تُعد الهند واحدة من الدول التى تشهد انتشاراً كبيراً لظاهرة الإسلاموفوبيا، والتضييق على المسلمين فى جميع أنحاء البلاد، الأمر الذى دفع المؤسسات الدينية الإسلامية إلى استنفار دعاتها والاستعانة بنهج دار الإفتاء المصرية فى مواجهة مثل تلك التحديات، وذلك للحد من الأمر الذى أثار الفوضى بين المسلمين.

وقال الشيخ أبوبكر أحمد، مفتى الديار الهندية، الأمين العام لجمعية علماء أهل السنة والجماعة بالهند، إن جمهورية الهند تُعد من أكثر البلاد التى تضم مسلمين فى العالم، وذلك بفضل عوامل مختلفة كزيادة التعريف بالإسلام، إلاّ أنه رغم ذلك تشهد تضييقاً كبيراً من قِبل المسئولين على جهود التعريف بالإسلام وبناء المساجد، لافتاً إلى أنّ وتيرة جرائم الكراهية ضد المسلمين والأقليات الأخرى زادت منذ عام 2014.

ولفت مفتى الديار الهندية إلى أنّ دعوات التطرّف التى تشهدها بعض الدول من قِبل بعض المسلمين وأعمال العنف المصاحبة لها تعتبر منعدمة فى الهند، وذلك لأن المسلمين هناك يتبعون منهجاً إسلامياً معتدلاً، كما أنّ رجال الدين لا يصدرون فتاوى متطرفة، رغم ما يواجهونه يومياً من اعتداءات على المسلمين، مشيراً إلى أنّه ليس هناك مبرر لظاهرة الإسلاموفوبيا، التى يعانى منها المسلمون الهنود. وأضاف: «من المعروف أن الصحابة رضوان الله عليهم، ومن جاء بعدهم من التابعين كانوا يتبعون منهجيات منظمة ومحكمة فى الفتوى، رغم عدم تدوينها بشكل رسمى، وقد أرسى الإمام الشافعى قواعد وأسس منهجية الاستنباط، وهذه المنهجية التى اتبعها الصحابة والتابعون كانت حاسمة فى تقديم الفتاوى الدقيقة والمتوافقة مع الشريعة، وهذا ما يجب أن نستمر فى اتباعه لضمان تقديم توجيهات صحيحة وملائمة لا تضر بالمسلمين»، مشدّداً على أنّ «الإسلاموفوبيا» هى أحد المصطلحات المستحدَثة التى تعبّر عن حالة الكراهية والاستعداء والتحامل والخوف اللاعقلانى ضد الإسلام والمسلمين، وهو نوع من العنصرية البغيضة، وسلوك إقصائى ليس له مبرّر معقول أو مقبول.

وكانت دار الإفتاء المصرية قد أوضحت أنّ أحد الأسباب الحقيقية التى أدّت إلى انتشار مصطلح الإسلاموفوبيا، وأنتجت آثاره الفكرية والعلمية، هو الدور السلبى المشبوه الذى تقوم به بعض وسائل الإعلام وأدوات التواصل الاجتماعى، حيث تعمل على تصوير الإسلام على أنه دين إرهابى يكره المخالفين ويعاديهم، والزعم بعدم وجود مشترك إنسانى بين المسلمين ومخالفيهم فى العقيدة، وذلك بهدف خلق حالة من العداء غير المبرّر ضد المسلمين.

أبوبكر أحمد: المسلمون فى بلدنا يتبعون منهجاً معتدلاً.. ورجال الدين لا يصدرون فتاوى متطرّفة 

وشدّد مفتى الهند على أنّه يجب على علماء الفتوى أن يتعاونوا ويتبادلوا المعرفة لحماية المجتمع من الفتاوى غير الدقيقة، التى قد تؤدى إلى تفشى اللاأخلاقية، أو الإضرار بعقيدة الإسلام. وتابع: «هذه الفتاوى قد تؤدى إلى تأثيرات سلبية فى المجتمعات، وقد تثير الارتباك»، لافتاً إلى أنّ ما يُسمى بـ«الرهاب الإسلامى»، هو ما قد يدفع البلاد إلى الفوضى الدينية وأعمال العنف الطائفية التى تعانى منها الهند على مدار عقود طويلة، وذلك نظراً إلى تعدُّد الديانات وتعصُّب أتباعها. وواصل: «بكل حياد أقول إنّ المسلمين فى الهند هم أقل الفئات التى تنتهج العنف، وذلك بفضل تعاليم ديننا العظيمة، وبناءً على ذلك نشهد إقبالاً كبيراً على اعتناق الدين الإسلامى فى مراكزنا، وهو ما يزيدنا إصراراً على التمسُّك بالنهج السلمى فى مواجهة أى تهديد نتعرّض له».

وأكد مفتى الديار الهندية أهمية إجراء دراسات متكاملة وتبادل المعلومات بين المتخصّصين لمواجهة التحديات التى يواجهها مجال الفتوى حتى لا تكون باباً خلفياً لنشر الفكر المتطرّف، مشيراً إلى الحاجة لتعزيز التعاون بين العلماء والباحثين لتطوير استراتيجيات فعّالة تضمن تقديم فتاوى دقيقة ومبنية على أسس علمية راسخة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإسلاموفوبيا الإسلام المسلمين إلى أن

إقرأ أيضاً:

حكماء المسلمين: الأطفال أمل الإنسانية وحمايتهم مسؤولية دينيَّة وواجب أخلاقي

أكَّد مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أنَّ الأطفال يمثلون الأمل الحقيقي لمستقبل الإنسانيَّة، وأن حمايتهم وضمان حقوقهم ليس مجرد التزام اجتماعي، بل مسؤولية دينيَّة وواجب أخلاقي يجب أن تتجسَّد في جهود دولية موحدة ومكثفة لمعالجة الأزمات التي تؤثر على الأطفال، خاصَّة في مناطق الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية؛ حيث يعيشون ظروفًا حياتيَّة قاسية تهددهم، وتحرمهم من حقهم في الأمان والحماية والتعليم والرعاية الصحية.


إعمال حقوق الطفل في جميع جوانب الحياة

 

قال حكماء المسلمين، فى بيان له  بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام، إنَّ الإسلام حثَّ على حسن رعاية الأطفال وحفظ حقوقهم، مشيرًا إلى ضرورة إعمال حقوق الطفل في جميع جوانب الحياة من الدعم النفسي والاجتماعي إلى الاستثمار في التعليم والتنمية، لضمان تنشئتهم في بيئة تحفظ كرامتهم، مما يسهم في إعداد جيل واعٍ ومسؤول، قادر على مواجهة التحديات المستقبليَّة والإسهام في بناء مجتمعات متقدمة ومزدهرة.


وأوضح البيان أن مجلس حكماء المسلمين يبذل جهودًا كبيرة من أجل التوعية بأهمية العناية بالأطفال والتنشئة السليمة لهم وتعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني لديهم.

 

 

لافتًا إلى أن الأخوَّة الإنسانية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، في أبوظبي عام 2019،  تُعدُّ مرجعًا عالميًّا في تعزيز حقوق الإنسان، وخاصة حقوق الأطفال؛ حيث أكدت أنَّ حقوق الأطفال الأساسية مثل التَّنشئة الأسرية السليمة، التغذية، التعليم، والرعاية الصحية، هي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع، ولا ينبغي أن يُحرم أي طفل منها في أي مكان، كما دعت إلى إدانة كافة الممارسات التي تمس كرامة الأطفال أو تُخل بحقوقهم الإنسانية.

 

على الجانب الآخر قال الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، إن مضاد كلمة العمران الإبادة والخراب، وأمة الإسلام ليست مخيرة في مسألة العمران وإنما مكلفة به، وإن كانت أمتنا خير أمة أخرجت للناس؛ فخروجها للناس لا يعنى التفرد والتميز عن باقي الأمم بلا قيد، بل بتَحمّل المسؤولية والعمل والإخلاص والإصلاح سعيا لعمران الأرض.

 


أضاف أمين الدعوة والإعلام الديني، خلال اختتام  الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أسبوعها الثالث بسوهاج ان  التدين ليس مجرد عبادة في المساجد؛ وإنما العبادة في المساجد جزء من التدين، والتدين الحق هو الإصلاح وعمارة الأرض، والناظر إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يجد أن النبي المعلم دائما كان يعطي دروسا لأصحابه في حب العمل وإعمار الكون، فكان يوجه الصحابة للعمل بما يناسب قدراتهم حتى لو كانت زهيدة، كالرجل الفقير الذي  أمره الرسول أن يحتطب وألا تمنعه قلة حيلته وضيق رزقه عن مواصلة العمل، وفي ذلك نموذجا في حسن القيادة  وحسن التوجيه في الاستثمار، لترسيخ أن العمل واليد العاملة هي من أساسيات فقه العمران.

 

 

مقالات مشابهة

  • إعلان انتخابي يثير الجدل في الهند بسبب الإسلاموفوبيا
  • استطلاع يظهر نسبة كبيرة من مسلمي بريطانيا يفكرون في مغادرتها بسبب الإسلاموفوبيا
  • حكماء المسلمين: الأطفال أمل الإنسانية وحمايتهم مسؤولية دينيَّة وواجب أخلاقي
  • "الإسلام وعصمة الدماء".. الجامع الأزهر يحذر الطغاة من مواصلة استباحة دماء المسلمين
  • ابتدائية الجديدة تدين إلياس المالكي بأربعة أشهر حبسا وتبرئته من تهمة التحريض على الكراهية
  • أربعة أشهر نافذة في حق الياس المالكي والبراءة من "التحريض على الكراهية والتمييز"
  • وزير التعليم: المرحلة القادمة تحتاج بذل الكثير من الجهد لمواجهة التحديات
  • ارتفاع جرائم الكراهية ضد النساء في ألمانيا.. قرابة 181 ألف ضحية خلال 2023
  • إعلام دمياط ينظم ندوات توعوية لمواجهة التغيرات المناخية
  • جمهورية مصر العربية تستضيف الجمعية العمومية الـ56لاتحاد لشركات الطيران الأفريقية AFRAA وذلك للمرة الثالثة منذ نشأه الافرا