لماذا انخفضت أسعار النفط 20 دولارًا رغم توفر عوامل الارتفاع؟ أنس الحجي يجيب
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
وجّهت أسعار النفط صدمة قوية إلى الأسواق، مع هبوطها يوم الثلاثاء 10 سبتمبر/أيلول (2024)، إلى أقل من 70 دولارًا للبرميل من خام برنت، متراجعة بحدود 4.5%.
ووصف مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، هذا اليوم بأنه “مريع لأسواق النفط”، مع الانخفاض الكبير الذي شهدته الأسعار، رغم أنه شهد تحسّنًا بسيطًا بالنسبة إلى الخسائر في نهايته.
وأوضح الحجي أن أسعار النفط لخام برنت كانت قد تعدّت 90 دولارًا قبل أسبوعين، لذلك فإن الانخفاض تجاوز 20 دولارًا للبرميل، وهو ما يمكن ترجمته إلى عدد من الأسباب التي أسهمت في هذه الخسائر.
جاء ذلك خلال حلقة من برنامج “أنسيّات الطاقة“، قدّمها الدكتور أنس الحجي عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، تحت عنوان “انخفاض أسعار النفط لا علاقة له بالسيارات الكهربائية والطاقة المتجددة”.
عوامل تؤدي إلى زيادة أسعار النفطقال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن الأسواق لديها كثير من العوامل والظروف التي تؤدي بالضرورة إلى زيادة أسعار النفط، ولكن ما حدث عكس المتوقع من كثيرين.
وبالنظر إلى السوق، وفق الحجي، هناك منظمة أوبك وبها 13 دولة أعضاء، وتحالف أوبك+ الذي يضم أعضاء أوبك و10 دول أخرى، أي إن عدد أعضائه 23 دولة، وهناك مجموعة الـ8 التي تنفذ الخفض الطوعي لإنتاج النفط خلال العامين الماضيين.
وأضاف: “قرار مجموعة الـ8 خلال الأسبوع الماضي بتمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط لا علاقة له بالمنظمة أو التحالف، ولكن وسائل الإعلام وبعض المحللين أخطأوا عندما قالوا إن التخفيض من جانب أوبك أو أوبك+”.
وأوضح الدكتور أنس الحجي، أن مجموعة الدول الـ8 بقيادة السعودية وروسيا، هي التي نفّذت الخفض بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا، وكان من المفترض أن تنتهي هذه التخفيضات في نهاية سبتمبر/أيلول الجاري، وتبدأ عودة النفط إلى الأسواق تدريجيًا بداية من 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024، على أن تُوزع الزيادة على مدار عام كامل.
وأشار إلى أن تمديد التخفيضات الطوعية كان من المفروض أن يؤدي إلى زيادة أسعار النفط، أو على الأقل منعها من الانخفاض، لافتًا إلى أن مجموعة الـ8 قررت أن تمدد التخفيضات حتى يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أي لمدة شهرين.
وعن أسباب اختيار هذا التوقيت تحديدًا، قال الحجي إن اجتماع أوبك+ سينعقد في نهاية العام الجاري، إذ إن التحالف يجتمع مرتين سنويًا، وسيكون الاجتماع يوم 1 ديسمبر/كانون الأول المقبل، ومن ثم فإنه في صباح اليوم التالي لانتهاء التمديد سيبدأ اجتماع التحالف.
وتابع: “تحالف أوبك+ لا علاقة له بهذه التخفيضات، لأنها جاءت من 8 دول أعضاء فيه، ولكن التوقيت مناسب جدًا من نواحٍ عدة، أولا الجميع سيكونون موجودين وجهًا لوجه، ويمكن لدول مجموعة الـ8 أن تلتقي بصفة جانبية، وقد يتطلّب الوضع في الأسواق التدخل من أوبك+ بالكامل”.
بالإضافة إلى ذلك، هناك إعصار فرنسين في خليج المكسيك بالولايات المتحدة، الذي أجبر الشركات على إغلاق عدد من منصات الإنتاج في المنطقة، ومن المفروض عادة أن هذا يرفع أسعار النفط التي انخفضت.
كما أن تقرير أوبك، الذي أشار إلى الانخفاض الكبير في إنتاج أوبك وأوبك+، وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية، واستهداف الحوثيين للسفن في البحر الأحمر، ورغم كل هذه العوامل انخفضت أسعار النفط 20 دولارًا.
ما الذي حدث؟قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن في مقابل هذه العوامل هناك عدة تقارير خلال الأيام الأخيرة، منها تقرير من بنك “سيتي”، وهو أحد البنوك الاستثمارية الضخمة، وكذلك تقرير بنك “مورغان ستانلي”.
وأضاف: “بنك سيتي توقع انخفاض أسعار النفط، كما توقع بنك مورغان ستانلي انخفاض الأسعار وانخفاض الطلب على النفط، وهذا يؤثر بصورة كبيرة، لأنهم -بوجه عام- جزء من المستثمرين والمضاربين في السوق من جهة، وهم من يمررون طلبات العملاء وغيرهم من جهة أخرى”.
وأشار الدكتور أنس الحجي إلى تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي تراجعت عن تقريرها السابق حول أنه ستكون هناك زيادة في الطلب الأميركي على النفط؛ إذ ألغى التقرير الجديد الزيادة تمامًا، وقال إن الطلب سيكون مساويًا للطلب على النفط خلال العام الماضي.
وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، خرج تقرير أوبك ليخفض توقعات الطلب العالمي على النفط، ولكن هناك مشكلة كبيرة فيما يخص أوبك، فقد بُحّ صوتنا منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي 2023، ونحن نقول إن توقعات أوبك للطلب العالمي على النفط عالية جدًا وغير معقولة”.
ولكن، وفق الحجي، واصلت أوبك تجاهلها لكل البيانات والمعلومات وبيانات التجارة الدولية لمدة 7 أشهر، ثم فجأة استيقظوا واكتشفوا أنهم عليهم أن يخفّضوا الطلب على النفط، ولكن ذلك حدث بطريقة غير مقبولة.
وفسّر الحجي ذلك قائلًا: “أوبك خفّضت الطلب على النفط في الماضي وليس في المستقبل، إذ عادوا إلى الربعين الأول والثاني وخفضوهما، وفي الوقت نفسه حذفوا أغلب هذا التخفيض وحولوه إلى الربع الثالث الذي يجري حاليًا، ومن ثم كان التخفيض بسيطًا، في حال حساب المتوسط السنوي”.
ولفت إلى أن هذا غير مقبول، ولكن المشكلة أن البنوك التي تتحدث عن خفض أسعار النفط وانخفاض الطلب، تتكلم عن المستقبل ولا أحد يتكلم عن الماضي، ولكن بالطبع كان هناك خطأ كبير خاصة في الربع الأول، لأن توقع أوبك للربع الأول كان عاليًا جدًا.
وبحسب الدكتور أنس الحجي، فإن رغم توقع الجميع أن الطلب على النفط سيكون بين 800 ألف و1.3 مليون برميل يوميًا، كانت أوبك ترى أنه بحدود 2.4 مليون برميل يوميًا، أي بزيادة تتجاوز مليون برميل يوميًا، لذلك هناك مشكلة كبيرة في توقعات أوبك.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: ملیون برمیل یومی ا الطلب على النفط أسعار النفط دولار ا
إقرأ أيضاً:
المخاوف بشأن مقدار الطلب وتحسن الدولار تدفع إلى خفض أسعار النفط
تراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة الجمعة، وسط مخاوف بشأن نمو الطلب خلال عام 2025 خاصة في الصين أكبر مستورد للخام، مما يقرب الخامين القياسيين العالميين من إنهاء الأسبوع على تراجع بنحو ثلاثة بالمئة.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتا، أو 0.56 بالمئة، إلى 72.47 دولار للبرميل، بينما وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 39 سنتا، أو 0.56 بالمئة، إلى 68.99 دولار للبرميل، وذلك بحلول الساعة 04:20 بتوقيت غرينتش.
وأكدت شركة "سينوبك" الصينية للتكرير المملوكة للدولة في توقعاتها السنوية للطاقة، أن واردات الصين قد تبلغ ذروتها في عام 2025 وإن استهلاك البلاد من النفط سيبلغ ذروته بحلول عام 2027 مع ضعف الطلب على الديزل والبنزين، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وقال الباحث في مجموعة بورصات لندن، إمريل جميل: إن "أسعار النفط الخام القياسية تمر بمرحلة استقرار طويلة وسط ضبابية بشأن نمو الطلب مع قرب نهاية العام".
وأضاف أن "أوبك+" سيحتاج لضبط الإمدادات لرفع الأسعار وتهدئة تقلب السوق جراء المراجعات المستمرة لتوقعاتها لنمو الطلب.
وخفضت دول منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وحلفاؤها، المعروفة بتحالف أوبك+، مؤخرا توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 للشهر الخامس على التوالي.
وأثر ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوى في عامين على أسعار النفط، بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى أنه سيكون حذرا بشأن خفض أسعار الفائدة العام المقبل.
ويجعل ارتفاع الدولار النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، كما أن إبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة قد تضعف النمو الاقتصادي وتقلص الطلب على الخام.
وتوقع بنك "جي.بي. مورجان" أن سوق النفط ستنتقل من التوازن في عام 2024 إلى تحقيق فائض قدره 1.2 مليون برميل يوميا في عام 2025، كما يتوقع البنك زيادة النمو خارج تحالف أوبك+ بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا في عام 2025، وبقاء إنتاج أوبك عند مستوياته الحالية.
وفي خطوة قد تؤدي إلى تقليص العرض، ذكرت بلومبرج أمس الخميس أن مجموعة السبع تدرس سبل تشديد سقف الأسعار على النفط الروسي، مثل فرض حظر تام أو تقليص سقف الأسعار.