الحرة:
2024-09-18@00:11:52 GMT

أمطار غير مسبوقة وسيول جارفة تفاقم معاناة اليمنيين

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

أمطار غير مسبوقة وسيول جارفة تفاقم معاناة اليمنيين

قرب منزله المهدّم، يبكي أبو إبراهيم ابنه وأحفاده السبعة الذين قضوا جراء فيضانات ضربت مؤخرا اليمن، حيث تتسبب الأمطار "غير المسبوقة" في زيادة البؤس في بلد فقير مزقته الحرب.

يشير الرجل الذي غزا الشيب لحيته، إلى جدران منهارة، هي كلّ ما تبقى من المنزل الجبليّ الذي اجتاحته سيول عارمة، ويحاول حبس دموعه وهو يستذكر انهيار منزل ابنه.

ويقول أبو ابراهيم الذي يعيش على مقربة من المكان مع زوجته، لوكالة فرانس برس: "كنا نسمع أصوات الانهيارات والأمطار بكثافة. بعد ذلك، رأت زوجتي أن منزل إبراهيم لم يعد موجودا، فصرخت بصوت عالٍ: إبراهيم جرفته السيول هو وأولاده".

وليست هذه العائلة الوحيدة التي قضت أو تشرّدت بسبب الأمطار الموسمية هذا العام، التي يقول خبراء إنها تزداد شدّة سنة بعد سنة نتيجة التغيّر المناخي.

وقُتل نحو 100 شخص في أنحاء اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا الى أرقام نشرتها الأمم المتحدة.

وفي نهاية أغسطس، اجتاحت فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة محافظة المحويت غربي اليمن، مما أسفر عن فقدان أو مقتل أكثر من 40 شخصا، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الذي أشار إلى أن عشرات المنازل دُمّرت في المنطقة، مما أرغم 215 عائلة على النزوح.

وكان 60 شخصا قد لقوا مصرعهم في فيضانات بدأت أواخر يوليو، حسب الأمم المتحدة.

وأثّرت الأمطار والسيول على أكثر من 560 ألف شخص في أنحاء البلاد منذ أواخر يوليو، وفق المنظمة الدولية للهجرة، التي أطلقت نداء عاجلا لجمع 13,3 مليون دولار للاستجابة لحاجات المتضررين.

وقال القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، مات هوبر، إن "حجم الدمار مروّع، ونحن بحاجة ماسة إلى تمويل إضافي".

وتشهد المرتفعات الغربية في اليمن هطول أمطار موسمية غزيرة، لكن الظروف الجوية هذا العام كانت "غير مسبوقة"، حسب هوبر.

ففي ملحان، جرفت السيول والانهيارات الأرضية المنازل ودفنت عددا من سكانها.

ويقول عبدالله الملحاني، وهو جار إبراهيم المحويتي الذي قضى مع أبنائه: "سمعنا أصوات الانهيارات من الجبال".

ويستذكر كيف سأله أبو إبراهيم عما إذا كان قد رأى ابنه وأولاده، فقال: "خرجنا ولم نجد أحدا، اختفوا جميعا. جرفتهم السيول والصخور".

وكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن على منصة "إكس"، أن إيصال المساعدات للمتضررين كان "شبه مستحيل" بسبب "الطرق المتضررة والعائمة"، مرفقا المنشور بصور تُظهر جِمالا تحمل صناديق مساعدات على طرق جبلية وعرة.

وتسبّبت فيضانات اليمن بتدمير منازل ونزوح آلاف الأسر، وألحقت أضرارا بالبنية التحتية الحيوية بما في ذلك المراكز الصحية والمدارس والطرق.

ويعاني أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية أصلا من زيادة معدلات سوء التغذية وأعداد الإصابات بالكوليرا نتيجة السيول.

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا اندلع مع سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها العاصمة صنعاء. 

وفي العام التالي، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة اليمنية، مما فاقم النزاع الذي أوقع مئات آلاف القتلى. وأدّت الحرب إلى إغراق البلاد في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي، من أن الوضع قد يتفاقم في الأشهر المقبلة. وتوقّعت أن "تشهد المرتفعات الوسطى والمناطق الساحلية على البحر الأحمر وأجزاء من المرتفعات الجنوبية مستويات (متساقطات) غير مسبوقة تتجاوز 300 ملم".

وأشار الباحث في معهد "تشاتام هاوس" البريطاني، كريم الجندي، إلى أن "تهالك البنية التحتية في اليمن وضعف قدرات الاستجابة للكوارث نتيجة سنوات من النزاع، يزيدان من التهديد الذي يمثّله تغير المناخ".

وقال خبير المناخ لفرانس برس: "واقعة تساقط أمطار أكثر غزارة مقرونة ببلد غير مستقر نتيجة الحرب، يعرّضان اليمن بشكل استثنائي لهطول أمطار غير مسبوقة، مما أدى إلى فيضانات كارثية في العديد من المحافظات".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة غیر مسبوقة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

توزيع مساعدات غذائية وإيوائية لأكثر من 12 ألف متضرر من السيول بالحديدة

الثورة نت/..

وزع فرع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي بمحافظة الحديدة، اليوم مساعدات غذائية وإيوائية على 12 ألفاً و943 حالة متضررة من السيول.

شملت المساعدات 12 ألفاً و313 سلة غذائية للحالات المتضررة في مختلف مديريات الحديدة، عبر برنامج الأغذية العالمي ضمن خطة ومشروع الاستجابة الطارئة لتخفيف معاناة الأسر التي لحقت بمنازلها أضرار كبيرة.

كما شملت سلال غذائية ومواد ايوائية لـ150 أسرة بمديريات الزهرة والمغلاف والزيدية عبر جمعية الشباب التنموية، و300 أسرة بمديرية زبيد عبر جمعية الهلال الأحمر اليمني، و180أسرة بمديرية اللحية عبر مؤسسة مهاراتي.

وأوضح مدير فرع المجلس بالمحافظة جابر الرازحي، أن هذه المساعدات تأتي ضمن جهود الخطة الإغاثية لتخفيف معاناة الأسر التي تضررت من السيول في القرى والمناطق المستهدفة بمديريات المحافظة.

ونوه باستمرار جهود حملة الإغاثة من قبل المنظمات والمؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية وتقديم المساعدات للحالات المتضررة، مبينا أن حجم الأضرار التي خلفتها السيول يستدعي تضافر الدعم الإنساني لتلبية الاحتياجات.

مقالات مشابهة

  • توزيع مساعدات غذائية وإيوائية لأكثر من 12 ألف متضرر من السيول بالحديدة
  • بن جامع يدعو إلى تأييد مشروع القرار التاريخي الذي قدمته فلسطين
  • حملة أميركا على بضائع الصين الرخيصة تفاقم معاناة "تيمو" و"شي إن"
  • ارتفاع ضحايا فيضانات تشاد إلى 487 قتيلا على الأقل
  • «الأرصاد» تتوقع أمطار وسيول ومنخفضات جوية في الخريف.. هل تصل إلى القاهرة؟
  • حماد يشكل لجنة الطوارئ والاستجابة السريعة لمواجهة فيضانات وسيول الجنوب
  • لجنة العقوبات تناقش الخميس التقرير النهائي لفريق الخبراء بشأن اليمن
  • لجنة العقوبات بشأن اليمن تناقش الخميس هذا التقرير
  • أمطار غزيرة وسيول.. الدفاع المدني يحذر من طقس مكة المكرمة
  • أمطار غزيرة وسيول.. الدفاع المدني يحذر من طقس مكة المكرمة - عاجل