مطر: الوقت مؤاتٍ لإعادة هيكلة الديون من أجل الاستقرار
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
كتبت " النهار": وصلت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، إلى مستويات غير مسبوقة. والمضيّ قدماً في إعادة هيكلة الديون أمر ضروري، إذ إن ذلك لن يظهر التزام لبنان بمعالجة أزمته المالية فحسب، بل سيبعث أيضاً بإشارة قوية إلى الدائنين الدوليين.
يقول عضو لجنة المال والموازنة النيابية، النائب إيهاب مطر لـ"النهار"، إنه يمكن أن تؤدي التدابير المالية الصارمة إلى زيادة زعزعة استقرار البلاد، مما يؤدي إلى المزيد من الاضطرابات الاجتماعية.
ويرى مطر أنه يجب على الدائنين، ولا سيما داخل نادي باريس وحاملي السندات من القطاع الخاص، أن يدركوا المخاطر المرتبطة بفرض تدابير تقشف صارمة في مثل هذه البيئة المتقلبة. وفي حالة لبنان، تعرّضت قدرة السكان على تلبية الاحتياجات الأساسية للخطر بالفعل، ويمكن أن يؤدي المزيد من الضغوط المالية إلى تفاقم المصاعب القائمة. فالنسيج الاجتماعي للبلد هشّ بالفعل، ويمكن أن يؤدي الضغط المالي المستمر إلى مزيد من عدم الاستقرار.
ويرى أن الأزمة الحالية، التي تنطوي على تحديات اقتصادية واجتماعية وجيوسياسية، تمثل لحظة فريدة للبنان لإعادة التفاوض على التزامات ديونه. والتحرك الآن، فيما البلد في حالة من الضيق الشديد، يتيح إمكانية تأمين شروط متساهلة من الدائنين. وإذا انتظر لبنان التعافي اقتصادياً قبل الدخول في مفاوضات، فمن المرجح أن يطالب الدائنون بالسداد الكامل ويفرضوا شروطاً أكثر صرامة. في الوقت الحالي، تخلق الحالة الاقتصادية الضعيفة في لبنان والأزمة الإنسانية حجة مقنعة لتخفيف عبء الديون، بما في ذلك تمديد فترات السداد، وخفض أسعار الفائدة، أو حتى الإعفاء الجزئي من الديون. ومن شأن تأخير العمل أن يضعف موقف لبنان التفاوضي.
وقد يؤدي الانهيار في لبنان، وفق مطر، إلى موجات من الهجرة وتفاقم التوترات في منطقة غير مستقرة بالفعل. ويشكل خطر نشوب الصراعات، الناجم عن تدهور الأحوال المعيشية وتصاعد التوترات الإقليمية، تهديداً خطيراً للأمن الدولي. إن أهمية لبنان الاستراتيجية في الشرق الأوسط تعني أن انهياره لن يؤثر فقط على الدول المجاورة بل سيجذب أيضاً قوى عالمية ذات مصالح راسخة في المنطقة. لذلك، يجب على الدائنين الدوليين العمل على منع الأزمة الإنسانية في لبنان من التصاعد إلى كارثة إقليمية.
ويشدد على ضرورة إثبات أن تخفيف عبء الديون ضروري لمنع وقوع كارثة إنسانية، ما يمكن للبنان أن يعزز موقفه التفاوضي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
١٠ ملايين يورو.. اتفاقية تعاون بين وزارة المالية والبنك الأوروبي لتعزيز نمو الاقتصاد المصري
شهد اليوم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة المالية، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية «EBRD»، والتي تأتي بمبادرة للوحدة المركزية للمشاركة مع القطاع الخاص بوزارة المالية لإنشاء «حساب مصر» لتمويل دراسات الجدوى ومستشاري الطرح لمشروعات «المشاركة مع القطاع الخاص» برأسمال ١٠ ملايين يورو؛ على نحو يسهم في دعم جهود الدولة المصرية الهادفة لتمكين القطاع الخاص وتعزيز نمو أنشطته ومساهماته في الاقتصاد المصري.
وقع اتفاقية التعاون أحمد كجوك، وزير المالية، والدكتور/ مارك ديفيس، المدير الإقليمي لمنطقة جنوب وشرق المتوسط بالبنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هذه الاتفاقية تسهم في توفير الدعم اللازم لتعظيم مشاركة القطاع الخاص المصري والأجنبي في مشروعات البنية الأساسية والمرافق والخدمات العامة، وفق أولويات الدولة المصرية.
من جانبه، أوضح أحمد كجوك، أن إنشاء «حساب مصر» بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية «EBRD»، يساعد في توفير التمويلات المحفزة لتدفق استثمارات القطاع الخاص المحلي والأجنبي في مصر.
حيث يسهم في إتاحة دراسة وطرح عدة مشروعات بنظام «المشاركة مع القطاع الخاص» في نفس الوقت ويضمن سرعة التعاقد مع الاستشاريين الدوليين والوطنيين لمشروعات «المشاركة مع القطاع الخاص» خلال مدة لا تتجاوز ٦ أسابيع، كما يحقق خفض مدة الحصول على تمويل دراسات الجدوى لمشروعات «المشاركة مع القطاع الخاص» من شركاء التنمية من سنة إلى شهرين فقط.
وأعرب وزير المالية، عن تقديره لجهود «الوحدة المركزية للمشاركة مع القطاع الخاص» والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية «EBRD» في وضع هذه المبادرة حيز التنفيذ من أجل توفير التمويلات الإنمائية اللازمة لدفع المسار المصري نحو توسيع نطاق مشروعات المشاركة مع القطاع الخاص «P.P.P» وزيادة دور واستثمارات ومساهمات القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي؛ على نحو يضمن تحقيق معدلات نمو مرتفعة ومستدامة ترتكز على الأنشطة الإنتاجية والتصديرية وتعزز تنافسية الاقتصاد المصري.
وأوضح أحمد كجوك أنه تم خلال عام ٢٠٢٤، توقيع ١٠ مشروعات بنظام «المشاركة مع القطاع الخاص» بتكلفة استثمارية إجمالية بنحو ١٩,٨ مليار جنيه في قطاعات: تحويل المخلفات الصلبة، والموانئ الجافة، والصرف الصحي، ومحطات المحولات، وشبكات توزيع الكهرباء، والتعليم الفني، ومستودعات السلع الاستراتيجية.
مشيرًا إلى أن هناك ٩ مشروعات أخرى جديدة تحت الطرح بتكلفة استثمارية بنحو ٥٣,٩ مليار جنيه في قطاعات: محطات المحولات، وشبكات توزيع الكهرباء، ومحطة تحلية المياه، ومعالجة الصرف الصحي، والمدارس الفنية والمدارس المتميزة للغات، ومراكز الخدمات.
وأضاف الوزير، أن هناك ١٠ مشروعات أخرى يجري إعدادها للطرح، بعد موافقة اللجنة العليا لشئون المشاركة مع القطاع الخاص، بتكلفة استثمارية بنحو ٣٧ مليار جنيه في قطاعات: محطات المحولات، وشبكات توزيع الكهرباء، والصرف الصناعي، لافتًا إلى أن مشروعات «المشاركة مع القطاع الخاص» تخلق مسارًا جيدًا لتحقيق النمو في مختلف الأنشطة الاقتصادية والإسهام الفعال في تحقيق التنمية المستدامة الشاملة.