عربي21:
2025-04-15@06:40:31 GMT

هل هَزمت غزة سلاح الإرهاب الأمريكي؟

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

لما تزل الإدارة الأمريكية تماطل في وقف إطلاق النار بين الصهاينة وغزة ـ ولغرض في نفس يعقوب ـ ليبدو الحراك الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار في غزة وكأنه إحدى خدع السينما الأمريكية، الهادفة إلى التهرب من تحمل المسؤولية عن حرب الإبادة ضد أهل غزة، فأمريكا التي استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي لأكثر من مرة، ضد أي قرار يطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار، كان بمقدورها أن تلزم إسرائيل بذلك، ولكن أمريكا تصر على مواصلة العدوان، وتزويد الجيش الإسرائيلي بما يفيض عن حاجاته من مال وسلاح، وما يفيض عن دعمه المعنوي من زيارات للمسؤولين الأمريكان، بدءاً من الرئيس الصهيوني بايدن، الذي ترأس مجلس الحرب، وليس انتهاءً بوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ورئيس الأركان، ووزير الخارجية، حيث شارك جميعهم في جلسات مجلس الحرب الإسرائيلي.



منطلق الخداع الأمريكي
الأول: الخوف الأمريكي على مستقبل إسرائيل كدولة، وعلى بقاء وجودها في المنطقة، فعدم النصر الإسرائيلي الواضح على قطاع غزة المحاصر؛ يعني فقدان دولة إسرائيل لهيبتها، ولقوة الردع، التي تحصنت خلفها لعدة عقود، وفقدان الجيش الإسرائيلي لهيبته القتالية، ولمسيرته التاريخية التي صنعت من الجيش الإسرائيلي قوة عظمى لا تقهر.

الثاني: الخوف على المصالح الأمريكية في منطقة الشرق، وقد جاء ذلك صريحاً بلسان الرئيس الأمريكي بايدن، الذي أكد أن الحرب على غزة ستقرر مصير المصالح الأمريكية في المنطقة لعدة عقود، وهذه حقيقة لا يجادل فيها عاقل، فهزيمة إسرائيل على بوابات غزة، هزيمة للهيمنة الأمريكية في المنطقة، وانكسار للنفوذ المسيطر على بلاد العرب.
لا مناص أمام الجيش الإسرائيلي إلا وقف إطلاق النار الخجول، ومن ثم تنفيذ صفقة تبادل أسرى بشروط المقاومة، لا بشروط إسرائيل
لما سبق، وإرضاءً للمنظمات اليهودية المؤثرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية، قدمت الإدارة الأمريكية لإسرائيل أكثر مما حلمت به من دعم مالي وعسكري ودبلوماسي، وفتحت لها مخازن المال والسلاح المتطور والثقيل دون حساب، بل مارست الإدارة الأمريكية حض القيادة الإسرائيلية على تحقيق النصر المطلق ضد حركة حماس، وإنهاء حكمها، وفرض قيادة جديدة على قطاع غزة، تلتزم بالتعليمات الأمريكية والنواهي الإسرائيلية.

هل يكفي السلاح؟
تشير المعطيات الميدانية على أرض غزة إلى فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أي هدف من الأهداف السياسية أو العملياتية المعلنة، فالجيش الإسرائيلي لم يقض على حركة حماس كما تطالب أمريكا، ولم تنجح المجازر في تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، كما يتمنى الإسرائيليون، ولم يفرض الجيش سيطرته على قطاع غزة، كما يطالب نتنياهو الذي عين حاكماً عسكرياً لقطاع غزة، ولم يحرر الجيش أسيراً واحداً على قيد الحياة، ولم يرفع سكان غزة الراية البيضاء، رغم ما لحق بهم من جراح الجوع والنزوح، ولم يستطع الجيش الإسرائيلي تحصين نفسه من ضربات المقاومة الموجعة، لكل ما سبق، خرج الكثير من قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية السابقين واللاحقين، خرجوا بتقدير موقف ميداني يؤكد استحالة تحقيق الأهداف التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية، واعترفوا أن الجيش غير قادر على حسم المعركة، رغم التسليح الأمريكي المتطور، واعترفوا أن حركة حماس فكرة، والفكرة لا تموت، ولم تمت المقاومة في شهرها الثاني عشر من الإبادة الجماعية؛ التي صبها الصهاينة على رأس الشعب الفلسطيني، حيث لم يبق أمام الجيش الإسرائيلي إلا استخدام القنابل النووية ـ كما هدد بذلك وزير التراث عميحاي إلياهو ـ بعد أن أيقنت القيادة الإسرائيلية باستحالة قهر إرادة شعبٍ ينشد الحرية، وتذوق لذة النصر من اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى.

لقد عجز الجيش الإسرائيلي عن حسم المعركة، وعجز عن تحمل تكلفة الحرب البشرية والمادية التي امتدت حتى شهرها الثاني عشر، وهذا ما اعترف به كل من رئيس الأركان السابق جادي أيزنكوت، ورئيس الأركان الأسبق بني غانتس الذي أشرف على عدوان 2014 ضد أهل غزة، وهذا ما اعترف به إيهود أولمرت وإيهود باراك ـ وكلاهما كان رئيساً للوزراء، وكلاهما شارك في العدوان الإسرائيلي على غزة سنة 2009، وكلاهما يعرف أسرار الدولة العسكرية، ولحديثهما الصريح عن استحالة هزيمة حركة حماس مصداقية لدى الرأي العام، وقد اعترف كل منهما على انفراد باستحالة تحقيق السيطرة على قطاع غزة، واستحالة استرجاع الأسرى دون صفقة تبادل، هذه الاعتراف لا ينم عن صراعات حزبية، بمقدار ما عبر عن إدراك موضوعي للواقع، ولما يعانيه الجيش الإسرائيلي في ميادين القتال، بعد أن تورط في مستنقع غزة، ووقع في مصيدة حرب الشوارع، وهذه حقائق أشار إليها أكثر من كاتب ومفكر إسرائيلي، وتطرقت إليها افتتاحيات الصحف الإسرائيلية.

فهل خيّب الجيش الإسرائيلي ظن الإدارة الأمريكية في تحقيق النصر على غزة؟
نعم، هذا ما تقوله القرارات العسكرية الأخيرة، قرارات الخيبة، التي تتحدث عن دخول الجيش إلى المرحلة الثالثة من الحرب، حيث أوقف الجيش الإسرائيلي إلى حد ما التوغلات البرية داخل المدن في قطاع غزة، وقام بتسريح عشرات الألوف من جنود الاحتياط، وبدء في تفعيل العمليات الانتقائية ـ كما يدعي ـ وفي تقديري أن هذه العدوانية الإسرائيلية بمثابة اعتراف ضمني بالهزيمة، وإقرار بعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على حسم المعركة، وبهذا الإعلان يكون الجيش الإسرائيلي قد نزل عن شجرة الأوهام التي صعد إليها، وهو يحاول أن يظهر أمام الرأي العام الإسرائيلي بمظهر المنتصر، الذي حقق الأهداف المرجوة من عملياته العسكرية.

محور صلاح الدين
ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي عن استكمال مهماته القتالية في رفح، يجيء إصرار رئيس الوزراء نتنياهو على الاحتفاظ بمحور صلاح الدين “فيلادلفيا” بمثابة هروبٍ من الهزيمة، يهدف إلى تحسين شروط التفاوض الإسرائيلية، ولقطاع غزة تجربة في عدوان 2014، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن الانسحاب من طرف واحدٍ، بعد توغلٍ في حارات غزة دام عشرين يوماً، ولتبرير انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة 2024، جاء الإعلان عن مواصلة الحرب على غزة من خلال عمليات جراحية انتقائية، وهذا التصريح لا يعني سوى العودة إلى معادلة الهدوء مقابل الهدوء، دون الإعلان الرسمي، لأن الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار دون صفقة تبادل أسرى، إقرار إسرائيلي بالهزيمة، وهذا ما تخشاه أمريكا قبل إسرائيل، وهذا ما لا يتمناه وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن الذي قال: لن نسمح لحركة حماس بالانتصار على إسرائيل.

على الرئيس بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن الإدراك لأن لا مناص أمام الجيش الإسرائيلي إلا وقف إطلاق النار الخجول، ومن ثم تنفيذ صفقة تبادل أسرى بشروط المقاومة، لا بشروط إسرائيل، ودون وساطة أمريكية، ولاسيما بعد أن تغيرت المعادلة العسكرية والسياسية التي هيمنت على المنطقة لعشرات السنين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة الفلسطيني صفقة فلسطين صفقة الاحتلال المقاومة السلاح الامريكي مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإدارة الأمریکیة الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار الأمریکیة فی على قطاع غزة صفقة تبادل حرکة حماس وهذا ما على غزة

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن اكتمال تطويق مدينة رفح

غزة (وكالات) 

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تدعم صمود أهالي قطاع غزة دعوات أممية لمنع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن قواته أكملت تطويق رفح بجنوب قطاع غزة، مضيفاً أن قواته انتهت من إقامة محور موراج الذي يقسم جنوب قطاع غزة بين رفح وخان يونس، مضيفاً في بيان أن قواته ستواصل بسط السيطرة على محور موراج وتنفيذ عمليات بالمنطقة.
وأصبحت رفح الآن محاصرة بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي، حيث تسيطر الفرقة الـ 36 على ممر موراج، بينما تعمل فرقة غزة في ممر فيلادلفيا، حسبما ذكر وسائل إعلام إسرائيلية.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء للسكان في مناطق في خان يونس، قبل شن هجوم عليها. وقال متحدث باسم الجيش: «هذا إنذار مسبق، وأخير قبل الهجوم، سنهاجم بقوة شديدة كل منطقة يتم إطلاق قذائف صاروخية منها». وكان الجيش الإسرائيلي قد قال في وقت سابق، أمس، إنه اعترض 3 صواريخ أطلقت من جنوب غزة على إسرائيل.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المنطقة العازلة التي أقامها الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة، ستمتد من الحدود الجنوبية للقطاع إلى مشارف خان يونس، على بُعد أكثر من 5 كيلومترات، وتشمل مدينة رفح بأكملها داخلها - أي حوالي 20% من مساحة القطاع.
كما تم توسيع المنطقة العازلة التي أقامها الجيش الإسرائيلي في أماكن أخرى على الحدود مع غزة من عدة مئات من الأمتار إلى حوالي كيلومترين في معظم المناطق. 
في الأثناء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، في بيان خاطب فيه السكان الفلسطينيين «قريباً، ستتكثف عمليات الجيش، وستتوسع لتشمل مناطق أخرى في القسم الأكبر من غزة، وعليكم إخلاء مناطق القتال». كما أعلن كاتس أن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على محور موراغ الرئيسي والواقع بين مدينتي رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة المدمر والمحاصر.
وفي شأن مفاوضات الهدنة، أعلن مصدر مطلع إجراء محادثات، أمس، في القاهرة بين مسؤولين مصريين ووفد من حركة حماس، معرباً عن أمله أن يحقق اللقاء تقدماً حقيقياً للتوصل لاتفاق لوقف الحرب ووقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من قطاع غزة».
وأوضح أن الحركة لم تتلق أي اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشيراً إلى أن الاتصالات والمباحثات التي يجريها الوسطاء ما تزال جارية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة الماضي، أن مصر وإسرائيل تبادلتا مسودة وثائق حول اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وينص المقترح المصري على الإفراج عن ثماني رهائن أحياء وثماني جثث مقابل هدنة تتراوح بين 40 و70 يوماً، وإطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية نقلاً عن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تأكيده أن اتفاقاً جدياً للغاية يتبلور، مشيراً إلى أنها مسألة أيام.
وأكدت حماس في بيان أمس أن المعادلة واضحة تتمثل بـ«إطلاق الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب، العالم يقبلها ونتنياهو يرفضها» محذرة من أن كل يوم تأخير في التوصل لاتفاق لتثبيت وقف النار، يعني مزيداً من القتل للمدنيين الفلسطينيين العزل، ومصيراً مجهولاً للأسرى.

مقالات مشابهة

  • القوات الإسرائيلية تقتحم مستشفى جنين وتعتقل فلسطينيًا .. وحماس: المقاومة مستمرة رغم بطش الاحتلال
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي: تلقينا بلاغًا عن عملية دهس في الخليل والتحقيق جارٍ
  • عاجل| الجيش الإسرائيلي: دوي صفارات الإنذار في عدة مناطق في إسرائيل جراء مقذوف أطلق من اليمن
  • عاجل. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: تم تفعيل الإنذارات في عدد من المناطق نتيجة إطلاق صاروخ من اليمن
  • عقب إطلاق صاروخ.. الجيش الإسرائيلي يُنذر مناطق في خانيونس بالإخلاء
  • انفوجرافيك ـ حصيلة العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اكتمال تطويق مدينة رفح
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض 3 صواريخ أُطلقت من جنوب غزة.. والقسام تتبنى
  • مقترح جديد لوقف إطلاق النار.. انقسام بالجيش الإسرائيلي ومطالب شعبية بصفقة تبادل الأسرى
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يعلن استكمال سيطرته على محور موراغ وتطويق كل منطقة رفح