تشهد سوق المحللات الكهربائية الصينية نموًا سريعًا، مدفوعة بالطلب المتزايد على إنتاج الهيدروجين بصفته عنصرًا أساسيًا في تحول الطاقة العالمي وجهود خفض الانبعاثات.

وجذبت تكلفة التصنيع المنخفضة في الصين والابتكار عالي التقنية اهتمام مطوري المشروعات الأوروبيين، الذين يسعون إلى الاستفادة من خبرة الصين في خفض تكاليف الاستثمار الأولية بالمجال.

وتتمتع المحللات الكهربائية الصينية ذات النوع القلوي المضغوط بانخفاض تكاليف الاستثمار بنسبة تصل إلى 50%، وهي ميزة تنافسية، بالمقارنة مع مناطق أخرى في العالم، حسب تقرير اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ومع ذلك، فإن نجاح سوق المحللات الكهربائية الصينية لا يخلو من التحديات، حيث قد تواجه حواجز تجارية في الاتحاد الأوروبي قد تحدّ من انتشارها خلال السنوات المقبلة.

هيمنة صينية في الإنتاج

تستحوذ سوق المحللات الكهربائية الصينية على ما يقرب من 60% من إجمالي القدرة الإنتاجية العالمية، ومن المتوقع أن تستمر هذه الهيمنة مع استمرار البلاد في تعزيز استثمارات القدرات الإنتاجية الجديدة، بحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة “وود ماكنزي“.

وقد أثارت القدرة التصنيعية العالية للمحللات الكهربائية في الصين اهتمام مطوري المشروعات الأوروبيين، الذين ينجذبون إلى وفورات التكلفة المحتملة التي يوفرها الاستثمار في هذه التقنيات، والتي يمكن أن تنخفض بنسبة 45% للمشروعات في ألمانيا بحلول 2030.

وتُعزى هذه الميزة التنافسية جزئيًا إلى قاعدة التصنيع الواسعة في الصين والعديد من المشروعات التشغيلية التي تعدّ ذات قيمة لمصنّعي المعدّات الأصلية (OEMs).

نماذج من المحللات الكهربائية للهيدروجين – الصورة من WRI INDIA

نتيجة لذلك، من المرجّح أن يتبنّى العديد من المشروعات العالمية المتوقع وصولها إلى قرارات الاستثمار النهائية (FID) في السنوات القليلة المقبلة، تقنيات المحللات الكهربائية الصينية ذات النوع القلوي المضغوط، ما يمنح البلاد ميزة كبيرة في سلسلة التوريد العالمية حتى 2030.

وحاليًا، تتجاوز قدرة المحللات الكهربائية العاملة بالطاقة المتجددة في الصين، 600 ميغاواط، مع توقعات أن تصل إلى 2.5 غيغاواط بنهاية 2024، مع تحسينات الأداء ومعدلات الموثوقية التي يسجلها المشغّلون.

توسع سوق المحللات الكهربائية الصينية

اكتسبت سوق المحللات الكهربائية الصينية زخمًا كبيرًا، وقد مكّنت الخبرة الواسعة التي تتمتع بها البلاد في صناعة المحللات الكهربائية القلوية، والتي تمتد لأكثر من 4 عقود، من بناء سلسلة توريد شاملة متكاملة رأسيًا.

وقد أدى ذلك إلى تحقيق وفورات في التكاليف لا مثيل لها على مستوى العالم، ما يمنح الصين ميزة تنافسية في هذه الصناعة.

كما يسعى مصنّعو معدّات الطاقة الشمسية والرياح إلى تنويع عروض منتجاتهم، من خلال نمو أعمالهم في مجال المحللات الكهربائية الصينية، تزامنًا مع تطوير هذه الصناعة من الشركات الجديدة.

وفي حين إن تقنية أغشية التبادل البروتوني (PEM) في الصين ما تزال متأخرة عن نظيراتها الغربية من حيث وجودها في المراحل الأولية من التصنيع على نطاق الميغاواط، فإن القدرة الإنتاجية القوية للبلاد ومزايا التكلفة الاستراتيجية تضعها في وضع يمكّنها من النمو والتطور في المستقبل.

التكاليف وأسعار التصدير

يسعى المصنّعون إلى اغتنام فرصة تصدير المحللات الكهربائية الصينية مع زيادة الطلب، لا سيما في مناطق مثل أوروبا، حيث تُنفَّذ مشروعات الهيدروجين على نطاق واسع في إطار مبادرات إزالة الكربون وزخمها المتصاعد أوروبيًا وعالميًا.

وأصبحت صادرات الصين من المحللات الكهربائية تنافسية بشكل متزايد، حيث تقل أسعار صادراتها من المحللات القلوية بنسبة 25% عن أسعارها في ألمانيا، على سبيل المثال.

أحد المحللات الكهربائية في مشروع للهيدروجين الأخضر بمقاطعة شينجيانغ الصينية – الصورة من موقع هيدروجين إنسايت

كما قاربت أسعار صادرات المحللات الكهربائية الصينية مع أسعار نظيراتها الغربية، ولكن ما يزال المصدّرون يواجهون تكاليف إضافية تتراوح من 25% إلى 40% من التكلفة الإجمالية، بحسب تقرير وود ماكنزي.

وتتمثل الدوافع الرئيسة لهذه التكاليف في الحاجة إلى مواد عالية الجودة، تمثّل 15% إلى 30% من النفقات الإضافية، ورسوم الاعتماد التي تتراوح من 5% إلى 10%، إذ يطلب المطورون مواصفات عالية الجودة إلى حدّ كبير.

وفيما يتعلق بوقت التسليم، تستغرق أجهزة المحللات الكهربائية الصينية عادةً ما بين 6 إلى 11 شهرًا للوصول، ولكنها تتأثر بعوامل مثل المسافة وحجم الطلب ومتطلبات الاعتماد.

ويختار المشترون في الخارج بشكل متزايد الشراء المباشر من المصنّعين الصينيين، وقد تمّ تأمين أكثر من 200 ميغاواط من الطلبات الخارجية حتى الآن، ومع ذلك، يمكن أن تؤثّر متطلبات المحتوى المحلي والتعرفة التجارية في السوق.

وتعمل الشركات الصينية المصنعة للمعدّات الأصلية على ترسيخ مصداقيتها من خلال مشروعات تجريبية صغيرة الحجم في الخارج، لتوسيع حصتها في السوق، ما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار التصدير بنسبة 30% إلى 35% بحلول 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: فی الصین

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: نعمل على تطوير مجالات الطاقة النظيفة لنقلها إلى أوروبا

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: إن هناك فرصة كبيرة لمصر لإحداث تطوير في مجال الطاقة النظيفة.

وأضاف الرئيس السيسي، خلال حوار مع أبنائه طلاب أكاديمية الشرطة، على هامش زيارته للأكاديمية: «عندنا فرصة في الهيدروجين الأخضر والأمونيا اللي بتدخل فيها طاقة نظيفة».

وتابع الرئيس السيسي: «أنا بقول الكلام ده لأهلي المصريين، إحنا عندنا فرصة في الرياح والشمس، وفي إمكانية عمل مزارع لإنتاج طاقة للرياح ومزارع إنتاج طاقة للشمس».

وأكد الرئيس السيسي، أن «هذه فرصة جيدة لمصر.. نتيجة أن مصر قريبة من الأسواق الأوروبية فيمكن عمل نقل للطاقة النظيفة لهذه الدول، من خلال كبل كهرباء يصل بيننا وبينها».

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي عن البريكس: أي تعاون مع مصر فيه استفادة للطرف الآخر

السيسي عن العاصمة الإدارية: حولنا الأراضي التي لا تساوي شيئا إلى أموال نستفيد منها

السيسي: ضاعفنا عدد الجامعات في مصر لتحسين مستوى التعليم

مقالات مشابهة

  • الدفاع الصينية تنتقد تقرير البنتاجون حول التطور العسكري
  • أبرز القواعد التي يطبقها الأطباء «لإطالة العمر»
  • الرئيس السيسي: نعمل على تطوير مجالات الطاقة النظيفة لنقلها إلى أوروبا
  • الولايات المتحدة تعقد صفقة مع الشركة المصنعة للطائرة التي رصدت السنوار
  • ترامب: على أوروبا زيادة شراء الطاقة أو مواجهة الرسوم
  • وزير الكهرباء: شراكة استراتيجية بين مصر والسعودية لتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية
  • بوتين عن موقف كييف من عقد ترانزيت الغاز الروسي إلى أوروبا: تعض اليد التي تطعمها
  • سفير الصين: العلاقات المصرية الصينية دخلت العصر الذهبي لتقدم نموذج للتضامن والتنمية
  • الغاوي يدعو الصين لتفعيل المشاريع المتوقفة واستئناف عمل الشركات
  • الصين توسع قوتها النووية وتزيد الضغوط العسكرية ضد تايوان حسب تقرير للبنتاغون