غوغل تبرم صفقة مع شركة ناشئة بتكنولوجيا المناخ لتخفيف الانبعاثات الكربونية
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
أعلنت غوغل (Google) عن صفقة -مع شركة هولوسين (Holocene) لدعم تكنولوجيا التقاط الهواء المباشر- من أجل جمع وإزالة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب، بحسب ما أورده موقع إنغادغيت (engadget)
وبموجب هذه الصفقة التي تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار، ستقوم غوغل بشراء اعتمادات إزالة الكربون من هولوسين بمعدل 100 دولار لكل طن متري، وهو السعر الذي تتسابق الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المناخية بجميع أنحاء العالم لتحقيقه من أجل جعل تقنياتها قابلة للتطبيق تجاريا.
وإذا تمكنت هولوسين من تحقيق ذلك بالفعل لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء بسعر أقل بكثير من المنافسين الذين يتقاضون 600 دولار للطن أو أكثر مقابل نفس الخدمة، فقد يثبت ذلك أن تقنيات إزالة الكربون من الهواء جاهزة للمساعدة في مكافحة المناخ. لكنها لا تزال في أيامها الأولى، وما زالت القدرة على المحك مع استمرار تزايد التلوث الكربوني الناتج عن غوغل وغيرها.
وكما يوحي الاسم، يمكن لتقنية التقاط الهواء المباشر جمع ثاني أكسيد الكربون من الهواء، ثم ضغط الغاز ووضعه في خزانات تحت الأرض. ويبدو الأمر رائعا من الناحية النظرية، لكن التكنولوجيا أثبتت أنها مكلفة ويصعب توسيع نطاقها.
وقالت غوغل إن دعمها يجب أن يسمح لهولوسين بالتقاط وتخزين 100 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بحلول السنوات الأولى بداية من عام 2030، بالإضافة إلى مساعدة الشركة في تحسين تكنولوجيا التقاط الهواء المباشر "دي إيه سي" (DAC) الخاصة بها بشكل أكبر. مع العلم أن لدى هولوسين شرحا أكثر تفصيلا حول نهجها في هذه التقنية على موقعها الإلكتروني.
وقد أصبحت الاستدامة موضوع نقاش مهم لكثير من شركات التكنولوجيا الكبرى، فقد قامت غوغل باستثمار كبير في شراء اعتمادات الكربون، لدرجة أنها تدعي القضاء على "الإرث الكربوني" بالكامل حسبما وصفت، وتسعى إلى أن تكون خالية من الكربون بحلول عام 2030.
ولكن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي ارتفعت بنحو 50% خلال السنوات الخمس الماضية بسبب طلبات مراكز البيانات الكثيفة لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ثانی أکسید الکربون من
إقرأ أيضاً:
الكربون المشع يقدم رؤية مختلفة لاحتلال الأوروبيين أميركا الشمالية
استخدمت دراسة حديثة تواريخ الكربون المشع لتؤكد أن عدد السكان الأصليين في الولايات المتحدة بلغ ذروته في عام 1150 ميلادي تقريبا، ثم انخفض واستقر بحلول عام 1450 ميلادي تقريبا، ثم انخفض مرة أخرى بعد وصول الأوروبيين.
إن الانخفاض في عدد السكان الأصليين في الأميركتين بعد الغزو الأوروبي معروف الأسباب إلى حد كبير، ولكن ما لم يكن مفهوما بشكل واضح هو الانخفاض في عدد السكان قبل الغزو الأوروبي.
وكان الباحثون قد سعوا منذ فترة طويلة إلى تقدير حجم السكان الأصليين في أميركا الشمالية قبيل الاستعمار الأوروبي بهدف تقييم تأثير الاستعمار على السكان الأصليين في القارة.
ووفقا لهذه الدراسة التي نشرت في فبراير/شباط الحالي في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (بي إن إيه إي)، فإن الأوروبيين كانوا محظوظين لأنهم استعمروا أميركا الشمالية وغيرها من مناطق النصف الغربي من الكرة الأرضية في هذا الوقت تحديدا، وربما لو وصلوا إلى هناك قبلها ببضع مئات من السنين لكانوا قد واجهوا أعدادا أكبر من السكان الأصليين في ظل ظروف سياسية وتماسك مجتمعي أفضل، وكان بوسع هؤلاء السكان الرد بقوة على الغزو الأوروبي، ولو حدث ذلك لكان تاريخ أميركا الشمالية مختلفا تماما.
واستخدمت الدراسة للوصول إلى هذه النتائج قاعدة بيانات تضم أكثر من 60 ألف تاريخ كربوني مشع أثري موجودة في قاعدة بيانات الكربون المشع الأثري الكندية المحدثة (كارد).
إعلانوفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني يقول الدكتور أندرو كاندل عالم الآثار في جامعة توبنغن إن تأريخ الكربون المشع يستخدم في الدراسات الأنثروبولوجية، لأنه يسمح للعلماء بتحديد عمر الأنشطة البشرية التي حدثت في الماضي.
ويضيف كاندل أنهم يستخدمون بقايا عضوية مثل العظام والفحم والأصداف وغيرها من البقايا التي يتم اكتشافها في الحفريات الأثرية، ثم يحللونها باستخدام طريقة تأريخ الكربون المشع، والتي تسمى أيضا تأريخ الكربون 14، ثم يرسلون الاكتشافات إلى المختبر حتى يتسنى لهم تحديد عمر دقيق إلى حد ما لهذه المواد، وبعد ذلك يمكنهم استخدام هذه النتائج لفهم السلوك الماضي.
تم تطوير تقنية التأريخ بالكربون المشع أو تأريخ الكربون 14 لأول مرة في أواخر الأربعينيات من القرن الـ20 في جامعة شيكاغو بواسطة فريق بقيادة أستاذ الكيمياء ويلارد ليبي الذي حصل فيما بعد على جائزة نوبل عن هذا العمل.
وهذه الطريقة العلمية يمكنها تحديد عمر المواد العضوية التي يبلغ عمرها نحو 60 ألف عام بدقة، وتعتمد هذه الطريقة على حقيقة مفادها أن الكائنات الحية مثل الأشجار والنباتات والبشر والحيوانات تمتص الكربون 14 وتحتفظ به في أنسجتها.
وعندما تموت هذه الكائنات يبدأ الكربون 14 في التحول إلى ذرات أخرى بمرور الوقت، ويمكن للعلماء تقدير المدة التي مات فيها الكائن الحي من خلال حساب ذرات الكربون 14 المتبقية.
ووفقا للدراسة، فإن انخفاض عدد السكان الأصليين في أميركا الشمالية قبل الغزو الأوروبي لم يكن مثالا شاذا في تاريخ العالم، إذ إن أعداد جميع السكان في كل مكان معرضة للارتفاع والانخفاض، سواء بسبب تغير المناخ أو الهجرة، ويمكن أن تحدث الزيادات السكانية نتيجة للابتكارات التكنولوجية والاجتماعية.
إعلانوقد يكون الانخفاض في أعداد السكان بسبب الأمراض المعدية، فمثلا قتل الطاعون الأسود في أوروبا والأجزاء المجاورة من آسيا في الفترة من عام 1346 إلى عام 1353 ما بين 75 إلى 200 مليون شخص، واستغرق التعافي من هذا الانخفاض في عدد السكان أكثر من 200 عام، وكان لطاعون جستنيان الذي حدث بين عامي 541 و549 تأثير قاتل مشابه.
وفي تصريح للجزيرة يقول الدكتور سبنسر بيلتون عالم الآثار في جامعة وايومنغ الأميركية إنه من المرجح أن تكون الأمراض والحروب وتغير المناخ هي الأسباب وراء انخفاض أعداد السكان الأصليين في أميركا الشمالية قبل الغزو الأوروبي، أو ربما مزيج من هذه الأسباب مجتمعة.
هل تأريخ الكربون المشع هو الوسيلة الأدق؟ولكن الأمر كما يبدو يتطلب المزيد من البحث لتأكيد النتائج، إذ يمكن أن يكون تأريخ الكربون المشع متحيزا أحيانا لأسباب عدة، منها التلوث أو تحيز الباحث أو الدفن العميق للمواقع الأثرية، وغيرها من الأسباب، ولكن يمكن علميا التغلب على بعض هذه المشاكل، ويمكن استبدال تأريخ الكربون 14 بأساليب تأريخ أخرى، مثل التأريخ الشجري والتأريخ المغناطيسي الأثري والقطع الأثرية معلومة التاريخ.
ويقول بيلتون في تصريحه للجزيرة نت إن علماء الآثار في أميركا الشمالية استخدموا تواريخ الكربون المشع لتقدير الأعداد القديمة للسكان البشر لفترة طويلة، ولكن هذه الممارسة أصبحت أكثر تعقيدا خلال السنوات الـ15 الماضية.
ويستخدم علماء الآثار وسائل أخرى غير تأريخ الكربون المشع للاستدلال على حجم السكان، بدءا من استخدام الوسائل التقليدية مثل المواقع أو المساكن القديمة أو القطع الأثرية إلى استخدام تطبيقات ناشئة مثل الستانولات البرازية، وهي جزيئات عضوية مقاومة ناتجة عن النفايات البشرية تظل موجودة في الرواسب لمئات إلى آلاف السنين، ويستدل بها على التغير السكاني.