حكم رفع اليدين بالدعاء أثناء خطبة الجمعة.. آراء الفقهاء
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "ما حكم رفع اليدين بالدعاء أثناء خطبة الجمعة، وبين الخطبتين أثناء جلسة الإمام؟
وأجابت دار الإفتاء، على حكم رفع اليدين بالدعاء أثناء خطبة الجمعة، أن رفع اليدين بالدعاء أثناء خطبة الجمعة وبين الخطبتين أثناء جلسة الإمام؛ أمرٌ مستحبٌّ؛ لكونه من آداب الدعاء ومن أسباب قبوله، وأدعى لإجابته، ولما فيه من كمال الأدب مع الله تعالى وإظهار الذلة والفقر بين يديه، ولعموم النصوص الدالة على استحباب ذلك.
رفع اليدين بالدعاء
وذكرت دار الإفتاء، أن الدعاء بين الخطبتين أثناء جلسة الإمام بين الخطبة الأولى والثانية مستحبٌّ، ويندب رفع اليدين فيه، خاصة أن هذا الوقت يرجى إجابة الدعاء فيه؛ فقد بيَّن لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم يدعو الله تعالى فيها بخير إلَّا استجاب دعاءه، وهذا الوقت هو أقرب الأوقات لأن يكون ساعة الإجابة؛ لما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ».
قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (6/ 140، ط. دار إحياء التراث العربي): [قال القاضي: اختلف السلف في وقت هذه الساعة.. وقيل: من حين يجلس الإمام على المنبر حتى يفرغ من الصلاة] اهـ.
كما أَنَّ هذا الوقت -وقت الاستراحة بين الخطبتين- غير داخلٍ في الوقت المنهي عن الكلام فيه والإمام يخطب على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الشافعية، والحنابلة، وأبو يوسف ومحمد من الحنفية، لما رواه الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَنْصِتْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ».
وأوضحت، أن النهي الوارد في الحديث لأجل الاستماع للخطبة، بدليل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَالإِمَامُ يَخْطُبُ».
رفع اليدين بالدعاء بعد الخطبةكما اختلف العلماء في حكم رفع اليدين بالدعاء بعد الفراغ من الخطبة الثانية، فذهب بعض الحنفية، والمالكية في قول، وابن حجر الهيتمي من الشافعية، وابن عقيل من الحنابلة إلى استحباب رفع اليدين أثناء الدعاء بعد الفراغ من الخطبة الثانية؛ لعموم النصوص الدالة على استحباب رفع الأيدي في الدعاء، ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفع يديه في خطبة الجمعة حين استسقى.
بناءً على ما سبق: فرفع اليدين بالدعاء أثناء خطبة الجمعة وبين الخطبتين أثناء جلسة الإمام؛ أمرٌ مستحبٌّ؛ لكونه من آداب الدعاء ومن أسباب قبوله، وأدعى لإجابته، ولما فيه من كمال الأدب مع الله تعالى وإظهار الذلة والفقر بين يديه، ولعموم النصوص الدالة على استحباب ذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء خطبة الجمعة صلى الله علیه وآله وسلم
إقرأ أيضاً:
خطيب السيدة زينب: إنهاء حياة الإنسان بحبة الغلة جريمة في حق النفس.. فيديو
قال الشيخ أحمد عبد الهادي، إمام مسجد السيدة زينب بالقاهرة، إن إنهاء حياة الإنسان بحبة الغلة أو أي وسيلة أخرى جريمة في حق النفس التي أمر الله بصيانتها.
إنهاء حياة النفسوأضاف عبد الهادي، خلال خطبة الجمعة اليوم، أن الله تعالى قال: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وقال تعالى {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} فإذا نزل بالإنسان بلاء فيهرع إلى رب الأرض والسماء بالدعاء والرجاء.
وأشار إلى أن الله تعالى أرحم بالعبد من الأم بولدها، منوها بأن الدنيا دار بلاء والله يقول (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) ويقول النبي (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".
عمارة الأرض ونفع الغيروقال الشيخ أحمد عبد الهادي، إمام مسجد السيدة زينب بالقاهرة، إن النبي الكريم يقول في الحديث الشريف "خير الناس أنفعهم للناس" والإنسان الذي يغرس ويزرع وهو يعلم أنه لن يدرك ثمرة ما يزرعه، إنما يزرع إيمانا بالأمل وعمارة الأرض ورسالة الإنسان.
وأضاف عبد الهادي، خلال خطبة الجمعة اليوم، أن الله تعالى قال في كتابه الكريم (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) أي طلب منكم عمارتها والنفع فيها، ومن أعظم وجوه الخير بأيادينا ليأكل منه غيرنا.
وتابع خطيب مسجد السيدة زينب: يقول النبي في الحديث الشريف الذي رواه سيدنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله "ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة).
وأشار إلى أن عمر المرء لا يقاس بطول الزمان أو كثرة السنوات بل يقاس كذلك بأمور عظيمة قدمها الإنسان لخالقه وما غرسه لأبناءه وأحفاده وما نفع به أمته من العمل الجاد المتقن.
واستشهد بقوله تعالى (وتلك الأيام نداولها بين الناس) منوها بأن تداول الأيام بين الناس ليس عبثا إنما هو سنة كونية إلهية تثبت لنا حقا ويقينا أن البقاء للأنفع وأن البقاء لمن قدم الخير والنفع.