حوار التيار وحزب الله.. لماذا يثير ريبة المعارضة؟!
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
على الرغم من أنّ الحوار بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" لا يزال "في بدايته" على ما قال الوزير السابق جبران باسيل هذا الأسبوع، وإن تحدّث عن "اتفاق أولي" على خطّه، يتناول "مسار اسم توافقي وتسهيل الاسم مقابل مطالب وطنية"، إلا أنّ "التصويب" عليه ازداد في اليومين الماضيين، توازيًا مع تسريبات صحافية تحدّثت عن "صفقة ما" يتمّ التحضير لها قبل عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان المفترضة في أيلول.
ومع أنّ رئيس "التيار الوطني الحر" أكّد أنّ ما هو مطروح في الحوار مع "حزب الله" ليس "تراجعًا أو تنازلاً أو صفقة أو تكويعًا"، يبدو أنّه نجح في إثارة "ريبة" قوى المعارضة خصوصًا، أو ما عُرِف بفريق "التقاطع"، الذي تفاهم معه باسيل على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، في مقابل "إسقاط" ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ولا سيما في ظلّ "إيحاءات" يرسلها باسيل بشكل أو بآخر، بأنّ صفحة أزعور "ولّت".
ولعلّ خير من عبّر عن هذه "الريبة" كان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي وصل به الأمر لحدّ وصف التحالف بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" بـ"الشيطاني"، علمًا أنّ العلاقة بين جعجع وباسيل لم تبدُ "مثالية" حتى في "عزّ" التقاطع، ما يدفع إلى السؤال: هل يثير الحوار بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وما يُسرَّب عنه قلق المعارضة بالفعل؟ وما الذي تخشاه الأخيرة بالتحديد؟ وهل يمكن للثنائي انتخاب رئيس "غصبًا عن" المعارضة؟
مؤشرات مثيرة للقلق
بالنسبة إلى المحسوبين على فريق "التقاطع"، فإنّ مؤشرات عديدة تدعو إلى القلق في أداء رئيس "التيار الوطني الحر" منذ إعلانه عن فتح قنوات التواصل من جديد مع "حزب الله"، رغم أنّه كان يتعمّد بشكل دائم أن يبعث برسائل "الطمأنة" لجهة أنّه "لم ينقلب" على التقاطع، وأنّه سيمنح أصواته للوزير السابق جهاد أزعور في حال عقد أيّ جلسة انتخابية جديدة اليوم، طالما أنّ أيّ اتفاق "أشمل" لم يتمّ التوصل إليه قبل ذلك.
لكن، في مقابل هذه "الرسائل"، يقول هؤلاء إنّ رسائل لا تبعث إلى الطمأنينة كانت تصل إلى فريق "التقاطع" بشكل أو بآخر، علمًا أن ثمّة "شكوكًا" لدى هذا الفريق أن يكون باسيل قد "ضمن" كلّ أصوات تكتّل "لبنان القوي" إلى جانب أزعور في الجلسة السابقة، ومن بين هذه "الرسائل" ما تولّى عضو التكتّل النائب آلان عون إرساله قبل فترة، حين أعلن بدء البحث عن اسم "توافقي" جديد، باعتبار أنّ ورقة أزعور قد "احترقت" بشكل أو بآخر.
ورغم أنّ المؤتمر الصحافي الأخير لباسيل الذي نفى فيه أن يكون في وارد أيّ "تكويع"، يمكن أن يندرج في خانة "الطمأنة"، فإنّه لم يكن كذك بالنسبة لفريق "التقاطع"، الذي يقول المحسوبون عليه إنّ حديث باسيل عن "إسقاط ترشيح مقابل ترشيح" لم يكن مريحًا، ولا حديثه عن "التفاهم"، ولا سيما أنّ حواره مع "حزب الله" لم يقترن أبدًا بالشرط الذي لطالما كان يعلنه، أي تخلي الحزب عن ترشيح فرنجية، بل يبدو أنّ الحزب هو من "جرّه" إليه.
"القوات" ثابتة على موقفها؟
لكلّ ما سبق، يقول العارفون إنّ الحوار بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" يثير "ريبة" المعارضة، التي تخشى أن يكون ما يسرَّب إعلاميًا دقيقًا، لجهة تحضير الطرفين لـ"صفقة ما"، يستقبلان بها لودريان عند عودته، من دون الاكتراث بمواقف سائر الأطراف، ولو أنّ هناك من يجزم في هذا الفريق بأن "القفز" فوق رأي فريق المعارضة لن يكون متاحًا، وأنّ "حزب الله" و"التيار" لا يستطيعان "فرض" رئيس على اللبنانيين.
يسري ذلك مبدئيًا على "القوات اللبنانية"، ولكن بفارق بسيط، وهو أنّها لم تقتنع يومًا بأنّ باسيل "صادق" في تقاطعه مع المعارضة، وفق ما تقوله أوساطها، التي تقول إنّها "ثابتة على موقفها"، مشيرة إلى أنّ الضجة التي أثيرت حول توصيف جعجع لتحالف "الحزب والتيار" بـ"الشيطاني" مفتعلة، إذ تحيل المستغربين والمندهشين إلى تصريحات جعجع في "أحلى أيام التقاطع"، يوم كان يقول صراحةً إنّه لن يتفاجأ بعودة باسيل إلى "أحضان الحزب".
تقول أوساط "القوات" إنّها كانت تعرف منذ اللحظة الأولى أنّ باسيل "غير دائم" في التقاطع، وإنّ ما كان يتوخّاه منه لم يكن سوى "رفع سقفه التفاوضي" مع "حزب الله" ليس إلا، مشدّدة على أنّ محاولته القول إنّه يحقّق "انتصارًا" للمسيحيين، لعلّهم يقتنعون بـ"تكويعته الجديدة" لا تعدو كونها "شعبوية لن تنطلي على أحد"، وهو بالتحديد ما يتصدّى له جعجع اليوم، وهو الذي يعتبر أنّ "وحدة المعارضة" وحدها قادرة على "إسقاط" كلّ الأوهام.
تقول أوساط المعارضة، بمختلف تفرّعاتها، إنّ ما يتّفق عليه "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، ليس ملزمًا لأحد، طالما أنّه "محصور" بهما. برأيها، فإنّ أيّ "تفاهم" حتى يكون "وطنيًا"، يجب أن يشمل الجميع، بعيدًا عن منطق "الإملاء والفرض"، الذي كان باسيل للمفارقة أول رافضيه، يوم مدّ يده إليها، تحت عنوان "التقاطع". لعلّ ذلك يعني أنّ حوار "الحزب والتيار" لا يستطيع إحداث "الخرق"، إلا إذا تلقفه الآخرون، وهنا بيت القصيد.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
غارات إسرائيلية على بيروت وحزب الله يصد محاولات التقدم في قرية الخيام
بيروت."وكالات":
شنت إسرائيل سلسلة غارات منذ فجر اليوم على بيروت وضاحيتها الجنوبية، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 11 شخصا وتدمير مبنى سكني بصورة تامة بحسب السلطات اللبنانية، فيما يواصل حزب الله التصدّي لمحاولات التقدّم الاسرائيلية في بلدات شرق الجنوب اللبناني .
وتتواصل الاشتباكات بين مقاتلي حزب الله والجيش الإسرائيلي في بلدة الخيام القريبة من الحدود في جنوب لبنان والتي تعتبرها اسرائيل "بوابة استراتيجية" كما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية اليوم، مع محاولات للجيش الاسرائيلي لتسجيل تقدم فيها.
على محور آخر، أفادت الوكالة عن "اشتباكات عنيفة" بين مقاتلي حزب الله والجيش الاسرائيلي عند منطقة البياضة في القطاع الغربي لجنوب لبنان، ذات الموقع "الاستراتيجي" أيضا والتي تبعد نحو 7 كلم من الحدود.
وأفاد مصدر أمني لبناني بأن "قياديا كبيرا" في حزب الله تم استهدافه في الغارة الإسرائيلية التي طاولت فجر اليوم حيا مكتظا في منطقة البسطة في بيروت.
وقال المصدر الذي لم يشأ كشف هويته إن "الضربة الإسرائيلية في البسطة كانت تستهدف شخصية قيادية في حزب الله"، من دون أن يؤكد إن كان المستهدف قتل أم لا.
واستيقظ سكان العاصمة اللبنانية على وقع ثلاثة انفجارات ضخمة عند الفجر، وأدت الضربات إلى تدمير مبنى سكني بالكامل في منطقة البسطة المكتظة في قلب بيروت.
كذلك استهدفت ضربات ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، غداة غارات عنيفة على هذه المنطقة وعلى جنوب لبنان وشرقه.وفي الشياح أحد الاحياء المستهدفة، تحول مبنى الى ركام من الحديد والحجارة، تحوطه واجهات مدمرة ونوافذ محطمة. وفي الحدث، التهمت النيران عددا من المباني.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إنه استهدف في الضاحية الجنوبية "مراكز قيادة لحزب الله وبنى تحتية اخرى".
كذلك، قصفت اسرائيل قرى وبلدات في جنوب لبنان، وخصوصا الخيام التي يسعى الجيش الإسرائيلي الى السيطرة عليها لتسهيل تقدمه في المنطقة، بحسب الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية.
وأوردت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية اليوم "استمرت الاعتداءات الاسرائيلية على بلدة الخيام، طوال الليل حتى الصباح ، ويكاد يستعمل العدو شتى أنواع الأسلحة في عملية توغله ومحاولة سيطرته على البلدة" التي تقع في القطاع الشرقي من جنوب لبنان وتبعد نحو ستة كيلومترات من الحدود.
وقالت الوكالة إن الجيش الاسرائيلي يحاول "في خطته للتقدم البري في البلدة، تطويقها من جميع الجوانب والمحاور، مع غطاء جوي وبري واسع"، في موازاة عمليات تفخيخ لمبان ومنازل.
ويحاول حزب الله من جهته التصدّي لمحاولات التقدّم الاسرائيلية في البلدة، فقد أعلن خلال اليوم الماضيين أنه قصف لنحو 20 مرة تجمّعات لجنود اسرائيليين في الخيام وعند أطرافها.
وأشارت الوكالة الوطنية إلى أن محاولات تقدّم الجيش الاسرائيلي باتجاه البلدة ترافقت مع تكثيف القصف الجوي والمدفعي منذ الخميس.
وتحدّثت الوكالة الثلاثاء عن "رصد تحرك" لدبابات اسرائيلية شمال البلدة التي "تعتبرها إسرائيل بوابة استراتيجية تمكنها من التوغل البري السريع".
في غضون ذلك كرر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم "التزام" الولايات المتحدة التوصل الى "حل دبلوماسي في لبنان"، وذلك خلال مباحثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن أوستن "جدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة حلا دبلوماسيا في لبنان يمكّن المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين من العودة الآمنة إلى ديارهم على جانبي الحدود".
كذلك حضّ أوستن "الحكومة الاسرائيلية على مواصلة اتخاذ اجراءات بهدف تحسين الوضع الإنساني المزري في غزة، كما جدّد التأكيد على التزام الولايات المتحدة في ما يتّصل بتأمين الإفراج عن جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون".
وبعد عام من القصف المتبادل بين الحزب وإسرائيل عبر الحدود، أعلن الجيش الإسرائيلي أواخرسبتمبر نقل مركز ثقل عملياته العسكرية إلى جبهته الشمالية مع لبنان حيث يشن مذّاك حملة غارات جوية مدمرة تتركز على معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي شرق لبنان وجنوبه. وباشر بعد ذلك عمليات برية في جنوب لبنان.