عربي21:
2025-03-20@05:58:44 GMT

هل هَزمت غزة سلاح الإرهاب الأمريكي؟

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

لما تزل الإدارة الأمريكية تماطل في وقف إطلاق النار بين الصهاينة وغزة ـ ولغرض في نفس يعقوب ـ ليبدو الحراك الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار في غزة وكأنه إحدى خدع السينما الأمريكية، الهادفة إلى التهرب من تحمل المسؤولية عن حرب الإبادة ضد أهل غزة، فأمريكا التي استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي لأكثر من مرة، ضد أي قرار يطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار، كان بمقدورها أن تلزم إسرائيل بذلك، ولكن أمريكا تصر على مواصلة العدوان، وتزويد الجيش الإسرائيلي بما يفيض عن حاجاته من مال وسلاح، وما يفيض عن دعمه المعنوي من زيارات للمسؤولين الأمريكان، بدءاً من الرئيس الصهيوني بايدن، الذي ترأس مجلس الحرب، وليس انتهاءً بوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ورئيس الأركان، ووزير الخارجية، حيث شارك جميعهم في جلسات مجلس الحرب الإسرائيلي.



منطلق الخداع الأمريكي
الأول: الخوف الأمريكي على مستقبل إسرائيل كدولة، وعلى بقاء وجودها في المنطقة، فعدم النصر الإسرائيلي الواضح على قطاع غزة المحاصر؛ يعني فقدان دولة إسرائيل لهيبتها، ولقوة الردع، التي تحصنت خلفها لعدة عقود، وفقدان الجيش الإسرائيلي لهيبته القتالية، ولمسيرته التاريخية التي صنعت من الجيش الإسرائيلي قوة عظمى لا تقهر.

الثاني: الخوف على المصالح الأمريكية في منطقة الشرق، وقد جاء ذلك صريحاً بلسان الرئيس الأمريكي بايدن، الذي أكد أن الحرب على غزة ستقرر مصير المصالح الأمريكية في المنطقة لعدة عقود، وهذه حقيقة لا يجادل فيها عاقل، فهزيمة إسرائيل على بوابات غزة، هزيمة للهيمنة الأمريكية في المنطقة، وانكسار للنفوذ المسيطر على بلاد العرب.
لا مناص أمام الجيش الإسرائيلي إلا وقف إطلاق النار الخجول، ومن ثم تنفيذ صفقة تبادل أسرى بشروط المقاومة، لا بشروط إسرائيل
لما سبق، وإرضاءً للمنظمات اليهودية المؤثرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية، قدمت الإدارة الأمريكية لإسرائيل أكثر مما حلمت به من دعم مالي وعسكري ودبلوماسي، وفتحت لها مخازن المال والسلاح المتطور والثقيل دون حساب، بل مارست الإدارة الأمريكية حض القيادة الإسرائيلية على تحقيق النصر المطلق ضد حركة حماس، وإنهاء حكمها، وفرض قيادة جديدة على قطاع غزة، تلتزم بالتعليمات الأمريكية والنواهي الإسرائيلية.

هل يكفي السلاح؟
تشير المعطيات الميدانية على أرض غزة إلى فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أي هدف من الأهداف السياسية أو العملياتية المعلنة، فالجيش الإسرائيلي لم يقض على حركة حماس كما تطالب أمريكا، ولم تنجح المجازر في تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، كما يتمنى الإسرائيليون، ولم يفرض الجيش سيطرته على قطاع غزة، كما يطالب نتنياهو الذي عين حاكماً عسكرياً لقطاع غزة، ولم يحرر الجيش أسيراً واحداً على قيد الحياة، ولم يرفع سكان غزة الراية البيضاء، رغم ما لحق بهم من جراح الجوع والنزوح، ولم يستطع الجيش الإسرائيلي تحصين نفسه من ضربات المقاومة الموجعة، لكل ما سبق، خرج الكثير من قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية السابقين واللاحقين، خرجوا بتقدير موقف ميداني يؤكد استحالة تحقيق الأهداف التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية، واعترفوا أن الجيش غير قادر على حسم المعركة، رغم التسليح الأمريكي المتطور، واعترفوا أن حركة حماس فكرة، والفكرة لا تموت، ولم تمت المقاومة في شهرها الثاني عشر من الإبادة الجماعية؛ التي صبها الصهاينة على رأس الشعب الفلسطيني، حيث لم يبق أمام الجيش الإسرائيلي إلا استخدام القنابل النووية ـ كما هدد بذلك وزير التراث عميحاي إلياهو ـ بعد أن أيقنت القيادة الإسرائيلية باستحالة قهر إرادة شعبٍ ينشد الحرية، وتذوق لذة النصر من اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى.

لقد عجز الجيش الإسرائيلي عن حسم المعركة، وعجز عن تحمل تكلفة الحرب البشرية والمادية التي امتدت حتى شهرها الثاني عشر، وهذا ما اعترف به كل من رئيس الأركان السابق جادي أيزنكوت، ورئيس الأركان الأسبق بني غانتس الذي أشرف على عدوان 2014 ضد أهل غزة، وهذا ما اعترف به إيهود أولمرت وإيهود باراك ـ وكلاهما كان رئيساً للوزراء، وكلاهما شارك في العدوان الإسرائيلي على غزة سنة 2009، وكلاهما يعرف أسرار الدولة العسكرية، ولحديثهما الصريح عن استحالة هزيمة حركة حماس مصداقية لدى الرأي العام، وقد اعترف كل منهما على انفراد باستحالة تحقيق السيطرة على قطاع غزة، واستحالة استرجاع الأسرى دون صفقة تبادل، هذه الاعتراف لا ينم عن صراعات حزبية، بمقدار ما عبر عن إدراك موضوعي للواقع، ولما يعانيه الجيش الإسرائيلي في ميادين القتال، بعد أن تورط في مستنقع غزة، ووقع في مصيدة حرب الشوارع، وهذه حقائق أشار إليها أكثر من كاتب ومفكر إسرائيلي، وتطرقت إليها افتتاحيات الصحف الإسرائيلية.

فهل خيّب الجيش الإسرائيلي ظن الإدارة الأمريكية في تحقيق النصر على غزة؟
نعم، هذا ما تقوله القرارات العسكرية الأخيرة، قرارات الخيبة، التي تتحدث عن دخول الجيش إلى المرحلة الثالثة من الحرب، حيث أوقف الجيش الإسرائيلي إلى حد ما التوغلات البرية داخل المدن في قطاع غزة، وقام بتسريح عشرات الألوف من جنود الاحتياط، وبدء في تفعيل العمليات الانتقائية ـ كما يدعي ـ وفي تقديري أن هذه العدوانية الإسرائيلية بمثابة اعتراف ضمني بالهزيمة، وإقرار بعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على حسم المعركة، وبهذا الإعلان يكون الجيش الإسرائيلي قد نزل عن شجرة الأوهام التي صعد إليها، وهو يحاول أن يظهر أمام الرأي العام الإسرائيلي بمظهر المنتصر، الذي حقق الأهداف المرجوة من عملياته العسكرية.

محور صلاح الدين
ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي عن استكمال مهماته القتالية في رفح، يجيء إصرار رئيس الوزراء نتنياهو على الاحتفاظ بمحور صلاح الدين “فيلادلفيا” بمثابة هروبٍ من الهزيمة، يهدف إلى تحسين شروط التفاوض الإسرائيلية، ولقطاع غزة تجربة في عدوان 2014، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن الانسحاب من طرف واحدٍ، بعد توغلٍ في حارات غزة دام عشرين يوماً، ولتبرير انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة 2024، جاء الإعلان عن مواصلة الحرب على غزة من خلال عمليات جراحية انتقائية، وهذا التصريح لا يعني سوى العودة إلى معادلة الهدوء مقابل الهدوء، دون الإعلان الرسمي، لأن الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار دون صفقة تبادل أسرى، إقرار إسرائيلي بالهزيمة، وهذا ما تخشاه أمريكا قبل إسرائيل، وهذا ما لا يتمناه وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن الذي قال: لن نسمح لحركة حماس بالانتصار على إسرائيل.

على الرئيس بايدن، ووزير خارجيته أنتوني بلينكن الإدراك لأن لا مناص أمام الجيش الإسرائيلي إلا وقف إطلاق النار الخجول، ومن ثم تنفيذ صفقة تبادل أسرى بشروط المقاومة، لا بشروط إسرائيل، ودون وساطة أمريكية، ولاسيما بعد أن تغيرت المعادلة العسكرية والسياسية التي هيمنت على المنطقة لعشرات السنين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة الفلسطيني صفقة فلسطين صفقة الاحتلال المقاومة السلاح الامريكي مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإدارة الأمریکیة الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار الأمریکیة فی على قطاع غزة صفقة تبادل حرکة حماس وهذا ما على غزة

إقرأ أيضاً:

تزن 100 ألف طن.. ماذا تعرف عن حاملة الطائرات الأمريكية التي استهدفتها الحوثي؟

 أعلنت جماعة أنصار الله "الحوثي"، فجر الأربعاء، استهداف حاملة الطائرات الأميركية (يو إٍس إس هاري ترومان) للمرة الرابعة خلال 72 ساعة.

وقال الناطق باسم الجماعة يحيى سريع، إن عملية استهداف "هاري ترومان" نجحت، وأحبطت هجوما جويا وشيكا على اليمن.

ما هي هاري ترومان؟
يو إس إس هاري ترومان (CVN-75) هي حاملة طائرات نووية تابعة للبحرية الأمريكية، وهي واحدة من أقوى السفن الحربية في العالم

جرى تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى الرئيس الأمريكي الثالث والثلاثين هاري إس ترومان.

بدأ العمل على تصميمها منذ العام 1988، وتم إنجازها في 1996، لتدخل الخدمة رسميا في العام 1998.

تنتمي إلى فئة نيميتز (نسبة إلى الأدميرال تشيستر نيميتز، قائد أسطول أمريكي في الحرب العالمية الثانية).

تعد "هاري ترومان" واحدة من بين 10 حاملات طائرات تنتمي إلى هذه الفئة، وتتميز بقدرتها على حمل ونشر عدد كبير من الطائرات الحربية يصل إلى 90.

تعمل بالطاقة النووية، مما يمنحها قدرة على الإبحار لمسافات غير محدودة تقريبًا دون الحاجة للتزود بالوقود.

يبلغ طول "هاري ترومان" 332.8 مترًا وعرضها 76.8 مترًا، وتزن حوالي 100 ألف طن.

وتعمل بمفاعلين نوويين من نوع A4W، مما يمنحها قدرة على الإبحار لمسافات غير محدودة تقريبًا دون الحاجة للتزود بالوقود.

تبلغ سرعتها القصوى أكثر من 30 عقدة (56 كم/ساعة)، فيما تحمل طاقمًا يضم حوالي 6000 فرد، بما في ذلك الطيارين وأفراد الصيانة.

قدرات هائلة
تعتبر يو إس إس هاري ترومان منصة عائمة للقوة الجوية، قادرة على نشر مجموعة متنوعة من الطائرات الحربية، بما في ذلك المقاتلات والقاذفات وطائرات الاستطلاع.

وتلعب دورًا حيويًا في عمليات البحرية الأمريكية، وهي تربض في منطقتنا منذ مدة، وتتواجد حاليا قبالة سواحل اليمن.

وكانت الناقلة الضخمة شاركت في العديد من العمليات العسكرية للقوات الأمريكية، بما في ذلك غو  العراق وأفغانستان.

وكانت "هاري ترومان" شاركت أيضا في الحرب على تنظيم الدولة "داعش" عام 2016، حين حطّت قبالة سواحل طرطوس السورية.

ويمكن للناقلة إطلاق طائرتين حربيتين كل 40 ثانية.

بالإضافة إلى الطائرات، فإن هاري ترومان تضم منصات إطلاق صواريخ دفاعية أرض جو، إضافة إلى أنظمة دفاعية أخرى.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: تفعيل الإنذار في عدة مناطق بإسرائيل بعد إطلاق صاروخ من اليمن
  • الجيش الإسرائيلي يشن «عملية برية محدودة» في غزة
  • تعرف على حاملة الطائرات الأمريكية التي استهدفتها الحوثي (إنفوغراف)
  • تعرف عن حاملة الطائرات الأمريكية التي استهدفتها الحوثي (إنفوغراف)
  • تزن 100 ألف طن.. ماذا تعرف عن حاملة الطائرات الأمريكية التي استهدفتها الحوثي؟
  • الجيش الإسرائيلي يهاجم موقعاً عسكرياً لحماس في غزة
  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • سلاح الجو الإسرائيلي يعترض صاروخاً يمنياً وصافرات الإنذار تدوي جنوب البلاد
  • الشرطة الإسرائيلية تعتقل صحفية فلسطينية بتهمة التحريض ودعم الإرهاب
  • قائد الجيش اللبناني: هدفنا تحصين الساحة الداخلية من خطر الإرهاب