كانت نشأتها حتى مرحلة الدراسة الإعدادية في المملكة العربية السعودية، هي كلمة السر وراء تعلّقها بالصحافة منذ سن مبكرة، رأت فيها الإعلام بابًا مفتوحًا على الحياة، في ظل مجتمع منغلق لا يسمح بمعرفة الكثير عن العالم المحيط، لتصبح قراءة الكتب، والقصص، ونشرات مذيعات القنوات الإخبارية هي عالمها الفريد، الذي تتابعه عن كثب، وتطمح أن تكون جزءًا منه.

 

 الدراسة وخطوات المهنة الأولى

 

بعدما أنهت ميسون أبو الحسن، ابنة محافظة الإسماعيلية، مرحلة الثانوية العامة عام 2012، لم تضع في حسابها مجموعها الذي يؤهلها لدراسة الهندسة -كما كانت أسرتها تتمنى- لعدم إلمامهم بالمجال الصحفي، واعتباره مجازفة كبيرة، لكنها خاضت تلك المجازفة والتحقت بكلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.

 

تقول للمرصد المصري للصحافة والإعلام: "كانت تخوفات أسرتي من المهنة مرجعها وجودنا في مدينة فايد في محافظة الإسماعيلية، وهي مدينة صغيرة، ولم نسمع عن وجود صحفيين بالمحافظة سوى إثنين، وهما الصحفيان الراحلان سليمان الحكيم، وياسر رزق، فكانت مهنة غير مألوفة بالنسبة لنا، ولا نعرف مستقبلها، وطالما حاول والديَ إقناعي باختيار كلية الهندسة أو الحاسبات، لكنني رفضت".

 

تزامنت دراسة "ميسون" للصحافة مع فترة ثورة 25 يناير، وما تبعها من أحداث شكّلت فيها الصحافة حجر الزاوية لنقل ما يحدث في الشارع، وأصبح العاملين/ات بمختلف وسائل الإعلام محط أنظار العالم، لنقلهم ما يحدث من ِحراك في الشارع المصري.

 

دفع شغف "ميسون" بالمهنة للبدء في المجال العملي؛ لتوثيق ما يحدث في فترة الثورة، واستغلال الأحداث لاكتساب أكبر قدر ممكن من الخبرات، التي يصعب اكتسابها في الظروف العادية.

 

تقول: "قررت البحث عن فرصة عمل أثناء العام الثاني من الدراسة الجامعية، وقمت بطباعة سيرتي الذاتية التي لم تكن تحمل أي خبرات سوى الجامعة، وبدأت رحلة بحث في كل صحف مصر القومية والخاصة والحزبية، لطلب العمل، أو حتى التدريب دون أجر، حتى وجدت فرصة في جريدة الفجر التي كانت أبوابها مفتوحة لدخول محررين/ات ميدانيين/ات لنقل وتغطية الأحداث المتلاحقة، وبالفعل التحقت بالعمل في الجريدة أغسطس 2014، وتدرّبت في صحف ومواقع أخرى بجانب عملي الأساسي في الفجر، أبرزها صوت الأمة في 2016".

 

وتعبّر ميسون عن امتنانها لجريدة الفجر، قائلة: "هذا المكان فتح لي أبوابه، وبعد تخرّجي من الجامعة كنت قد اكتسبت بسبب وجودي فيه خبرة كبيرة بالعمل الميداني، حتى أن رئيس التحرير أصرّ على تعييني بشكل رسمي، وإلحاقي بنقابة الصحفيين، وهي حُلم وفرصة كبيرة بالنسبة إلى الكثير من الصحفيين/ات، فالتحقت بها مبكرًا".

 

 إنجازات مهنية

 

بسبب وجود "ميسون" في قلب الأحداث، ونقلها كافة التفاصيل بتفاني شديد، ونظام قاسٍ وضعته لنفسها، وهو النزول للشارع في السابعة صباحًا والعودة للمنزل في ساعة متأخرة من الليل يوميًا، بسبب هذا أصبحت مرجعًا للصحفيين/ات والمصورين/ات، وبات اسمها حاضرًا في القنوات الإخبارية المصرية والعربية، لنقل مشاهداتها من مواقع الأحداث.

 

ونجحت "ميسون" في صناعة قصص إنسانية من قلب الشارع، تحكي بشيء من التفصيل: "كنت أخرج إلى الشارع بشكل يومي، وأبحث عن قصة، ودائمًا كان الله يوفقني بوجود حكاية أسلّط عليها الضوء، لدرجة أن إدارة الجريدة فكّرت في تأسيس موقع مُلحق للرئيسي، لتغطية أخبار الشارع فقط، ويكون من مسؤوليتي، ولكن المشروع لم يكتمل، لكني بقيت أبحث عن قصص من الشارع، تعبّر عن الناس، وأكتب يوميًا عنها".

 

نجحت ميسون أبو الحسن في تأسيس قسم لـ "الفيتشر" أو القصص المصوّرة بمؤسسة دار الهلال الصحفية، عام 2020، وهو القسم الذي كان يُأسس لأول مرة من نوعه في "بوابة الهلال"، وهي مؤسسة قومية، وعملت على تدريب نحو 15 صحفيًا، بين مصورين/ات ومحررين/ات، حتى أصبحوا قادرين/ات على إنتاج قصة صحفية إنسانية مختلفة، لاقت قبولًا كبيرًا في القنوات الإخبارية، وتناولتها البعض منهم.

 

انتقلت "ميسون" لتجربة جديدة في مسيرتها المهنية، حيث عملت كمحرر اقتصاد في الجريدة والمجلة العقارية عام 2022، ما دفعها لاكتساب خبرات جديدة تتعلّق بالملفات الاقتصادية، مثل أقسام الطاقة والبترول، والبنوك، وقطاع العقارات، والاقتصاد الدولي، وغير ذلك، خاصةً وأن بداية هذه التجربة كان اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ما دفع القطاع الاقتصادي لأفكار صحفية قوية ومختلفة، ونجحت في إنجاز العديد من الموضوعات المُميّزة في المجلة والصحيفة، حتى طلبت إدارة الجريدة منها أن تعود للعمل مرة أخرى في منصب مدير التحرير، ولكنها آثرت أن تبحث عن تجربة جديدة.

 

 الصدفة تقودها إلى بلاط صاحبة الجلالة

 

قادت الصدفة ميسون أبو الحسن إلى بلاط نقابة الصحفيين؛ حيث كانت تُغطي أزمة اقتحام النقابة في مايو 2016، كجزء من العمل الميداني، وخطفتها "ندّاهة صاحبة الجلالة"، وقررت أن تغطي أخبار النقابات المهنية، التي كانت مشتعلة بالأحداث آنذاك.

 

حصلت "ميسون" على دعم كِبار أساتذة الصحافة والعمل النقابي في ذلك الوقت، أبرزهم الكاتب الصحفي يحيى قلاش نقيب الصحفيين وقتها، والكاتب الصحفي جمال عبدالرحيم سكرتير عام النقابة آنذاك والآن، ورئيس تحرير جريدة الجمهورية الأسبق، اللذان قدما كل أوجه المساعدة لها، حتى نجحت في تحقيق موضوعات صحفية نقابية بامتياز، وتعلّمت منهم مفهوم العمل النقابي، في وقت كان فارقًا بشكل كبير في تاريخ نقابة الصحفيين.

 

بعد نحو عامين، أقرّ الرئيس عبدالفتاح السيسي القوانين المُنظّمة للعمل الصحفي والإعلامي في مصر، وتشكّلت الهيئات الوطنية للصحافة، والوطنية للإعلام، والمجلس الأعلى للإعلام، فعملت "ميسون" مع زملائها من محرري نقابة الصحفيين، على تأسيس ما يُسمى بـ "الملف الصحفي"، وهو الملف المعني بتغطية تلك الهيئات، مع نقابة الإعلاميين، واتحادات الصحفيين العرب والأفارقة، وهو الملف المعني بشؤون الصحفيين والإعلاميين في مصر.

 

طوال 8 سنوات، عملت ميسون أبو الحسن على تغطية نقابة الصحفيين، ومن بعدها الملف الصحفي والإعلامي، وكانت الموضوعات الجريئة هي عنوان ما تقدّمه خلال تلك الفترة، ونجحت في احتواء جميع التيارات والأطراف التي كانت في مجلس النقابة، حتى وصلت لأن تكون صوتًا للصحفيين/ات الذين يتعرّضون لأزمات داخل مؤساتهم/ن، مثل الفصل التعسفي وغير ذلك، وبات من يتعرّض لأزمة داخل مؤسسته، يتواصل مع "ميسون" لتنشر عن أزمته بشكل مهني.

تقول في حديثها لنا: "دائمًا كنت أعتبر النشر هو أبسط أنواع الدعم الذي يمكن أن يُقدّم للزملاء، كنت دائمًا أعتبر ذلك واجبًا قبل أن يكون عملًا أُكلّف به، على الرغم من أن الملف الصحفي من أكثر الملفات صعوبةً، خاصةً وأن الزميل الصحفي يصبح هو المصدر، ما يجعل الفصل بين العلاقتين أمر في منتهى الصعوبة".

 

قصص إنسانية مختلفة

 

نجحت "ميسون" منذ 2014 في صناعة قصص إنسانية مختلفة، من جميع محافظات الجمهورية، وأكثر تلك القصص التي أثّرت فيها، تلك التي كانت مرتبطة بالفقر، أو تلك التي كانت مرتبطة بأحداث مأساوية، مثل سقوط عقار، أو حادث قتل، وغير ذلك، ولكن أكثر قصص إنسانية صنعتها وأثّرت فيها، كانت تلك التي كُتبت من معبر رفح، الفاصل الحدودي بين مصر وفلسطين، وكان ذلك في شهر أكتوبر 2023، في بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

تقول ميسون أبو الحسن: "توجّهت لمعبر رفح 3 مرات، كانت أكثر مرة أشعرتني بالألم وقت بدء دخول المساعدات للقطاع عن طريق المعبر، عندما شاهدت الأدوية، والإسعافات الأولية داخل الشاحنات، كنت أتمنى أن أكون داخلها، وأعبر للجانب الآخر".

 

كانت لحظات قاسية على "ميسون" خلال تواجدها أمام معبر رفح، عندما كانت تشم رائحة البارود، والقنابل التي كانت تُلقى على أهل غزة، وتسمع وتشعر بها في كل لحظة، حتى عندما كانت تتوجّه لمدينة العريش، كانت تسمع وقع تلك القنابل والصواريخ، ولم تنسَ حتى اليوم ذلك الصوت أو تلك الرائحة.

 

غُربة تقود إلى النجاح

 

النجاح الذي حققته ميسون أبو الحسن كان ورائه غُربة عاشتها طوال 12 عام، منذ أن خرجت من محافظة الإسماعيلية عام 2012 حتى اليوم؛ فتنقلّت بين أكثر من منزل وسكن في محافظة القاهرة، التي انتقلت إليها ولم تكن تعرف فيها أي شخص.

 

كانت المسافة البعيدة بينها وبين أسرتها حافزًا لها على النجاح، وإنهاء دراستها الجامعية بتقدير عام جيد جدًا مرتفع، وتحقيق نجاحات مختلفة على المستوى المهني، ولكن كانت ظروف السفر قاسيةً عليها بعض الشيء، ماديًا وصحيًا، خاصةً وأنها كانت تسافر في أيام إجازتها الأسبوعية، فلم تجد وقتًا للراحة طوال تلك السنوات.

 

تقول ميسون أبو الحسن: "إذا مرضت يومًا، كنت مضطرة لأمرّض نفسي بنفسي، وأهتم بنفسي، لأني أعيش وحيدة أو مع أحد أصدقائي فقط، وأهتم بنفسي دون مساعدة أحد، كل ذلك أثّر على صحتي النفسية، لم أرغب في أن أقلق أسرتي، فكنت أعيش كل تلك الظروف وحيدةً، خاصةً وأنني أتعلّق كثيرًا بالأماكن، في كل مرة كنت أنتقل لمكان سكن جديد، كنت أعيش فترة من عدم الاستقرار النفسي، وانقطاع النوم والطعام".

 

 محاولة لتطوير الذات ثم حُلم

 

تحاول ميسون أبو الحسن دائمًا تطوير مهاراتها الصحفية، فلم تكتفِ فقط باحتراف الكتابة، ولكن تعلّمت تصوير الفيديو، والمونتاج، وصحافة البيانات، وحصلت على عددٍ من الورش والدورات التدريبية والدبلومات المُصغّرة، من مؤسسات مصرية وأجنبية، وأيضًا استكملت دراستها الجامعية، كباحثة ماجستير بكلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.

 

تحلُم "ميسون" بأن تكون أستاذة جامعية بكلية الإعلام، بعد مناقشة الدكتوراه، بالإضافة إلى تأسيس منصّتها الإعلامية، التي تكون متخصصة في الفيتشرات والقصص المصوّرة، والتي تعبّر عن الناس، سواءً في مصر أو الوطن العربي، خاصةً مناطق النزاع والحروب.

 

للاطلاع على البروفايل من الموقع الرسمي:

https://cutt.ly/yeRh73aO

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ميسون أبو الحسن نقابة الصحفيين الإعلام والصحافة نقابة الصحفیین قصص إنسانیة التی کانت

إقرأ أيضاً:

نقابة الصحفيين ترسم صورة سوداوية للحريات الإعلامية في اليمن وتقول إن عدن ومناطق الحوثيين غير مهيأة للعمل الصحفي

أكدت نقابة الصحفيين اليمنيين، تعاظم المخاطر المحدقة بالحريات الصحافية في اليمن مع تصاعد الانتهاكات بحق الصحفيين ووسائل الإعلام والمكونات النقابية والمدنية المدافعة عن حرية الرأي والتعبير في ظل ضعف الحماية للعاملين في السلطة الرابعة واستمرار سياسة الإفلات من العقاب واستغلال السلطات المتعددة للقضاء للتضييق على الصحفيين.

 

وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين، في تقريرها السنوي الخاص بوضع الحريات الصحافية للعام 2024م، إنها رصدت 101 حالة انتهاك طالت الحريات الصحافية منذ مطلع العام الماضي، وحتى 31 ديسمبر الفائت طالت صحفيين ومصورين ووسائل إعلام ومقار إعلامية وممتلكات صحفيين.

 

وتنوعت الانتهاكات بين 27 حالة حجز للحرية بنسبة 26.7% من اجمالي الانتهاكات، و 23  حالة تهديد وتحريض على صحفيين بنسبة 22.8% ، 19 حالة محاكمات بنسبة 18.8% ، 11 حالة اعتداء علي صحفيين وممتلكاتهم ومقار إعلامية بنسبة 10.9 % ، 7 حالات منع ومصادرة للمقتنيات الخاصة بالمصورين والصحفيين بنسبة 6.9%، و 6 حالات لظروف اعتقال سيئة بنسبة 5.9%، 4 حالات حجب  وإغلاق لوسائل إعلام الكترونية بنسبة  4%، 3 حالات إيقاف  رواتب و نشاطات نقابة مهنية بنسبة 3%، ناهيك عن حالة إعدام طالت الصحفي المخفي منذ العام 2015م محمد قائد المقري  بنسبة 1%  من اجمالي الانتهاكات.

 

وأوضح التقرير، أن جماعة الحوثي ارتكبت 45 حالة انتهاك بنسبة 44.6٪ من اجمالي الانتهاكات فيما ارتكبت الحكومة المعترف بها دوليا 31 حالة بنسبة 30.7٪ والمجلس الانتقالي ارتكب 11 حالة بنسبة 10.8٪، بينما ارتكب مجهولون 6 حالات بنسبة 5.9٪ وارتكب الطيران الأمريكي حالتين بنسبة 2٪ والسلطات المصرية حالتين بنسبة 2٪. فيما ارتكبت كلا من قاعدة تنظيم الجهاد في جزيرة العرب وشركة تقنية المانية، ووسيلة إعلامية وجهة اجتماعية حالة واحدة لكل منها بنسبة 1٪.

 

وأشار إلى أن حالات حجز الحرية الـ 27 تنوعت بين 11 حالة اختطاف بنسبة 41٪ من اجمالي حجز الحرية، 9 حالات اعتقال بنسبة 33٪، 5 حالات ملاحقة بنسبة 18٪ وحالة احتجاز بنسبة 4٪ وحالة ترحيل بنسبة 4٪ ، حيث ارتكب الحوثيون 11 حالة والحكومة الشرعية 10 حالات فيما ارتكب المجلس الانتقالي 4 حالات والسلطات المصرية حالتين.

 

ولفت إلى أنه لايزال هناك 6 صحفيين مختطفين لدى جماعة الحوثي والمجلس الانتقالي منهم 4 مختطفين لدى الحوثيين هم وحيد الصوفي المخفي قسرا منذ ابريل 2015م ونبيل السداوي المختطف منذ 2015 رغم حكم المحكمة بإطلاق سراحه والاكتفاء بالفترة التي قضاها في السجن، وفهد الارحبي المختطف منذ أغسطس الفائت ومحمد المياحي المختطف منذ 21سبتمبر الفائت. ناهيك عن 2 من الصحفيين المختطفين لدى المجلس الانتقالي بعدن هما أحمد ماهر الذي حكمت المحكمة بإطلاق سراحه وناصح شاكر المختفي منذ نوفمبر من العام 2023م.

 

ورصدت النقابة 23 حالة تهديد وتحريض طالت صحفيين ومصورين توزعت بين 13 حالة تهديد بالعقاب، و7 حالات حملات تحريض على صحفيين و3 حالات تهديد بالسجن، حيث ارتكب الحوثيون 11 حالة منها والحكومة الشرعية 5 حالات وسجلت 4 حالات ضد مجهولين، وحالتين ارتكبها المجلس الانتقالي، وحالة واحدة من قبل شخصيات دينية.

 

وبلغت حالات المحاكمات والاستدعاءات القضائية 19 حالة تنوعت بين 10 حالات استدعاء لصحفيين بنسبة 52.6٪، و4 حالات تحقيق بنسبة   % 21.1، و3 حالات احكام قضائية بنسبة 15.8٪ وحالتين محاكمات بنسبة 10.5٪، وارتكبت الحكومة الشرعية 13 حالة منها فيما ارتكبت جماعة الحوثي 6 حالات.

 

وسجلت النقابة 11 حالة اعتداء طالت صحفيين ومنازلهم وممتلكاتهم ومقار إعلامية منها 4 حالات اعتداء بالضرب بنسبة 36.4٪ من اجمالي الاعتداءات، وحالتي شروع بالقتل بنسبة 18.2٪ وحالتي اقتحام مقار إعلامية بنسبة 18.2٪، وحالتي اقتحام منازل صحفيين بنسبة 18.2٪ وحالة اعتداء على سيارة صحفي بنسبة 9٪. وارتكبت جماعة الحوثي أربع حالات انتهاك، فيما ارتكبت الحكومة حالتي انتهاك، وارتكب مجهولون حالتين وارتكب الطيران الأمريكي حالتين والمجلس الانتقالي الجنوبي حالة واحدة.

 

ورصدت النقابة 7حالات مصادرة ومنع منها 5 حالات مصادرة مقتنيات صحفيين بنسبة 72٪ من اجمالي المصادرة، وحالة مصادرة ممتلكات مكتب اعلامي بنسبة 14٪، وحالة منع من التصوير بنسبة 14٪، حيث ارتكبت جماعة الحوثي 5 حالات مصادرة فيما ارتكبت الحكومة حالة واحدة والمجلس الانتقالي حالة واحدة.

 

وسجلت النقابة 4 حالات حجب واغلاق لمواقع الكترونية منها حالتي حجب لمواقع إخبارية بنسبة 50٪ وحالة اغلاق مؤقت لموقع الكتروني بنسبة 25 ٪ وحالة إيقاف منصة الكترونية بنسبة 25٪ لتعاود ظاهرة حجب المواقع الالكترونية التي طالت أكثر من 200 موقع اخباري محلي وعربي ودولي منذ بداية الحرب حتى اليوم.

 

ورصدت النقابة 3 حالات إيقاف منها حالتي إيقاف رواتب من قبل الحوثيين وقناة إعلامية وحالة إيقاف نشاط نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن من قبل وزارة تمثل المجلس الانتقالي بعد عام من السيطرة على مقر النقابة بالقوة من قبل الانتقالي الذي لايزال يسيطر على مقار وسائل الإعلام الرسمية بعدن كمقر وكالة سبأ، وصحيفة 14 أكتوبر، وصحيفة الثورة.

كما سجلت النقابة 6 حالات لأوضاع اعتقال سيئة ارتكب منها الحوثيون 4 حالات والمجلس الانتقالي الجنوبي حالتين.

 

ورصدت النقابة حالة اعدام للصحفي محمد قايد المقري المخفي لدي تنظيم الجهاد بجزيرة العرب منذ 12 أكتوبر 2015 ليرتفع عدد القتلى من الصحفيين منذ خلال العشر السنوات الأخيرة إلى 46 قتيل.

 

وقال التقرير، إن عدد الانتهاكات التي تعرضت لها الحريات الصحافية في اليمن منذ العام 2014 وحتى نهاية العام 2024 ارتفع إلى اكثر من 1800 انتهاك طال الحريات الصحافية في اليمن ارتكب منها الحوثيون 1050 انتهاك بنسبة 58.1% من اجمالي الانتهاكات فيما ارتكبت الحكومة الشرعية 436 انتهاك بنسبة 24.2%، وارتكب مجهولون 173 انتهاك بنسبة 9.6٪ والمجلس الانتقالي 68 انتهاك بنسبة 3.8٪ ، فيمار ارتكب التحالف العربي 35  انتهاك بنسبة 1.9٪ والتنظيمات الإرهابية 13  انتهاك بنسبة 0.7٪ بينما ارتكبت جهات  وشخصيات سياسية 12   انتهاك بنسبة 0.7٪ ، وارتكبت وسائل إعلام 12 بنسبة 0.7٪ وارتكب نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي 6  انتهاكات بنسبة 0.3٪ .

 

ورصد التقرير 19 حالة محاكمة واستدعاءات وتحقيق بحق الصحفيين ناهيك عن 27 حالة اختطاف واعتقال وملاحقة ومن خلالها يتضح ان الإجراءات القضائية كانت تتجاوز قانون الصحافة والمطبوعات وقانون حق الحصول على المعلومات، وتتعامل السلطات الأمنية المتعددة بدوافع سياسية أو بمنطق الصراع المنفلت وليس بروح القوانين.

 

وأوضح التقرير، أن الصحفيين يحاكمون امام محاكم جزائية متخصصة بالأمن القومي وقضايا الإرهاب، وأنه في حال صدر حكم قضائي لصالح الصحفي لا تلتزم السلطات بتنفيذه، بينما تعرقل بعض السلطات محاكمات الصحفيين وتحتجزهم لشهور دون تقديمهم للمحاكمات.

 

ولفت التقرير، لصدور حكم بإعدام ناشر ومالك شركة إعلامية غيابيا في محاكمة لا تضمن أدني شروط المحاكمة العادلة.

 

وأكد التقرير، أن السلطات المتعددة تمارس رقابة وترصد للصحفيين لما يكتبون، وتلحق بهم الأذى بسبب مواقفهم وتتهمهم السلطات المتعددة بالخيانة والعمالة بسبب آرائهم ومواقفهم والوسائل التي يعملون لها.

 

وأبرز التقرير عودة حجب مواقع إخبارية الكترونية جديدة لتضاف لحالات الحجب التي فاقت الـ 200حالة حجب منذ بداية الحرب اغلبها قامت بها جماعة الحوثي، مشيرا لتدخل الأجهزة الأمنية والمخابراتية في مواجهة مع الصحفيين لتكميم الأصوات وتضييق مساحة عمل الصحفيين ووسائل الإعلام

 

وبين التقرير، أن جميع السلطات المتعددة تبرر انتهاكاتها للصحفيين لخدمة نشاطها للطرف الاخر في الصراع، لافتا إلى أن التضييقيات الأمنية جعلت مناطق سيطرت الحوثي غير مهيئة للعمل الصحفي، كما هو الحال في مدينة عدن التي تضيق الأجهزة المسيطر عليها من المجلس الانتقالي الشريك في الحكومة على حرية العمل الصحفي والنشاط النقابي.

 

وأشار لغياب التعددية الإعلامية، والغاء كل طرف أو سلطة مسيطرة على جغرافيا معينة أي نشاط صحافي أو وسيلة إعلام مستقلة أو معارضة، ما أدى إلى إيقاف قرابة 163 صحيفة ومجلة وإذاعة منذ بداية الحرب ناهيك عن حجب أكثر من 200 موقع اخباري محلي وخارجي عن المتابعين في اليمن

 

وبحسب التقرير، يعيش الصحفيون المعتقلون ظروف اعتقال قاسية وتعسفية، وغير قانونية ويحرمون من الرعاية الصحية ويتعرضون للتعذيب دون حماية قانونية.

 

وتطرق التقرير، لرفض الحكومة الشرعية دفع مرتبات الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام الرسمية في المناطق غير الخاضعة لنشاطها في مخالفة لمسئوليتها القانونية والاخلاقية تجاه الموظفين.

 

وأكد التقرير، أن الكثير من الصحفيين يعملون بدون عقود عمل، وبمقابل مادي زهيد وترفض كثير من وسائل الإعلام المحلية والخارجية ابرام عقود معهم، كما تتخلى عن مسئوليتها في التأمين الصحي وتأمين مخاطر العمل، وتتجاهل اجراءات السلامة المهنية والتدريب في هذا الجانب.

 

وطالبت النقابة، كافة السلطات المختلفة لإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين وتخفيف القيود المفروضة على العمل الصحفي في صنعاء وعدن ومارب وحضرموت وتعز وغيرها من المحافظات.

 

وجددت النقابة مطالبتها للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا العمل على استعادة مقر النقابة بعدن المسيطر عليه من قبل شريك في الحكومة هو المجلس الانتقالي الجنوبي وانهاء القيود المفروضة على العمل الصحفي والنقابي في عدن واستعادة مقر وسائل الإعلام الرسمية المستولى عليها من قبل الانتقالي.

 

كما طالبت النقابة، الحكومة الشرعية لصرف مرتبات الموظفين في وسائل الإعلام الرسمية في المناطق التي لا تسيطر عليها كالتزام اخلاقي وقانوني وإنهاء التعقيدات أمام الصحفيين والإعلاميين النازحين.

 

ودعت النقابة الحكومة الشرعية للتحقيق في كل الانتهاكات التي ارتكبتها الهيئات التابعة لها، والعمل على توفير بيئة عمل آمنة في مناطق سيطرتها، مطالبة جماعة الحوثي والمجلس الانتقالي إلى إطلاق سراح كافة الصحفيين المختطفين وإنهاء حالة العداء للصحافة والصحفيين.

 

كما دعت النقابة كافة المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير، ومكتب المبعوث الدولي الخاص باليمن إلى مساندة الصحفيين، وتبني قضاياهم والضغط على كل الأطراف لاحترام حرية الرأي والتعبير.

 

وطالبت النقابة الدول والأطراف الفاعلة إلى الضغط على أطراف الصراع في المفاوضات السياسية للالتزام بتوفير بيئة آمنة للعمل الصحافي واحترام حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، داعية اللجنة الدولية للصليب الأحمر للعمل من أجل توفير بيئة صحية وأمنة للمعتقلين والتحقيق في الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في المعتقلات.


مقالات مشابهة

  • نقابة الصحفيين السودانيين تدين الجرائم في ود مدني وتدعو إلى سيادة القانون والمساءلة
  • “التجربة التي وثبت بالعطاء ومهدت لولوج ايقونات فنية تخصصت بالإبداع وحده”
  • السودان نقابة الصحفيين تدين الجرائم في ود مدني وتدعو إلى سيادة القانون والمساءلة
  • أسرار جديدة في صدام نقيب المهندسين ووزير التعليم العالي
  • نقابة الصحفيين ترسم صورة سوداوية للحريات الإعلامية في اليمن وتقول إن عدن ومناطق الحوثيين غير مهيأة للعمل الصحفي
  • منفذ متنقل لبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة لنقابة الصحفيين بالإسكندرية
  • تكريم النقابة الوطنية للصحافة المغربية في يوبيل جمعية الصحفيين الإماراتية
  • نقابة الصحفيين ترصد 101 حالة انتهاك طالت حرية الصحافة في اليمن عام 2024
  • الصحفيين توافق على فتح باب استخراج البطاقات العلاجية لأقارب الزملاء
  • الخميس 16 يناير.. ليلة نوبية بمسرح الصحفيين في العيد القومي لأسوان