مفتي الهند: نستعين بالدعاة المصريين لمواجهة خطاب الكراهية
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
تُعد الهند واحدة من الدول التى تشهد انتشاراً كبيراً لظاهرة الإسلاموفوبيا، والتضييق على المسلمين فى جميع أنحاء البلاد، الأمر الذى دفع المؤسسات الدينية الإسلامية إلى استنفار دعاتها والاستعانة بنهج دار الإفتاء المصرية فى مواجهة مثل تلك التحديات، وذلك للحد من الأمر الذى أثار الفوضى بين المسلمين.
وقال الشيخ أبوبكر أحمد، مفتى الديار الهندية، الأمين العام لجمعية علماء أهل السنة والجماعة بالهند، إن جمهورية الهند تُعد من أكثر البلاد التى تضم مسلمين فى العالم، وذلك بفضل عوامل مختلفة كزيادة التعريف بالإسلام، إلاّ أنه رغم ذلك تشهد تضييقاً كبيراً من قِبل المسئولين على جهود التعريف بالإسلام وبناء المساجد، لافتاً إلى أنّ وتيرة جرائم الكراهية ضد المسلمين والأقليات الأخرى زادت منذ عام 2014.
ولفت مفتى الديار الهندية إلى أنّ دعوات التطرّف التى تشهدها بعض الدول من قِبل بعض المسلمين وأعمال العنف المصاحبة لها تعتبر منعدمة فى الهند، وذلك لأن المسلمين هناك يتبعون منهجاً إسلامياً معتدلاً، كما أنّ رجال الدين لا يصدرون فتاوى متطرفة، رغم ما يواجهونه يومياً من اعتداءات على المسلمين، مشيراً إلى أنّه ليس هناك مبرر لظاهرة الإسلاموفوبيا، التى يعانى منها المسلمون الهنود. وأضاف: «من المعروف أن الصحابة رضوان الله عليهم، ومن جاء بعدهم من التابعين كانوا يتبعون منهجيات منظمة ومحكمة فى الفتوى، رغم عدم تدوينها بشكل رسمى، وقد أرسى الإمام الشافعى قواعد وأسس منهجية الاستنباط، وهذه المنهجية التى اتبعها الصحابة والتابعون كانت حاسمة فى تقديم الفتاوى الدقيقة والمتوافقة مع الشريعة، وهذا ما يجب أن نستمر فى اتباعه لضمان تقديم توجيهات صحيحة وملائمة لا تضر بالمسلمين»، مشدّداً على أنّ «الإسلاموفوبيا» هى أحد المصطلحات المستحدَثة التى تعبّر عن حالة الكراهية والاستعداء والتحامل والخوف اللاعقلانى ضد الإسلام والمسلمين، وهو نوع من العنصرية البغيضة، وسلوك إقصائى ليس له مبرّر معقول أو مقبول.
وكانت دار الإفتاء المصرية قد أوضحت أنّ أحد الأسباب الحقيقية التى أدّت إلى انتشار مصطلح الإسلاموفوبيا، وأنتجت آثاره الفكرية والعلمية، هو الدور السلبى المشبوه الذى تقوم به بعض وسائل الإعلام وأدوات التواصل الاجتماعى، حيث تعمل على تصوير الإسلام على أنه دين إرهابى يكره المخالفين ويعاديهم، والزعم بعدم وجود مشترك إنسانى بين المسلمين ومخالفيهم فى العقيدة، وذلك بهدف خلق حالة من العداء غير المبرّر ضد المسلمين.
أبوبكر أحمد: المسلمون فى بلدنا يتبعون منهجاً معتدلاً.. ورجال الدين لا يصدرون فتاوى متطرّفةوشدّد مفتى الهند على أنّه يجب على علماء الفتوى أن يتعاونوا ويتبادلوا المعرفة لحماية المجتمع من الفتاوى غير الدقيقة، التى قد تؤدى إلى تفشى اللاأخلاقية، أو الإضرار بعقيدة الإسلام. وتابع: «هذه الفتاوى قد تؤدى إلى تأثيرات سلبية فى المجتمعات، وقد تثير الارتباك»، لافتاً إلى أنّ ما يُسمى بـ«الرهاب الإسلامى»، هو ما قد يدفع البلاد إلى الفوضى الدينية وأعمال العنف الطائفية التى تعانى منها الهند على مدار عقود طويلة، وذلك نظراً إلى تعدُّد الديانات وتعصُّب أتباعها. وواصل: «بكل حياد أقول إنّ المسلمين فى الهند هم أقل الفئات التى تنتهج العنف، وذلك بفضل تعاليم ديننا العظيمة، وبناءً على ذلك نشهد إقبالاً كبيراً على اعتناق الدين الإسلامى فى مراكزنا، وهو ما يزيدنا إصراراً على التمسُّك بالنهج السلمى فى مواجهة أى تهديد نتعرّض له».
وأكد مفتى الديار الهندية أهمية إجراء دراسات متكاملة وتبادل المعلومات بين المتخصّصين لمواجهة التحديات التى يواجهها مجال الفتوى حتى لا تكون باباً خلفياً لنشر الفكر المتطرّف، مشيراً إلى الحاجة لتعزيز التعاون بين العلماء والباحثين لتطوير استراتيجيات فعّالة تضمن تقديم فتاوى دقيقة ومبنية على أسس علمية راسخة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإسلاموفوبيا الإسلام المسلمين إلى أن
إقرأ أيضاً:
السجن النافذ لمن يلقي التحية النازية.. أستراليا تقر قوانين جديدة لمكافحة جرائم الكراهية
أقرت أستراليا الخميس قوانين صارمة لمكافحة جرائم الكراهية، حيث فرضت عقوبة السجن النافذ لمدة تتراوح بين سنة وست سنوات على جرائم الإرهاب. فهل تساهم هذه الخطوات في كبح جماح الجريمة؟
تأتي التشريعات الجديدة في أعقاب موجة من الهجمات المعادية للسامية في البلاد، حيث تم اعتقال عشرات الأشخاص الذين خربوا المنازل والمدارس والكنس اليهودية، أو أضرموا النيران فيها خلال الأشهر الأخيرة.
ففي حادثة وقعت الشهر الماضي، عثرت الشرطة في إحدى ضواحي سيدني على شاحنة تحتوي على متفجرات وقائمة بأهداف يهودية لضربها.
وتضيف القوانين جرائم جديدة متصلة بالكراهية، وتشدد العقوبات المتعلقة بها، لحماية الأشخاص من التعرض للتمييز أو الاعتداء بناء على العرق والدين والجنس.
ويواجه الأشخاص الذين يرتكبون جرائم كراهية تعتبر قليلة الخطورة، كأداء التحية النازية في الأماكن العامة، عقوبة السجن لمدة لا تقل عن عام بالحد الأدنى.
وبينما كان أداء هذه التحية وإظهار الرموز النازية محظورًا في العام الماضي، ويعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى عام، فإن القوانين الجديدة تجعل عقوبة السجن إلزامية وليس مع وقف التنفيذ.
أما من تثبت إدانتهم بارتكاب جرائم إرهابية، فقد يتعرضون للسجن لمدة تصل إلى ست سنوات.
وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز للصحفيين الخميس، إن بلاده تريد القبض على الأشخاص الذين يشاركون في أنشطة معادية للسامية، وأن توجه التهم إليهم، وتضعهم خلف القضبان.
Relatedاليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد معاداة السامية إحدى ولايات أستراليا تقترح حظر الاحتجاج في أماكن العبادة.. بدعوى مكافحة تزايد معاداة الساميةفي ذكرى الهولوكوست.. تحذيرات من تصاعد معاداة السامية في ألمانياوتصدرت الهجمات المعادية للسامية في أستراليا عناوين الأخبار المحلية، وأثارت تساؤلات حول رئيس الحكومة ، كما وجهت مزاعم بعدم اتخاذ خصمه السياسي، زعيم الحزب الليبرالي المحافظ بيتر داتون، الإجراءات اللازمة لمجابهتها.
ووصف وزير الشؤون الداخلية الأسترالي توني بورك، القوانين الجديدة بأنها الأشد على الإطلاق في أستراليا لمكافحة جرائم الكراهية.
وسجلت المنظمات اليهودية والإسلامية والباحثون في مجال الكراهية، ارتفاعًا حادًا في الحوادث ذات الصلة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تاريخ عملية طوفان الأقصى والحرب عل غزة.
وتقول الشرطة إنه منذ ذلك التاريخ، اتهم 200 شخص تقريبا بارتكاب جرائم مرتبطة بمعاداة السامية في ولاية نيو ساوث ويلز، حيث تقع سيدني.
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هجوم مُرعب في السويد.. إطلاق نار داخل مدرسة والشرطة تؤكد مقتل نحو 10 أشخاص "تشبه التحية النازية"؟.. إيلون ماسك يثير الجدل بإيماءة يده أثناء تنصيب ترامب تحية نازية تثير الجدل: رقيبة في الشرطة الأسترالية تحت التحقيق وقائدها يعتذر للمجتمع اليهودي نازيةالسياسة الأستراليةمعاداة الساميةجريمة كراهيةالقانونأستراليا