وصلت أول سفينة شحن هجينة تعمل بطاقة الرياح إلى ميناء كانافيرال بولاية فلوريدا الأميركية، حاملةً مكونات الصاروخ أريان 6 (Ariane 6)، في خطوة يمكن أن تساعد قطاع الشحن البحري على خفض الانبعاثات الكربونية.

ووفقًا للمعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، صمّمت السفينة “إم في كانوبي MV Canopée” مجموعة الطيران الفرنسية أريان غروب “Ariane Group”، في حين تشغلها شركة أليزي “Alizés” الفرنسية المتخصصة في قطاع النقل البحري.

وتُوصف السفينة بأنها مزوّدة بـ4 أشرعة، ويبلغ طولها 121 مترًا وعرضها 22 مترًا، وتتكوّن من جناحين للأمام والخلف، ويمكن لأشرعة السفينة الدوران بمعدل 360 درجة لالتقاط الرياح بزاوية قائمة، وتتسع لنقل 5 آلاف طن، بسرعة تلامس 16.5 عقدة.

وللسفينة التجارية القدرة على تنفيذ 12 رحلة سنويًا، ونقل مكونات الصاروخ والمعدات التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية إلى منطقة غيانا (أحد أقاليم ما وراء البحار الفرنسية)، التي تقع على الساحل الشمالي لقارة أميركا الجنوبية، في إطار اتفاق مبرم بين الجانبين لمدة 15 عامًا، وفقًا لمتابعات منصة الطاقة.

ويؤكد الخبراء والمعنيون أهمية فرض تدابير ملزمة قانونًا لمزيد من تنفيذ إستراتيجية خفض انبعاثات قطاع الشحن البحري بنحو 15% منذ عام 2022 إلى عام 2030، لا سيما أن نسبة إسهام القطاع عالميًا بلغت 2% من الانبعاثات الكربونية عام (2022)، حسبما أشارت إحصائيات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية خلال العام الماضي (2023).

مهمة فضائية

أعرب الرئيس التنفيذي لميناء كانافيرال الأميركي، جون مواري، عن سعادته بزيارة أول سفينة شحن هجينة تعمل بطاقة الرياح للميناء الأميركي، بحسب ما أوردته منصة أوفشور إنرجي “Offshore Energy”.

وأضاف مواري أن تصميم السفينة التجارية فريد من نوعه لقطاع النقل البحري، من حيث نوع الشحنة التي تحملها.

وتأتي زيارة السفينة إلى الميناء الأميركي في ضوء الاستعدادات -التي تجريها وكالتا الفضاء الأوروبية والأميركية (ناسا)- لإطلاق الصاروخ أريان 6 (Ariane 6) خلال العام الجاري.

أول سفينة شحن هجينة تعمل بطاقة الرياح – الصورة من موقع offshore-energy

وتمتاز أول سفينة شحن هجينة تعمل بطاقة الرياح بأنها مزوّدة بأشرعة ذات أجنحة قابلة للطي، وتشتهر بقدرتها على استيعاب الحمولات الكبيرة.

وقال مسؤول شركة أريان غروب المصممة للسفينة، إن أشرعتها الـ4 تولّد كهرباء أكبر بكثير من التي تنتجها نظيرتها التقليدية.

وأضاف أن استعمال الأشرعة يسمح لأول سفينة شحن هجينة تعمل بطاقة الرياح بتوفير ما يصل إلى 30% من استهلاك الوقود لكل رحلة.

وأشار إلى أن السفينة تستعمل كلًا من طاقة الرياح والوقود، لافتًا إلى أنها تُعد أول سفينة شحن هجينة كبيرة الحجم يتم بناؤها على الإطلاق.

سفينة إم في كانوبي الفرنسية لنقل مكونات صاروخ أريان 6 إلى غايانا الفرنسية – الصورة من موقع offshore energy تقليل الانبعاثات

فازت شركة أليزي (وهي مشروع مشترك بين شركتي زيفير وبوري “Zephyr & Boree” وجيفمار للخدمات البحرية “JIFMAR Offshore Services”) بمناقصة طُرحت عام 2019 أطلقتها مجموعة أريان غروب الفرنسية لنقل إحدى المركبات الفضائية التي ستُطلقها الشركة لزيارة الفضاء.

واتجهت أليزي بعد ذلك لبناء أول سفينة شحن هجينة تعمل بطاقة الرياح، والمصممة لمتطلبات نقل مكونات الصاروخ الفضائي (Ariane 6) إلى موقع الإطلاق.

سفينة “إم في كانوبي” لنقل مكونات صاروخ أريان 6 إلى غايانا – الصورة من موقع -offshore-energy

وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مارس/آذار الماضي، أول سفينة شحن هجينة تعمل بطاقة الرياح، وأشاد بدورها المرتقب في خفض معدلات الانبعاثات الكربونية التي يُسهم بها قطاع الشحن البحري عالميًا.

وبُنيت أول سفينة شحن هجينة تعمل بطاقة الرياح في حوض بناء السفن البولندي “نيبتشون”، ونفذت أولى رحلاتها البحرية بصورة تجريبية في ديسمبر/كانون الأول (2022)، وكانت الرحلة من مدن: بريمن وروتردام ولوهافر إلى بوردو، في طريقها إلى موقع الإطلاق في أميركا الجنوبية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: أریان 6

إقرأ أيضاً:

سقطرى تواجه موسم الرياح الموسمية…عزلة قاسية وأزمات متكررة

يمن مونيتور/قسم الأخبار

مع حلول شهر يونيو من كل عام، تدخل جزيرة سقطرى اليمنية في موسم الرياح الموسمية العنيفة، والذي يستمر حتى سبتمبر، ليحول حياة السكان إلى سلسلة من التحديات اليومية القاسية، حيث تغلق الأمواج العاتية كل المنافذ البرية والبحرية والجوية.

ويشهد الميناء الرئيسي للجزيرة توقفًا شبه كامل للحركة الملاحية، بسبب عدم وجود حواجز بحرية تحمي السفن من الرياح التي تتجاوز سرعتها 40 عقدة، بينما تصبح الرحلات الجوية محدودة للغاية، مع ارتفاع أسعار التذاكر إلى مستويات خيالية، مما يحرم الكثيرين من السفر للعلاج أو لأغراض تعليمية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، يتعرض قطاع الصيد لشلل تام نتيجة توقف النشاط البحري، وهو ما يهدد مصدر الرزق الأساسي لعشرات الأسر، فيما تشهد الأسواق موجة غير مسبوقة من الغلاء في أسعار المواد الغذائية والطبية والمحروقات، في ظل تدهور العملة المحلية وغياب الرقابة على الأسعار.

ويستخدم السكان مصطلح “موسم المِدّة” أو “الحَرْف” للإشارة إلى هذه الفترة العصيبة، التي تتكرر سنويًا دون أي حلول عملية من السلطات، بينما تستغل بعض الجهات الأزمة لفرض احتكارات على السلع الأساسية، مما يزيد المعاناة.

وتشهد المناطق الجنوبية والمرتفعات الوسطى مثل دِكسم وحَجْهَر أجواء ضبابية وباردة مصحوبة بأمطار متقطعة، فيما يظل البحر في حالة هيجان مستمرة، ليُطلق عليه السكان اسم “دُومَر” تعبيرًا عن غضب الأمواج التي تجعل حركة القوارب مستحيلة.

ورغم تكرار الأزمة كل عام، لم تقدم السلطات المحلية أي حلول جذرية، سواء عبر توفير بدائل نقل أو إنشاء مخزون استراتيجي أو دعم النقل الجوي، مما دفع السكان إلى المطالبة بتدخل عاجل لمواجهة تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وتبقى سقطرى، رغم أهميتها البيئية والاستراتيجية، تعاني من الإهمال المزمن، حيث تحول موسم الرياح من مجرد ظاهرة مناخية إلى اختبار حقيقي لصمود السكان في وجه العزلة والغلاء وغياب الحلول.

مقالات مشابهة

  • استفد من ChatGPT وروبوتات الدردشة الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بهذه النصائح
  • حالة الطقس.. استمرار الرياح المثيرة للأتربة على أجزاء من المناطق
  • شراء طاقة الرياح
  • يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس بشمال وجنوب قطاع غزة إضافة إلى مجموعات أبو الشباب التي تعمل برفح
  • تركيا تحاصر حرائق الغابات ومخاوف من اشتداد الرياح
  • ثاني مهمة فضائية من عُمان.. استعدادات لإطلاق "دقم 2" على المركبة "كيا-1"
  • سقطرى تواجه موسم الرياح الموسمية…عزلة قاسية وأزمات متكررة
  • رغم تحسن الوضع.. الرياح تهدد بزيادة حرائق الغابات في تركيا
  • اللهم إنا نعوذ بك من شر الرياح والعواصف.. أدعية للحفظ وقت تقلبات الطقس
  • قوة أمنية تداهم مكتب فضائية في بغداد وتوقف البث