الثورة نت/..

انتهت المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحين للانتخابات الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس بتأكيد الطرفين خياراتهما السابقة عن حقوق الإجهاض وسياسات الهجرة والحدود واقتناء السلاح وخيارات الاقتصاد الأمريكي والتضخم، إضافة إلى السياسات الخارجية، وبشكل خاص حرب أوكرانيا والحرب في فلسطين المحتلة والمواجهة الاستراتيجية مع الصين.

وتبادل المرشحان الاتهامات بالكذب والتزوير والفشل والعجز عن القيام بالمهام المطلوبة بشكل واسع ومتكرر قبل أقل من شهرين على إدلاء الأمريكيين بأصواتهم لاختيار رئيسهم يوم الانتخابات.

وبدأت المناظرة التي قد لا تتكرر مرة ثانية قبل الانتخابات عند الساعة الواحدة فجراً بتوقيت غرينتش. وبحسب “نيويورك تايمز”، ترامب تحدث 43 دقيقة استغلّ 13 دقيقة منها لمهاجمة هاريس، فيما استغرقت هاريس 17 دقيقة لمهاجمة ترامب من أصل 37 دقيقة تكلّمت خلالها.

وبشأن القضايا الاقتصادية التي تشغل الجمهور الأمريكي، أجاب المرشحان عن السؤال الافتتاحي: “هل تعتقد أن الأمريكيين أصبحوا أفضل حالاً مما كانوا عليه قبل أربع سنوات؟”، فأكّدت هاريس أنها تخطط لبناء “اقتصاد الفرص”، متعهدةً “بمعالجة تكاليف الإسكان ومساعدة الأسر والأعمال التجارية الصغيرة”.

في المقابل، رد ترامب على هاريس، متعهداً بفرض رسوم جمركية على دول أخرى، وذكر الصين على وجه الخصوص، قائلًا: إن الحكومة أخذت “مليارات” من البلاد من خلال الرسوم الجمركية التي ظلت سارية حتى بعد مغادرته منصبه.

ولكن هاريس ردّت بأنّ ترامب “ترك لنا أسوأ حالة بطالة منذ الكساد الأعظم.. وما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلفها دونالد ترامب”.. محذرة من “المشروع 2025″، وهو “خطة مفصلة وخطيرة” تقول هاريس إنّ ترامب “سينفذها إذا تولى منصبه”.

كما تم تبادل الاتهامات بشأن قانون الإجهاض الذي يشغل الشارع الأمريكي.

وبشأن قضية الهجرة وأمن الحدود واستقبال المهاجرين غير الشرعيين، ألقت هاريس اللوم فيها على ترامب بسبب جهوده لإفشال مشروع قانون أمن الحدود الذي تبناه الحزبان، مروّجة لعملها باعتبارها “الشخص الوحيد في هذا المسرح” لملاحقة المهربين على الحدود.

وردّ ترامب على كلامها بالقول: إنّ “الديمقراطيين سمحوا للملايين من المهاجرين بالدخول إلى البلاد، ما أدّى إلى انخفاض نسبة الجرائم في العالم وارتفاعها في الولايات المتحدة”.. زاعماً أنّ المهاجرين “يأكلون الحيوانات الأليفة” في سبرينغفيلد في ولاية أوهايو، وهو ما نفاه عمدة المدينة.

كذلك، تطرق الطرفان إلى مسألة القضاء وانفكاكه عن السياسة الحاكمة في البيت الأبيض، إذ اتهمت هاريس “ترامب بسبب تاريخه الإجرامي”، وردت على مزاعمه بشأن “جرائم المهاجرين”.. واصفةً إياه بأنه “شخص تمت مقاضاته بتهمة ارتكاب جرائم تتعلق بالأمن القومي، والتدخل في الانتخابات، والقيام بجرائم اقتصادية”.

أما ترامب، فقد ردّ قائلاً: إنها ترقى إلى “تسليح” نظام العدالة.. واصفاً إياها بأنها “قضايا مزيفة”.

وتحوّل النقاش إلى أحداث الكابيتول في يناير عام 2021، إذ سُئل ترامب عن دوره في اقتحام أنصاره للمبنى، ليجيب بأنّ خطابه “لم يتضمن أي دعوات للعنف”.

وبشأن الحرب المستمرّة على غزة، سأل المحاوران هاريس عن الكيفية التي قد تتعامل بها مع حرب “إسرائيل” في غزة، وكيف قد تتمكن من الخروج من حالة الجمود، فكررت بعض تصريحاتها السابقة العامة بشأن هذه القضية، بأنّ “إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن من المهم أن تعرف كيف”.

وأضافت: “يجب أن تنتهي هذه الحرب.. يجب أن تنتهي على الفور”.. مشددةً على “حلّ الدولتين وإعادة إعمار غزة”، ولكنَّ الأوّل رفضه الكنيست الإسرائيلي منذ نحو شهرين، والآخر يستمرّ بدعم وتسليح أمريكي مستمرّ لقوات الاحتلال الصهيوني.

في المقابل، ردّ ترامب باتهام هاريس بأنها “تكره إسرائيل”.. زاعماً أنّه “إذا تم انتخابها فإن “إسرائيل” سيتمّ إزالتها من الوجود بغضون عامين”،

وأكمل: “ما يحصل في الشرق الأوسط ما كان ليحصل خلال رئاستي، وسأحلّ هذا الموضوع، وأنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا”.

وبشأن الحرب في أوكرانيا، قال ترامب: “أريد أن تتوقف الحرب”، وتحدث عن تكلفة حرب روسيا في أوكرانيا على الولايات المتحدة، قائلاً: إن أوروبا “تدفع أقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة”.

من جهتها، ردّت هاريس بالقول: “حلفاؤنا في الناتو ممتنون للغاية لأنك لم تعد رئيساً، وإلا لكان بوتين يجلس في كييف وعيناه على بقية أوروبا”.

وتعليقاً على كلامها، وصف ترامب هاريس بأنها “أسوأ نائبة رئيس في التاريخ”.. زاعماً أنها فشلت في منع الحرب من خلال التفاوض بين أوكرانيا وروسيا قبل الحرب.

وعندما سُئلا عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، قالت: إنها “وافقت على التزام بايدن بإخراج القوات الأمريكية من البلاد”، ولكنها أضافت: إنه “من المهم أن نتذكر كيف حدث الانسحاب”.. معتبرةً أنّ “ترامب تفاوض كرئيس على واحدة من أضعف الصفقات التي يمكنك تخيلها” مع طالبان.

أما ترامب، فقد أجاب: “كنا سننسحب من أفغانستان من دون خسارة أي جندي ومن دون ترك المعدات خلفنا، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في ذلك”.

كذلك، تحدث ترامب عن تعهده الطويل الأمد بإلغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية الميسّرة المعروف باسم “أوباما كير”، ملقياً باللوم على الديمقراطيين في فشل إلغاء القانون، الذين قال إنهم “متفقون” و”لن يصوتوا لتغييره”.

وختمت هاريس كلمتها بالقول: إنها وترامب “تملكان رؤيتين مختلفتين للغاية” لأمريكا، مكررة شعار حملتها الانتخابية: “لن نعود إلى الوراء.. يمكننا رسم طريق جديد للمضي قدماً”.

من جهته، حذر ترامب من “انحدار الأمة” في بيانه الختامي، وقال: إن “سياسات هاريس لا تعني شيئاً، لأنها كانت في السلطة بالفعل لمدة أربع سنوات تقريباً ولم تحقق أياً منها”.. محذراً من أنّ “الحرب النووية محتملة إذا فازت هاريس”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لماذا يصوت مسلمو أميركا لمرشحة يهودية بدلا من ترامب وهاريس؟

واشنطن- رغم تضاؤل حظوظ مرشحة حزب الخضر جيل ستاين في سباق الرئاسة، فإن الكثير من ناخبي أميركا المسلمين سيصوّتون لها في انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي الوقت الذي يتقاسم فيه المرشحان، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، التقدم في استطلاعات الرأي بنسب تقترب من 48% لكل منهما، يجعل ذلك من سباق 2024 أكثر سخونة مع تأكد انتصار أحدهما بفارق ضئيل للغاية.

وهنا تبرز أهمية كل صوت، وأهمية أصوات الكتل الانتخابية، ومن بينها المسلمة التي يمكن لها أن تلعب دورا حاسما في عدد من الولايات المتأرجحة التي تقرر هوية ساكن البيت الأبيض الجديد.

أهمية الصوت المسلم

الإسلام هو ثالث أكبر دين في الولايات المتحدة بعد المسيحية واليهودية. ويمنع الدستور الأميركي السؤال عن الهوية الدينية في التعداد العام الذي يجري كل 10 سنوات، وذلك بسبب علمانية الدولة، وفصل الدين عن الدولة.

وتشير تقديرات محايدة إلى أن هناك نحو 4.1 ملايين أميركي مسلم، يشكلون حوالي 1.2% من إجمالي السكان، من بينهم ما يزيد على مليوني ناخب.

ويُعد المسلمون الأميركيون أحد أكثر المجموعات الدينية تنوعا في الولايات المتحدة مع عدم وجود أغلبية عرقية بارزة بينهم، وهم على النحو التالي:

%25 من الأفارقة السود. %24 من البيض (أتراك وإيرانيون وجمهوريات وسط آسيا وألبانيا). %18 آسيويون. %18 عرب. %7 أعراق مختلطة. %5 من أصول لاتينية. %3 آخرون.

ومع وجود عدد كبير من الناخبين المسلمين في ولايات متأرجحة رئيسية، فإن لديهم القدرة على التأثير في نتائج السباق الرئاسي.

وأشار تقرير صادر عن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) لبعض الاختلافات الملحوظة داخل كتلة الناخبين المسلمين الأميركيين.

فمثلا، في حين تتمتع هاريس بتقدم كبير على مرشحة حزب الخضر ستاين، بين الناخبين المسلمين السود (55% مقابل 11%)، فإن ستاين أفضل حالا مع المسلمين البيض والعرب والأتراك (33% مقابل 26%). ولا يوجد تباين كبير بين المسلمين الآسيويين، حيث يدعم 28% منهم هاريس و26% يؤيدون ستاين.

وتأسس "الخضر" عام 2001 كحزب مستقل مرتكزا على 4 أسس وهي: منهج السلام واللاعنف، والاهتمام الكامل بالبيئة، والديمقراطية الشعبية، والعدالة الاجتماعية.

مرشحة الخضر

واختار الحزب الدكتورة جيل ستاين كمرشحة رئاسية، واختارت هي الأكاديمي المسلم بوتش وير، نائبا لها على بطاقة الحزب. تقول ستاين "أنا أترشح للرئاسة مع الخضر لتقديم خيار للشعب خارج نظام الحزبين الفاشل. سنضع أجندة عمل مناخية مؤيدة للعمال ومناهضة للحرب في هذه الانتخابات".

ترشحت ستاين سابقا للرئاسة في انتخابات عامي 2012 و2016 وحصلت على حوالي 1% من الأصوات على المستوى الوطني. بينما كان إجمالي حصيلتها في عام 2016 متواضعا، ويمكن القول إن الأصوات التي حصلت عليها في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن حينها ساعدت ترامب أن يصبح رئيسا.

يدعو برنامج ستاين لعام 2024 إلى "وقف فوري لإطلاق النار في إسرائيل وفلسطين" وإنهاء فوري لجميع المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وإلى إجراء تحقيق مستقل في "شرعية المليارات للمساعدات العسكرية المباشرة". وبرأيها، فإن المقاضاة من قِبَل المحكمة الجنائية الدولية قد يكون لها ما يبررها.

تقول ستاين "نحن ممتنون للدعم القوي من الناخبين المسلمين الذين يشاركوننا التصميم على إنهاء الإبادة الجماعية في غزة، والظلم الذي يواجهه أصدقاؤنا المسلمون".

وأظهر تقرير "كير" أن ستاين تتقدم على هاريس بين الناخبين المسلمين في العديد من الولايات المتأرجحة الرئيسية. وكشف استطلاع، أُجري أواخر الشهر الماضي، أن الناخبين المسلمين منقسمون على المستوى الوطني بينهم.

وتشير النتائج إلى أن 29.4% من المسلمين الأميركيين يؤيدون هاريس، و29.1% يدعمون ستاين، و11.2% يؤيدون ترامب، و4.2% يؤيدون المفكر كورنيل ويست، وأقل من 1% يدعمون تشيس أوليفر من حزب الأحرار.

تردد

وعلى الرغم من هذا التنوع، فإن 16% من الناخبين المسلمين لم يحسموا أمرهم بعد، مما يعكس ترددهم الانتخابي بشأن القضايا الحرجة. بالإضافة إلى ذلك، يقول 8.3% إنهم لن يصوتوا على الأرجح في الانتخابات المقبلة.

وفي ولاية ميشيغان، قال 40% من الناخبين المسلمين إنهم ينون التصويت لصالح ستاين، مقارنة بـ12% فقط قالوا إنهم يخططون للتصويت لهاريس.

ووفقا لموقع "وورلد بوبيلويشن ريفيو" (World Population Review)، يبلغ عدد سكان ميشيغان المسلمين أكثر من 241 ألفا (2.4% من سكانها)، مما يعني أن تقدم ستاين الكبير هناك -إذا استمر- يمكن أن يكون له تأثير حاسم على من يفوز في نهاية المطاف بتلك الولاية.

ويُظهر موقع "فايف ثيرتي إيت" (FiveThirtyEight) حاليا أن هاريس تتقدم على ترامب في ميشيغان بنسبة 1.9% فقط. وكان بايدن قد فاز بالولاية عام 2020 بفارق 2.7% فقط.

وتلقت ستاين دعما كبيرا من الناخبين المسلمين في ولاية ويسكونسن، حيث قال 44% إنهم يخططون للتصويت لها مقارنة بـ39% قالوا إنهم سيدعمون هاريس.

ويبلغ عدد السكان المسلمين بهذه الولاية 69 ألف نسمة (1.2% من سكانها) وفاز بايدن بها بفارق 0.63% فقط. وتتقدم هاريس حاليا بنسبة 2.8%.

وفي أريزونا، حصلت ستاين على دعم 35% من الناخبين المسلمين، مقارنة بـ29% لهاريس، ويبلغ عدد سكانها المسلمين 110 آلاف نسمة (1.5% من إجمالي سكان الولاية)، وفاز بايدن بأريزونا في انتخابات 2020 بفارق 0.3% فقط، ويتقدم ترامب في استطلاعاتها بنسبة 0.5% فقط.

مقالات مشابهة

  • لماذا يصوت مسلمو أميركا لمرشحة يهودية بدلا من ترامب وهاريس؟
  • زيلينسكي: "وعود ترامب" لحل الحرب في أوكرانيا مجرد شعارات انتخابية
  • ترامب يتهم بايدن وهاريس بالتحريض على اغتياله
  • ترامب في مقابلة مع "فوكس ديجيتال": خطاب بايدن وهاريس ضدي هو السبب وراء محاولتي اغتيالي
  • تطورات جديدة.. ما علاقة المتهم بمحاولة اغتيال ترامب بحرب أوكرانيا؟
  • العكاري: للأسف تركة المحافظ السابق والأخطاء الفادحة التي ارتكبتها تحتاج إلى مراجعة دقيقة
  • محاولة اغتيال ترامب المحتملة.. هكذا علقت كامالا هاريس
  • مناظرة هاريس - ترامب تكشف عن أهمية السياسة الخارجية في الانتخابات الرئاسية
  • إسرائيل وحزب الله يتبادلان القصف وقوات الأمم المتحدة تحتمي بالملاجئ
  • لماذا رفض «ترامب» المناظرة الثانية أمام المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس؟