بكين “ستسحق” أي انتهاك لسيادتها في بحر الصين الجنوبي
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
أعلن مسؤول عسكري صيني كبير أن بلاده “ستسحق” أي توغل أجنبي ينتهك سيادتها ولا سيما في بحر الصين الجنوبي، متحدثا لمجموعة من الصحافيين بينهم صحافي فرانس برس على هامش منتدى شيانغشان للأمن في بكين.
ويتصاعد التوتر منذ أشهر بين واشنطن وبكين التي تطالب بالسيادة شبه الكاملة على بحر الصين الجنوبي، رغم صدور حكم قضائي في لاهاي أكّد أنّ مزاعمها لا أساس قانونيا لها.
وتطالب دول مجاورة عديدة بأجزاء من هذه المنطقة البحرية، من بينها الفيليبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وإندونيسيا وسنغافورة.
وأكدت بكين الأسبوع الماضي أنها دافعت عن “حقوقها” بصورة “مشروعة” بعد تصادم جديد بين سفينتين لخفر السواحل الصينيين والفيليبينيين في منطقة شعاب مرجانية متنازع عليها، بعد سلسلة من الحوادث المماثلة في هذه المنطقة البحرية.
وتعزيزا لمطالبها، تنشر الصين سفنا وزوارق سريعة للقيام بدوريات في بحر الصين الجنوبي وحوّلت فيه مناطق شعاب مرجانية قريبة من الفيليبين إلى جزر اصطناعية قامت بعسكرتها.
وقال اللفتنانت جنرال هي لاي “نأمل بأن يبقى بحر الصين الجنوبي بحر سلام”.
لكنه أضاف “إذ حركت الولايات المتحدة عملاءها في الكواليس، إذا دفعت دولا إلى الواجهة أو إذا انتهى الأمر بها هي نفسها في الخط الأمامي، عندها فإن جيش التحرير الشعبي الصيني… لن يتهاون”.
وتوعد بأن الجيش “سيسحق بحزم أي توغل أجنبي معاد (ينتهك) حقوق ومصالح الصين الجغرافية والسيادية والبحرية” مؤكّدا أنها ستقوم بذلك بشكل حازم وفعّال.
“مربح للجانبين”وأجرت الصين والفيليبين الأربعاء محادثات وصفها الجانبان ب”الصريحة”، بشأن إحدى الجزر المرجانية المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الفيليبينية “اتّفق الجانبان على مواصلة المحادثات حول مجالات التعاون، خصوصا آليات التواصل في حالات الطوارئ والتعاون بين خفر السواحل والتعاون العلمي والتكنولوجي في المجال البحري”.
وحذّر مسؤول عسكري أميركي هذا الأسبوع نظيره الصيني من أي “تكتيكات خطيرة، قسرية وقد تكون تصعيدية” في بحر الصين الجنوبي، خلال اتصال عبر الفيديو.
غير أن اللفتنانت جنرال هي لاي اعتبر الخميس أن تسوية نقاط التوتر الحالية “تتوقف على الولايات المتحدة”، مؤكدا أن نائب وزير الدفاع الأميركي مايكل تشيس سيحضر منتدى شيانغشان.
وأضاف “آمل أن يستمع مايكل تشيس خلال زيارته والمحادثات التي سيجريها هنا، إلى أصوات الصين والجيش الصيني”.
وأشار إلى أن “الرسالة التي نرسلها إلى الولايات المتحدة هي أننا نريد أن يكون البلدان وجيشاهما شريكين وصديقين، ونريد مواصلة العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بروح تعاون مربح للجانبين”.
وأفاد المنظمون بأن أكثر من 500 ممثل من حوالى 90 بلدا ومنظمة دولية سيحضرون منتدى شيانغشان للأمن.
ويتوقع أن يشارك في المناقشات المقررة في المنتدى مسؤولون كبار من جيوش روسيا وباكستان وسنغافورة وإيران وألمانيا ودول أخرى.
المصدر أ ف ب الوسومالصين الفلبينالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الصين الفلبين فی بحر الصین الجنوبی
إقرأ أيضاً:
8400 انتهاك «حوثي» بحق نساء اليمن
أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةكشفت تقارير حقوقية عن أن الانتهاكات الموثَّقة بحق النساء في اليمن تجاوزت 8400 حالة منذ بداية الصراع في البلاد عام 2015 وصولاً إلى نهاية العام الماضي (2024). وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والذي احتفل به العالم، أمس، رصد «المركز الأميركي للعدالة» عدداً من الانتهاكات لحقوق النساء على أيدي جماعة «الحوثي» في اليمن، منها حوالي 1900 حالة اعتقال تعسفي، وآلاف حالات القتل.
وأوضح المركز أن المرأة اليمنية «تعاني بشكل مزدوج، ليس فقط الانتهاكات المباشرة، بل أيضاً تبعات النزوح القسري الذي أجبر أكثر من 4 ملايين يمني على ترك ديارهم»، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
وأكد تقرير المركز الأميركي للعدالة أن «العديد من النساء تعرَّضن لفقدان أزواجهن، نتيجة لعمليات الاختطاف أو القتل خلال الاشتباكات المسلحة»، منذ انقلاب «الحوثي» على الشرعية في اليمن. ولفت المركز إلى آثار الانهيار النفسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعرضت لها النساء اليمنيات، الأمر الذي فرض عليهن عبئاً هائلاً وتحدِّيات جسيمة في تأمين المعيشة. كما بيّن أن «الأزمة الإنسانية في اليمن واحدة من أشد الأزمات تعقيداً وتأثيراً على حياة المرأة»، وذلك بسبب الحرب التي يشنها «الحوثي».
وفي السياق ذاته، كشفت الأمم المتحدة عن أن ما يقرب من 10 ملايين امرأة وفتاة في اليمن يواجهن الجوعَ والعنف، وهن بحاجة إلى مساعدات منقذة للحياة، في ظل التأثير المدمر للأزمة الإنسانية على حياتهن. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، توم فليتشر، في إحاطته خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن اليمن: «تواجه 9.6 مليون امرأة وفتاة في البلاد الجوع والعنف وانهيار نظام الرعاية الصحية، وهن بحاجة ماسة إلى المساعدات المنقذة للحياة».
وأضاف فليتشر أن 1.3 مليون امرأة حامل وأم جديدة في اليمن يعانين سوء التغذية، مما يعرّض صحتهن للخطر، ويعرض أطفالهن للأمراض ومشاكل النمو طويلة الأمد، كما أن معدل وفيات الأمهات في البلاد هو الأعلى في منطقة الشرق الأوسط، حيث تواجه أكثر من 6 ملايين امرأة وفتاة مخاطر متزايدة جراء التعرض للإساءة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن 1.5 مليون فتاة في اليمن ما زلن خارج المدرسة، مما يحرمهن من حقهن في التعليم، ويمنعهن من كسر حلقات التمييز والعنف، وذلك في ظل الحرب التي فرضها «الحوثي» منذ انقلابه على الشرعية.
وأوضح محللون سياسيون أن استكمال مسار السلام مع جماعة «الحوثي» يواجه مصاعب كبيرة، بسبب استمرار الجماعة في انتهاكاتها بحق الشعب اليمني والمنطقة، وأن السبيل الوحيد لوقف انتهاكات «الحوثيين»، ممارسة مزيد من الضغط العسكري لإجبارهم على القبول بسلام عادل وشامل.
وكشف المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، عن أن «الحوثي» مستمرة في انتهاكاته، مما يؤكد عدم رغبته في مسار السلام، حيث يواصل إنشاء خلايا خارجية تتحرك وتدرب عناصر على صناعة الأسلحة والصواريخ، مشيراً إلى وجود علاقة وطيدة بينه وبين حركة «الشباب» الصومالية الإرهابية وتنظيم «القاعدة» الإرهابي.
وقال الطاهر لـ«الاتحاد»، إن جماعة «الحوثي» ما زالت تحشد في الداخل نحو مأرب، وبالتالي فإن العقوبات الدولية لم تؤثر عليها بالشكل المطلوب، وهي تتهرب من تنفيذ خريطة السلام في اليمن؛ ولذا لا بد من توحيد الصف الداخلي لمواجهة «الحوثيين» في ظل امتناعهم عن الاستجابة للدعوات السياسية للانخراط في عملية سلام حقيقية وجادة، منذ بداية الهدنة.
ويرى الطاهر أن الموقف الدولي الصحيح لوقف انتهاكات «الحوثي» وإجباره على الاستمرار في مسار السلام، يكمن في دعم الحكومة اليمنية سياسياً وعسكرياً، واستعادة مؤسسات الدولة وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.
ومن جهته، شدد المحلل السياسي اليمني، عادل الأحمدي، على أن جماعة «الحوثي» ما زالت تنتهج لغة الإرهاب والسلاح وتسطو بالقوة على المدن وتقوم بمحاصرتها، وتستخدم الملاحة الدولية ورقة ضغط لتهديد وابتزاز الإقليم والعالم.. وهذا سلوك عدواني يدل على رفض السلام وخيار التفاوض السياسي.
وحذر الأحمدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، من أن التهديد «الحوثي» مستمر ما لم يتحرك المجتمع الدولي لمواجهة هذه الممارسات، معتبراً أن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة مرهونة كلها بتحرك دولي ضاغط لهزيمة «الحوثي».
وطالب الأحمدي المجتمع الدولي بالتحرك لإنهاء انتهاكات وجرائم «الحوثي»، ولدعم القيادة اليمنية وتحالف دعم الشرعية في كل ما تتخذه سياسياً وعسكرياً من أجل أن يتخلى «الحوثيون» عن خيار الحرب والاستمرار في مسار السلام.