مجلس الأمن يجدد عقوباته على السودان
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع، الأربعاء، مشروع قرار يمدد نظام العقوبات على السودان، بما في ذلك العقوبات المستهدفة مثل تجميد الأصول وحظر السفر وحظر الأسلحة، حتى 12 سبتمبر 2025.
ويعد القرار تجديدا فنيا للتدابير التي تم تجديدها سابقًا بموجب القرار 2676 في مارس 2023.
وفي حديثه بعد التصويت، أكد الممثل الأميركي، روبرت أ.
وقال ممثل السودان، الحارث إدريس الحارث محمد: "هناك أدلة دامغة على أن هذه الحرب التي نمر بها نتيجة لدعم الإمارات للميليشيات التي ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور".
وفي إشارة إلى تصريحات الممثل السوداني، قال ممثل الإمارات، محمد أبو شهاب، إن الاتهامات "لا أساس لها من الصحة"، مضيفًا أن "ادعاءاته كاذبة تمامًا وهي محاولة ساخرة لصرف الانتباه عن إخفاقات القوات المسلحة السودانية".
وتابع أبو شهاب أيضًا أن الأطراف المتحاربة في السودان تتحمل المسؤولية الوحيدة عن الكارثة المستمرة.
وفي ٢٧ أغسطس، ذكرت لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي أنها تدرس فرض عقوبات على اثنين من قيادات قوات الدعم السريع السودانية لتهديدهما السلام والأمن والاستقرار في البلاد عبر وسائل تتضمن العنف وانتهاكات حقوق الإنسان.
وفي حال أجيزت العقوبات، ستكون هذه أول عقوبات تفرضها الأمم المتحدة بسبب الحرب الحالية في السودان التي اندلعت في منتصف أبريل من العام الماضي بسبب صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل تحول مزمع للحكم المدني.
وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة اقترحت رسميا فرض حظر دولي على السفر وتجميد الأصول على رئيس عمليات قوات الدعم السريع اللواء الركن عثمان محمد حامد محمد وقائد قوات الدعم السريع، قطاع ولاية غرب دارفور، عبد الرحمن جمعة بارك الله.
وتقر لجنة العقوبات على السودان التي تتألف من 15 عضوا في مجلس الأمن قرارتها بالإجماع. وإن لم يبد أي من الأعضاء اعتراضا على الاقتراح، فسيتم إقرار فرض العقوبات على الرجلين. وبوسع الأعضاء أيضا طلب مزيد من الوقت لدراسة الاقتراح، أو وقفه، أو ببساطة عرقلته.
وأدت الحرب في السودان إلى موجات من العنف العرقي ألقي باللوم فيها إلى حد كبير على قوات الدعم السريع. وتنفي تلك القوات إلحاق الأذى بالمدنيين وتنسب هذا النشاط إلى جهات مارقة.
وتقول الولايات المتحدة إن الأطراف المتحاربة ارتكبت جرائم حرب، وإن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبت أيضا جرائم ضد الإنسانية وتورطت في تطهير عرقي.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وإن المجاعة تلوح في الأفق، كما نزح نحو 10 ملايين شخص. وانتقل أكثر من 2.2 مليون شخص من هؤلاء إلى بلدان أخرى.
وأنشأ مجلس الأمن نظام العقوبات الذي يستهدف السودان عام 2005 في محاولة للمساعدة في إنهاء الصراع في دارفور. وتضم قائمة العقوبات ثلاثة أشخاص أضيفوا عام 2006. كما فرض المجلس حظرا على الأسلحة على دارفور في عام 2004.
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قالت الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف شخص قتلوا في دارفور نتيجة مساعدة ميليشيات الجنجويد التي تشكلت منها قوات الدعم السريع لاحقا للجيش في سحق تمرد قادته جماعات غير عربية في الأساس.
وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية زعماء سودانيين سابقين لاتهامهم بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع مجلس الأمن فی السودان
إقرأ أيضاً:
مقتل 65 شخصا على الأقل بقصف مدفعي وجوي على مدينتين سودانيتين
الخرطوم - قُتل 65 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 130 آخرين بجروح في قصف مدفعي وجوي طال الإثنين 3فبراير2025، مدينتين في السودان حيث تتصاعد حدّة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأعلن مصدر طبي أنّه في ولاية جنوب دارفور قُتل 25 شخصا في غارة جوية استهدفت نيالا، عاصمة الولاية.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم نشر اسمه إنّ "ضربة جوية للجيش على حي السينما في نيالا أسفرت عن مقتل 25 شخصا وإصابة 63 آخرين".
وتخضع مدينة نيالا لسيطرة قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضدّ الجيش منذ نيسان/أبريل 2023.
وتسيطر قوات الدعم السريع على جزء كبير من دارفور، بما في ذلك نيالا الواقعة على بُعد 195 كيلومترا من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة.
وشمال دارفور هي الوحيدة بين ولايات الإقليم التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، أما عاصمتها الفاشر فيقطنها نحو مليوني شخص يخضعون منذ أيار/مايو لحصار تفرضه على المدينة قوات الدعم السريع.
ودارت في الفاشر بعض من أقسى المعارك بين الجيش الذي يحارب للحفاظ على آخر موطئ قدم له في المنطقة وبين قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على كامل الإقليم.
أربعون قتيلا في كادوقلي -
وفي ولاية جنوب كردفان (جنوب) قُتل الإثنين 40 شخصا على الأقل وأصيب 70 آخرون بجروح في قصف شنّته جماعة متمردة على كادوقلي عاصمة الولاية، بحسب ما أفادت مصادر طبية ومحليّة.
وقال مصدر في المستشفى الرئيسي في كادوقلي لفرانس برس طالبا عدم نشر اسمه لدواع أمنية إنّ "القصف على كادوقلي أسفر عن مقتل 40 شخصا وإصابة 70 آخرين".
وأكّد مصدر طبّي ثان هذه الحصيلة، مشيرا إلى أنّ الجرحى توزّعوا ما بين مستشفى المدينة والمستشفى العسكري.
من جهته، اتّهم حاكم الولاية محمد إبراهيم فصيلا متمرّدا هو "الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال/جناح عبد العزيز الحلو، بشنّ هذا القصف المدفعي.
ويخوض هذا الفصيل المسلّح اشتباكات ضد كلّ من الجيش وقوات الدعم السريع منذ انخرط هذان الطرفان في حرب طاحنة بينهما في نيسان/أبريل 2023.
والحركة الشعبية-شمال/جناح عبد العزيز الحلو تقاتل الحكومة منذ 2011 وتسيطر على أجزاء من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقال حاكم الولاية لفرانس برس إنّ "هجوم الحلو على المدنيين في كادوقلي يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة"، متعهدا "تطهير الجبال المحيطة بكادوقلي" من هؤلاء المتمردين.
وبحسب الحاكم فإنّ القصف استهدف سوقا تجارية.
وفي 2020 رفض الحلو الانضمام إلى قادة متمرّدين آخرين في توقيع اتفاق سلام مع الحكومة، إذ إنّه اشترط يومها أن يكون السودان دولة علمانية.
كما رفض الحلو التحدث مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، متّهما قواته بارتكاب فظائع.
والسودان غارق منذ نيسان/أبريل 2023 في حرب أهلية طاحنة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين، وبشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وبعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
وبعد مراوحة استمّرت أشهرا في الخرطوم، كسر الجيش الأسبوع الماضي حصارا كانت قوات الدعم السريع تفرضه على مقر قيادته العامة في العاصمة.
وفي الوقت نفسه، أعلن الجيش استعادة مقر سلاح الإشارة وطرد قوات الدعم السريع من مصفاة الجيلي النفطية في الخرطوم بحري.
وقُتل ما لا يقلّ عن 60 شخصا وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح في قصف شنّته قوات الدعم السريع على سوق مزدحم في أم درمان التي يسيطر عليها الجيش.
وتسمى الخرطوم بالعاصمة المثلثة كونها تتكوّن من ثلاث مدن يفصل بينها نهر النيل، وهذه المدن هي الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.
- المدنيون يدفعون الثمن -
وأوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 12 مليون شخص ودمّرت البنى التحتية الهشّة أساسا في البلاد، ممّا أجبر معظم المرافق الصحية على الخروج من الخدمة.
كما أدّى النزاع إلى كارثة إنسانية هائلة في بلد يجد فيه الملايين من سكانه أنفسهم على حافة المجاعة.
والإثنين، حذّرت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة من أنّ أكثر من 600 ألف شخص نزحوا من شمال دارفور منذ نيسان/أبريل 2024.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة فإنّ 95 عملية تهجير حدثت في سائر أنحاء شمال دارفور، أكثر من نصفها في الفاشر.
والإثنين أيضا أعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء تقارير عن إعدامات بإجراءات موجزة راح ضحيتها مدنيون في الخرطوم بحري على أيدي عناصر من الجيش وميليشيات متحالفة معه.
وقال إنّ "العديد من ضحايا هذه الحوادث ينحدرون من دارفور أو مناطق كردفان"، داعيا جميع الأطراف إلى وقف القتال والعمل من أجل تحقيق سلام دائم.
وأعرب دوجاريك عن أسفه لأنّ النساء والأطفال والرجال السودانيين "يدفعون ثمن استمرار القتال من قبل المتحاربين".
Your browser does not support the video tag.