التكية … الخيار المفروض على الشعب السوداني لإستمرار الحرب
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
في الحرب العالمية الثانية كان السيد تشرشل رافض لفكرة الحرب في البداية وذلك بسبب وضع الجزيرة التي يحكمها ...
هو يعلم أن بإمكان الالمان حصار بريطانيا وحرمانها من المؤن والسلاح
الرئيس الأمريكي روزوفلت كان متردد في الحرب
هتلر وقع إتفاق مع ستالين بموجبه تقاسم بولندا مع روسيا
حتى ذلك الوقت ظل شرشل على الحياد حتى تم غزو فرنسا
لكن وين كانت المعضلة ؟؟
المعضلة كانت عندما قامت الغواصات الألمانية بإغراق كل شحنات الغذاء والسلاح المتجة إلى بريطانيا .
علم تشرشل أن الحرب واقعة لا محالة فبدأ في الترتيب بها ...
تجهيز الملاجئ لحماية المواطنين من القصف الجوي
طلب من المواطنين زراعة البطاطس في بيوتهم وفي الحدائق العامة
وزع حصة الجيش من المواد الغذائية على المواطنين واحتفظ لها فقط بحصة ثلاثة أشهر ..
سأله الصحفيين لماذا ثلاثة شهر فقط ؟؟
فرد وقال : العدو لن ينتظر أكثر من ذلك ، ونحن لن نبقى على الحياة أكثر من ذلك ولكن سنموت ممسكين ببنادقنا وغارقين في برك دمائنا ...
ولذلك أقول أن الدول تتجه نحو النصر عندما تثق الشعوب في قادتها وتساندهم
أنا علمت أن البرهان قد إنهزم في هذه الحرب عندما رأيت مواطن سوداني يزغرد في معبر أرقين لأن مصر منحته تاشيرة الدخول .
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
لا أحد يستطيع أن ينفي جهل حميدتي وعموم الجنجويد بالجيش وبالشعب السوداني
حرب الجنجويد كلها قامت على تصور خاطئ وساذج لرجل جاهل عن الجيش وعن الدولة وعن المجتمع السوداني. حميدتي كشخص بسيط اعتقد بأن الجيش ضعيف ولا وجود له، وهو لا يستطيع أن يفهم الدولة حتى مع الشرح، ويجهل المجتمغ أكثر من جهله بالدولة وبالجيش.
مستشاروه وأصدقاءه القحاتة ليسوا بأفضل منه؛ والدليل أنهم صدقوا تصوراته الساذجة وسايروه في مغامرته المجنونة لمحاربة الدولة وإخضاع الشعب. ودليل آخر على جهل وسذاجة القحاتة هو محاولتهم لركوب الثورة وإقامة حكم إستبدادي يعيدون فيه صياغة الدولة والمجتمع بواسطة بندقية العساكر (الجيش والدعم السريع في البداية، ثم لاحقا الدعم السريع لوحده) ووجه الغباء هنا هو محاولة تأسيس استبداد دون امتلاك مقومات الاستبداد، لا سند شعبي ولا قوة عسكرية، ولا حتى تكوين تنظيمي فقد كانوا مجرد شلليات بدون حتى مؤسسات وهياكل حقيقية. أرادوا أن يحكموا بلا أي مؤهلات أو مقومات لا يعرفون عدوهم ولا يعرفون حتى أنفسهم لا يفهمون الشعب الذي أرادوا أن يحكموه.
صحيح حتى لا نظلم ذكاء حميدتي فقد توفرت لديه القوة والإمكانيات التي حملته للاعتقاد بالتفوق على الجيش وهزيمته؛ إمكانيات هائلة من عتاد وتسليح وجنود ودعم سياسي داخلي وإقليمي ودولي. إذ يحتاج الأمر لقدرات أكبر من قدرات حميدتي والذين معه وأكبر من قدرات داعميه لإدراك هذه الحقيقة؛ وهي في الواقع ربما حقيقة لا يمكن إدراكها أساسا وإنما يمكن فقط الإيمان بها؛ أي حقيقة ذاتية يمكن الشعور بها داخليا أكثر من إدراكها؛ فالجيش والشعب من خلفه، كلنا لم نشك لحظة، حتى في أوج قوة هجوم المليشيا، في الانتصار وهزيمة المؤامرة ومن يقف خلفها، ولكن حميدتي ولا الذين معه لا يستطيعون أن يدركوا هذا الشعور فهم ليسوا جزءا من الجيش وهم كذلك منفصلون وجدانيا عن الشعب السوداني. فعلى الورق كانت المعطيات الموضوعية من واقع العدة والعتاد تقول بانتصار المليشيا وتدمير الجيش، ولكن هذه لم تكن هي الحقيقة.
ومع ذلك، فلا أحد يستطيع أن ينفي جهل حميدتي وعموم الجنجويد بالجيش وبالشعب السوداني. على سبيل المثال، عقل الجنجويدي لا يستطيع أن يفهم أهمية الانضباط والتراتبية العسكرية وما يعنيه ذلك في الحرب من التزام بالخطط والتكتيكات التي تحسم الحرب في النهاية، هذا شيء لا يمكن فهمه بالنسبة لعقل مليشي، وكذلك لا يستطيع الجنجويدي أن يتصور الشجاعة والقوة في الإنسان المتمدن، لدى الجنجويد اعتقاد خاطئ بأنهم أشجع من كل السودانيين الذين يعيشون في المدن والأرياف، وأظن هزائمهم المستمرة من سنار إلى الجزيرة ثم هروبهم من الخرطوم ومن قبل هروبهم من معسكرات الجيش في المدرعات والقيادة وغيرها سيجعلهم يراجعون هذه الفكرة. إعتقد حميدتي واعتقد كل الجنجويد أنهم يستطيعون إذلال الشعب السوداني وإخضاعه. أما حلفاء المليشيا من القحاتة فلديهم نفس التسطيح ولكن بشكل آخر، حيث ينظرون إلى جموع الشعب السوداني كقطيع من الجهلة يمكن خداعهم وسوقهم مثل الأغنام وإن تطلب الأمر إسكاتهم بالقوة.
القاسم المشترك بين الجنجويد والقحاتة هو النظرة الاستعلائية تجاه الشعب وإلغاء وجوده، الفرق أن الجنجويدي يلغي وجودك بشكل مادي بينما القحاتي يلغيه معنويا بمصادرة إرادتك والتقرير في مصيرك بل وتغييرك تماما كشعب جاهل متخلف.
حليم عباس