مفتي البوسنة والهرسك: مصر لها دور في نشر الإسلام الوسطي ومكافحة الأفكار التكفيرية
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
رغم بُعد المسافات بين القاهرة وسراييفو عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك، واختلاف اللغة والعادات والتقاليد، إلا أنّ لدار الإفتاء المصرية الحضور الطاغى فى نشر الإسلام الوسطى لمواجهة الإسلاموفوبيا ومكافحة التطرّف والأفكار التكفيرية، التى عانى منها على مدار عقود طويلة، ذلك البلد الأوروبى الصغير، الواقع فى منطقة البلقان، لتضع الدار بصمتها المميزة داخل المؤسسات الدينية ومنابر المساجد، وصولاً إلى منازل البوسنيين، واعتناقهم الإسلام.
وحول الدور المؤثر لدار الإفتاء المصرية، على جميع الأصعدة، قال الشيخ حسين كفازوفيش، رئيس العلماء والمفتى العام فى البوسنة والهرسك، إن الإيمان فى هذا الكفاح من أجل نشر الصورة المعتدلة للإسلام، بالإضافة إلى الوقوف بالمرصاد للتكفيريين هو سندنا الموثوق، ومصدر قوتنا وعزيمتنا.
ولفت إلى أنّ لدار الإفتاء النصيب الأكبر لتنوير عقول سكان البوسنة والهرسك، وذلك من خلال تعزيز قيم الإيمان والخير والأخلاق الحميدة، التى ينبغى أن يقوم عليها الجنس البشرى، وهى مرشدنا الأمين فى كل الأزمان.
وتابع: «نحن نخضع لامتحان متواصل حتى نؤكد هذه القيم فى تصرفاتنا وفى اتخاذ المواقف الأخلاقية تجاه ما يحيط بنا من أحوال وظواهر»، مؤكداً أنّ المسلمين يستطيعون التأثير على الناس من خلال المسئولية الكبرى التي يحملونها، إذ إنه بإمكاننا توجيههم إلى أحسن طريق.
وتابع رئيس العلماء والمفتي العام فى البوسنة والهرسك، أنّ دار الإفتاء تحاول جاهدة وبشكل دؤوب عبر أنشطتها الدائمة نشر الإسلام بأبسط الطرق وبالمنطق والعقل، والحجة والإقناع، وبالترغيب وليس بالترهيب.
وأضاف: «لذلك لا يمكن أن نفصل دور دار الإفتاء عما وصلت إليه البوسنة والهرسك من تخريج علماء ورجال دين وطلاب علم، ليُتوج الأمر بالتكريم فى المحافل الدولية وحصد عدد من الجوائز الكبيرة والعريقة، التى تحظى بتاريخ قديم، وعلينا أن ندعو إلى القيم الإسلامية الخالدة ولا طريق آخر»، لافتاً إلى أنّ هناك جوانب أخرى مهمة للمساهمة بنشر الصورة الصحيحة عن الإسلام.
وتابع: «يجب أن يتركز اهتمامنا على احتياجات الإنسان فى عصرنا، فالحياة فى الأرض صعبة بذاتها، والإيمان هو الوسيلة للتخفيف من وطأتها، وفى هذا أجد الاهتمام والمسئولية الكبرى بالنسبة لنا جميعاً، نحن الذين منحنا الفرصة لإرشاد الآخرين، وإننا إذ نسعى لتحقيق ذلك، فلنضع دائماً نُصب أعيننا حديث النبى محمد، صلى الله عليه وسلم: «بشّروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا».
وأكد أن مسلمى البوسنة مشبّعون بالحب ومقتدون بسماحة الإسلام وبهجته، وتمكنوا من بناء عالم جديد فى قلب أوروبا لإيصال رسالة الإسلام، الأمر الذى أثرى أوروبا وجعلها أكثر تنوعاً. وأشار أيضاً إلى أن البوسنة والهرسك، رغم كونها بلداً صغيراً فى أوروبا، فقد أصبحت ملتقى للديانات والثقافات المتعدّدة، مؤكداً أنّ شعب البوشناق اعتنق الإسلام قبل أكثر من خمسة قرون، ودمجوا معه ثقافة وحضارة أثّرت بشكل كبير فى بناء هوية وطنية بوسنية فريدة.
وواصل: «يعود الفضل الكبير فى هذا المسار إلى الناس العاديين والحرفيين والمهرة، خاصة العلماء، الذين كانوا وما زالوا حملة مصباح الإيمان والحرية والمحبة فى شعبنا». وتابع: «هنا أقدم الشكر لجهد مسلمى البوسنة والهرسك، من أجل تقديمهم قيم الدين فى أحسن صورة، فى الجزء الذى يعيشون فيه من هذا العالم».
ولفت الشيخ حسين كفازوفيش إلى أنّ الجهود المبذولة لإيصال الصورة الصحيحة للإسلام ليست مقتصرة فقط على دار الإفتاء، التى لها الدور الأكبر، ولكنها ممتدة للأزهر الشريف، والذى يُعد منارة وقبلة طلاب العلم على مستوى العالم.
وأضاف: «مصر لم تبخل علىّ بعلمها، حيث أتاحت لى فرصة تلقى التعليم فى الأزهر قبل أربعين عاماً».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإسلاموفوبيا الإسلام المسلمين البوسنة والهرسک إلى أن
إقرأ أيضاً:
7 مجلدات ترصد وتحلل “الإسلام السياسي”.. الأعمال الكاملة لـ عبد الرحيم علي بمعرض القاهرة للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بين أروقة الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، يضم جناح دار "كنوز" للنشر والتوزيع الأعمال الكاملة للكاتب الصحفي والخبير في ملف الإسلام السياسي الدكتور عبد الرحيم علي، والتي صدرت عن سلسلة مطبوعات المركز العربي للصحافة والنشر بالقاهرة في سبعة مجلدات، تحتوي على أبرز ما كتب من كتب ودراسات وأوراق بحثية ومقالات خلال ما يزيد على ثلث قرن من الكتابة، تناول فيها بالبحث والرصد والتحليل ظاهرة "الإسلام السياسي" على اختلاف تنوعها، الدعوية والإصلاحية والراديكالية.
استعرض علي أفكار ظاهرة الإسلام السياسي وتشكيلاتها التنظيمية ومرجعياتها الفكرية / العقيدية ومواقفها السياسية، وجماعات العنف والإرهاب التى أنتجتها، كاشفاً بمنهج بحثى رصين الوجه الحقيقي لتلك الجماعات، ومحذراً من مخططاتها فى التمدد والانتشار عبر التستر خلف شعارات دينية خادعة.
وأكد أن مخاطرها ليست فقط على حاضر ومستقبل المنطقة العربية والدول الإسلامية، وإنما تتمدد تلك الأخطار لتهدد حاضر ومستقبل دول العالم بأسره وبخاصة أوروبا.
يضم المجلد الأول "الإخوان المسلمون.. قراءة في الملفات السرية"، فى كتابين، أولهما "الإخوان المسلمون.. قراءة فى الملفات السرية"، والثاني "فتاوى الإخوان"، والذي يتناول مجموعة من أبرز الفتاوى المعتمدة من جماعة الإخوان المسلمين، صدرت عن مسئولي الإفتاء في التنظيم، وهي فتاوى رسمية باسم الجماعة وليست من باب الرأي الشخصي.
ويضم المجلد الثاني ثلاثة كتب، الأول "أوراق من دفتر الإخوان.. الجماعة من البنا إلى بديع"، ويسرد تاريخ الإخوان من مرحلة التأسيس 1928- 1945 إلى مرحلة التحول 1945، ويتوقف أمام محطات مهمة فى مسيرة الجماعة كالعلاقة مع ثورة يوليو 1952 وكيف بدأت بالوفاق وانتهت بالصدام، ويرصد محطات مرحلة مهمة فى تاريخ الإخوان مع بداية سبعينيات القرن الماضى والثمانينيات وكذا التسعينيات؛ الثاني هو "أزمة تيار التجديد" يتناول قصة التقاء مجموعة من شباب التيار الإسلامي بالإخوان، وكيف تم تجنيدهم ليصبحوا العصا السحرية التى حولت الجماعة من جسد هزيل شائخ إلى بنية فتية متمددة فى ربوع مصر وجامعاتها وأغلب نقاباتها المهنية.
كما تكشف أيضاً موقف الحرس القديم في الجماعة من أى محاولة لزحزحة أو تطوير المفاهيم والرؤى التى "شاخت" وتيبست ولم تعد ملائمة، وفق رؤية عدد من شباب الإخوان، مثل مبدأ السمع والطاعة، والسرية، ومفهوم الابتلاء، وعدم الشفافية فى الملفات المالية، وإعمال مبدأ النقد والنقد الذاتى داخل صفوف التنظيم وغيرها.
أما الكتاب الثالث فيشتمل على ورقة بحثية بعنوان "الإخوان.. الموقف من العنف ورؤيتهم للآخر" وتتناول موقف الجماعة من قضية العنف والإرهاب.
صدر المجلد الثالث بعنوان "الجماعات الإسلامية الراديكالية (1)" ويتناول ملف الجماعات الإسلامية الراديكالية، التى خرجت من عباءة الإخوان المسلمين؛ ويضم ثلاثة كتب هي "المخاطرة فى صفقة الحكومة والجماعات الإرهابية، الكتاب الثاني "المقامرة الكبرى.. مبادرة وقف العنف بين رهان الحكومة والجماعات الإسلامية"، و"الإسلام وحرية الرأي والتعبير".
جاء المجلد الرابع تحت عنوان "الجماعات الإسلامية الراديكالية (2)" ويشمل كتب "حزب الله – لبنان"، و"الحركات الشيعية فى الجزيرة والخليج العربي"، و"القوى الشيعية فى العراق"، و"الاستراتيجية العسكرية والأمنية للتنظيمات الإسلامية المسلحة (القاعدة نموذجاً)"، و"أمراء الإرهاب".
ويستكمل المجلد الخامس تناول "الجماعات الإسلامية الراديكالية (3)" ويشمل كتب "تنظيم القاعدة.. عشرون عاماً والغزو مستمر"، ودراسة صدرت للمؤلف عن سلسلة "كراسات استراتيجية" عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام عام 2005؛ ودراسة أخرى بعنوان "ظاهرة أجيال القاعدة وتوجهاتها" وكتاب "أسامة بن لادن.. الشبح الذي صنعته أمريكا"، وكتاب "الجماعة السلفية للدعوة والقتال فى الجزائر.. كيف أصبحت "القاعدة" في بلاد المغرب؟"
وجاء المجلد السادس تحت عنوان "الإعلام العربى والجماعات الإرهابية"، ويتضمن كتابين هما "الإعلام العربى وقضايا الإرهاب"، و"سيناريوهات ما قبل السقوط" و"الإخوان المسلمون.. هل يدخلون النفق المظلم؟"؛ فيما يحتوي المجلد السابع على مختارات من مقالات للكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، والتي نُشِرتْ فى أشهر الصحف والمواقع المصرية والعربية، مثل "الأهرام" و"الشرق الأوسط" و"المصرى اليوم" و"روز اليوسف" و"المصور" و"الأهالى".