سواليف:
2024-11-21@19:33:55 GMT

إدارة الأردن لملف الضفة الغربية

تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT

إدارة #الأردن لملف #الضفة_الغربية _ #ماهر_أبوطير

#سواليف

لا يمكن لإدارة الأردن لملف الضفة الغربية أن تبقى كما هي، واذا كانت كل المعادلات معقدة جدا، فإن الإدارة الحالية للملف لا تكفي، لأن المؤشرات تتراكم فوق بعضها بعضا.

أولا، لا يمكن الركون الى اي ضمانات من الولايات المتحدة، من حيث منع اسرائيل من استهداف الأردن استراتيجيا، والأردن جزء في الاساس من المشروع الاسرائيلي الاكبر، وتتمنى اسرائيل لو تتخلص من الأردنيين والفلسطينيين معا، وترميهم في البحر الميت، لاعتبارات توراتية تقول ان الأردن جزء من اسرائيل الكبرى، وفي الاستخلاص هنا، فإن الأردن لا يمكن ان يركن الى المظلة الاميركية، فهو إما محطة لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية او انه ايضا، مستهدف من حيث مساحته وارضه، او تقسيمه، او محاولة احتلاله كليا او جزئيا.

مقالات ذات صلة 5 سيناريوهات للحكومة 2024/09/11

ثانيا، لا يمكن ايضا ان نواصل بكل سذاجة انتظار صفقة الاسرى مع اسرائيل، لأن ملف غزة، اعقد بكثير من قصة تنظيم فلسطيني استهدف اسرائيل، او قصة اسرى، وما فعلته اسرائيل في القطاع ليس عملا ثأريا وانتقاميا وحسب، بل تدمير لكل القطاع، ولبنيته التحتية واقتصاده وحياة اهله، وهدم لمنازل الناس، وقتل لعشرات الآلاف، وجرح مئات الآلاف، وهذا كله ليس له علاقة بتنظيم، بل بتخطيط اعقد يرتبط بمخطط لإخلاء القطاع، والسطو على ارضه، او جزء منها، وترحيل الفلسطينيين، الى اي موقع، او حشرهم في منطقة محددة من القطاع الضيق، في سياقات اعادة انتاج الديموغرافيا الفلسطينية، وهو مخطط له مستهدفاته في الضفة.

ثالثا، لا يمكن ايضا ان نواصل هنا ذات الادارة التي إما تعبر عن غضبها الدبلوماسي والاعلامي، وإما تهون من المشروع الاسرائيلي، ومستهدفاته النهائية، وهذا يعني ان مواصلة الادارة ذاتها امر لا يكفي، فنحن امام وضع خطير، يستلزم ادارة مختلفة، من جانب مراكز القرار، والحكومة والبرلمان، والمؤسسات السيادية الحساسة، وصولا الى توقع كل شيء، بما يفرض اجراءات اقلها اعادة خدمة العلم، ولو لوقت قصير، وهو اقتراح طرحه مرارا وزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنة، والنائب الاسبق د. ممدوح العبادي، وغيرهما، بما يعني ان انتظار اللحظات الاخيرة حتى نتصرف امر مقلق، وقد شهدنا اصلا توزيع منشورات في الضفة من المستوطنين تطالب اهل جنين بالتوجه الى اربد، واهل رام الله الى عمان، والكلام عن حزمة الخيارات الداخلية بحاجة الى تفصيل اكثر من هذه المعالجة المكثفة والسريعة.

رابعا لا يمكن ايضا مواصلة الركون الى معاهدة وادي عربة، باعتبارها ضمانة، فإسرائيل داست على كل المعاهدات، وانهت اتفاقية اوسلو، وتقتحم المسجد الأقصى يوميا، ووزراء نتنياهو يريدون بناء كنيس في حرم الأقصى، ويدخلونه بحماية رسمية، وذات مشروع الدولة الفلسطينية انتهى كليا، وليس جزئيا، بتصويت من الكنيست الاسرائيلي، وما تعرضت له اوسلو، قد تتعرض له اتفاقية وادي عربة، خصوصا، ان اسرائيل تدرك ان مئات الكيلومترات المفتوحة بين الأردن وفلسطين، خطر استراتيجي عليها، في اي توقيت، وهذا يعني ان الركون الى وادي عربة، يجب ان ينتهي، وواشنطن ذاتها لن تدافع عن وادي عربة، فقد تخلت سابقا عن دول وشعوب.

خامسا، لا يمكن مواصلة الحوار الداخلي في الأردن، بذات الطريقة، اي التهويل من اقامة “الوطن البديل” في الأردن، لأن اسرائيل ذاتها كما اشرت تريد ارض الأردن ايضا، ولا تريد اصلا دولة للفلسطينيين لا في فلسطين، ولا تقبل بدولة فلسطينية اصلا في الأردن، تجاورها وتهدد خاصرتها وهذا يعني ان المخطط اخطر، وقد يبدأ بالتهجير الى الأردن، وصولا الى محاولة دخول الأردن واحتلاله، او اقتطاع مناطق منه والعبث بالتركيبة الداخلية، لاعتبارات تتعلق بتوارتية المشروع الاسرائيلي، ومساحاته الجغرافية المفترضة، وهذا يعني ان ادارة الحوار يجب ان تخضع لفكرة المهدد الاسرائيلي الاستراتيجي لاهل الأردن وفلسطين بذات الدرجة، بدلا من ادارته على طريقة غرائزية تقول ان الفلسطينيين مجرد عبء مرهق، وسوف يستولون على الأردن نهاية المطاف، فهذا حرف للنقاشات عن اساسها، وتضليل للجمهور، يقوم على الاستثمار في الغرائزية.

الخلاصة تقول هنا ان اسرائيل بكل حساباتها حين تتورط بحرب تستمر اكثر من سنة، لا تمثل حالة حرب مع تنظيم في غزة، فهي دخلت حرب اعادة رسم الجغرافيا والديموغرافيا معا.
إن البصيرة نجاة في هذه الظروف.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الأردن الضفة الغربية سواليف الضفة الغربیة وادی عربة لا یمکن

إقرأ أيضاً:

الأردن والضفة في سياسات واشنطن

#الأردن و #الضفة في #سياسات_واشنطن _ #ماهر_أبوطير

من المؤكد هنا أن العام 2025 سيحمل معه استحقاقات غير مسبوقة، خصوصا، من جهة واشنطن التي بدأ رئيسها الجديد الإعلان عن اسماء فريقه الموالي لإسرائيل منذ هذه الأيام.

السفير الأميركي الجديد الذي تم تعيينه لدى إسرائيل مايك هاكابي يقول..”أنا لم اوافق أبدا على استخدام مصطلح الضفة الغربية، وأنا أتحدث عن يهودا والسامرة، أقول للناس لا يوجد احتلال، وكثير من المصطلحات التي يستخدمها الإعلام أو الأشخاص المعارضون لإسرائيل ليست مصطلحاتي، أريد استخدام المصطلحات الحقيقية مثل الأرض الموعودة ويهودا والسامرة”.

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي تم الإعلان عنه يعد من صقور الجمهوريين يساند إسرائيل بشكل كامل ويعتبر حركة حماس إرهابية، وانها السبب في هذا العدد من الضحايا الفلسطينيين، ولديه موقف متشدد جدا من روسيا والصين وإيران، وهو من ذات لون بقية أعضاء الفريق الأميركي الجديد، بما يتطابق مع بقية هوية المعينين، حيث جميعهم في الاستخبارات والأمن والخارجية، من الاتجاه المحافظ والمتشدد الذي لبعضه اتجاهات دينية.

مقالات ذات صلة الإسلام والسلام 2024/11/18

ستيفن ويتكوف قطب العقارات المعروف وهو يهودي أميركي تم تعيينه مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط، عمل بقوة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي 2023، إثر تفجر الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، على حشد مجتمع الأعمال اليهودي لصالح ترامب، خاصة بعدما أوقف الرئيس جو بايدن شحن أسلحة تزن 2000 رطل إلى إسرائيل، وقد أكد في إحدى المقابلات، أنه ساهم مع مانحين يهود كبار في حملة ترامب في أيار الماضي.

بيت هيغسيث تم تعيينه في منصب وزير الدفاع في الفريق الذي سيحكم البيت الأبيض وهو من ذات اللون السياسي المحافظ والمتشدد، وخدم هيغسيث في الجيش الأميركي على مدى سنوات، وشارك في مهام بأفغانستان والعراق، ويعد من قدامى المحاربين وعمل في الإعلام التلفزيوني، وكتب كتابا عن تجربته في الخدمة العسكرية، وأشاد ترامب بسجله القتالي وبذكائه.

تأتي هذه التعيينات الصقورية في الوقت الذي يعلن فيه وزير المالية الإسرائيلي عن مخطط بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، والمؤشرات عن دعم أميركي كامل لهذا المخطط، بما يعني انهاء اتفاقية اوسلو كليا، ودفن مشروع الدولة الفلسطينية، وهو أمر صوت عليه الكنيست أصلا، وأعلنه مسؤولون إسرائيليون مرارا، لكننا الآن ندخل مرحلة على الأرض تخص الضفة الغربية في ظل وجود إدارة أميركية جديدة، يعلن رئيسها أنه يريد وقف الحرب، لكنه لم يقل لنا بأي شروط سوف ينهيها، شروط أهل المنطقة، أم شروط إسرائيل ولصالحها.

الاستخلاص الأساسي هنا أننا في الأردن أمام ظرف مختلف جدا، حيث اثبتت كل هذه التطورات أن حرب غزة لم تكن انتقاما من تنظيم بل إعادة رسم لجغرافيا القطاع السكانية، مع ما يجري في شمال القطاع، وهو سيناريو سنراه في الضفة الغربية بشكل اسوأ، بما يثبت أيضا أن ذرائع السلطة بمنع أي مقاومة وبكون السلطة لا تريد منح إسرائيل الحجة لاجتياح الضفة كاملة، سقطت اليوم، فنحن أمام مشروع إسرائيلي يعني تفكيك مؤسسات السلطة، والتجفيف المالي، وفتح الاخطار في غزة والضفة الغربية، نحو مصر والأردن، نهاية المطاف.

نعبر إلى عام حساس جدا وصعب، حيث سنرى سقفا أعلى من التدخل لصالح المشروع الإسرائيلي مقارنة بما فعله الديمقراطيون، بما يعني أننا في الأردن أمام ظرف استثنائي، دون تهويل أو مبالغة، في ظل استمرار الحرب أيضا في غزة ولبنان، وما قد يستجد على جبهة إيران من حروب أو تسويات، لكن المؤكد هنا، أن الضفة الغربية أمام وضع مختلف تمام عن كل الفترة حتى عام 1967، بما يعنيه ذلك على صعيد القدس، والمسجد الأقصى، وذات الضفة وارتداد ذلك سياسيا وأمنيا واقتصاديا على الأردن، في ظل المخاوف من المخططات.

الغد

مقالات مشابهة

  • بوريل: الأردن شريك لا يمكن الاستغناء عنه وهو مرساة للاستقرار
  • بعد واقعة حضانة الغربية| تأثير تعرض الصغار للضـ.ــرب.. وكيف يمكن للأم اكتشافها؟
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف مدخل بلدة السيلة الحارثية في الضفة الغربية
  • الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة جنين شمالي الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تدمر عددا من المركبات بمنطقة وادي حسن في الضفة الغربية
  • السجن 10 سنوات لنائب أردني سابق حاول تهريب أسلحة للضفة الغربية  
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 15 فلسطينيا في الضفة الغربية.. بينهم طفل
  • المحكمة العليا في الكيان الاسرائيلي توبخ الجيش وتغلق ملف التحقيق بعد الكشف عن قضية مروعة في غزة
  • إدارة بايدن تفرض عقوبات على منظمة استيطان إسرائيلية في الضفة الغربية
  • الأردن والضفة في سياسات واشنطن