لهذه الأسباب تقدم الإسلاميون في انتخابات الأردن
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
عمّان- كشفت النتائج الأوّلية التي تم اعتمادها كنتائج نهائية لانتخابات مجلس النواب العشرين في الأردن، عن تقدمٍ لافت لحزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين؛ إذ حصل مرشحوها على 31 مقعدًا من أصل 138، بنسبة 22% من أعضاء المجلس النيابي.
وتقدم الإسلاميون في عدد من المحافظات وفي دوائر العاصمة عمّان، مع وجود فروقات كبيرة بينهم وبين قوائم الأحزاب التي تبعتهم، مثل أحزاب "إرادة" و"الميثاق" و"الوطني الإسلامي".
وبحصولهم على ما يقرب من نصف مليون صوت انتخابي، يكون حزب "جبهة العمل الإسلامي" قد حاز على 17 مقعدا من أصل 41 مخصصة للقوائم العامة في البلاد، بينما فاز الحزب بـ14 مقعدا على صعيد القوائم المحلية، منها 9 مقاعد عن دوائر العاصمة عمّان الثلاث، ومقعدان لكل من محافظتي الزرقاء والعقبة، ومقعد واحد لدائرة إربد الأولى.
كما حصد الحزب 4 من المقاعد المخصصة للنساء، إلى جانب نجاح 4 نساء أخريات ضمن القائمة الوطنية، ليصبح مجموع عدد النساء الفائزات رقما قياسيا لم يسبق تحقيقه من قبل، كما تمكّن الحزب من حصد المقعدين المخصصين للشركس والشيشان، بينما كان اللافت هو تمكن الحزب من الفوز بالمقعد المسيحي الوحيد في عمّان.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات النيابية 32.25%؛ إذ بلغ عدد المصوتين مليونا و638 ألفا و351 شخصا، من أصل أكثر من 5 ملايين ناخب يحق لهم التصويت ضمن المسجلين في السجلات النهائية للدوائر الانتخابية بالمملكة.
أسباب تقدم الإسلاميينأرجع الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور أمين المشاقبة، نجاح الحركة الإسلامية في الانتخابات البرلمانية لعدة عوامل، من بينها:
تبنيهم للقضية الفلسطينية، وما رافق عملية طوفان الأقصى. وكذلك حالة السخط الشعبي على الحكومة من قبل الشارع الأردني، بسبب عدم تحقيق إنجازات حكومية ملموسة. بالإضافة إلى الدرجة الكبيرة من التماسك الحزبي لدى أعضاء الحزب وقياداته.وأشار المشاقبة في حديثه للجزيرة نت، إلى نجاح الدولة في "إدارة العملية الانتخابية التي تمت بنزاهة وشفافية"، مضيفا أن الأردن يعيش مرحلة تحديث سياسي لتشكيل حكومات برلمانية، وقال "هذا البرلمان يعتمد على كتل برلمانية وحزبية جديدة".
ولفت الوزير السابق إلى أن حصول حزب جبهة العمل الإسلامي على 23% من مقاعد المجلس "سيدفع أعضاء البرلمان المقبل للعمل بجهدٍ كبير، لا سيما بين الكتل الانتخابية"، معتبرا أن أسباب فشل الأحزاب الوليدة في الانتخابات يأتي بسبب اعتمادها الكبير على البعد الشخصي بعيدا عن البعد البرامجي، فلم تقنع المواطن بالتصويت لهم.
وقال المشاقبة إن المجلس النيابي المقبل يشبه إلى حد كبير مجلس عام 1989، من حيث وجود تيار إسلامي قوي، حيث فاز نواب الإخوان المسلمين حينها بـ22 مقعدا من أصل 80، أي بنسبة 25% من مقاعد البرلمان.
بالإضافة لوجود عدد كبير من المسيسين، "وبالتالي فإن أداء المجلس النيابي سيتغير في ضوء العلاقة بينه وبين الحكومة، وسنشاهد استجوابات ونقاشات بناءة، بالإضافة لتفعيل الرقابة السياسية على الحكومة".
من ناحيته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي، أنه وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلت من قبل الدولة بأجهزتها المختلفة خلال العام الماضي لرفع نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية، بالإضافة لتنوع الأحزاب السياسية باختلاف ألوانها، "فإننا جميعا أخفقنا في إحداث تغييرٍ جذري في المزاج العام لدى الناخب الأردني، من خلال حصول تغيير محدود بنسب المشاركة بالاقتراع، بما لا يلبي التطلعات".
وأضاف الرنتاوي للجزيرة نت، أن هذا يعطي مؤشرا على استمرار عدم الثقة بالحالة الانتخابية وبمجلس النواب وبدوره في النظام السياسي الأردني، رغم مكانته الدستورية الرفيعة.
وحول قراءته لنتائج الانتخابات، قال الرنتاوي إن "المفاجأة" تمثّلت بـ"الفوز الساحق للحركة الإسلامية الأردنية"، بحصولها على ما يقرب من نصف مليون صوت، إضافة للفوارق الهائلة بينها وبين الأحزاب التي تليها، وكذلك حصولها على أصوات في عدد من المحافظات عبر القائمة الوطنية رغم عدم وجود مرشحين للحركة على القائمة المحلية.
وأكد المحلل السياسي أن هذا "الفوز الكبير" يعود لموقف الحركة الإسلامية المصاحب والمواكب للحرب على غزة، بالإضافة إلى أن النتائج تمثل "رسالة احتجاج من قِبَل الناخب الأردني على انحياز مؤسسات الدولة لبعض الأحزاب الناشئة في العملية الحزبية والسياسية على حساب أحزابٍ أخرى، إذ كان واضحا أن هناك أحزابا تحظى بالرعاية الرسمية، وأخرى لا، فكانت النتائج مغايرة للتوقعات".
من جهته، أكد الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين معاذ الخوالدة، أن "الفائز الأول في الانتخابات البرلمانية هو الوطن"، وأضاف في حديثه للجزيرة نت، أن "ما حققه الإسلاميون من نتائج متقدمة في الانتخابات النيابية سيعزز قوة الدولة الأردنية ومناعتها واستقرارها"، مشددا على أن "المصالح الوطنية العليا كانت دائما وأبدا نصب أعين الإسلاميين، ومحط اهتمامهم".
ووجّه الخوالدة شكره للشعب الأردني على منح حزب جبهة العمل الإسلامي الثقة، مؤكدا استمرار الحركة الإسلامية في نهجها بالسعي لخدمة الشعب والدفاع عن قضاياه، وحمل هموم مواطنيه والسعي لتحقيق آماله، والثبات على خيار دعم المقاومة الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جبهة العمل الإسلامی فی الانتخابات من أصل
إقرأ أيضاً:
تنسيقية شباب الأحزاب تستقبل وفدا من المملكة الأردنية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
النائب الأردني على سليمان الغزاوي: موقف الأردن ثابت ورافض للتهجير رغم الضغوط الأمريكية
وفد الأردن يشيد بتجربة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ويؤكد تطلعه للاستفادة منها
استقبلت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين اليوم، وفدا من المملكة الأردنية الهاشمية، ضم النائب علي سليمان الغزاوي، عضو مجلس النواب الأردني، وسلطان الخلايلة، رئيس جمعية سند للفكر والعمل الشبابي وعضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وبهاء القضاه، المنسق العام لتيار الأردن الشبابي.
استهل أعضاء التنسيقية، اللقاء بالترحيب بالوفد الأردني، مؤكدين أن العلاقات المصرية الأردنية راسخة ومتميزة واستثنائية على المستويات كافة وتتمتع بصلابة موقفها الواحد الداعم للقضية الفلسطينية والرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهذه المواقف سيكتبها التاريخ بأحرف من نور.
وأكد أعضاء التنسيقية أن القضية الفلسطينية تعد قضية مركزية بالنسبة لمصر والأردن، مضيفين أن محاولات تهجير الفلسطينيين يقابلها موقف عربي موحد بالرفض، وهناك رؤية عربية مشتركة موحدة لإعادة إعمار قطاع غزة في ظل وجود الفلسطينيين في أرضهم.
من جانبه قال النائب الأردني علي سليمان الغزاوي، إن الموقف الأردني ثابت تجاه القضية الفلسطينية ويرفض التهجير للفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدًا أن الملك عبدالله بن الحسين - ملك الأردن، مواقفه ثابتة ورافضة للتهجير رغم كل ما يمارس من ضغط أمريكي،
وشدد على أن ما صرحت به الإدارة الأمريكية هى تصريحات محرفة لم يدلي بها الملك الأردني، الذي استطاع بحكمته وحنكته السياسية الكبيرة أن يقف ضد مخطط التهجير.
وأوضح أن الأردن ومصر موقفهما ثابت برفض التهجير، وهناك توافق كبير بين القيادة السياسية في البلدين الشقيقين، مضيفًا أن مصر عليها عبء إداري كبير داخل قطاع غزة تجاه القضية الفلسطينية وهو رسم خريطة إعمار غزة، وهناك مواقف ثابتة بين مصر والأردن أن إعمار غزة لابد أن يكون بأيادي الفلسطينيين وهم داخل القطاع.
وأشار إلى أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام المصري في إيضاح الصورة الحقيقية كاملة، خاصة في ظل محاولات التضليل الغربي، موضحًا حرصه على لقاء أعضاء التنسيقية كونها تجربة سياسية كبيرة يمكن الاستفادة منها بشكل كبير، خاصة وأنها تضم ٢٧ حزبًا سياسيًا، مشيداً بتجربة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
وأكد سلطان الخلايلة، رئيس جمعية سند للفكر والعمل الشبابي وعضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، أهمية التعاون المصري الأردني المشترك بين الشباب لمواجهة الشائعات التى يتم ترويجها على مواقع السوشيال ميديا والتي تحاول تزييف وعي وفكر الشباب.
وأضاف بهاء القضاه، المنسق العام لتيار الأردن الشبابي، أنه يجب العمل باستمرار على توضيح الرؤية المصرية الأردنية تجاه القضية الفلسطينية والرافضة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ومواجهة الرسائل المحرضة باستمرار، مضيفًا أن الشباب داعم قوي للقيادة السياسية في كلا البلدين الشقيقين.
أدار اللقاء النائب أحمد مقلد، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك في اللقاء كل من النائب طارق الخولي، والنائبة هيام الطباخ عضوا مجلس النواب عن التنسيقية، ومصطفى الشهابي وماهر الفضالى وهند عبدالغفار، أعضاء التنسيقية.