسيقي”، الذي يتألف من مجموعة من الأحزاب السياسية الشيعية البارزة، الامر الذي يعكس أزمة ثقة داخلية بين مكونات الإطار بسبب الأزمات المتعددة التي يواجهها العراق، بما في ذلك الفشل في معالجة بعض الملفات الحيوية مثل الاقتصاد والأمن.

أحد أبرز مظاهر هذه الأزمة هو الانتقادات المتزايدة الموجهة ضد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وحكومته.  ما دفع بعض الأطراف داخل الإطار التنسيقي إلى النظر في خيارات متعددة، من بينها إجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

في الاجتماع الأخير للتحالف الحاكم، تم مناقشة فكرة الانتخابات المبكرة بشكل جدي، إلا أن الأمر لم يصل إلى قرار نهائي، وفق مصادر.

وقال القيادي البارز في “الإطار التنسيقي”، حسن فدعم،  أن هذه المسألة تمت مناقشتها لكن دون اتفاق رسمي. ويبدو أن هناك خلافات حول شكل القانون الانتخابي الذي يجب اعتماده، وكيفية تنظيم الانتخابات في حال تم الاتفاق على إجرائها.

ما يزيد من تعقيد الوضع هو تراجع التأييد لترشيح السوداني لولاية ثانية، فبعض قوى الإطار ترفض هذا الخيار، وهو ما يشير إلى وجود انقسامات داخلية حول قيادة المرحلة المقبلة.

وهذه الانقسامات تعكس الرغبة في إعادة ترتيب الأوراق السياسية داخل “الإطار التنسيقي” وتحسين صورته أمام الشعب العراقي الذي يعاني من تدهور الأوضاع.

إلى جانب ذلك، فإن قضية التنصت داخل مكتب رئيس الوزراء كانت إحدى الأزمات التي أثارت الجدل مؤخرًا، وأدت إلى مزيد من التوترات داخل الإطار. بعض الأطراف استغلت هذه القضية لإضعاف حكومة السوداني، مما دفع قادة الإطار إلى التشديد على ضرورة دعم الحكومة لعبور هذه المرحلة الصعبة.

والأزمة الداخلية تعكس تحديات أكبر تواجه التحالفات السياسية في العراق. “الإطار التنسيقي” الذي كان يسعى إلى إظهار تماسكه، بات يعاني من تصدعات داخلية بسبب الخلافات حول إدارة الحكومة والملفات الحساسة. رغم الجهود المبذولة لتوحيد الصفوف ودعم حكومة السوداني، إلا أن استمرار هذه الخلافات قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات ويضعف موقف الإطار على الساحة السياسية.

في حال استمر الوضع على ما هو عليه دون حلول واضحة، فإن إجراء انتخابات مبكرة قد يكون الخيار الوحيد لتفادي المزيد من الأزمات.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الإطار التنسیقی

إقرأ أيضاً:

شفى الانحطاط .. حتمية الانهيار قائمة .. !

بقلم : حسين الذكر ..

( قتل امرءٍ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب كامل مسالة فيها نظر)
(الشاعر السوري العربي المسيحي اديب إسحاق)
كلما تفكر الانسان الواعي فيما يجري من اهوال واحوال في بلداننا المستضعفة وشعوبنا المستغلة.. سيما وان اغلبه يعد وجه من اجندات خارجية ضاربة بالاعماق تدعو الى ضرورة إعادة قراءة التاريخ وتمحيص ما يسمى بالسنن والأفكار حد النفض مما جرى عليها من انحراف وتشويه ودس راسخ توظيفيه لمصالح ابدية .

فان سيادة ثقافة التفاهة وتعزيزها .. ودعم كل سبل الانحطاط بصورة ممنهجة في البلدان المستهدفة يدعو للاستغراب ويتطلب من شعوبها قراءة المشهد من خلال منظار التدبر : ( تقوى الله وتدبير أمور الدنيا ) وذاك ما ذهب اليه الامام علي بن ابي طالب في اصدق ما قال وقيل في أمور الدين والدنيا . اذ ان كثير العناوين والرمزيات المصنوعة تهيمن على الواقع فيما الجموع وهم اكثر التصاق بالاوطان والأديان نراهم يمثلون الطبقات المسحوقة والمستغلة على طول الزمكان .
ان الزخ الذي يخيم على سماء شعوبنا من مخلفات سقوط الحضارة والتصاقها حد العمى بالماديات المشوهة دون ادنى حياء من فلسفة الخلق وغائية الخالق .. يعد السكوت عليه والقبول به يمثل عارا وذلا لا يليق بمن يحملون المباديء ويعتنقون الحرية ويمتلكون ادنى إحساس بشري .
اذ كلما تحولت الشعوب الى ( أناس هم وانعامهم سواء لا يفرقون بين القداسة والدناسة ) اصبحوا أداة طيعة بيد الاجندات لا تنفعهم عناوينهم وعقائدهم وشعاراتهم وشهاداتهم .. ما لا يدركون الحال وإعادة قراءة الواقع بمنظار العدالة الإنسانية والصالح العام .. الذي يكون فيه الانسان اكرم مخلوق على وجه الأرض اذ لم تقدس المقدسات الا لاجله .. لان الله جل وعلا غني عن العباد ولم يبعث انبيائه ورسله واولياه الا لتجسيد مقولة التكريم .
جاء في محكم الكتاب الكريم : (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) اذ ان اخطر ما يصيب الأمم هو عملية التجهيل والتعمية الاستراتيجية . يقول الامام زين العابدين صاحب رسالة الحقوق العالمية : في تصوير القيادات المجتمعية وما ينبغي ان تكون عليه من وقف خطر اسقاط القيم وتسفيه المجتمع : ( ان الله أوحى الى دانيال : ان أَمقت عبدي اليَّ الجاهل المستخف باهل العلم .. وان احب عبدي اليَّ التقي الطالب للثواب اللازم للعلماء التابع للحكماء ) . فاذا كان الغالبية من المؤمنين تجز شعورهم وتؤكل لحومهم وتكسر عظامهم .. فكيف يكون حالهم بين اسد وذئب وكلب وخنزير … في شريعة غاب يحكمها الفرج والبطن وتكال بها المقايسس وفقا للشهوات والرغبات وحب الذات .
جاء في كتاب ( سلطة الفقهاء وفقه السلاطين ) لمؤلفه مختار الاسدي ان المفكر الفرنسي روجيه غارودي يقول في كتاب تفسخ الحضارة : ( بعد ان أصبح رواد التفاهة والانحطاط هم نجوم الاعلام ومن يحصل على الأموال .. انطلقت أصوات عالمية تؤكد ان العالم ينحدر نحو الجنون ) ..

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • الأردن تعلن إحباط مخططات لـ”إثارة الفوضى”.. تصنيع صواريخ ومسيرات
  • الإطار الإيراني: مكونات الإطار ستحافظ على تحالفاتها الانتخابية حسب توجيه الإمام خامنئي
  • ترامب يُشعل الأجواء: قرار سريع بشأن إيران وتهديدات عسكرية تلوح في الأفق
  • «ترامب» يصعّد.. رسوم جديدة تلوح في الأفق على رقائق التكنولوجيا الصينية
  • مناورة حربية هي الأكبر والأخطر في البحار والمحيطات
  • مصدر مطلع: السوداني سيزور السليمانية الأربعاء المقبل لبحث ملفات”سياسية واقتصادية”
  • السوداني يؤكد لوفد من الكونغرس: نرحب بمساعي التهدئة
  • السوداني يترأس اجتماع المجلس التنسيقي الصناعي
  • شفى الانحطاط .. حتمية الانهيار قائمة .. !
  • هل تُقصي الدولة ملايين العراقيين من العملية الانتخابية؟