كلام الناس
نورالدين مدني
رغم أجواء الإحباط السائدة حول ما يجري في السودان لم نفقد الأمل في إمكانية الحل السلمي الذي يفضي لاسترداد عافية السودان الديمقراطية والمجتمعية.
ليس لأننا نتفاءل بالحراك الاقليمي والدولي خاصة بعد قرارات لجنة تقصي الحقائق الدولية التي صدرات مؤخراً لأنها وحدها لاتكفي في ظل استمرار عناد الانقلابيين وإصرارهم على مواصلة الحرب العبثية.
كما أن الحراك المدني وحده لا يكفي لوقف هذه الحرب إنما لابد من تكثيف الضغوط والخطوات العملية لمحاصرة هذه الحرب بشتى السبل والوسائل لوقف نزف الدم السوداني وحماية المدنيين الذين مازالوا يتضررون من اثار الحرب المدمرة.
هذا يتطلب من الانقلابيين الذين أشعلوا الحرب ومازالوا يؤججونها مراجعة أنفسهم بعد أن فشلوا في تحقيق أهدافهم وأن يستجيبوا لنداء السلام والإنسانية بدلاً من السير إلى المجهزل بلا هدى ولا بصيرة.
على الانقلابيين الإستماع لصوت العقل والعودة إلى مائدة التفاوض ليس لإقتسام كيكة السلطة التي عجزوا عن الحفاظ عليها رغم تسلطهم إنما للنزول لإرادة الجماهير التي رفضت سلطتهم كما رفضت سلطة الأمر الواقع الحالية.
عندما نقول للانقلابيين إرفعوا أيديكم عن السلطة فإننا لانعني إبعادهم السلبي إنما نعني إعادتهم لحضن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى تحت مظلة عملية التسريح وإعادة الدمج وفق القوانين والضوابط والتراتبية النظامية.
إن الأولوية القصوى الان لوقف الحرب وتأمين السلام الشامل العادل ودفع استحقاقات الإصلاح المؤسسي في كل مجالات العمل العام وبصفة خاصة الإصلاح المؤسسي العسكري والأمني دون وصاية أو تسلط فوقي احادي.
noradin@msn.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
WP: عملية السلطة بجنين لها علاقة بالحصول على دور في غزة بعد الحرب
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الضوء على العملية الأمنية التي تنفذها أجهزة السلطة في جنين، مؤكدة أن لها علاقة بالحصول على دور في قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة منذ أكثر من 14 شهرا.
وقالت الصحيفة في تقرير أعده الصحفيون ميريام بيرغر وهايدي ليفين وسفيان طه، إن "السلطة الفلسطينية والمسلحين الذين يسيطرون على مخيم جنين يخوضون معركة مفتوحة نادرة"، موضحة أنه "خلال الأسبوعين الماضيين كان المسلحون في جنين يخوضون معركة مفتوحة نادرة مع عدو داخلي".
تسعى لحكم غزة
وذكرت الصحيفة أن السلطة أطلقت أكبر عملية مسلحة لها منذ ثلاثة عقود، لإحباط المقاومة المتنامية في الضفة الغربية، مشددة على أنها "تحاول إثبات قدرتها على إدارة الأمن في المناطق المحدودة من الضفة الغربية التي تسيطر عليها، في حين تسعى إلى حكم قطاع غزة بعد الحرب".
ولفتت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استبعد عودة السلطة إلى غزة، مضيفة أن "شخصيات رئيسية في ائتلافه اليميني المتطرف دفعت إلى ضم جزء أو كل الأراضي الفلسطينية، لكن في الجولة الأخيرة من مفاوضات وقف إطلاق النار، وافقت إسرائيل على السماح للسلطة بتولي إدارة معبر رفح لفترة قصيرة".
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم أجهزة السلطة أنور رجب، أن "العملية في جنين تهدف إلى استعادة المخيم عبر استهداف الخارجين عن القانون، والذين ينشرون الفوضى والاضطرابات ويضرون بالسلم الأهلي"، على حد قوله.
ونوهت إلى أن أجهزة السلطة قتلت 13 فلسطينيا بينهم ثمانية في جنين، منذ حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.
من جانبه، تحدث صبري صيدم مستشار رئيس السلطة محمود عباس وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح لصحيفة "واشنطن بوست"، قائلا: "لا نريد أن نرى قطرة دم واحدة تُراق. ما نود تحقيقه هو حالة من الهدوء، والجلوس مع الفصائل المختلفة والاتفاق على الطريق إلى الأمام".
بينما قال مسؤول فلسطيني مقرب من عباس، اشترط عدم الكشف عن هويته، إن رئيس السلطة الفلسطينية قرر المضي وعدم التراجع في جنين.
وبحسب الصحيفة، فإنه بعد مرور أسبوعين على الحملة الأمنية، لا يزال المسلحون يتجولون بحرية في مخيم جنين. وتدوي أصوات إطلاق النار ليلا ونهارا. وقد أوقفت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين الدراسة في المدارس. وأغلقت الشركات أبوابها.
غضب متصاعد
وسمع مراسلو صحيفة "واشنطن بوست" ما بدا وكأنه إطلاق نار قادم من سطح المستشفى. وقال إن الرصاص أصاب مدخل الطوارئ واخترقت نافذة أحد المكاتب، وأن المرضى والموظفين خائفون للغاية من القدوم إلى المستشفى.
ولفتت الصحيفة إلى أن الغضب ارتفع تجاه قوات الأمن في الضفة الغربية، مبينة أن أجهزة السلطة، التي تحاصرها قوات الاحتلال الإسرائيلي، تعمل في مساحة متقلصة باستمرار، وبموجب الاتفاقيات الأمنية، ولا يجوز لها التدخل لوقف عنف المستوطنين الإسرائيليين أو الغارات العسكرية القاتلة.
ويرى العديد من الفلسطينيين أن "هذه الأجهزة هي عبارة عن مقاولين من الباطن لإسرائيل وأداة عباس للفساد وقمع المعارضة الداخلية".
وذكرت "واشنطن بوست" أن أجهزة السلطة هي من بين الخيوط الأخيرة التي تربط اتفاقات أوسلو، التي تم توقيعها في تسعينيات القرن العشرين لإنشاء دولة فلسطينية من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس المحتلة. وفي العقود التي تلت ذلك، وسعت إسرائيل سيطرتها على الضفة الغربية ورسختها، ما أدى إلى تآكل اختصاص السلطة.