سكاي نيوز عربية:
2025-02-23@23:12:06 GMT

ثلاثة عومل تدعم تحسن الاقتصاد الصيني

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

يعاني الاقتصاد الصيني من ضعف في قطاع العقارات وتباطؤ في الطلب الاستهلاكي. ولكن على الرغم من ذلك قد تشهد البلاد زيادة في النمو هذا الخريف، حسبما تقول كبيرة الاقتصاديين في الصين لدى غولدمان ساكس هوي شان، الذي أشار إلى التخفيف المالي والزخم القوي للصادرات، علاوة على تقلص المخاطر المتعلقة بالطقس كأسباب قد تدفع بتغيرات إيجابية في مستقبل البلاد.

وقالت شان في مذكرة، الأحد إن هذه العوامل (الثلاثة) مهمة بينما تستمر الصين في استهداف نمو بنسبة 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.

وأضافت: "نعم، تباطأت الأنشطة في يونيو-أغسطس، وارتفعت المخاطر السلبية لتوقعات النمو في الربع الثالث، ولا يزال الاقتصاد الصيني يواجه عديداً من التحديات العميقة.. ومع ذلك، نتوقع أن يرتفع النمو في بقية العام بينما تسعى الحكومة لتحقيق هدف الناتج المحلي الإجمالي الذي حددته في بداية هذا العام، والذي يبلغ حوالي 5 بالمئة".

ثلاثة عوامل رئيسية

يقود التوقعات الإيجابية جزئيًا التخفيف المالي المتسارع في البلاد، حسبما قالت شان. وقد ازداد التخفيف المالي في الأسابيع الأخيرة، ومن المحتمل أن يساعد في تأمين هدف النمو المستهدف، وفقًا لما ذكره المحللون في مذكرة سابقة. يظل زخم الصادرات في الصين قويًا، حيث يتوقع محللو غولدمان زيادة بنسبة 7 بالمئة في صادرات الشهر الماضي مقارنة بالعام السابق. ومع ذلك، يتوقع بعض الاقتصاديين تباطؤ نمو الصادرات في أغسطس إلى 6.5 بالمئة، وفقًا لاستطلاع أجرته رويترز. المخاطر المتعلقة بالطقس الصيفي في البلاد من المرجح أن تتقلص، مع ظهور دليل على عكس الضعف المرتبط بالطقس في تتبع جولدمان ذو التردد العالي.

مع تراجع هذه المخاطر، قد يحصل قطاع العقارات الذي يواجه صعوبات في الصين على دفعة ضرورية. وأظهرت البيانات الصادرة الشهر الماضي أن استثمارات الصين في الأصول الثابتة نمت بنسبة 3.6 بالمئة على أساس سنوي في النصف الأول من العام، وهو أقل من التوقعات التي كانت 3.9 بالمئة، حيث تباطأ الاستثمار في البنية التحتية بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات.

بيانات قاتمة

تأتي هذه التوقعات الإيجابية لنمو الاقتصاد الصيني بعد أشهر من البيانات القاتمة، التي غذتها مبيعات العقارات المتدنية وبدء المشاريع في السنوات الأخيرة حيث لا يزال جزء كبير من إمدادات الإسكان المتاحة في البلاد غير مأهول.

من ناحية أخرى، أثارت طلبات المستهلكين في الصين علامات تحذيرية حيث يظل الإنفاق الاستهلاكي ضعيفًا رغم ارتفاع دخل الأسر. نمت مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية بنسبة 2 بالمئة على أساس سنوي في يونيو، ولكنها ارتفعت إلى 2.7 بالمئة في يوليو.

كما واجه قطاع التكنولوجيا في الصين أيضاً رياحاً معاكسة، حيث تباطأ نمو الأرباح إلى أدنى مستوى له منذ عام 2022.

توقعات متفائلة نسبياً

من جانبه، قال خبير الشؤون الاقتصادية الصينية، جعفر الحسيناوي، إن التوقعات الأخيرة أظهرت أن النمو الاقتصادي للصين قد يتجاوز التقديرات السابقة، وقد يصل إلى 5.2 بالمئة في العام 2024، موضحاً أن هذا التحسن يأتي بفضل مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية والتي أعادت الثقة في الاقتصاد الوطني بعد فترة من التباطؤ والانكماش في الاستثمارات الأجنبية.

وأضاف الحسيناوي أن الإجراءات الرئيسية التي أسهمت في هذه التوقعات الإيجابية نسبياً تشمل:

التحفيز الحكومي القوي: البيانات الإيجابية والتحفيزات المالية أدت إلى تصاعد التوقعات الإيجابية للنمو الاقتصادي الصيني.

استمرار الحكومة في الاستثمار في مشاريع البنية التحتية، خاصة مع اقتراب إكمال عديد من مشاريع مبادرة الحزام والطريق، وهو الأمر الذي كان له تأثير كبير على تعزيز النمو. كجزء من سياسة التحفيز، قامت الحكومة الصينية بتخفيض أسعار الفائدة، مما ساعد على تحفيز الاقتصاد. قدمت الحكومة دعمًا كبيرًا للمطورين العقاريين الذين أعلنوا إفلاسهم، بما في ذلك قروض ميسرة بمعدلات فائدة منخفضة. في هذا السياق، قدم البنك المركزي الصيني مبلغًا قدره 42 مليار دولار أميركي لهذا القطاع. قامت الحكومة بشراء مباني غير مباعة، مع تخصيصها لذوي الدخل المحدود، مما أسهم في تنشيط القطاع العقاري. تم تعزيز الدعم للقطاع الصناعي، الذي يمثل نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي للصين، مما ساعد في تحقيق استقرار أكبر في الاقتصاد.

وأكد الحسيناوي أن هذه السياسات قد أحدثت تحولًا إيجابيًا في الاقتصاد الصيني، مما يعزز التوقعات بنمو أقوى مما كان متوقعًا في البداية.

تحديات على الطريق

وإلى ذلك، أشار رئيس الأسواق العالمية في "Cedra Markets"، جو يرق، إلى أن الاقتصاد الصيني يعاني منذ العام 2023 من انكماش ملحوظ في القطاع الصناعي، نتيجة للتضخم الذي بدأ منذ العام 2022. وأوضح أنه رغم تحسن تضخم أسعار المستهلك نسبياً، إلا أن تضخم أسعار المنتجين لا يزال يواصل تأثيره السلبي على الاقتصاد الصيني.

وأوضح يرق أن القطاع العقاري هو السبب الرئيسي في هذه الأزمة الاقتصادية، حيث شهدت بعض الشركات العقارية الكبرى إفلاسًا، مما أجبر الحكومة الصينية على اتخاذ خطوات لتخفيف الضغوط الاقتصادية من خلال خفض أسعار الفائدة القصيرة والمتوسطة وطويلة الأجل. ومع ذلك، لا يزال الاقتصاد يعاني من تحديات كبيرة.

وتتضمن الخطط الحكومية المقترحة إعادة تنشيط الاقتصاد بهدف تحقيق نمو بنسبة 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو هدف يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن. وتشمل هذه الخطط إعادة جدولة الديون العقارية التي تبلغ نحو 5.3 تريليون دولار بفوائد مخفضة، بالإضافة إلى تقديم حزم تحفيزية إضافية. يواجه المستهلكون والمستثمرون الصينيون مشكلة في الثقة وضعف النمو بسبب قلة الاستهلاك.

وأضاف: "في ظل هذا الوضع الصعب، لجأ المستثمرون الصينيون إلى الذهب كملاذ آمن للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية"، مشيراً إلى أن البنك المركزي الصيني والمستثمرين كانوا يتجهون إلى الذهب على مدار الـ 18 شهرًا الماضية. وبالتالي، فإن الحكومة الصينية مضطرة لاتخاذ إجراءات إضافية مثل تخفيض الفوائد وتقديم حزم مالية لدعم القطاع العقاري وإعادته إلى مساره الطبيعي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصين الاقتصاد الصيني الصين اقتصاد عالمي الصين الاقتصاد الصيني أخبار الصين الناتج المحلی الإجمالی التوقعات الإیجابیة الحکومة الصینیة الاقتصاد الصینی فی الصین

إقرأ أيضاً:

إنفاق الصين على مواطنيها دون المعدلات العالمية.. وعوائق أمام تحفيز الاستهلاك

الاقتصاد نيوز - متابعة

تنفق الحكومة الصينية على مواطنيها أقل من معظم الدول ذات مستويات الدخل المماثلة أو الأعلى، مما قد يعيق جهود بكين لتعزيز الاستهلاك وتحفيز اقتصادها المتباطئ.

ومن المقرر أن تعلن القيادة الصينية عن أهداف اقتصادية جديدة خلال الاجتماع السنوي للبرلمان الشهر المقبل، إلى جانب حزمة تحفيزية لمواجهة ضعف الطلب المحلي، عقب انهيار فقاعة العقارات.

وبحسب بيانات البنك الدولي، تخصص الحكومة الصينية نحو 6% فقط من الناتج المحلي الإجمالي لما يُعرف بـ«الاستهلاك الفردي»، وهو يشمل الخدمات التي تعود بالفائدة المباشرة على المواطنين مثل الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، بينما تتحمل الأسر نحو 38% من إجمالي الإنفاق.

ويُظهر تحليل أجرته صحيفة فاينانشال تايمز، أن إنفاق الحكومة الصينية على الاستهلاك الفردي—وهي دولة مصنفة ضمن فئة الدخل المتوسط المرتفع وفقاً للبنك الدولي— يقل عن معظم أعضاء مجموعة «بريكس» للاقتصادات الناشئة، بما في ذلك البرازيل وروسيا، كما أنه أدنى من العديد من الاقتصادات الناشئة والمتقدمة الأخرى.

وقال روبن شينغ، كبير خبراء الاقتصاد الصيني في مورغان ستانلي، إن هذا التحليل يؤكد الحاجة إلى زيادة إنفاق بكين على الرعاية الاجتماعية لتعزيز الاستهلاك.

وأضاف: «من دون إصلاحات أعمق في نظام الرعاية الاجتماعية، سيواصل الناس الادخار الاحترازي بدلاً من الإنفاق».

ارتفاع العجز في الموازنة الصينية

ويتوقع خبراء الاقتصاد أن ترفع بكين الشهر المقبل نسبة العجز المخطط في الموازنة العامة من 3% إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى إصدار سندات حكومية إضافية لدعم النمو.

من جانبه، صرّح رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، يوم الخميس، بأن الطلب المحلي يجب أن يؤدي «دوراً رئيسياً» في الاقتصاد. وفي السنوات الأخيرة، قدمت الصين إعانات مالية لتحفيز المشتريات الاستهلاكية كجزء من جهودها لتعزيز الإنفاق.

ورغم التوسع السريع في نظام الرعاية الاجتماعية خلال العقود الأخيرة، لتمتد المعاشات التقاعدية إلى المناطق الريفية وتغطي التأمين الصحي لغالبية سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، إلا أن المدفوعات الشهرية للمعاشات في الريف والتعويضات التأمينية الصحية لا تزال محدودة.

قال خبراء الاقتصاد إن أي زيادة إضافية في الإنفاق يجب أن تركز مباشرة على تحفيز الاستهلاك الأسري بدلاً من توجيهه إلى مجالات تقليدية مثل الاستثمار في البنية التحتية.

وتُظهر البيانات، التي تستند إلى أرقام عام 2021 —وهي أحدث الأرقام المتاحة للمقارنة— أن حكومة الهند، وهي دولة ذات دخل متوسط أدنى ويبلغ ناتجها الفردي نحو خُمس نظيره في الصين، أنفقت أقل على الأفراد، حيث لم يتجاوز إنفاقها 4% من الناتج المحلي الإجمالي. وفي المقابل، أنفقت الولايات المتحدة والمكسيك نسبة مماثلة لما أنفقته الصين.

ومع ذلك، أوضح خبراء الاقتصاد أن هذه الدول تمكنت من تحقيق معدلات استهلاك خاص أعلى بكثير من الصين، مما يعزز وضع ثاني أكبر اقتصاد في العالم كحالة استثنائية من حيث انخفاض معدلات الاستهلاك.

وأشاروا إلى وجود عوامل هيكلية وثقافية تفسر هذه الفروقات بين الدول. ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يتمتع النظام الاجتماعي بتطور أكبر، إلى جانب مشاركة أقوى من القطاع الخاص، مما يمنح المستهلكين ثقة أكبر في الإنفاق.

وقالت لين سونغ، كبيرة خبراء الاقتصاد في منطقة الصين الكبرى لدى ING: «الأسر الأميركية تشعر بقدر أكبر من الأمان بسبب شبكة الضمان الاجتماعي، بينما في الصين، تكون مدفوعات المعاشات التقاعدية عموماً أقل».

وأضافت أن معظم المتقاعدين في الصين يضطرون إلى الاعتماد على مدخراتهم بجانب مزايا التقاعد، كما أن هناك حذراً متجذراً بين الأجيال يدفع الأسر الصينية إلى الاعتماد على أنفسها مالياً.

في المقابل، أشارت إلى أن المستهلكين الأميركيين أكثر استعداداً لاستخدام الديون مقارنة بنظرائهم الصينيين، مما يسهم في رفع مستويات الاستهلاك الخاص في الولايات المتحدة.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • انتخابات ألمانيا.. فوز المحافظين وأداء تاريخي لليمين المتطرف
  • انتخابات ألمانيا.. فوز مرتقب للمحافظين وأداء تاريخي لليمين
  • إنفاق الصين على مواطنيها دون المعدلات العالمية.. وعوائق أمام تحفيز الاستهلاك
  • التخطيط: إعداد خطة تنفيذية لتعزيز النمو المستدام واستقرار الاقتصاد الكلي.. نواب: مصر فى مرحلة بناء وتنمية شاملة.. الدولة تدفع بالاقتصاد الوطني للقضاء على التضخم
  • التخطيط: إعداد خطة تنفيذية لتعزيز النمو المستدام واستقرار الاقتصاد الكلي
  • «المشاط»: مصر تمتلك مقومات تنافسية تعزز قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية
  • ترامب: سنضع قواعد لمنع استثمارات أمريكية تدعم اندماج الصين العسكري المدني
  • الأسر البريطانية أكثر تشاؤما بشأن الاقتصاد مقارنة بعام 2024
  • الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته
  • تقرير أممي: 800 مليار دولار خسارة الاقتصاد السوري خلال سنوات الحرب