سكاي نيوز عربية:
2024-12-25@02:30:57 GMT

ثلاثة عومل تدعم تحسن الاقتصاد الصيني

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

يعاني الاقتصاد الصيني من ضعف في قطاع العقارات وتباطؤ في الطلب الاستهلاكي. ولكن على الرغم من ذلك قد تشهد البلاد زيادة في النمو هذا الخريف، حسبما تقول كبيرة الاقتصاديين في الصين لدى غولدمان ساكس هوي شان، الذي أشار إلى التخفيف المالي والزخم القوي للصادرات، علاوة على تقلص المخاطر المتعلقة بالطقس كأسباب قد تدفع بتغيرات إيجابية في مستقبل البلاد.

وقالت شان في مذكرة، الأحد إن هذه العوامل (الثلاثة) مهمة بينما تستمر الصين في استهداف نمو بنسبة 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.

وأضافت: "نعم، تباطأت الأنشطة في يونيو-أغسطس، وارتفعت المخاطر السلبية لتوقعات النمو في الربع الثالث، ولا يزال الاقتصاد الصيني يواجه عديداً من التحديات العميقة.. ومع ذلك، نتوقع أن يرتفع النمو في بقية العام بينما تسعى الحكومة لتحقيق هدف الناتج المحلي الإجمالي الذي حددته في بداية هذا العام، والذي يبلغ حوالي 5 بالمئة".

ثلاثة عوامل رئيسية

يقود التوقعات الإيجابية جزئيًا التخفيف المالي المتسارع في البلاد، حسبما قالت شان. وقد ازداد التخفيف المالي في الأسابيع الأخيرة، ومن المحتمل أن يساعد في تأمين هدف النمو المستهدف، وفقًا لما ذكره المحللون في مذكرة سابقة. يظل زخم الصادرات في الصين قويًا، حيث يتوقع محللو غولدمان زيادة بنسبة 7 بالمئة في صادرات الشهر الماضي مقارنة بالعام السابق. ومع ذلك، يتوقع بعض الاقتصاديين تباطؤ نمو الصادرات في أغسطس إلى 6.5 بالمئة، وفقًا لاستطلاع أجرته رويترز. المخاطر المتعلقة بالطقس الصيفي في البلاد من المرجح أن تتقلص، مع ظهور دليل على عكس الضعف المرتبط بالطقس في تتبع جولدمان ذو التردد العالي.

مع تراجع هذه المخاطر، قد يحصل قطاع العقارات الذي يواجه صعوبات في الصين على دفعة ضرورية. وأظهرت البيانات الصادرة الشهر الماضي أن استثمارات الصين في الأصول الثابتة نمت بنسبة 3.6 بالمئة على أساس سنوي في النصف الأول من العام، وهو أقل من التوقعات التي كانت 3.9 بالمئة، حيث تباطأ الاستثمار في البنية التحتية بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات.

بيانات قاتمة

تأتي هذه التوقعات الإيجابية لنمو الاقتصاد الصيني بعد أشهر من البيانات القاتمة، التي غذتها مبيعات العقارات المتدنية وبدء المشاريع في السنوات الأخيرة حيث لا يزال جزء كبير من إمدادات الإسكان المتاحة في البلاد غير مأهول.

من ناحية أخرى، أثارت طلبات المستهلكين في الصين علامات تحذيرية حيث يظل الإنفاق الاستهلاكي ضعيفًا رغم ارتفاع دخل الأسر. نمت مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية بنسبة 2 بالمئة على أساس سنوي في يونيو، ولكنها ارتفعت إلى 2.7 بالمئة في يوليو.

كما واجه قطاع التكنولوجيا في الصين أيضاً رياحاً معاكسة، حيث تباطأ نمو الأرباح إلى أدنى مستوى له منذ عام 2022.

توقعات متفائلة نسبياً

من جانبه، قال خبير الشؤون الاقتصادية الصينية، جعفر الحسيناوي، إن التوقعات الأخيرة أظهرت أن النمو الاقتصادي للصين قد يتجاوز التقديرات السابقة، وقد يصل إلى 5.2 بالمئة في العام 2024، موضحاً أن هذا التحسن يأتي بفضل مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية والتي أعادت الثقة في الاقتصاد الوطني بعد فترة من التباطؤ والانكماش في الاستثمارات الأجنبية.

وأضاف الحسيناوي أن الإجراءات الرئيسية التي أسهمت في هذه التوقعات الإيجابية نسبياً تشمل:

التحفيز الحكومي القوي: البيانات الإيجابية والتحفيزات المالية أدت إلى تصاعد التوقعات الإيجابية للنمو الاقتصادي الصيني.

استمرار الحكومة في الاستثمار في مشاريع البنية التحتية، خاصة مع اقتراب إكمال عديد من مشاريع مبادرة الحزام والطريق، وهو الأمر الذي كان له تأثير كبير على تعزيز النمو. كجزء من سياسة التحفيز، قامت الحكومة الصينية بتخفيض أسعار الفائدة، مما ساعد على تحفيز الاقتصاد. قدمت الحكومة دعمًا كبيرًا للمطورين العقاريين الذين أعلنوا إفلاسهم، بما في ذلك قروض ميسرة بمعدلات فائدة منخفضة. في هذا السياق، قدم البنك المركزي الصيني مبلغًا قدره 42 مليار دولار أميركي لهذا القطاع. قامت الحكومة بشراء مباني غير مباعة، مع تخصيصها لذوي الدخل المحدود، مما أسهم في تنشيط القطاع العقاري. تم تعزيز الدعم للقطاع الصناعي، الذي يمثل نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي للصين، مما ساعد في تحقيق استقرار أكبر في الاقتصاد.

وأكد الحسيناوي أن هذه السياسات قد أحدثت تحولًا إيجابيًا في الاقتصاد الصيني، مما يعزز التوقعات بنمو أقوى مما كان متوقعًا في البداية.

تحديات على الطريق

وإلى ذلك، أشار رئيس الأسواق العالمية في "Cedra Markets"، جو يرق، إلى أن الاقتصاد الصيني يعاني منذ العام 2023 من انكماش ملحوظ في القطاع الصناعي، نتيجة للتضخم الذي بدأ منذ العام 2022. وأوضح أنه رغم تحسن تضخم أسعار المستهلك نسبياً، إلا أن تضخم أسعار المنتجين لا يزال يواصل تأثيره السلبي على الاقتصاد الصيني.

وأوضح يرق أن القطاع العقاري هو السبب الرئيسي في هذه الأزمة الاقتصادية، حيث شهدت بعض الشركات العقارية الكبرى إفلاسًا، مما أجبر الحكومة الصينية على اتخاذ خطوات لتخفيف الضغوط الاقتصادية من خلال خفض أسعار الفائدة القصيرة والمتوسطة وطويلة الأجل. ومع ذلك، لا يزال الاقتصاد يعاني من تحديات كبيرة.

وتتضمن الخطط الحكومية المقترحة إعادة تنشيط الاقتصاد بهدف تحقيق نمو بنسبة 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو هدف يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن. وتشمل هذه الخطط إعادة جدولة الديون العقارية التي تبلغ نحو 5.3 تريليون دولار بفوائد مخفضة، بالإضافة إلى تقديم حزم تحفيزية إضافية. يواجه المستهلكون والمستثمرون الصينيون مشكلة في الثقة وضعف النمو بسبب قلة الاستهلاك.

وأضاف: "في ظل هذا الوضع الصعب، لجأ المستثمرون الصينيون إلى الذهب كملاذ آمن للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية"، مشيراً إلى أن البنك المركزي الصيني والمستثمرين كانوا يتجهون إلى الذهب على مدار الـ 18 شهرًا الماضية. وبالتالي، فإن الحكومة الصينية مضطرة لاتخاذ إجراءات إضافية مثل تخفيض الفوائد وتقديم حزم مالية لدعم القطاع العقاري وإعادته إلى مساره الطبيعي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصين الاقتصاد الصيني الصين اقتصاد عالمي الصين الاقتصاد الصيني أخبار الصين الناتج المحلی الإجمالی التوقعات الإیجابیة الحکومة الصینیة الاقتصاد الصینی فی الصین

إقرأ أيضاً:

دراسة بحثية: قطاع السياحة أحد أهم موارد النقد الأجنبي وزيادة معدلات النمو الاقتصادي لمصر

إذا أردت أن تنهض بأي قطاع أو أي عمل مؤسسي، استعن في ذلك بالعلم والدراسات المتخصصة القائمة على الرصد والتحليل وصياغة الحلول القابلة للتطبيق. هذا الفكر وهذه المنهجية هي ما أؤمن به للنهوض بأي عمل كبير على كافة المستويات، بما فيها الاقتصاد.

في دراسة بحثية متميزة بعنوان "انعكاسات قطاع السياحة على الاقتصاد القومي من منظور إسلامي" للباحث الشاب هاني نصر عبد المعبود سالم، تم رصد في ثلاث فصول واقع السياحة ودورها البارز في النشاط الاقتصادي وزيادة معدلات النمو.

تناول الباحث في الفصل الأول المفاهيم الأساسية المتعلقة بقطاع السياحة، وخصائص القطاع وعوامل الجذب فيه على مستوى مصر. وفي الفصل الثاني، تناول أثر القطاع السياحي على الاقتصاد الوطني، والآثار الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة، وكذلك الآثار الاجتماعية للسياحة ودورها في الاستدامة التنموية ومعالجة القضايا المجتمعية.

ورصد وحلل الباحث هاني نصر في الفصل الثالث من بحثه القيم السياحة من منظور الاقتصاد الإسلامي، وتأثير الاستثمار في القطاع السياحي على الاقتصاد الوطني، ودور المؤسسات والمجتمع المدني في تطوير القطاع السياحي بهدف تحقيق أكبر العوائد الاقتصادية منه. استند الباحث في رصد وتحليل كل ما سبق إلى أحدث التقارير الصادرة عن منظمة السياحة العالمية، وكذلك تقارير البنك المركزي المصري، والعديد من المؤلفات والدوريات العلمية ذات الصلة لكبار العلماء وأساتذة الاقتصاد.

في الفصل الثاني من البحث، تناول الباحث بشكل عام مساهمة القطاع السياحي في التنمية الاقتصادية وحجم الانعكاسات الاقتصادية الناتجة عن القطاع السياحي، وكيف أصبح أداة ضخمة ضمن الاقتصادات الوطنية في الدول بشكل عام وفي مصر بشكل خاص.

وأكد البحث أن قطاع السياحة يحتل مرتبة متقدمة بين القطاعات التي تؤثر بصورة مباشرة في الاقتصاد القومي والناتج المحلي. حيث بلغت نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي حوالي 10.3% في عام 2019، تمثل نحو 8.9 تريليون دولار أمريكي، مقارنة بنحو 8.8 تريليون دولار أمريكي. كما سجل قطاع السفر والسياحة نمواً بنسبة 3.5% في عام 2019، متجاوزاً معدل نمو الاقتصاد العالمي للعام التاسع على التوالي. ومن المتوقع ارتفاع مساهمة قطاع السياحة ليصل إلى حوالي 11.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2029، أي ما يعادل حوالي 13.85 تريليون دولار أمريكي. وتمثل نصيب كل من الولايات المتحدة، والصين، واليابان، وألمانيا، والمملكة المتحدة نحو 47% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي لقطاع السفر والسياحة.

كما أكد البحث أن القطاع الخاص هو المساهم بشكل رئيسي في تكوين الناتج المحلي. وخلال العقود القليلة الماضية، صار التزايد القوي والمستدام للنشاط السياحي يمثل أحد أهم الظواهر الاقتصادية، بل أصبح يحتل مكانًا بارزًا في العديد من استراتيجيات التنمية في الدول ذات المقدرات السياحية.

وتناول البحث في الفصل الثاني مدى مساهمة قطاع السياحة في توفير النقد الأجنبي والعملات الصعبة، مؤكدًا أن قطاع السياحة كان له نصيب كبير في ارتفاع احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية في السنوات الأخيرة. ورغم تضرر القطاع، مثل غيره من القطاعات الأخرى حول العالم جراء تداعيات جائحة كورونا، إلا أنه يعد من بين أهم مدخلات النقد الأجنبي للاقتصاد القومي، بنسبة تصل إلى نحو 13%. وفقًا للبيانات الرسمية، يحتل قطاع السياحة في مصر ثالث أكبر مصدر للدخل الأجنبي للبلاد بعد الصادرات وتحويلات المصريين العاملين بالخارج.

كما تناول البحث في الفصل الثاني أيضًا مدى مساهمة السياحة في النمو الاقتصادي، مؤكدًا أن هذا القطاع يحتل ترتيبًا متقدمًا بين الأنشطة الاقتصادية من حيث المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي للدولة. حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لقطاع السياحة خلال عام 2021/2022 إلى نحو 91.4 مليار جنيه، بنسبة نمو 31.5% عن العام السابق.

وأستند الباحث في أسانيده في هذا الصدد إلى ما ورد في الكتاب الإحصائي السنوي الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لإيضاح مدى تأثير النشاط السياحي في الناتج المحلي وتوفير فرص العمل وتعزيز الثقافة والمنتجات المحلية.

ونوه البحث إلى أن تقرير البنك المركزي المصري كشف عن ارتفاع فائض الميزان الخدمي والمتحصلات الخدمية خلال النصف الأول من العام المالي 2021-2022، بنحو 4.8 مليار دولار، ليسجل نحو 7.9 مليار دولار، مدفوعًا بزيادة الإيرادات السياحية التي تمكنت من تحقيق زيادة قدرها 5.1 مليار دولار.

كما تناول البحث تأثير السياحة على ميزان المدفوعات، حيث أكد أن حركة السياحة تؤثر بشكل كبير على ميزان المدفوعات من خلال الإيرادات السياحية التي تحصل عليها الدولة المضيفة، بالإضافة إلى تأثير حركة السياحة على جانب المدفوعات من خلال تحويلات المواطنين إلى الخارج بغرض السياحة.

وأضاف البحث أن نشاط القطاع السياحي يؤثر بصورة مباشرة في ميزان المدفوعات، كما جاء في تقرير أداء ميزان المدفوعات خلال النصف الأول من السنة المالية 2023/2024 الصادر عن البنك المركزي. وقد تضمن التقرير أن الفترة (يوليو/ديسمبر 2023) شهدت عجزًا كليًا في ميزان المدفوعات قدره 409.6 مليون دولار، إلا أن ارتفاع الإيرادات السياحية حد من ارتفاع عجز حساب المعاملات الجارية.

وبشأن دور السياحة في التنمية الاجتماعية، أوضح البحث أن قطاع السياحة يلعب دورًا كبيرًا في عدة جوانب خاصة بالتنمية الاجتماعية، مثل تعزيز التراث الثقافي والمشاركة المجتمعية، وتوفير فرص العمل وحل مشكلة البطالة، وتحفيز الاقتصاد المحلي، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز الصادرات من المنتجات المحلية.

كان البحث قد نوقش من قبل الأستاذ الدكتور سامي فتحي، رئيس قسم الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور عبد الهادي فيصل، أستاذ الاقتصاد والمالية العامة بكلية الحقوق جامعة طنطا، والأستاذ الدكتور عثمان أحمد عثمان، رئيس قسم الاقتصاد بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية. وقد نال البحث استحسان فريق المناقشة ومنح الباحث درجة الماجستير بتقدير امتياز.

مقالات مشابهة

  • مفاجآت تنتظر برج الثور في العام الجديد 2025
  • خبير يكشف حالة أسعار الذهب في 2025
  • المركزي الإماراتي يبقي توقعاته لنمو الاقتصاد عند 4% العام الحالي
  • دراسة بحثية: قطاع السياحة أحد أهم موارد النقد الأجنبي وزيادة معدلات النمو الاقتصادي لمصر
  • مصرف الإمارات يبقي توقعات نمو الاقتصاد المحلي عند 4% في 2024
  • «سياحة الشيوخ»: توجيهات الرئيس السيسي بتطوير منظومة الطيران تدعم الاقتصاد
  • تدفقات الغاز الروسي إلى الصين عبر خطوط الأنابيب تصل لمستويات قياسية
  • الاقتصاد البريطاني يفشل بتحقيق اي نمو في الربع الثالث
  • تركيا: تحسن مرتقب في سوق السيارات
  • مغامرة روسيا الاقتصادية.. التكاليف الخفية للنمو المدفوع بالحرب