هاريس وترامب، في مشهد شد انتباه الملايين من الأميركيين، استضافت شبكة "إن بي سي" أمس الثلاثاء مناظرة انتخابية هي الأولى - وربما الأخيرة - بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس، تأتي هذه المناظرة في إطار حملتهما للفوز برئاسة الولايات المتحدة في انتخابات نوفمبر القادم.

وفقًا لتحليلات كبرى شبكات الأخبار الأمريكية، برزت هاريس بهدوئها ووضوح عرضها للسياسات في المقابل، حافظ ترامب على أسلوبه المعهود، مما اعتبره البعض عدم هزيمة له كونه ظهر كما يتوقعه أنصاره والناخبون.

طغت الاتهامات المتبادلة والهجمات الشخصية على النقاش. وصف ترامب هاريس بالضعف، متهمًا إياها بالفشل في تنفيذ وعودها خلال فترة حكم بايدن. ردت هاريس واصفة ترامب بأنه عار على أمريكا.

يخضع تقييم أداء المرشحين لعوامل متعددة، مما يجعل الحكم النهائي على نتيجة المناظرة أمرًا معقدًا.

خبير أمن قومي: "كاميلا" حاولت إظهار عيوب "ترامب" في المناظرة الأخيرة عبد المنعم سعيد: هاريس تفوقت على ترامب في المناظرة الأولى بينهما

في تصريحات للجزيرة، أشاد غريغوري كوجر، مدير مركز هانلي للديمقراطية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة ميامي، بأداء كامالا هاريس في المناظرة. اعتبر كوجر هاريس الفائزة الواضحة، مثنيًا على قدرتها في توضيح خططها الاقتصادية والخارجية بشكل ممتاز.

وأوضح كوجر أن هاريس نجحت بفعالية في إثارة غضب ترامب، مما أدى إلى فقدانه لضبط النفس في بعض الأحيان. ولفت إلى أن ترامب واجه صعوبات في إكمال جمله أحيانًا، مشيرًا إلى أن مقدمي المناظرة لاحظوا تكرار كذبه في عدة مواقف.

 هاريس حققت أداءً متميزًا وترامب لم يُهزم.. تابع ردود الأفعال الأمريكية على المناظرة الرئاسيةترامب يقع في فخاخ هاريس

أخفق ترامب في تصوير هاريس كامتداد لرئاسة بايدن وكشخص غير جدير بالثقة، رغم النصائح بتجنب الهجوم على عرقها وجنسها والتركيز على القضايا ومواقفها غير الشعبية سابقًا، لم يلتزم ترامب بهذه الإستراتيجية.

وفقًا لمستشار جمهوري، وقع ترامب في جميع الفخاخ التي نصبتها له هاريس، فشل في مقاومة استفزازاتها ولم يركز على ربطها بسياسات الإدارة الحالية التي يعتبرها سيئة.

وصف المستشار إستراتيجية ترامب بالبسيطة لكنه لم ينفذها، مشيرًا إلى أن حجم الفرص الضائعة وإخفاقات ترامب حتى الآن كبير، هذا التقييم يعكس قلقًا متزايدًا في الأوساط الجمهورية من أداء ترامب في المناظرة.

رغم محاولاتها في إخراجه عن طوره.. ترامب يتقدم على هاريس

عبّر خبير جمهوري آخر عن رأي حاد، قائلًا إن هاريس "سحقت" ترامب في المناظرة، وصف أداء ترامب بأنه غير مستعد ومشوش، مشيرًا إلى تكراره لنقاط حديث قديمة وسهولة استفزازه من قبل هاريس.

في المقابل، قدم الكاتب والمحلل السياسي بيتر روف رؤية مختلفة، رأى روف أنه لم يكن هناك فائز واضح، معتبرًا ذلك ميزة لصالح ترامب، وأضاف أن هاريس فشلت في إخراج ترامب عن طوره بشكل ملحوظ.

واعتبر روف أن أداء المرشحين كان متقاربًا، مشيرًا إلى أن ترامب يتقدم بشكل طفيف على هاريس في معظم استطلاعات الرأي.

هذه الآراء المتباينة تعكس الانقسام في تقييم أداء المرشحين وتأثير المناظرة على مسار الحملة الانتخابية.

“ترامب” سيطر على نفسه.. تفاصيل المناظرة التاريخية بين مرشحي الرئاسة الأمريكية دبلوماسي سابق: هاريس أدارت مناظرتها مع ترامب كمدعي عام.. والأخير لم يكن مستعدًا هاريس نجحت في استفزاز ترامب

نجحت هاريس في إثارة غضب ترامب عدة مرات خلال المناظرة من خلال تعليقات استفزازية مدروسة:

أولًا، أشارت إلى أن العديد من الحاضرين يغادرون تجمعات ترامب الانتخابية مبكرًا بسبب الملل.

ثانيًا، استحضرت ذكرى السيناتور جون ماكين، واصفة إياه بـ "العظيم"، مع التذكير بعدم احترام ترامب له.

ثالثًا، لفتت الانتباه إلى دعم نائب الرئيس السابق ديك تشيني لها.

وأخيرًا، أشارت إلى أن أكثر من 200 مسؤول جمهوري سابق لا يثقون بترامب.

هذه الاستراتيجية هدفت إلى إظهار ضعف قاعدة دعم ترامب داخل الحزب الجمهوري وإثارة ردود فعل غاضبة منه.

 هاريس حققت أداءً متميزًا وترامب لم يُهزم.. تابع ردود الأفعال الأمريكية على المناظرة الرئاسيةبعد الهجوم والسخرية.. تماسك هاريس وتشتت ترامب

هاجمت هاريس خطط ترامب الاقتصادية، مشيرة إلى سخرية اقتصاديي كلية وارتون - جامعة ترامب - منها.

اتبعت هاريس استراتيجية مناظرة فعالة:
- قدمت تفاصيل دقيقة عن سياسات الضرائب للشركات الصغيرة والرعاية الصحية، متفوقة على ترامب في هذه النقاط.
- برزت في مناقشة قضايا الإجهاض والحريات الإنجابية والسياسة الخارجية، مظهرة عاطفة وإقناعًا أكبر.
- حافظت على هدوئها وتعابير وجه متماسكة، متباينة مع غضب ترامب وتشتته.

ختمت هاريس بتأكيد تمايزها عن بايدن وترامب، مقدمة نفسها كممثلة لجيل جديد من القيادة، وهو محور رئيسي في حملتها الانتخابية.

محلل أمريكي: “هاريس” تعمدت التشويش على “ترامب”.. والمناظرات لا ترجح مرشح على الآخر ترامب يهدد تايلور سويفت: ستدفعين ثمن دعمك لهاريس أراء أمريكية بعد المناظرة

يخلص العديد من المراقبين الأميركيين إلى أن المناظرات ليست ذات أهمية كبيرة. فقد أظهرت استطلاعات الرأي، على سبيل المثال، أن هيلاري كلينتون تفوقت بسهولة على ترامب في جميع المناظرات الثلاث عام 2016، ومع ذلك تمكن ترامب من الفوز بالانتخابات والدخول إلى البيت الأبيض.

بينما يبدو أن هاريس قد حققت تقدمًا ملحوظًا في المناظرة أمام ترامب، يؤكد كوجر، مدير مركز هانلي للديمقراطية، في حديثه للجزيرة نت أن "المناظرات، تاريخيًا، لم تكن لها تأثيرات كبيرة في الجولات الانتخابية السابقة، لكن في سباق شديد التنافس، يمكن أن يسهم هذا التفوق الواضح لهاريس في تعزيز فرصها للفوز".

من جانبه، أشار روف -في حديثه للجزيرة نت- بعد انتهاء المناظرة إلى أنه "من المحتمل أن يكون لتلك المناظرة تأثير محدود على السباق الانتخابي، كما هو الحال بالنسبة للملايين التي ستُنفق قريبًا على الإعلانات في التلفزيون والراديو والإنترنت. وقد حسم معظم الناخبين بالفعل خياراتهم بشأن كيفية التصويت. السؤال يكمن في ما إذا كانوا سيشاركون بالفعل في التصويت أم لا".
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: هاريس ترامب مناظرة هاريس وترامب المناظرة الرئاسية ترامب وهاريس مناظرة ترامب وهاريس الفجر بوابة الفجر عربي ودولي فی المناظرة مشیر ا إلى ترامب فی هاریس فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

إندبندنت: بوتين وترامب يتخاعدان وأوكرانيا هي من سيدفع الثمن

قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن مسؤولين أميركيين وبريطانيين سابقين علقوا على تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، وقالوا إن لدى كل من ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظرة مفرطة في التفاؤل بشأن مواقفهما اتجاه بعضهما.

ويرى أولئك المسؤولون أن كلا الرئيسيين يقللان بشكل خطير من تقدير ما يمكن للآخر القيام به، مما يحمل مخاطر بعيدة المدى لأوكرانيا بشك.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: حكايات حزينة للاجئين سودانيين فروا من جحيم الحربlist 2 of 2نيويورك تايمز: ترامب سيواجه واقعا مختلفا في الشرق الأوسطend of list

وأوضحت الصحيفة أن فوز ترامب في الانتخابات الأميركية الأسبوع الماضي قلب خطة أوروبا لدعم كييف، لأن الرئيس المنتخب يركز على إنهاء الحرب بسرعة، حتى لو كان ذلك يعني دفع أوكرانيا للتنازل عن الأراضي التي تحتلها روسيا حاليا.

ثقة مفرطة؟

وبحسب الإندبندنت، يعتقد السير أليكس يانغر، الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني (إم آي 6)، أن ترامب يبالغ في تقدير قدرته على إجبار بوتين على تبادل الأراضي، مع أن بوتين يريد بوضوح أكثر من ذلك بكثير، لأنه يشعر بالفوز وبالتالي يرى أن عليه أن يكسب المزيد لتبرير التضحية المروعة التي فرضها على الشعب الروسي، في حين يقلّل ترامب من شأن التحدي ويبالغ في تقدير نفوذه.

ويقول السفير البريطاني السابق في موسكو السير لوري بريستو إن مثل هذه الخطوة ستكون لعبة خطيرة، وقد تكون أيضا مؤشرا على غطرسة ترامب الذي تعرض لانتقادات شديدة خلال ولايته الأولى عندما التقى بوتين عام 2018 في هلسنكي بفنلندا، دون حضور مستشاريه.

وأوضح السير لوري بريستو قائلا إن هذا يظهر كثيرا ثقة ترامب المفرطة، ونقص فهمه للشخصية التي يتعامل معها، ووصف بوتين بأنه "رجل من المخابرات السوفياتية، ولذلك يجب أن يكون من الخطير جدا محاولة التعامل مع أي مسائل ذات أهمية معه دون وجود مسؤولين في الغرفة.

ضمانات أمنية لأوكرانيا

ويرى كيرت فولكر، الممثل الخاص الأميركي السابق للمفاوضات بشأن أوكرانيا أثناء ولاية ترامب الأولى، أن قوة ترامب تكمن في أنه "لا يحب استغلال الناس له ولا محاولة خيانته. أعتقد أن هذا سيكون عاملا أساسيا في التعامل مع بوتين".

ويعتقد فولكر أن بوتين لن يحترم أي اتفاق، وسيستخدم وقف إطلاق النار لإعادة بناء قواته ومحاولة مهاجمة أوكرانيا، ولذلك سيقدم ترامب ضمانات أمنية لأوكرانيا تمنع قدرة موسكو على تحقيق النجاح في أي هجوم مستقبلي "ترامب سوف يخلق قوة كافية بحيث لا يتحداها الروس".

ويعتقد فولكر أن ترامب سوف يضمن انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويجعل الأوروبيين يدفعون ثمن ذلك، وفي الوقت نفسه، سوف يزود أوكرانيا بالأسلحة الكافية لضمان بقاء خط المواجهة مجمدا، لأن موسكو -حسب رأيه- ليس لديها خيار.

وأشارت الصحيفة إلى أن أي مفاوضات مع بوتين بشأن أوكرانيا يجب أن تأخذ في الاعتبار أن روسيا تقاتل إلى جانب القوات الكورية الشمالية، وهي مسلحة بطائرات مسيرة إيرانية، كما أنها تحاول تحقيق أقصى استفادة من علاقتها مع الصين.

وخلصت الصحيفة إلى أن هناك قضية واحدة اتفق عليها جميع المسؤولين السابقين الذين تحدثت إليهم، وهي أن أوروبا بحاجة إلى تكثيف جهودها للدفاع ليس فقط عن أوكرانيا، بل عن القارة دون اعتبار لمن يفوز برئاسة الولايات المتحدة مستقبلا.

مقالات مشابهة

  • هاريس خسرت رغم دعم النجوم.. غارديان: هل انتهى عصر تأييد المشاهير؟
  • تركيا وترامب: تفاؤل نظري وقلق عملي
  • بايدن يسمح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بصواريخ أمريكية
  • تايمز: لهذا أنفقت هاريس مليار دولار على حملتها وخسرت
  • طالبان وترامب.. هل تحقق الإدارة الأمريكية الجديدة حلم الشرعية الدولية للحركة؟
  • "الكرملين" ينفي وجود تحضير لمحادثة بين بوتين وترامب
  • «الكرملين» ينفي وجود تحضير لمحادثة بين بوتين وترامب
  • كامالا هاريس تجمع مليار دولار لحملتها الديمقراطية رغم الخسارة أمام ترامب
  • هاريس تواصل جمع التبرعات رغم تخطي "حاجز المليار"
  • إندبندنت: بوتين وترامب يتخاعدان وأوكرانيا هي من سيدفع الثمن