صادرات النفط الروسية تهدد الدنمارك بكارثة بيئية.. ناقلات الظل بلا رقيب
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
تواصل ناقلات الظل دعم تدفق صادرات النفط الروسية، للتحايل على العقوبات الأوروبية في أعقاب الحرب على أوكرانيا، منذ فبراير/شباط عام 2022.
وتزايدت حالات رفض هذه الناقلات الاستعانة بخدمات المرشدين في الدنمارك عند عبور المضائق، ما يشكّل خطرًا في ظل مخاطر بيئية وبحرية حال وقوع تسرب نفطي بالقرب من سواحل البلاد.
ورفض ما يقرب من 20% من أسطول ناقلات الظل التي تمر عبر المضائق الدنماركية خدمات المساعدة، خلال المدة من مايو/أيار وحتى يوليو/تموز الماضيين.
واستعانت موسكو بهذه الناقلات، ردًا على قرار صادر من الاتحاد الأوروبي وأميركا، وغيرها نهاية عام 2022، بوضع حد أقصى لتداول النفط الروسي في الأسواق العالمية، بما لا يزيد على 60 دولارًا للبرميل.
وواجه النفط الروسي حظرًا إضافيًا على المشتقات والمنتجات المكررة، دخل حيز التنفيذ في 5 فبراير/شباط 2023، وفقًا لمتابعات منصة الطاقة (مقرّها واشنطن).
الإرشاد وناقلات الظلرفضت 4% من ناقلات الظل المحملة بصادرات النفط الروسية خدمات الإرشاد الدنماركية خلال العام الماضي 2023، وفقًا لبيانات نشرها موقع بلومبرغ، ومؤسسة دان ووتش غير الربحية للصحافة الاستقصائية، التي تتخذ من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن مقرًا لها.
وتتمثّل الخدمات التي يقدمها المرشدون الدنماركيون للسفن في تزويد الناقلات بتفاصيل تتعلق بالقيادة عند الدخول للمواني، وخطوط السير عبر المياه الداخلية للدنمارك.
ويشكّل التحرك في المضائق المائية الدنماركية تحديًا كبيرًا لا سيما مع مرور السفن يوميًا، فضلًا عن الضفاف الرملية، وأعماق المياه المختلفة والتيارات المائية القوية.
وتنصح المنظمة البحرية الدولية بالاستعانة بالمرشدين، لتفادي وقوع أي تسرب نفطي، وهو أمر متبع منذ عقود.
ناقلة ظل ضمن أسطول نقل النفط الروسي – الصورة من oil priceولجأت موسكو إلى الاعتماد بصورة متزايدة على أسطول من السفن القديمة التي لا يجري صيانتها بصورة دورية، كما أن ملاك هذه السفن وكذلك مصادر تأمينها غير معلومين.
ويأتي ذلك بعدما قلّصت العقوبات الغربية قدرة روسيا على الوصول إلى ناقلات النفط الرئيسة في العالم، في أعقاب حربها على أوكرانيا.
وغادرت ما يقارب 1200 ناقلة تحمل صادرات النفط الروسية بحر البلطيق، منذ بداية العام الماضي 2023، وخلال هذه الآونة تزايدت حصة ناقلات الظل ضمن هذا الأسطول.
وحُمّلت 6 من كل 10 شحنات تحمل النفط الروسي على متن أسطول ناقلات الظل، خلال المدة من مايو/أيار وحتى يوليو/تموز الماضيين.
تهديد بيئي محتملرفضت واحدة من كل 5 ناقلات من أسطول الظل الروسي خدمات الإرشاد الدنماركية، خلال الأشهر الـ3 محل الرصد.
وتمثّل الزيادة في معدلات ناقلات الظل -التي ترفض الاستعانة بخدمات إرشاد السفن لمنع حدوث تسرب نفطي- مثالًا على عجز الدنمارك والاتحاد الأوروبي عن منع وقوع أي تهديد بيئي محتمل.
وتخضع حركة المرور عبر المضائق لمعاهدة حرية الملاحة الموقعة عام 1857، التي تنص على أن لكل السفن الحق في العبور، والحصول على خدمات الإرشاد بصورة اختيارية.
واتصالًا بذلك، توصي منظمتا الأمم المتحدة البحرية والبحرية الدولية، بالإضافة إلى الحكومة الدنماركية، بالاستعانة بالخدمات الإرشادية التي تمتلك الخبرة الكافية بالمياه الداخلية.
ناقلة نفط – الصورة من energy watchوتتكلّف خدمات الإرشاد المقدمة إلى السفينة الواحدة ما يقارب 70 ألف كرونة دنماركية (ما يزيد على 10 آلاف دولار أميركي).
*(الكرونة الدنماركية = 0.15 دولارًا أميركيًا)
وانتقد المرشدون الدنماركيون حالة سفن النفط الروسي، التي قدموا خدماتهم إليها في وقت سابق.
وأكدت منظمة دان ووتش، في شهر مارس/آذار الماضي، ضعف القدرة على التواصل مع عدد كبير من سفن صادرات النفط الروسية، التي أبحرت دون الاستعانة بخدمات الإرشاد، ما يشكّل خطورة.
مخاطر التسرب النفطيوصف مرشد خدمات سفن يعمل منذ 22 عامًا، مايكل بيدرسن، ناقلات الظل التي تحمل النفط الروسي بأنها “كومة من الخردة المتهالكة”.
وأضاف بيدرسن أن طاقم السفن المحملة بصادرات النفط الروسية يعاني صعوبة التعامل مع الخرائط القديمة، والمعدات الموجودة على السفينة.
وتستقر ناقلات أسطول الظل المحملة بصادرات النفط الروسية على أعماق تتراوح بين 14 و15 مترًا في المياه، حسبما أظهرت بيانات تتبع السفن العالمية.
ويجب أن تدور تلك الناقلات مرتين بزاوية 40 درجة بالقرب من جزيرة أغريسو، لتجنب المياه الضحلة الموجودة عند الطرف الشمالي لجزيرة لانغيلاند في الدنمارك.
ويقل اتساع القناة الملاحية لسفن صادرات النفط الروسية عن ميل واحد عند هذه المنطقة.
وتزيد عدة عوامل -تتمثّل في الافتقار إلى المعرفة والخبرة بالمياه الدنماركية، وتهالك سفن صادرات النفط الروسية، وعدم استعداد أو جاهزية طواقم العمل لمواجهة أي مخاطر محتملة- من إمكان وقوع حادث تسرب نفطي.
ويشكّل وقوع حادث تسرب نفطي محتمل تأثيرًا مدمرًا في المنظومة البحرية البيئية للساحل الدنماركي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.Source link مرتبط
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: صادرات النفط الروسیة خدمات الإرشاد تسرب نفطی
إقرأ أيضاً:
عقوبات أوروبية جديدة تضرب شبكة الشحن الروسية.. ماذا تشمل؟
أيدت دول الاتحاد الأوروبي حزمة العقوبات السادسة عشرة على روسيا، قبل أيام من الذكرى الثالثة للحرب الروسي ضد أوكرانيا، طبقا لما ذكرته الرئاسة البولندية للاتحاد الأوروبي.
ووافق سفراء دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة الجديدة من الإجراءات العقابية ومن المقرر اعتمادها بشكل رسمي، عندما يجتمع وزراء خارجية التكتل يوم الاثنين المقبل، وهو الذكرى الثالثة للحرب.
وتستهدف الإجراءات العقابية الجديدة قائدي ومالكي السفن التابعة لما يسمى بأسطول الظل الروسي وهو شبكة من السفن ذات الملكية غير الواضحة وبعضها حتى غير مؤمن عليها.
ويتم استخدام هذه السفن للالتفاف على سقف الأسعار الذي فرضه الغرب على صادرات النفط الروسية إلى دول ثالثة أو لنقل الحبوب المسروقة من أوكرانيا.
وهناك مخاوف أيضا من استخدام السفن لتخريب كابلات الاتصالات في بحر البلطيق وبحر الشمال.
ولم يتم السماح للسفن الخاضعة للعقوبات بدخول الاتحاد الأوروبي. كما يمكن تجميد أصول أصحاب السفن في التكتل.
من جانبها، رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأربعاء بالحزمة السادسة عشرة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا.
وكتبت فون دير لاين على موقع التواصل الاجتماعي، إكس إن "الاتحاد الأوروبي يفرض إجراءات صارمة أكثر على الالتفاف على العقوبات باستهداف المزيد من السفن في أسطول الظل التابع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفرض حظر جديد على الاستيراد والتصدير".
وكتبت فون دير لاين "إننا نلتزم بمواصلة الضغط على الكرملين".
وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي إن التكتل فرض بالفعل في وقت سابق حظرا على دخول حوالي 80 سفينة إلى موانئه ومنع الشركات من تقديم خدمات لها. وبالجولة الجديدة من العقوبات، يتم إضافة 73 سفينة أخرى إلى قائمة السفن التي تم فرض عقوبات عليها.
ومن المقرر حظر التعاملات مع 11 ميناء ومطارا في روسيا تلعب دورا في الالتفاف على سقف أسعار النفط.
ويصادف الاثنين المقبل الذكرى الثالثة للعمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا.