في أوّل مناظرة بينهما.. ترامب وهاريس يتبادلان الاتهامات بالكذب والتزوير والفشل والعجز
تاريخ النشر: 12th, September 2024 GMT
الثورة نت/..
انتهت المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين للانتخابات الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس بتأكيد الطرفين خياراتهما السابقة عن حقوق الإجهاض وسياسات الهجرة والحدود واقتناء السلاح وخيارات الاقتصاد الأمريكي والتضخم، إضافة إلى السياسات الخارجية، وبشكل خاص حرب أوكرانيا والحرب في فلسطين المحتلة والمواجهة الاستراتيجية مع الصين.
وتبادل المرشحان الاتهامات بالكذب والتزوير والفشل والعجز عن القيام بالمهام المطلوبة بشكل واسع ومتكرر قبل أقل من شهرين على إدلاء الأمريكيين بأصواتهم لاختيار رئيسهم يوم الانتخابات.
وبدأت المناظرة التي قد لا تتكرر مرة ثانية قبل الانتخابات عند الساعة الواحدة فجراً بتوقيت غرينتش. وبحسب “نيويورك تايمز”، ترامب تحدث 43 دقيقة استغلّ 13 دقيقة منها لمهاجمة هاريس، فيما استغرقت هاريس 17 دقيقة لمهاجمة ترامب من أصل 37 دقيقة تكلّمت خلالها.
وبشأن القضايا الاقتصادية التي تشغل الجمهور الأمريكي، أجاب المرشحان عن السؤال الافتتاحي: “هل تعتقد أن الأمريكيين أصبحوا أفضل حالاً مما كانوا عليه قبل أربع سنوات؟”، فأكّدت هاريس أنها تخطط لبناء “اقتصاد الفرص”، متعهدةً “بمعالجة تكاليف الإسكان ومساعدة الأسر والأعمال التجارية الصغيرة”.
في المقابل، رد ترامب على هاريس، متعهداً بفرض رسوم جمركية على دول أخرى، وذكر الصين على وجه الخصوص، قائلًا: إن الحكومة أخذت “مليارات” من البلاد من خلال الرسوم الجمركية التي ظلت سارية حتى بعد مغادرته منصبه.
ولكن هاريس ردّت بأنّ ترامب “ترك لنا أسوأ حالة بطالة منذ الكساد الأعظم.. وما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلفها دونالد ترامب”.. محذرة من “المشروع 2025″، وهو “خطة مفصلة وخطيرة” تقول هاريس إنّ ترامب “سينفذها إذا تولى منصبه”.
كما تم تبادل الاتهامات بشأن قانون الإجهاض الذي يشغل الشارع الأمريكي.
وبشأن قضية الهجرة وأمن الحدود واستقبال المهاجرين غير الشرعيين، ألقت هاريس اللوم فيها على ترامب بسبب جهوده لإفشال مشروع قانون أمن الحدود الذي تبناه الحزبان، مروّجة لعملها باعتبارها “الشخص الوحيد في هذا المسرح” لملاحقة المهربين على الحدود.
وردّ ترامب على كلامها بالقول: إنّ “الديمقراطيين سمحوا للملايين من المهاجرين بالدخول إلى البلاد، ما أدّى إلى انخفاض نسبة الجرائم في العالم وارتفاعها في الولايات المتحدة”.. زاعماً أنّ المهاجرين “يأكلون الحيوانات الأليفة” في سبرينغفيلد في ولاية أوهايو، وهو ما نفاه عمدة المدينة.
كذلك، تطرق الطرفان إلى مسألة القضاء وانفكاكه عن السياسة الحاكمة في البيت الأبيض، إذ اتهمت هاريس “ترامب بسبب تاريخه الإجرامي”، وردت على مزاعمه بشأن “جرائم المهاجرين”.. واصفةً إياه بأنه “شخص تمت مقاضاته بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالأمن القومي، والتدخل في الانتخابات، والقيام بجرائم اقتصادية”.
أما ترامب، فقد ردّ قائلاً: إنها ترقى إلى “تسليح” نظام العدالة.. واصفاً إياها بأنها “قضايا مزيفة”.
وتحوّل النقاش إلى أحداث الكابيتول في يناير عام 2021، إذ سُئل ترامب عن دوره في اقتحام أنصاره للمبنى، ليجيب بأنّ خطابه “لم يتضمن أي دعوات للعنف”.
وبشأن الحرب المستمرّة على غزة، سأل المحاوران هاريس عن الكيفية التي قد تتعامل بها مع حرب “إسرائيل” في غزة، وكيف قد تتمكن من الخروج من حالة الجمود، فكررت بعض تصريحاتها السابقة العامة بشأن هذه القضية، بأنّ “إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن من المهم أن تعرف كيف”.
وأضافت: “يجب أن تنتهي هذه الحرب.. يجب أن تنتهي على الفور”.. مشددةً على “حلّ الدولتين وإعادة إعمار غزة”، ولكنَّ الأوّل رفضه الكنيست الإسرائيلي منذ نحو شهرين، والآخر يستمرّ بدعم وتسليح أمريكي مستمرّ لقوات الاحتلال الصهيوني.
في المقابل، ردّ ترامب باتهام هاريس بأنها “تكره إسرائيل”.. زاعماً أنّه “إذا تم انتخابها فإن “إسرائيل” سيتمّ إزالتها من الوجود بغضون عامين”،
وأكمل: “ما يحصل في الشرق الأوسط ما كان ليحصل خلال رئاستي، وسأحلّ هذا الموضوع، وأنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا”.
وبشأن الحرب في أوكرانيا، قال ترامب: “أريد أن تتوقف الحرب”، وتحدث عن تكلفة حرب روسيا في أوكرانيا على الولايات المتحدة، قائلاً: إن أوروبا “تدفع أقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة”.
من جهتها، ردّت هاريس بالقول: “حلفاؤنا في الناتو ممتنون للغاية لأنك لم تعد رئيساً، وإلا لكان بوتين يجلس في كييف وعيناه على بقية أوروبا”.
وتعليقاً على كلامها، وصف ترامب هاريس بأنها “أسوأ نائبة رئيس في التاريخ”.. زاعماً أنها فشلت في منع الحرب من خلال التفاوض بين أوكرانيا وروسيا قبل الحرب.
وعندما سُئلا عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، قالت: إنها “وافقت على التزام بايدن بإخراج القوات الأمريكية من البلاد”، ولكنها أضافت: إنه “من المهم أن نتذكر كيف حدث الانسحاب”.. معتبرةً أنّ “ترامب تفاوض كرئيس على واحدة من أضعف الصفقات التي يمكنك تخيلها” مع طالبان.
أما ترامب، فقد أجاب: “كنا سننسحب من أفغانستان من دون خسارة أي جندي ومن دون ترك المعدات خلفنا، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في ذلك”.
كذلك، تحدث ترامب عن تعهده الطويل الأمد بإلغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية الميسّرة المعروف باسم “أوباما كير”، ملقياً باللوم على الديمقراطيين في فشل إلغاء القانون، الذين قال إنهم “متفقون” و”لن يصوتوا لتغييره”.
وختمت هاريس كلمتها بالقول: إنها وترامب “تملكان رؤيتين مختلفتين للغاية” لأمريكا، مكررة شعار حملتها الانتخابية: “لن نعود إلى الوراء.. يمكننا رسم طريق جديد للمضي قدماً”.
من جهته، حذر ترامب من “انحدار الأمة” في بيانه الختامي، وقال: إن “سياسات هاريس لا تعني شيئاً، لأنها كانت في السلطة بالفعل لمدة أربع سنوات تقريباً ولم تحقق أياً منها”.. محذراً من أنّ “الحرب النووية محتملة إذا فازت هاريس”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فى خطاب أمام الكونجرس طال لأكثر من 100 دقيقة.. ترامب يحلم بالعهد الذهبى الأمريكى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل وسياسات القوى العاملة الفيدراليةعازم على مواصلة الطريق من أجل رؤيته لأمريكا بغض النظر عن المعارضةالرئيس الأمريكي ترامب
فى أول خطاب مشترك له أمام الكونجرس منذ استعادة الرئاسة، ألقى دونالد ترامب خطابًا الثلاثاء مزج فيه مقترحات السياسة العدوانية بالهجمات الحادة على خصومه السياسيين.
استمر الخطاب لأكثر من ١٠٠ دقيقة، وكان ملحوظًا ليس فقط بسبب مدته ولكن أيضًا لهجته الساخنة، والصراعات الحزبية، والرؤية الطموحة لمستقبل أمريكا.
هجوم ترامب على إدارة بايدن
كان الموضوع الرئيسى لخطاب ترامب هو انتقاده المستمر للرئيس السابق جو بايدن. لقد وصف بايدن بأنه "أسوأ رئيس فى تاريخ أمريكا" وألقى باللوم على قدميه فى مجموعة من القضايا، من التضخم المرتفع إلى ارتفاع الهجرة غير الشرعية.
تضمنت تصريحات ترامب اللاذعة سخرية من بايدن بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وخاصة البيض، والتى تعهد ترامب بخفضها إذا مُنح فترة ولاية أخرى فى منصبه. فى حين استهدف خطابه ارتفاع الأسعار، فقد لعب أيضًا على إحباطات الناخبين الذين يعانون من التضخم، وهى القضية التى لا تزال فى طليعة المشهد السياسى الأمريكي.
بالإضافة إلى المخاوف الاقتصادية، ألقى ترامب باللوم على بايدن فى زيادة حالات عبور الحدود غير القانونية وربط وفاة لاكين رايلي، وهى شابة قتلها مهاجر فنزويلي، بما أسماه "سياسات بايدن القاسية". هدفت رواية ترامب إلى تسليط الضوء على ما يراه فشلًا فى أمن الحدود فى ظل الإدارة الحالية، والدفع نحو المزيد من تدابير التنفيذ.
التوترات والاضطرابات الحزبية
تميز الخطاب باضطرابات صاخبة من المشرعين الديمقراطيين، مما يشير إلى الانقسام الحزبى العميق. على سبيل المثال، قاطع النائب الديمقراطى آل جرين الخطاب بالصراخ، "ليس لديك تفويض لخفض Medicaid"، ردًا على تخفيضات الميزانية المقترحة من ترامب.
طُرد جرين من الغرفة بعد اندفاعه. أعرب ديمقراطيون آخرون، بما فى ذلك النائبة رشيدة طليب، عن استيائهم من خلال رفع لافتات الاحتجاج والانسحاب من الخطاب.
لقد أكدت هذه اللحظات الطبيعة المتصدعة للبيئة السياسية الحالية. لقد أعلن ترامب، الذى تحدث إلى قاعدته دون اعتذار، أن أى قدر من الانتقادات من الديمقراطيين لن يثنيه عن المضى قدمًا فى أجندته. وقال ترامب، فى إشارة إلى الاستقبال العدائى من حزب المعارضة: "أدرك أنه لا يوجد شيء على الإطلاق يمكننى قوله لإسعادهم".
الهجرة وأمن الحدود
ظل موقف ترامب بشأن الهجرة حجر الزاوية فى خطابه، حيث طالب الكونجرس بتخصيص المزيد من الموارد لأمن الحدود وتعهد بتنفيذ أكبر عملية ترحيل فى تاريخ الولايات المتحدة.
وقد تم تأطير دفعه من أجل قوانين الهجرة الأكثر صرامة، بما فى ذلك الترحيل الجماعي، كإجراء ضرورى "لحماية الوطن" والحد من الهجرة غير الشرعية - وهو الموضوع الذى كان محوريًا فى برنامجه السياسى منذ ولايته الأولى.
فى لفتة رمزية، دعا ترامب عائلات الضحايا الذين قتلوا على يد المهاجرين بشكل غير قانونى فى الولايات المتحدة لحضور الخطاب، مما يزيد من ربط الحاجة إلى ضوابط حدودية أقوى بالمأساة الشخصية والسلامة العامة.
عصر جديد من الحماية التجارية
كانت لحظة رئيسية أخرى فى خطاب ترامب هى إعلانه عن فرض تعريفات متبادلة ضد دول مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية، متهمًا إياها بممارسات تجارية غير عادلة.
صاغ ترامب هذه التعريفات كوسيلة "لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" من خلال ضمان عدم استغلال الشركات الأمريكية من قبل الدول الأجنبية. ومن المرجح أن يؤدى هذا الإعلان إلى تفاقم التوترات التجارية، وخاصة مع استعداد ترامب لتطبيق التعريفات الجديدة الشهر المقبل.
إن خطابه بشأن التجارة يتماشى مع أجندته الحمائية، ويؤكد أن التعريفات الجمركية التى تفرضها دول أخرى على السلع الأمريكية كانت من جانب واحد وأن الوقت قد حان للولايات المتحدة للرد بالمثل.
ومن المتوقع أن يتردد صدى موقف ترامب العدائى بشأن التجارة بين مؤيديه ولكنه قد يؤدى أيضًا إلى تفاقم التوترات مع الحلفاء الدوليين الرئيسيين.
الثناء على إيلون ماسك وإصلاح الحكومة
اغتنم ترامب الفرصة أيضًا للإشادة برجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، الذى تم تجنيده للمساعدة فى إصلاح عمليات الحكومة الفيدرالية الأمريكية من خلال وزارة كفاءة الحكومة (DOGE). فى خطابه، شكر ترامب ماسك على عمله الجاد وذكر دوره المهم فى إعادة تشكيل وظائف الحكومة.
فى حين أن الموقف الرسمى من البيت الأبيض هو أن وزارة كفاءة الحكومة بقيادة إيمى جليسون، إلا أن ترامب أعلن تأييده العلنى لقيادة ماسك، وهى الخطوة التى عززت مكانة ماسك كشخصية مؤثرة فى إدارة ترامب.
ومع ذلك، قوبل الثناء على ماسك بردود فعل متباينة. ففى حين أشاد الجمهوريون بجهوده، احتج بعض الديمقراطيين بحمل لافتات كتب عليها "إيلون يسرق"، مما يعكس استياءهم من نهج ماسك فى إصلاح الحكومة وتأثيره المثير للجدل على السياسة الفيدرالية.
قضايا اجتماعية مثيرة للجدل
كما أعاد ترامب النظر فى موقفه القديم بشأن الرياضيين المتحولين جنسيًا، وخاصة فى الرياضات النسائية. وباستخدام مثال بايتون ماكناب، وهى رياضية فى المدرسة الثانوية انقطعت مسيرتها المهنية بسبب ارتجاج فى المخ فى مباراة ضد امرأة متحولة جنسيًا.
أعاد ترامب التأكيد على قراره التنفيذى بحظر النساء المتحولات جنسيًا من المنافسة فى الرياضات النسائية. وقد قوبلت تصريحاته حول هذا الموضوع بالهتافات من أنصاره ولكن أيضًا بانتقادات من أولئك الذين يدافعون عن حقوق المتحولين جنسيًا.
كما تناول الخطاب جهود ترامب لإصلاح البيروقراطية الفيدرالية. وحذر العمال الفيدراليين الذين يقاومون سياسات إدارته من أنه سيتم إبعادهم، ودعا إلى عودة الموظفين إلى مكاتبهم وانتقد التغيب عن العمل.
وكان موقفه العدوانى ضد ما وصفه بالبيروقراطية غير المسؤولة جزءًا من رؤيته الأوسع لتبسيط وظائف الحكومة وزيادة الكفاءة، حتى لو كان ذلك يعنى تنفير العمال الفيدراليين الذين قد يعارضون إصلاحاته.
كلمة أخيرة عن أوكرانيا وجرينلاند
فى خطابه، تطرق ترامب أيضًا إلى السياسة الخارجية، وخاصة موقفه من الصراع الدائر فى أوكرانيا. وانتقد تعامل إدارة بايدن مع الحرب، مشيرًا إلى أن الدعم الأمريكى لأوكرانيا كان سيئ الإدارة ودعا إلى إعادة تقييم المساعدات.
ومن المرجح أن تستمر تعليقاته بشأن أوكرانيا فى إثارة الجدل داخل كلا الحزبين، مع تحالف بعض الجمهوريين مع آرائه الأكثر انعزالية.
وأخيرًا، كرر ترامب اهتمامه القديم بالحصول على جرينلاند، واصفًا إياها بأنها أصل حاسم للأمن القومى الأمريكي. وعلى الرغم من رفض الدنمارك الحازم لأى بيع من هذا القبيل، فقد أكد ترامب أنها قضية ذات أهمية استراتيجية وسيتم متابعتها "بطريقة أو بأخرى".
رؤية ترامب والانقسام السياسي
كان خطاب دونالد ترامب أمام الكونجرس بمثابة تذكير قوى بالانقسامات السياسية العميقة الجذور فى الولايات المتحدة اليوم. فى حين قد ينظر أنصاره إلى مقترحاته على أنها عودة إلى العظمة الأمريكية، فإن العديد من الديمقراطيين يرونها رجعية وضارة. فى ظل الضغينة الحزبية التى ظهرت بوضوح خلال خطابه، يبدو أن فترة ولاية ترامب الثانية ستكون مضطربة مثل ولايته الأولى.
ويبقى أن نرى ما إذا كانت سياساته الطموحة ستترجم إلى تغييرات دائمة أو ستزيد من حدة الاستقطاب السياسي. ولكن هناك أمر واحد واضح: ترامب عازم على مواصلة النضال من أجل رؤيته لأمريكا، بغض النظر عن المعارضة التى تقف فى طريقه.
«time»