نيويورك "أ ف ب": دخلت كامالا هاريس ودونالد ترامب الأربعاء بقوة المرحلة النهائية من السباق إلى البيت الأبيض مستفيدَين من زخم مناظرتهما التي سعيا خلالها إلى استقطاب الناخبين المترددين وتحريك نسب تأييدهما المتكافئة تقريبا.

ما زالت نائبة الرئيس الديموقراطية ومنافسها الجمهوري متقاربين في نتائج استطلاعات الرأي على مستوى البلاد وفي الولايات المتأرجحة، قبل أيام من بدء التصويت عبر البريد أو التصويت المبكر حضوريا في عدة ولايات مهمة.

ولا يُتوقع تسجيل أي تقدم أو تراجع في استطلاعات الرأي على عدة أيام، في حين أعلن كل من المرشحين انتصاره في المناظرة الأولى بينهما التي استضافتها قناة إيْ بي سي نيوز ABC News في فيلادلفيا وشهدت جدلا حادا ومتوترا على الرغم من أن هاريس ركزت على السياسة بينما ضاقت إجابات ترامب بالأكاذيب وكرر الحديث عن مظالمه السابقة.

التناقضات الموضوعية

وقال خبير العلاقات العامة أندرو كونيشوسكي، السكرتير الصحفي السابق لزعيم مجلس الشيوخ الديموقراطي تشاك شومر، "لقد ركزت (هاريس) على التناقضات الموضوعية الرئيسية بينها وبين ترامب... من جانبه، لم يفعل ترامب ما يمكن أن يؤذي صورته في نظر أتباعه المخلصين، لكنه على الأرجح لم يحقق أي تقدم في أوساط الناخبين المترددين أيضا".

وقال المحلل الاستراتيجي الجمهوري ليام دونوفان إنه في حين تقدمت هاريس على ترامب في بعض النقاط، فشل الأخير "إلى حد كبير" في أن يحملها وزر سياسات الرئيس جو بايدن التي لا تحظى بشعبية، واتهمها بدلا من ذلك بأنها ماركسية "واستمر في شن هجمات غاضبة على المهاجرين".

واضاف دونوفان لوكالة فرانس برس "لا يجدر بنا أن نتوقع أن يكون لهذا النقاش تأثير فوري في استطلاعات الرأي، لكنه سيعزز بالتأكيد الروح المعنوية في وقت يشعر الديموقراطيون بالقلق".

"غش"

وخلال تعقيبه على أدائه في مقابلة مع قناة فوكس نيوز ذات الميول المحافظة، ادعى ترامب الأربعاء أن المناظرة لم تكن منصفة بحقه. وقال "حصل غش، مثلما توقعت، لأنك عندما تنظر إلى الوقائع ترى أنهم كانوا يصححون كل شيء (أقوله) ولا يصححونها".

كما انتقد نجمة البوب تايلور سويفت لأنها أيدت هاريس بعد المناظرة، بقوله "لم أكن من المعجبين بتايلور سويفت... إنها شخص ليبرالي جدا. يبدو أنها تؤيد دائما المرشح الديموقراطي، وستدفع على الأرجح ثمن ذلك في السوق".

بعد حلولها محل بايدن في يوليو، استفادت هاريس من موجة من الحماسة طغت على مؤتمر الحزب الديموقراطي وعززت شعبيتها وحصلت بفضلها على تبرعات بلغت أرقاما قياسية. ومع انسحاب بايدن من السباق صار ترامب البالغ 78 عاما يواجه أسئلة حول تقدمه في السن وقدراته الذهنية مع التركيز المتجدد على خطاباته غير المتماسكة والمتشعبة في كثير من الأحيان.

لكن هاريس البالغة 59 عاما عانت من جمود نسبة تأييدها في استطلاعات الرأي قبل المناظرة.

التوجه إلى الوسط

تعمل هاريس على استقطاب ناخبي الوسط، وتركز على الجمهوريين المناهضين لترامب ومن بينهم نائب الرئيس السابق ديك تشيني وابنته ليز التي فقدت منصبها كرئيسة للمؤتمر الجمهوري في مجلس النواب بسبب معارضتها لترامب.

في الأثناء، يركز ترامب اهتمامه على قاعدته إلى حد كبير، عبر تحذيره من المهاجرين الذين يصفهم بأنهم مجرمون ورسم صورة قاتمة لبلد "في حالة انحدار" هو الوحيد القادر على إنقاذه.

في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في نهاية الأسبوع، توعد ترامب بمقاضاة المانحين الديموقراطيين والمحامين ومسؤولي الانتخابات الذين يمارسون وفق تعبيره سلوكيات "عديمة الضمير" في نوفمبر.

واستغل المناظرة الثلاثاء لمضاعفة مزاعمه الزائفة بشأن تزوير الانتخابات في عام 2020.

وحضر ترامب وهاريس الأربعاء مراسم إحياء الذكرى الثالثة والعشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001 التي شنها تنظيم القاعدة.

وتتوجه هاريس غداً إلى كارولاينا الشمالية، وهي من بين بضع ولايات من المتوقع أن تقرر مصير الانتخابات. هنا تمكنت هاريس من التقدم بست نقاط خلال الشهر الماضي لتتعادل مع ترامب.

بعدها تعود إلى ولاية بنسلفانيا المتأرجحة الرئيسية الجمعة.

من جانبه يخاطب ترامب مؤيديه في توسون بولاية أريزونا غداً للتركيز على "اقتصادنا المتعثر وارتفاع تكلفة الإسكان".

ويتوجه تيم والز، المرشح كنائب لهاريس، إلى ميشيغن وويسكونسن من الخميس إلى السبت.

أما نظيره الجمهوري جيه دي فانس فعليه أن يتعامل مع تداعيات تصريحات جديدة مثيرة للجدل بعد أن كرر الاثنين الادعاء أن المهاجرين الهايتيين يسرقون الحيوانات الأليفة في أوهايو ويأكلونها، الأمر الذي كرره ترامب خلال المناظرة، على الرغم من نفي سلطات الولاية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: استطلاعات الرأی

إقرأ أيضاً:

لقاء ودي بين بايدن وترامب في البيت الأبيض

المناطق_متابعات

عقب خروجه منه غاضباً قبل 4 سنوات، عاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، إلى البيت الأبيض، بعد أن دعاه الرئيس الحالي وخصمه اللدود جو بايدن إلى زيارته وتناول الغداء.

“انتقال سلمي للسلطة”

فقد التقى الاثنان في المكتب البيضاوي واتفقا على انتقال سلمي للسلطة.

أخبار قد تهمك ترامب يرشح ماسك لتولي قيادة وزارة كفاءة الحكومة الأمريكية 13 نوفمبر 2024 - 2:53 مساءً ترامب يرشح مقدم البرامج في شبكة “فوكس نيوز” بيت هيغسيث وزيراً للدفاع 13 نوفمبر 2024 - 8:27 صباحًا

كما بدأت الزيارة بمصافحة ودية بين الرئيسين السابق والحالي.

بدوره، هنأ بايدن الرئيس المنتخب على نجاحه بالانتخابات.

بالمقابل، قبل ترامب التهنئة شاكراً سلفه.

كما أكّد على أن العملية الانتقالية ستكون “أسلس ما يمكن”، قائلا: “السياسة صعبة وليست عالما جميلا. لكن العالم جميل اليوم، وأنا أقدّر ذلك خير تقدير”.

ومن المرجح أن يناقش بايدن وترامب عددا كبيرا من الموضوعات، من بينها السياسة الخارجية.

أتت هذه الزيارة التي عادة ما تكون بروتوكولية عادية، حاملة طابعا مميزا، لاسيما أن ترامب لم يتقبل بصدر رحب على الإطلاق خسارته عام 2020، بل اتهم فريق بايدن بالتزوير والتلاعب بالنتائج.

كما أمضى السنوات الأربع الماضية يهاجم بايدن، ويصفه تارة بالعجوز الخرف، وطوراً بالضائع والضعيف.

مواضيع هامة

وكانت مصادر الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، كانت أكدت أن الرجل مهني وسيتطرق خلال اللقاء إلى مواضيع هامة من بينها أوكرانيا.

كذلك سيؤكد للرئيس العائد أن فريقه سيسعى بكل ما أوتي من قوة إلى تسهيل تسلمه السلطة وتولي مهامه.

يذكر أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير كانت قالت للصحافيين أمس الثلاثاء عن قرار بايدن دعوة ترامب: “إنه يؤمن بالأعراف، يؤمن بمؤسستنا، يؤمن بالانتقال السلمي للسلطة… هذا هو العرف. هذا الذي من المفترض أن يحدث”.

مقالات مشابهة

  • صفقة أم هدايا متبادلة بين نتنياهو وترامب؟
  • بايدن وترامب يناقشان مسألة المختطفين في غزة
  • لماذا صمت داعمو هاريس في هوليود بعد فوز ترامب؟
  • الحزب الجمهوري يحسم السيطرة على مجلس النواب الأميركي
  • لقاء ودي بين بايدن وترامب في البيت الأبيض
  • بايدن وترامب يعدان بانتقال سلس للسلطة
  • تفاصيل لقاء بايدن وترامب بالمكتب البيضاوي
  • بايدن وترامب يتعهدان بانتقال سلس للسلطة
  • بايدن يجتمع مع ترامب في البيت الأبيض
  • مقال في الغارديان: عدم تغيير المسار بشأن غزة كان خطأ فادحا من هاريس