إعلام أمريكي: فشل مهمة البحر الأحمر هو أكبر انتكاسة للبحرية الأمريكية منذ 50 عاماً
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
الثورة / متابعات
واصلت وسائلُ الإعلام الصهيوني تأكيدَ تعاظُمِ مخاوِفِ العدوِّ تِجاهَ تطوُّرِ الإمْكَاناتِ العسكريةِ اليمنيةِ وإصرارِ القيادةِ اليمنية على المضي نحو المزيد من مسارات التصعيد، سواءٌ فيما يتعلق بالرد الحتمي على استهداف الحديدة، أَو دخول المرحلة الخامسة، مشيرة إلى أن الوضع على الجبهة اليمنية لا يدعو للتفاؤل بالنسبة لكيان الاحتلال.
ونشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، تقريراً أكّـدت فيه أنه “فيما يتعلق بالتهديد [اليمني] المباشر لإسرائيل؛ فلا يبدو أن هناك ما يدعو للتفاؤل” مُشيراً إلى أن هذا ما تؤكّـده تصريحاتُ قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بشأن “الاستعدادِ للمرحلة الخامسة، والتي تتضمَّنُ مبادراتٍ غيرَ متوقعة، وبنكَ أهدافٍ موسَّعًا”.
وأكّـدت الصحيفة أن “تصريحات كبار القادة التي تقول إن الانتقامَ من “إسرائيل” أمر مؤكَّـدٌ ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد”.
وأضافت: “لا ينبغي لنا أن نستنتجَ أن الحوثيين قد تراجعوا بعدَ الضربة على ميناء الحديدة، وبناءً على الدافع القوي الذي يظهرونه لإلحاق الأذى بـ “إسرائيل” والهجمات المتجددة في البحر الأحمر، يبدو من المرجَّح أنهم يجمعون صفوفَهم”.
وتوقَّعت الصحيفة أن القواتِ المسلحةَ اليمنية “ستزدادُ قوةً على مر السنين، سواءٌ من حَيثُ الكمية أَو نوعية الأسلحة التي تمتلكها، بل ربما تقومُ بتقريب التهديد من إسرائيل”.
واعتبرت الصحيفة أنه يجبُ على الكيان الصهيوني “أن يكون مستعدًّا” فيما يتعلق بالجبهة اليمنية.
وقالت: إنه “ينبغي لـ “إسرائيل” أن تعمل مع صُنَّاعِ السياسات في الولايات المتحدة وأُورُوبا والمنتديات الدولية بشأن التهديد الذي يشكّلُه اليمنيون، بما في ذلك طموحات تطوير أسلحة متقدمة يمكن أن تهدّد الولايات المتحدة وأُورُوبا بشكل مباشر” حسب وصفها.
وكانت صحيفة “غلوبس” العبرية عبَّرت في وقت سابق هذا الأسبوع، عن مخاوفَ من أن استمرار الحرب سيزيد من فرص تحقيق إنجازات يمنية كبيرة في مجال الدفاع الجوي ضد الطائرات الحربية المأهولة، وذلك بعد تمكُّن القوات المسلحة من إسقاط تسع طائرات أمريكية بدون طيار من نوع (إم كيو -9).
ووصف موقعُ القناة العبرية الثانية عشرة إسقاطَ الطائرات الأمريكية بأنه “ضربةٌ موجِعةٌ لقدرات الجيش الأمريكي”.
شهادةٍ جديدةٍ على الهزيمةِ التأريخيةِ
وفي شهادةٍ جديدةٍ على الهزيمةِ التأريخيةِ للولاياتِ المتحدةِ أمامَ اليمنِ، وصفت صحيفةُ “ذا هيل” الأمريكيةُ الفشلَ في وقفِ العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة بأنه أكبرُ انتكاسة وجودية للبحرية الأمريكية منذ 50 عاماً، مشيرة إلى أن كُـلّ المهارات والقدرات الأمريكية لم تكن كافيةً لإنجاز مهمة البحر الأحمر.
ونشرت الصحيفةُ، مساء الاثنين، تقريراً حول معركة البحر الأحمر، وقالت فيه: إنه “على مدى الأشهر القليلة الماضية، عانت البحرية الأمريكية من أكبر انتكاسة لها منذ خمسين عاماً”.وأضافت: “إنها نكسة وجودية، وتثير تساؤلاتٍ حول سبب أَسَاسي لوجود البحرية ذاتها” مشيرة إلى أنه “بعد انتشار دام تسعة أشهر لاستعادة السيطرة على البحر الأحمر، عادت مجموعة حاملة الطائرات (دوايت د. آيزنهاور) إلى الولايات المتحدة، دون إزاحة الحوثيين” حسب وصفها.
وقال التقريرُ: إن “النقل البحري يمثل 5.4 تريليون دولار من التجارة الأمريكية السنوية، ويدعم 31 مليونَ وظيفة أمريكية، وقد تم تحويلُ مسار السفن حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا؛ مما أضاف أكثر من 11000 ميل، وأسبوعًا إلى أسبوعين لكل رحلة، ومليون دولار إضافيةً من الوقود لكل رحلة، كما ارتفعت أقساط التأمين بنسبة 1000 %، والحاوية التي كانت تُكَــلِّــفُ 1500 دولار للشحن أصبحت تُكَــلِّــفُ الآن 6000 دولار”.
وأشَارَت الصحيفة إلى أن “الحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة، وَكانت جزءاً أَسَاسيًّا من مبرّر وجود البحريةِ منذ تأسيس الجمهورية، ولكن عندما عادت مجموعةُ (آيزنهاور) القتالية إلى نورفولك الشهر الماضي، لم ترفع لافتةً تعلنُ أن المهمة أُنجِزت، بل على العكس من ذلك، بعثت البحرية برسالة كانت -في أحسن الأحوال- أقل من ملهمة، حَيثُ تفاخرت بأن هذا الانتشار كان غير مسبوق، فلم يكن طويلاً بشكل غير عادي فحسب، بل كان أَيْـضاً أول مرة منذ الحرب العالمية الثانية تتعرض فيها حاملة طائرات أمريكية لتهديد مباشر مُستمرٍّ من عدو”.
وأضافت أن “السفنَ الأمريكية أطلقت 155 صاروخاً من طراز (ستاندرد-2) ضد الطائرات بدون طيار، و135 صاروخاً من طراز (توماهوك) على أهداف برية، وأطلقت الطائرات البحرية ما يقارب من 60 صاروخاً جو-جو، و420 سلاحًا جو-أرض، ولكن المهمة فشلت، وما يزال الحوثيون يسيطرون على البحر الأحمر، ورغمَ كُـلّ الجهود والتفاني والمهارة التي أظهرها البحارة وأطقم الطائرات، فَــإنَّ كُـلّ هذا كان أقلَّ من أن يؤديَ إلى إنجاز المهمة” حسب ما جاء في التقرير.
واعتبرت الصحيفة أنه “يجبُ الاعترافُ بأن الأدواتِ التي تستخدمُها البحرية كانت غيرَ مناسبة إلى حَــدٍّ كبير للمشكلة، حَيثُ بلغت تكلفةُ كُـلّ صاروخ (توماهوك) و(ستاندرد 2) مليونَي دولار على الأقل؛ مِن أجلِ استهداف طائرة بدون طيار بقيمة 2000 دولار” مشيرة إلى أن البحرية لم تستفد من المواجهة بين روسيا وأوكرانيا في ما يتعلق بفاعلية الطائرات المسيَّرة.
وبحسب الصحيفة فَــإنَّه “يتعيَّنُ على الزعماء السياسيين أن يكونوا صريحين بشأن إرسال قوة بحرية غير مجهزة بشكل جيد في مهمة غير محدّدة المعالم، وأن يتحملوا المسؤولية عن ذلك”.
وجاء في نهاية التقرير: “نحن الآن في خضمِّ منافسة انتخابية متقاربة، ومن غير المرجَّح أن يعترفَ أيُّ مرشح بأننا لا نملِكُ المواردَ (أو الإرادَةَ السياسية) اللازمةَ لاستعادة السيطرة على هذا الممر البحري الحيوي، ولكن حتى ذلك الحين، لا ينبغي لنا أن نُرسِلَ شبابَنا وشاباتِنا إلى الخطر دونَ تزويدهم بالمعدات المناسبة للقيامِ بهذه المهمة وإنجاز مهمة محدَّدة المعالم”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عسكريون غربيون يتحدثون عن القدرات اليمنية
وقال الأميرال في البحرية اليونانية فاسيليوس جريباريس، في تصريح اليوم الجمعة، إن اليمنيين أثبتوا قدرتهم على تكييف التكنولوجيا بما يسمح بتوجيه الصواريخ نحو أهدافها.
أما مدير إداري للاستخبارات والمخاطر في شركة أمبري البريطانية "جوشوا هاتشينسون"، فقد أوضح أن القوات المسلحة اليمنية تتبع تكنولوجيا تسمح بالاشتباك في الميل الأخير مع الهدف، حيث من الصعب على السفن المستهدفة اتخاذ إجراءات مراوغة أو تخفي، .
مبيناً أن إيقاف تشغيل نظام التعريف لا يعني أن السفينة لن تستهدف أو لن تتعرض للإصابة.
وأضاف هاتشينسون أن السفن المُستهدفة هي ما تديره امريكا وبريطانيا و"إسرائيل" أو التابعة لها،.
لافتاً إلى أن اليمنيون واضحون للغاية بشأن من يستهدفون والسفن خارج هذا النطاق يُسمح لها بالمرور عبر البحر الأحمر،.
مؤكداً أن الوضع في البحر الأحمر درامي، مضيفاً: "إنها انفجارات، إنها صواريخ".
بدوره أشار رئيس مجموعة أبحاث النقل البحري في كلية بليموث للأعمال "ستافروس كارامبيريديس" إلى أن الضربات الجوية لأمريكا والتحالف لا تأثير كبير لها على قدرات اليمنيين، .
كاشفاً بأنه ما تزال سفن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و"إسرائيل" تبحر حول رأس الرجاء الصالح.
في السياق أفادت صحيفة ذا ناشيونال عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن الرحلة حول رأس الرجاء الصالح تضيف 30% من الوقت الإضافي، حيث تكلف الرحلة قرابة مليون دولار تكاليف وقود إضافية لكل تحويل.
إلى ذلك ذكر الرئيس التنفيذي للمملكة المتحدة لشؤون النقل البحري والشحن والخدمات اللوجستية لدى شركة مارش "لويز نيفيل" أن أقساط التأمين تصل %2 من قيمة السفينة لعبور واحد، وهو ما أكده المدير المسؤول في شركة هاباغ لويد البحرية "نيلز هاوبت" الذي أفاد أن أقساط التأمين ماتزال مرتفعة للغاية وتكلف 1-7% من القيمة المؤمنة على السفينة لكل رحلة.
ونوه "نيلز هاوبت" إلى أن هناك شركات شحن قليلة تقبل تأمين المخاطر وما تزال العديد من المنافسين تتجنب البحر الأحمر، مبيناً أن هذا الوضع لن ينتهي على المدى القريب وسيبقي حتى العام 2025.
بدورها قالت صحيفة "ذا ناشيونال" إن بيانات بنك أوف أميركا أظهرت ارتفاع الأسعار بأكثر من الضعف في 2024 بفعل العمليات في البحر الأحمر، موضحة أن العمليات اليمنية بدأت عرض مذهل وقد بلغت نحو 297 عملية حتى 18 نوفمبر الماضي بحسب منظمة ACLED.